استطلاع / عبدالكريم المدي -
أكد عدد من الناشطين والحقوقيين وقيادات المجتمع المدني على تدفق السلاح والمال من السعودية للعملاء والمرتزقة في اليمن ومحاولة الدفع بالمجتمع اليمني نحو الاحتراب الأهلي وتقوية شوكة الإرهاب، معتبرين ما تقوم به السعودية من تدخل في شئون اليمن يمثل انتهاكاً سافراً للمواثيق الدولية والقانون الدولي وقيم الجوار..
وقالوا في أحاديث لـ«الميثاق»: إن التصدي لهذه المؤامرة الخطيرة التي تقودها المملكة السعودية واجب على كل يمني وفي المقدمة الحقوقيون والاعلاميون والصحافيون والكتّاب والأدباء والمفكرون وشباب ونساء اليمن، لافتين إلى أن النظام السعودي يقوم من خلال هذه الممارسات العدوانية بنسف الجهود الدولية الصادقة منها في محاربة الإرهاب .
ودعوا إلى تشكيل جبهة داخلية مهمتها رصد وتوثيق ما تقوم به السعودية وإعداد ملفات لمحاكمة آل سعود أمام القضاء المحلي والدولي ..وكذا افشال مخططاتها وتوعية المجتمع بالتصدي لها بمختلف الأساليب.. فإلى الحصيلة..
يجب فضح عملاء السعودية
في الداخل وسرعة محاكمتهم
من جانبه تحدث الناشط والحقوقي محمد عودين قائلاً: إن استمرار تدفق المال والسلاح السعودي لبعض الأطراف والقوى والعناصر الإرهابية أساليب يجرمها القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة وكل القوى الشريفة في العالم ، كما أنه يعبر عن موقف وسياسة سعودية تقف على النقيض من التوجه الواضح للمجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا في مكافحة الإرهاب ووضع حد له ، فيما السعودية تدعمه في اليمن وطائراتها ترمي الأسلحة والمال وأجهزة الاتصالات وكل ما يحتاجه الإرهابيون على مرأى ومسمع من العالم كله لتنفيذ أجندتها.
إن ما يجري اليوم في الساحة يوجب على كل الحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني والناشطين والصحفيين والإعلاميين أن يقوموا بمسئولياتهم الوطنية والتاريخية والإنسانية في فضح ومحاكمة هذه السياسة السعودية العدائية ضد اليمن وضد العالم وضد جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة والعالم، ناهيك عن دعمها الواضح لقيام حرب أهلية في اليمن من خلال هذه الأعمال الجبانة.
واضاف: لابد أن يتم رصد هذه الجرائم والممارسات السعودية ومعها حالات التواطؤ والعمالة في الداخل وتوثيقها وجمع الأدلة الكافية بخصوصها ومن ضمنها بيانات تلك الاحزاب والجهات الداعمة للعدوان ومواقفها الرسمية وكذلك مواقف الاشخاص وتصريحاتهم التي تمس الأمن القومي للوطن، وجمع كافة القرائن لمن يقومون بممارسة العماله بالفعل او التحريض او قيامهم بتشكيل ميليشيات مسلحة تقوم بالاعتداء على افراد الجيش والامن والتحريض عليهم ، والبدء بتقديم هذه الملفات والوثائق للجهات القضائية والتعامل معها وفقاً للقانون.
السلاح السعودي والتركي والإيراني جريمة بحق اليمن
قال الروائي والأديب الكبير محمد الغربي عمران: إن تدفق السلاح السعودي الى اليمن جريمة كبرى وأمر مرفوض تماما ويجب على اليمنيين الشرفاء التنبه له والوقوف في وجه هذا الجرم والفتن ومنعها وقطع دابرها..
وأضاف: نحن ضد تدفق السلاح لأطراف وقوى خارج القانون سواءً أكان من السعودية أم من إيران وأمريكا أو غيرها..
في الحقيقة هناك أسلحة تصل بطرق مختلفة بتمويل تركي وقطري وغيره.. ولن نكون منصفين إذا لم نقل إن هناك سلاحاً إيرانياً أيضاً يتدفق لليمن .. بمعنى نحن نقتل أنفسنا بالوكالة عن القتلة في تلك البلدان .. كما أننا نحارب لحماية وترسيخ النفوذ الأجنبي في بلادنا وهذا يجب أن يتوقف ويتصدى له الشرفاء ومنظمات المجتمع المدني والحقوقيون والكتاب والمفكرون وكل القوى الحية في البلد..
