الميثاق نت -

الإثنين, 15-يونيو-2015
< لقاء: فيصل الحزمي -
قال الشيخ جبري إبراهيم إن شهر رمضان المبارك يشكل فرصة لتوحيد المسلمين وتطهير القلوب من النفاق والرياء والحسد والعداوة.
ودعا جبري الى سرعة وقف الاقتتال بين ابناء الشعب الواحد مشيراً الى أن قتل المسلم لأخيه المسلم ليس جهاداً في سبيل الله. وناشد التجار والعلماء والأحزاب والشخصيات الاجتماعية والسياسية أن يتقوا الله في بلدهم وشعبهم.. الى التفاصيل..
> ما الدورس والعبر التي نستفيدها من شهر رمضان المبارك لمعالجة ما أصاب الأمة العربية والإسلامية من فتن؟
- بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلّم وبارك على سيدنا رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين.. الحقيقة أن شهر رمضان فرصة للوحدة وللاتحاد، فالمسلم الذي يفطر في وقت واحد مع كل المسلمين ويصوم أيضاً معهم في وقت واحد لاشك أن هذا يزرع فيه روح الوحدة والاتحاد ليكون الجميع على كلمة واحدة، وما دمنا اتحدنا في وقت الافطار والامساك ينبغي أن تكون الوحدة متمثلة في نفوسنا وفي مجتمعاتنا، ولا ينبغي أن يحل التشرذم والتفرق والعداء بيننا، فشهر رمضان فرصة لتطهير القلوب من النفاق والرياء والحسد والعداوة، وأن تكون قلوبنا نظيفة حتى يتقبل الله منا.. رمضان نفحة من نفحات الله وفرصة من فرص الايمان.. يقول المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم-: «إن لربكم في ذلكم نفحات، قال: فتعرضوا لنفحات الله».. إذاًَ ينبغي أن نتعرض لنفحات الله بقلوب نظيفة لا حسد فيها ولا غل ولا عداوة بل ينبغي أن تكون فيها المحبة والإخلاص والطهارة.. فإن أردنا المغفرة في شهر رمضان شهر التوبة والإخلاص علينا أن نصفي قلوبنا من الحقد والكراهية.. كما نتعلم من شهر رمضان الصبر، ولاشك أن الأمة اليمنية تتعرض لكثير من الابتلاء، فينبغي أن يكون الصبر ديدننا، لذلك قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الصيام نصف الصبر».. وقال الإمام علي بن أبي طالب - كرّم الله وجهه- :«إن الصبر من الإسلام بمنزلة الرأس من الجسد»، وفي القرآن الكريم أكثر من سبعين آية تتكلم عن الصبر.. وبيّن الحق سبحانه وتعالى أنه بوجود الصبر يرتقي الإنسان الى أعلى الدرجات، إذاً فهذا شهر الصبر، ولنصبر، والله يقول: «ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون» صدق الله العظيم.. إذاً هذا هو المحك الذي ينبغي أن نستفيد منه في رمضان.. رمضان يبعث فينا الإيثار وتفقّد المساكين.. يعلمنا أن نجوع لحظات لكي نتذكر المساكين والفقراء والجائعين، إذا كنا نجوع في هذا الشهر للعبادة والتقرب الى الله، فهناك من اخواننا المسلمين من لا يجد الأكل والشرب الا اليسير طوال السنة، فيجب أن تمتد الأيادي المحسنة والأيادي البيضاء الى الناس.
شيء عجيب
< هناك من يرى في شهر رمضان أنه شهر الجهاد مستدلاً بمعركة بدر الكبرى ويدفع باتجاه مزيدٍ من الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد في هذا الشهر الفضيل.. ما تعليقكم على ذلك؟
- نعم شهر رمضان كان شهر الانتصارات وفيه معارك عظيمة جداً سواء في عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- أو بعده، فلاشك أن رمضان شهر الجهاد ولا يعني بذلك أن الصيام يمنعنا عن الجهاد، لكن ما معنى الجهاد وفيمن يكون الجهاد.. مسلم يقتل مسلماً، هذا شيء عجيب، ويسميه البعض جهاداً وخاصة في بلد واحد ودين واحد ولغة واحدة.. هذا شيء غريب جداً، ينبغي أن يتوقف هذا، فرمضان شهر الرحمة، لذا يجب أن تنطلق فينا الرحمة جميعاً.. رمضان شهر المغفرة، وعلينا أن نستغفر جميعاً ونعود الى الله سبحانه وتعالى.. ولا يصح لمسلم أن يقتل مسلماً في رمضان أو في غيره من الشهور.. كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.
