استطلاع / عبدالكريم المدي - اعتبر عدد من قيادات منظمات المجتمع المدني والمثقفين والأدباء أن موقف المجتمع الدولي تجاه العدوان السعودي الغاشم والبربري ضد اليمن موقف معيب ومتخاذل ويؤكد أنه يكيل بمكيالين ولا يتخذ مواقفه- وتحديداً الغرب- بناءً على قيم نبيلة تحترم حقوق الإنسان وسيادة الدول.
مشيرين- في تصريحات لـ«الميثاق»- إلى ان العدوان السعودي الإجرامي على اليمن وبهذه الوحشية قد عرّى دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمعات التي دائماً ما تهتف بالحرية وتزايد وتبتز بها شعوب العالم بطريقة قذرة ومنحطة، واليوم - كما قالوا - تسكت كل دول العالم وتعطي النظام السعودي الضوء الأخضر والسلاح بل وتساعده في العدوان بسبب المال الذي تضخه الأنظمة الخليجية لأصحاب القرار ومراكز النفوذ والإمبراطوريات الإعلامية في الغرب والشرق كي تسكت على الجرائم التي تُرتكب بحق اليمن أرضاً وإنساناً وتاريخاً وحضارة.. فإلى الحصيلة:
المتشدقون بحقوق الانسان يغضون الطرف عن جرائم السعودية
قال الكاتب حاتم علي - عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين: الموقف الذي يبديه المجتمع الدولي تجاه العدوان السعودي على اليمن وبهذه الطريقة والوحشية موقف أقل ما يمكن أن يصفه المرء بالمنحط البعيد عن العدالة والمتناقض مع الشعارات التي طالما تغنت وتتغنى بها الدول الغربية حول الديمقراطية والحرية والعدالة وحقوق الإنسان وسيادة الدول وكرامة الإنسان.
لم يكن مفاجئاً لنا كثيراً ظهور أمريكا وأوروبا والغرب عموماً بهذه السلبية تجاه ما يتعرض له شعب بأكمله من عدوان وقتل بشع وتدمير لكل المقدرات وحصار شامل وخانق براً وبحراً وجواً،
الغرب للأسف الشديد وعلى رأسه أمريكا التي طالما تشدقت بالديمقراطية وحقوق الإنسان ومعها بريطانيا وفرنسا لم تكتفِ بالصمت أمام العدوان السعودي على شعبنا وما يرتكبه آل سعود من جرائم بشعة بحق الإنسانية ، بل مدت السعوديين والخليجيين بالأسلحة المحرمة والقذائف الحرارية والقنابل العنقودية والقذائف الفراغية وطائرات التيفون وإف (16) وغيرها .
اضافة إلى تزويد طائرات العدوان بالوقود في الجو من قبل الطائرات الأمريكية، إلى جانب تمكين السعوديين من كل الاحداثيات والمعلومات الاستخباراتية عن المواقع العسكرية والمنشآت المدنية وغيرها..
لا أريد أن أن أطيل في الحديث حول هذا الأمر لكن أضيف معلومة الجميع تقريباً يعلمها وهي مشاركة الكيان الصهيوني في العدوان مع السعودية من خلال وجود ضباطه- كما ذكرت ذلك كبريات الصحف العالمية- في وزارة الدفاع السعودية وقاعدة خميس مشيط وتنسيقهم الكامل في العمليات العسكرية العدوانية في اليمن.
حقيقة اليوم واضحة ولا تحتاج لأي دليل ، فالعالم بموقفه الساكت تجاه شعب يقتله «اشباه الرجال» ويدمرون مقدراته ويقتلون أبناءه غض الطرف وصم أذنيه عن أعرق أمة تعاني الحصار والقتل من السماء.
لقد آثر هذا العالم اليوم المال السعودي والخليجي وفتح عينه على ريالاتهم ودولاراتهم، في موقفٍ رخيص يفصح بأن هؤلاء ميتو الضمائر، فاقدو الاحساس بمعاناة شعب.
إن العالم الغربي يؤكد كذب شعاراته وسقوط قيمه التي شغل العالم بها ، وفتح أشرعته لوهم الحياة والأموال..
لكن في النهاية اليمن سيبقى رغم قبحهم ، اليمن سيبقى رغم رعونة أحقادهم علينا.
شعارات الغرب البراقة سقطت في أيام العدوان على اليمن
وتحدث الدكتور فازع المسلمي- عضو هيئة التدريس بجامعة صنعاء- قائلاً: هذه هي الثقافة والمبادىء الحقيقية للعالم الغربي، عالم العولمة الذي يتسم بالكذب والابتزاز للآخر والتحقير من حياة الشعوب المغلوبة على أمرها ، بدليل أنهم لا يعنيهم ما يتعرض له الناس في اليمن طيلة 80 يوماً من حرب وحصار وقتل وترهيب وبشاعة لا نظير لها، ومع هذا نلاحظ الدوائر الغربية وما تتشدق به دوماً في مختلف المنابر والمناسبات من حقوق إنسان وحرية وعدالة وميثاق أمم متحدة وقانون دولي إنساني، وساطور مجلس الأمن المسلط على رقاب من يخرجون عن الطاعة الأمريكية، وما إلى ذلك من منظمات حقوقية وإنسانية، وحرية إعلام وغيرها من الشعارات الرنانة والزائفة التي طالما رفعوها، وسقطت في أكثر من مكان ومناسبة وما يجري اليوم على بلادنا من عدوان تخطّى كل الخطوط وتمادى كل شيء، هو خير دليل على السياسة الدولية التي يتخذها النظام الدولي بقيادة أميركا التي لا تتحرك إلاَّ وفقاً لمصالحها فقط، أما الجوانب الإنسانية والقانون الدولي وحقوق الإنسان فلا يعنيها ذلك في شيء، وهذا ما نسميه ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين.