أكرر وأقول علينا أن لا نكذب على بعضنا ونغفل حقيقة أن هناك من يحارب ويقتل ويدمر مقابل أوامر خارجية وأموال خارجية .. لقد أخطأ ساستنا بدءاً من الثورات المصنعة خارجياً، مروراً بالتحالفات التي تمت ليتواجه الجميع من أجل تنفيذ الأجندة السعودية- الإيرانية .. كلنا شركاء في التدمير والقتل «الخونجية» تحت مسميات المقاومة والحوثي سيطر على القوات المسلحة.. وبصراحة نقولها نحن شركاء في تدمير بلدنا بأوامر وأموال خارجية.
مهما تدفق المال والسلاح السعودي فالشعب لهم بالمرصاد
قال الأستاذ عبدالملك حسن السياني - رئيس النقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية بمحافظة صنعاء :
مايقوم به آل سعود من عدوان وحشي وبربري وغير مبرر على اليمن ، يندرج ضمن مخطط «صهيو امريكي» لتدمير مقدرات البلدان والشعوب العربية الحرة وتجزئتها ونشر الفوضى والقتل ، وقد بدأ تنفيذ المخطط في اليمن في عام 2011م الا ان القوى السياسية الوطنية قدمت -آنذاك- التنازلات لافشال ذلك المخطط الخبيث ، ومع ذلك حاولوا جر البلاد الى حرب أهلية عن طريق أدواتهم في الداخل والمتمثلين بجماعة الإخوان الذين قاموا بهيكلة الجيش ليسهل عليهم السيطرة الكاملة على الدولة، وتزامنت الهيكلة مع تنفيذ عمليات انتحارية واغتيالات ممنهجة وشعروا انه لم يتبق أمامهم عقبة تمنعهم من السيطرة الكاملة والمحكمة على البلاد ، إلا أنصار الله، وهكذا بدأت حكاية دماج والحشد الهائل معها بشرياً ومالياً وإعلامياً في الداخل والخارج ينفذه الإخوان وبكل قواهم لحصار صعدة وقتال الحوثيين، وبحجة مذهبية ، طائفية عنصرية وهي نصرة السنة ، وخروج ( أسد السنة) حينها يعلن انه قد حان الوقت لإبادة الرافضة والمجوس في وقت وجيز ، طبعاً كل ذلك بدعم مادي ومعنوي هائل من آل سعود الذين يمولون اليوم نفس هذه القوى بالمال والسلاح وتسخير الإعلام، ولكن ارادة الله سبحانه ستحول دون تحقيق ذلك ..
وأمام تلاحم اليمنيين والحقوقيين والقوى الشريفة ومعها أصحاب الفكر سيخسر العدوان ويحاكم أمام الضمير العالمي والإنساني بحول الله.
واضاف السياني: المهم عندما شعر آل سعود بأن اياديهم وأذرعهم في اليمن تتقطع الواحدة تلو الاخرى وبات ما خططوا له- وهو سيطرة الاخوان الذين هم اصل القاعدة وداعش والذين هم امتداد للوهابية التي خرجوا من عباءتها- بات مستحيل التحقق.. فقامت السعودية وبشكل هستيري بمباشرة العدوان وتنفيذ الهجمات الارهابية على اليمن بأحدث الطائرات وارسال السلاح والمال لعملائهم .