الدين دين الجميع
< ما نصيحتكم لمن يعمل على تطويع الدين لأهداف أنانية أو حزبية أو طائفية؟
- لاشك الدين دين الجميع ولا ينبغي أن تحتكره طائفة واحدة وتدّعي أنها المسؤولة عن الدين وأن غيرها لا يفهمون الدين.. هذا من الأشياء التي أصبنا بها في هذا الزمان.. نسأل الله أن يفقهنا في ديننا جميعاً وأن يردنا اليه مرداً جميلاً.. الدين دين الناس جميعاً وربنا يقول: «وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً»، ولا ينبغي أن يطوع الدين لفئة معينة، فالدين خالص لله ولا ينبغي أن تقول فئة أو حزب أو جماعة أو طائفة إنها التي تفهم الدين وحدها وينبغي أن يؤخذ منها الدين وغيرها لا يؤخذ منه، فلا ينبغي لأحدٍ أن يعمل نفسه وصياً على الناس جميعاً.
> في مثل هذه الأوضاع التي تعيشها اليمن.. هناك فئة ترفض التعامل مع الجهات الرسمية فيما يتعلق بالزكاة بحجة أن القائمين عليها مغتصبون للشرعية.. فما الجهة المخولة بجبايتها؟
- الجهة المخولة بجباية الزكاة هي الواجبات وتتبع الدولة.
التراويح نافلة
> هناك دور كبير معول على العلماء والدعاة والمرشدين للتوضيح حول صلاة التراويح خصوصاً أن هناك من ينكر على الناس أداءها؟
- أنا واحد من موظفي وزارة الأوقاف وأعمل مدير عام الوعظ والارشاد وهي الجهة المعنية بهذا الموضوع ولم يصدر قرار بمنع صلاة التراويح، ثانياً صلاة التراويح موجودة في السلف من قبل، ولا يستطيع أحد أن يمنعها، ثالثاً صلاة التراويح عبادة لله ولا أظن الحوثي سيقف ضد العبادة.. السياسة شيء والعبادة شيء آخر.. رابعاً.. ليست صلاة التراويح قضية.. فعندما سُئل الإمام ابن تيمية أن الناس اختلفوا في صلاة التراويح قال: اغلقوا الجامع وروحوا البيت، لأن جمع المسلمين فرض وصلاة التراويح ليست فرضاً ولا يوجد أحد في الدنيا يقول: إن صلاة التراويح فرض.. هي سنة من فعلها له أجرها ومن تركها لا إثم عليه، وأنا باعتقادي الخاص بصلاة التراويح أنها ليست سنة في الجامع جماعة.. الأصل أنها سنة في البيوت مع أنني لست شيعياً ولا حوثياً، أنا من الشافعية ومن أهل السنة والجماعة، لأن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- لم يجمع الناس لها.. ويجب على الذي يرى أن صلاة التراويح بدعة في الجامع ينبغي عليه ألا ينكرها على من يريد أن يصليها في الجامع خاصة وأن الذين صلوها كانوا أفضل منا في عهد الصحابة عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعاً.. وليس فريضة لكي نقول للناس يجب أن يصلوها مع أن الأغلبية هذه الأيام عظموها أكثر من صلاة العشاء، وتجد أن كثيراً من الناس لا يحضرون صلاة العشاء في المسجد ويحضرون صلاة التراويح وجعلوا النافلة أعظم من الفريضة، وهذه من الأشياء التي أعيبها ومن قبل أن يأتي الحوثي، ونلاحظ أن الذين يجتمعون لصلاة التراويح أكثر من الذين يجتمعون لصلاة العشاء أو الفجر.
التجار أمام حالتين
> ما رسالتكم للتجار الذين يحتكرون السلع مستغلين حاجة الناس لها في رمضان؟
- نحن نعول كثيراً على تجارنا أن يكونوا عند مستوى الحدث وأن يكونوا عند مستوى الإيمان.. قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- «التجار هم الفجار يوم القيامة إلا من اتقى الله وبر وصدق».. نريدهم أن يتقوا الله وألا يحتكروا السلع وعليهم أن يساعدوا الناس ويقدموا لهم المعونات.. وقال الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم:«التاجر الصدوق مع النبي والصديقين والشهداء يوم القيامة»، فنحن نرضى لتجارنا أن يرتفعوا هكذا يوم القيامة.. والنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «المحتكر خاطئ، ومعنى خاطئ أنه يسير في طريق فرعون، والله قال عن فرعون: «إنه كان من الخاطئين» وأي محتكر عليه أن يعلم أنه يسير في طريق فرعون وسيكون مصيره سيئاً.. والتجار عموماً أمام حالتين إما أن يرتقوا مع النبيين والشهداء والصادقين، أو ينزلوا الى الحضيض فيكونون مع فرعون وهامان.. والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم- لعن المحتكر.. نسأل الله السلامة.
> كلمة أخيرة..
