عبدالله الصعفاني -
أصحاب المصالح جاهزون دائماً لأن يركبوا الموجة .. حركاتهم وسكناتهم حيث يكون المكسب المادي .. ولا عزاء لما في الكتب وعلى الألسنة من المحفوظات الأخلاقية .
♢ ألا تتذكرون كيف أن الذين قفزوا إلى سفينة علي عبدالله صالح وأثروا من داخلها قفزوا من ذات السفينة إلى سفينة عبدربه ، وها هم يقفزون من سفينة اليمن إلى البوارج والمطارات التي تقصف بلادهم .
♢ القضية أكبر من تسطيحها بحديث الموقف السياسي المختلف، فهناك سياسيون اختلفوا وانتقدوا لكنهم يبقون أبناء بلد ، لا يطعنون في الظهر ولا يقفون في صف العدوان أو يبررون قتل شعبهم وتدمير منشآت بلدهم على هذا النحو الفاجر الذي تشهده اليمن منذ قرابة ثلاثة أشهر .
♢ المثير للدهشة أن من يغامرون بمستقبل بلدهم هم في العادة الذين عاشوا حياة الرفاهية وهم يحكمون ، ويعيشون حياة الفنادق وهم يتنكرون ويهربون ويحرضون محدثين اهتزازاً وخلخلة في القيم وهم يرفعون شعار «نفسي نفسي» بينما كان معلّم البشرية الأعظم يردد «أمتي أمتي».
♢ ولا أبالغ لو قلت بأننا لو أدخلنا أسماء هؤلاء في الكمبيوتر مع تزويده بتفاصيل ما جنوه من المكاسب على منهج المناشير فإن الكمبيوتر سينفجر وقد يقذف من حوله بمفردات لا تتناسب مع شهر يحثنا للرد على الإساءة بالقول : إني صائم .
♢ الكارثة أن أسماء هؤلاء تشير إلى انتكاسة تبرز في شطحات المراهق السياسي وتردي وخزعبلات عجائز كما لو أنهم يضربون لشعبهم مثلاً على سوء الخاتمة .
♢ وأما بعد تذكير هؤلاء بما ارتكبوه من الجرائم في حق بلادهم فإن من نوافل إغلاق هذه الوقفة القول بأن اليمن- أمة وجغرافيا- أمام أزمة إظهار الصادق والكاذب .. المبدئي والانتهازي .. المسالم ومشعل الحرائق .. المخلص والبهلواني ، وبأنه حان الوقت للعودة إلى جادة الصواب.
♢ ولقد تأخر الجميع عن مهمة العودة إلى أسس وطنية وأخلاقية تأخذ في الاعتبار أن اليمنيين البسطاء المظلومين سيختصمون مع كل ظالم وكل متآمر وكل جلاد.. أمام الله.