والسؤال الذي نعتقد أهمية طرحه في هذا السياق هو : هل ستحرك الجرائم السعودية التي تُرتكب بحق الشعب اليمني الضمير الإنساني الحي وفي المقدمة الكتاب والمفكرين والإعلاميون والحقوقيون والأدباء والفنانون والناشطون في العالم عامة وفي الغرب خاصة للتحرك وإدانة هذه الجرائم وإطلاع المجتمعات عليها، ومن ثم الضغط على الأنظمة السياسية والأحزاب الفاعلة هناك لتغيير موقفها من الأنظمة الخليجية حيال هذه الحرب الظالمة وايقافها ومحاسبة القتلة ومن سببوا للشعب اليمني كل هذه المآسي والخراب والجرائم؟
سننتظر هذا الموقف النبيل من شرفاء العالم ومن الضمير الإنساني الذي لابد له أن يصحو مهما كانت حدة الضغوطات السعودية والخليجية وكمية الأموال الضخمة التي تشتري بها المواقف السياسية والإعلام من خلال اللوبيات التي معها هناك ومن خلال تحالفها مع النظام الصهيوني في هذه الحرب وغيرها.
اليمنيون يُقتلون من البر والبحر والجو..وآن للضمير العالمي أن يصحو
قال الخبير الألماني- من أصل يمني- الدكتور/ صادق حزام المهدي: هنا تكمن قسوة الغرب وهنا يسقط المشروع الغربي في الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، هنا يكتشف الذين لم يكتشفوا الغرب بعد ، يكتشفون المركز الذي يتغنى بالقيم والمثاليات والشعارات الإنسانية والقيم الكبرى التي تهوي للمستنقع أمام العدوان السعودي الخليجي على شعب فقير وحر وحي وكريم وهو الشعب اليمني الذي يقتل وينكل به ويحاصر ويدمر ويعاني شتى أنواع الظلم والقهر والحرمان على يد أعتى دول العالم التي تقوم بالعدوان عليه وتجويعه وقتله، ومن لم يقتل بصواريخ طائرات الغرب التي تزود الخليج بها يموت جوعاً ويموت قهراً ويموت بسبب انعدام الدواء والماء والأمن .
هذا هو الوجه الأميركي الغربي القبيح، هذا هو وجههم الحقيقي ، وهذه هي حقيقة قيمهم الزائفة التي تتفرج على شعب يقتل وتنتهك سيادته بكل وضوح وترتكب جرائم حرب وضد الإنسانية بحقه، وامريكا وأخواتها يدعمون هذه الجرائم ويمدون المجرم بما يحتاجه من سلاح ومواقف سياسية وقرارات دولية..
على اليمنيين أن لا يعوِّلوا على المواقف الدولية الساقطة والسلبية تجاه العدوان، بل عليهم أن يعتمدوا على أنفسهم في مواجهة العدوان وتوثيق ورصد جرائمه بشفافية ومصداقية، وسيأتي اليوم الذي يحاسب ويحاكم فيه المعتدون على ما اقترفوه بحق هذا الشعب وبحق الإنسانية.
واضاف المهدي: اليمن يقتل بشكل منظم بارد ومهول وبدون حتى شهود أو حضور صحافي.. يوازي على الأقل أخبار خطف سائح أو دبلوماسى..
اليمن صار غوانتانامو الأمم المتحدة.. ووكلاؤها يمارسون فيه ما يحلو لهم ..ويفتك بالملايين.. والقادم أبشع إنْ لم يصحوا أبناء اليمن.. ويكونوا يمانيين فى المنفى، يمانيين فى اليمن كرماء كما يرغبون..لا مقاتَلين ومستباحين كما يراد لهم.
أتكلم حول هذه الجريمة بكل أبعادها بألم وحزن شديدين ، وأقول : لم يحدث من قبل أن تخنق دولة وشعب بكل أنواع القتل فى وقت واحد.. براً، بحراً، جواً.. ثم اقتتال داخل «الجمنة» نفسها.. مايجري في الواقع فوق تصور الخيال.. وقد آن الأوان للعقل الجمعي أن يصحو دون تمييز طائفى أو مناطقى أو سياسى.. حان لليماني أن يكون يمانياً فعلاً وهم لها أهلٌ رغم كل الجراح وحرارة أفران الأحداث الجارية.
|