علي الشعباني -
إن الدافع الرئيسي لقيام العدو السعودي بقصف المواقع الاثرية بصواريخ تدميرية هو نتيجة الحقد الاعمى لآل سعود على التاريخ اليمني الذي يمثل مصدر فخر واعتزاز لكل يمني يحمل في محفظته الهوية اليمنية التى عمرها آلاف السنين، وسطر التاريخ عنها في صفحاته انصع المآثر عن حضارة عانقت السماء شموخاً وإباءً وقوة وبأساً بلغت مشارق الارض ومغاربها، بعكس آل سعود الذين لا يوجد لديهم ما يفتخرون به اكثر من سروال الملك المؤسس الذي اهداه اياه أسياده الانجليز فكان بمثابة السبيل الذي وصل به مؤسس الدولة السعودية الى الحكم فطمس هوية شعب نجد والحجاز واعتمد اسم أسرته كهوية لسكان تلك المناطق الذين خضعوا له تحت حد السيف وليس نتيجة انبهارهم بسروال المؤسس..
بإمكان المتمعن في الفكر الوهابي الداعشي لآل سعود وأذنابهم في العراق وافغانستان أن يجد أن من يدمر آثار حضارة بلاد الرافدين وسبق ان دمر قبلها آثار افغانستان ويعمل على طمسها وتدميرها في سوريا ويقوم بقصفها في اليمن بالطائرات والصواريخ هو عقل واحد لا ينظر الى ذلك الارث الحضاري العظيم الا بعقلية الحاقد والمتطرف الديني الوهابي الداعشي، فالقاعدة في افغانستان وداعش في العراق وسوريا سعودية وهابية وجميعهم يستهدفون الآثار والموروث التاريخي بزعمهم انها اصنام وشرك وكفر، بينما هم واجدادهم كانوا يعبدون الاصنام ولم يدخلوا الاسلام الا تحت حد السيف.. والرسول صلى الله عليه وآله وسلم دمر الاصنام التي كان اجداد آل سعود يعبدونها من دون الله، ولم يأمر بتدمير الآثار وتخريبها وإلا لكان الصحابة الذين فتحوا العالم الاسلامي دمروا مافيه من آثار حينها ولم يصلنا منها شي لا في العراق ولا مصر ولا سوريا ولا اليمن ولكنهم لم يفعلوا ذلك لانهم مسلمون ولم يكونوا مدمرين كآل سعود وأتباعهم من الوهابيين الذين ينظرون إلى الآثار على انها اصنام محرمة فيما يتبركون بأصنام آل سعود من حين يصل الملك الى حين يموت.. انهم فعلاً اكثر صنمية من الاصنام نفسها ..
الشيء الأهم أنه في اي حروب وصراعات اهلية تستخدم الجماعات الارهابية كل الاساليب والسبل التى تمكنهم من الحصول على الاموال ابتداء من المتاجرة بالآثار مروراً بالمتاجرة بالمخدرات وانتهاء بالمتاجرة بالاعضاء البشرية والبشر انفسهم وهذا مانشاهده في العراق وسوريا وليبيا وحالياً اليمن.. فداعش وغيرها في تلك الدول تبحث عن اي شيء يمكن بيعه لجني اموال كثيرة.. لذلك هاجمت المتاحف والمواقع الاثرية بدعوى انها شرك بينما تقوم في الحقيقة بعرض تلك القطع الاثرية على مواقع التواصل الاجتماعية والانترنت للبيع، وها هي السعودية تستهدف الآثار والمواقع الآثرية في اليمن ودول المنطقة سواءً بالقصف او عبر تدميرهم للحضارة وطمس الهوية بغية تمويلهم للإرهاب والذي لا يخدم سوى اعداء الامة العربية والاسلامية.
إذا ما نظرنا الى الكم الكبير للآثار والتحف النادرة التى تم العثور عليها في منازل كبار قيادة عيال العاصفة وآخرهم المقدشي سنجد ان استهداف الآثار والمواقع الاثرية والمتاحف أمر مدروس من قبل مافيا تهريب وتدمير وبيع الآثار اليمنية التى يعد علي محسن والمقدشي وقيادات بارزة في الاخوان ابرز رموز تلك المافيا على مدى سنوات.. ولذلك هم ينظرون الى تلك الآثار كوجبة تسيل لعابهم عليها خاصة عندما تكون ميليشياتهم على مقربة من تلك المواقع الاثرية حيث يقومون بنهب تلك الآثار بعد ان تسهل لهم الطائرات السعودية المهمة ومن ثم يقومون بتهريب الآثار اليمنية عبر الممرات الخاصة بالنازحين كونها خالية من الاجراءات الامنية والتفتيش المتعارف عليه سواءً في المطارات او الموانئ او المعابر البرية ..فهي تستطيع نقلها خارج اليمن وبسهولة تامة.. ولذلك فإن قصف سد مأرب وقلعة القاهرة وجامع الهادي وصنعاء القديمة ووادي ظهر ودار الحجر وغيرها من المواقع الاثرية لم يكن عبثياً بل لانه مصدر تمويل للارهاب والمرتزقة ولانه يشفي غليل حقد آل سعود من هوية وتاريخ اليمن.. لذلك يجب على كل ابناء الوطن والجهات المعنية أخذ الاحتياطات الاحترازية اللازمة للحفاظ على الآثار وحمايتها فهي هويتنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ..وفعلاً- وكما يقال- من ليس له ماضٍ ليس له مستقبل..