- كلمة أخيرة أقولها لشعبنا اليمني أن يتقوا الله فينا، سواء التجار أو العلماء أو الأحزاب والشخصيات الاجتماعية والسياسية، أن يتقوا الله في بلدهم وشعبهم وعليهم أن يوحدوا صفهم ويجمعوا كلمتهم وأن يجنبوا اليمن الدمار.. فليس من صالح فئة ولا حزب ولا مجموعة أن يعم اليمن الدمار الذي يحصل الآن.. علينا أن نتصالح ونضع اليد باليد ونبني الوطن جميعاً ونبتعد عن المكايدات التي لا تفيد اليمن ولا اليمنيين ولنعلم أننا جميعاً غداً بين يد الله موقوفون وسوف نحاسب على كل موقف.. فالدماء التي تراق لاشك من أحلها سيأخذ ذنبها، ويجب أن يخرج العلماء أنفسهم من هذا ويصدروا بياناً آخر غير ما نحن فيه الآن وأنه لا يجوز قتل اليمنيين.. أما أن يقول مفتي في السعودية ان الشعب اليمني مجوسي واليمن يقر بهذا، فهذا يعني أننا نقر أن في اليمن مجوساً.. والمجوس هم الذين يعبدون النار.. فهل بعمرك الذي يقارب الأربعين رأيت في اليمن من يعبد النار..؟!

*******************

أهلاً رمضان
عبدالولي المذابي
< يستقبل اليمنيون شهر رمضان المبارك هذا العام بقلوب مجروحة وأيادٍ تمتد إلى السماء تضرعاً بأن يجعله الله شهراً تنكشف فيه الغمة وتزول، وينتقم فيه ممن اعتدى عليهم ونغص عيشتهم وتجبر عليهم بما أعطاه الله من فضله.
وعلى الرغم من الحرب البربرية التي يشنها النظام السعودي على اليمن واليمنيين والحصار الشامل الذي طال كل شيء من الغذاء والدواء ومتطلبات الحياة الأساسية وأدى الى توقف الأعمال والتجارة والتنمية، إلا أن اليمنيين اليوم أكثر إصراراً من ذي قبل على استئناف حياتهم والصمود في وجه العدوان السعودي الحاقد، ويتحينون الفرصة للرد كما أمرهم الله عز شأنه «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم»، وقد صار لكل يمني اليوم ثأر ومظلمة في مملكة آل سعود ونظامها الغاشم الذي لم يراعِ فيهم حق الجوار والاخوة في الدين وعلاقات المصاهرة والنسب، وأظهر آل سعود في عدوانهم السافر ما حاولوا إخفاءه طيلة عقود منذ إنشاء هذا الكيان المجبول على الحقد والكراهية وبدأت أوراق التوت تتساقط لتنكشف عوراته المخزية بعد تورطه في مؤامرات سفك دماء المسلمين والعرب في العراق وسوريا وليبيا واليمن وداخل السعودية أيضاً.
يأتي رمضان وقلوب اليمنيين معلقة برحمة الله لتشمل آلاف الأسر النازحة من بيوتها بعد أن طال القصف كل ما جمعته من حطام الدنيا لينتهي بهم المآل في مخيمات تفتقر الى الكثير من متطلبات الحياة.. ومع ذلك لم تتغير ثقتهم بالله ولم يتزعزع إيمانهم بعدله ورحمته.
ويبقى مؤتمر جنيف آخر محطة على طريق الحل على أمل أن يتمكن المجتمع الدولي من إيجاد مخرج لهذه الأزمة الكارثية بدءاً بإيقاف العدوان الوحشي البربري على اليمن وانتهاءً برفع الحصار الجائر وإعادة إعمار ما دمره العدوان السعودي الذي يبدو متعنتاً ومصراً على المضي في جرائمه دون رادع وفي ظل صمت دولي يثير الاستغراب والدهشة وكأن هناك تواطؤاً لإدخال المنطقة في أتون حرب لا تنتهي.
سيأتي رمضان وتزداد القلوب تآلفاً وسيتجاوز اليمنيون أزمتهم بتراحمهم وتعاونهم وسيكونون صفاً واحداً في مواجهة العدوان الغاشم بعزيمة لا تُقهر.
سيأتي رمضان ليزلزل عروش الطغيان ويجعل الظالمين عبرة لمن لا يعتبر، فعلى مدى التاريخ انتصر اليمنيون دائماً بصبرهم على عدوهم، وفي رمضان شواهد كثيرة على النصر، ولن يخذل الله اليمنيين لأنهم لم يظلموا ولم يتجبروا بل كانوا دائماً السباقين الى الخير وكانوا قدوة للناس في مواجهة الأزمات وتحويلها الى مناسبة للتكاتف ولمّ الشمل والتراحم فيما بينهم.. أهلاً رمضان الخير بين أهل الخير..
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43203.htm