إن هذا التوحش والعدائية وهذا الكم الهائل من الغارات الجوية على كل ما هو موجود في اليمن من بشر وحجر وشجر وبوحشية فاقت عدوان الصهاينة على غزة ولبنان ، تزامن مع ضخ الاموال الهائلة وادخال الاسلحة الحديثة براً وجواً وبحراً لـ (لقاعدة والاخوان) في اليمن بل وحشد الدواعش من عدة دول مثل سوريا وليبيا ومن نجد والحجاز، كل ذلك يتم على مرأى ومسمع ممن يدّعون انهم يحاربون الارهاب وانهم يدافعون عن حقوق الانسان، والذين اسكتهم المال العربي الذي يسرقه آل سعود وينفقونه لصالح المشروع والمخطط «الصهيو امريكي».. وما تسخير هذا العدد الهائل من الطائرات الحديثة لدعم القاعدة وداعش ويجمعهم تنظيم الاخوان ودعمهم بالسلاح والمال والاعلام القذر، إلاَّ دليل كافٍ على ان اصل الارهاب وأدواته يأتي من آل سعود الذين يدّعون أنهم حماة الاسلام، ولقد قال سيد الخلق من لا ينطق عن الهوى: بأن نجد ينزغ (يخرج ) منها قرن الشيطان.. هذه الاسرة الظالمة المغتصبة لنجد والحجاز ونجران وعسير وجيزان والمزروعة في قلب الأمة هي قرن الشيطان.. وستسقط بسبب هذا العدوان الاجرامي الذي تقوم به على اليمن.
بتعزيز الجبهة الداخلية سيفشل المخطط التآمري
أما الأستاذ عبدالرحمن الصباري- رئيس النقابة الوطنية للتعليم في ديوان عام وزارة التربية والتعليم- فقال: العدوان والقتل يعدان جرائم بحق الإنسانية ومجرّمين في كل القوانين والثقافات والاتفاقيات الدولية التي تضع النظام السعودي اليوم أمام المحاكم الدولية لقيامه بالعدوان أولاً.. وتسليحه للقاعدة والإرهاب ومدهما بالمال وبكل ما تحتاجه للقيام بالعنف واشعال نيران حرب أهلية في اليمن.
واضح تماماً أن الهدف من هذه الممارسات السعودية هو الحرب الاهلية بدرجة رئيسة فهي مستفيدة من تعدد الأجندة السياسية وطابور العملاء الذين يعملون معها في بلادنا.
وفي ظني إن أفضل طريقة لوقف هذا العدوان الإجرامي البربري وتدفق السلاح والمال لقوى العدوان هو تقوية وتعزيز الجبهة الداخلية بالشرفاء والمخلصين والقوى الوطنية وإبراز جرائم وممارسات العدوان للعالم كله وكذا التنسيق مع القوى الحية والحقوقيين والمثقفين في العالم وتعزيزهم بالأدلة والوثائق اللازمة لفضح العدوان ومحاكمته وافشال مخططاته في اليمن والمنطقة .
على المكونات السياسية إفشال محاولة نقل مأساة سوريا إلى اليمن
وقال الناشط البارز عبدالوهاب الشرفي: السعودية تتمادى أكثر وتتورط كل يوم أكثر في اشعال المنطقة عموماً واليمن خصوصاً بالطائفية والاحترابات الأهلية والصراعات الداخلية، ولعل هذا هو السيناريو الاسوأ الذي تقوم به اليوم والذي يجب ان يتصدى له الجميع ، كل من ينتمي لهذا الوطن وللإنسانية والسلام .. وفي كل الأحوال نتمنى ان لا تصل البلد اليه، فما يتم العمل عليه هو دفع اليمنيين لاحتراب واسع ودفع البلد الى حاله تشبه الحالة السورية ، فالعمل على اضعاف اطراف وتقوية اطراف يعني الزج بالبلد في احتراب طويل الأمد سيأتي على البلد بالكامل.. والاخطر انه سيخرج شأن اليمنيين من ايديهم وستتحول المكونات اليمنية جميعها الى دمى تتلاعب بها قوى خارجية هي التي سيكون بيدها التحكم في مصير اليمن وستعمل تلك القوى على تصفية حساباتها وتحقيق مصالحها انطلاقاً من ملف الازمة اليمنية..
وأعتقد أن مواجهة هذه المؤامرة تتطلب ان تضع كافة المكونات اليمنية الحريصة على بلدها ومستقبله هذا الامر نصب عينها وان تعمل على مراجعة مواقفها وتقديم التنازلات الممكنة في سبيل تفويت الفرصة على العابثين من الخارج واستعادة المكونات اليمنية كلها الى طاولة الحوار والخروج بحلول عملية للازمة اليمنية دون تصلب ودون شخصنة للقضايا ، هذا بالاضافة الى توعية المواطن اليمني عبر الوسائل المختلفة بمخاطر هذا النوع من ادارة الازمة اليمنية كي لا يتقبله البعض تحت اي مبرر أو أي مسوغ كان.
|