كلمة الميثاق - تصعيد العدوان السعودي الهيستيري على اليمن وإيغاله في سفك دماء اليمنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وبتلك الصورة الاجرامية البشعة التي لا تنمُّ إلا عن غلٍّ وحقد وصل إلى حد استهداف الشعب اليمني بشراً وحجراً وشجراً.. الإنسان والحضارة والتاريخ، هذا العدوان لن يحقق غايته في تركيع الشعب اليمني وإذلاله وكسر إرادته الصلبة بهدف استمرار الوصاية على شعب قرر أن يعيش حراً أبياً مستقلاً يملك قرار نفسه.
وفي هذا السياق، فإن اللافت والمثير للاستغراب والدهشة أن وتيرة التصعيد العسكري تتزايد وترتفع كلما لاح في الأفق بارق للحل بين اليمنيين وأنهم يختلفون ويتفقون من أجل مصلحة شعبهم وعزته ورفعته، وليس من أجل حفنة من المال المدنس المدفوع من آل سعود ثمناًَ لشلال الدم المسفوك دون وجه حق.
إن ما يقوم به العدوان الغادر والجبان لن يفتّ في عضد شعبنا اليمني ولن يزيده إلا تلاحماً وصلابة وصموداً في مواجهته والتصدي له، كما يزيدهم إصراراً على أن الحل لن يأتي إلا عبر حوار يمني - يمني، وهو ما تعمل السعودية على عدم الوصول اليه بعدوانها ومحاولة إفشاله بشتى السبل.. هكذا هي تعاطت في الماضي وتتعاطى في الحاضر مع أي جهد سياسي داخلي وإقليمي ودولي لإعادة الأمن والاستقرار والسلام إلى اليمن، ويكفي الإشارة إلى دورها في تأجيل مؤتمر جنيف لحل الأزمة في اليمن، معتقدةً أن بإمكانها تغيير نتائج حربها العدوانية على الأرض لصالحها مع أن 75 يوماً من العدوان الهمجي لم يؤدّ إلاّ إلى نتائج عكسية تتناسب في حجمها مع تصعيد العدوان على شعبنا الذي يريد الخروج إلى بر الأمان والسلام موحداً ومستقراً ممسكاً زمام شؤونه بنفسه بعيداً عن أية وصاية، وهذا يتجلى واضحاً في إصراره على عقد لقاء جنيف بدون شروط مسبقة.. والعمل على نجاحه بما يصب في مصلحة حاضر اليمن ومستقبل أجياله..
إن حل الأزمة اليمنية لا يمكن أن يصنعه الفارون من الوطن ومؤيّدو العدوان، وإنما يصنعه أبناء هذا الشعب الذين يعانون من العدوان والحصار الظالم وهم ثابتون ويتصدون للمعتدين على الأرض.. غير مبالين بكافة الممارسات غير الأخلاقية التي يرتكبها العدوان واعوانه وحلفاؤه، والتي تتنافى مع كافة الشرائع السماوية والقوانين الدولية..
وتجدر هنا الاشادة بالجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن في سبيل عقد لقاء جنيف ورفض الخيار العسكري لحل الأزمة اليمنية.
|