أمة الرزاق جحاف -
لفَّت ستارتها الصنعانية البالية حول جسدها وحشرته في المساحة الفارغة بجواري على الباص لا أدري أكانت نهدة ألم أم تنهيدة تعب صدرت عنها غمغمت على إثرها متسائلة ما فعلنا بهم؟!.. وقع السؤال علينا كمن يلقي بحجر صغير وسط بركة ماء كل من سمعها في الباص كانوا يدركون أنها تقصد العدو السعودي ومع ذلك خيم الصمت وكأن سؤالها وجد له صدى يتردد داخل نفس كل راكب معنا، مافعلنا بهم. سؤال لم تكن حتى السائلة تتوقع له جواباً انكفأت المرأة على نفسها وغرقت في حيرتها، وحده الله يعلم ما الذي كان يدور في نفسها وبدا عليها سيماء من يبذل جهداً ليفهم مشكلة عويصة وساد الباص صمت ثقيل وبدا واضحاً أن كل راكب فيه غارق في أحزانه الخاصة وهمومه العامة.. فجأة تعالى صوتها يشق سكوننا متسائلاً من جديد وإن كان بنبرة أكثر وضوحاً إنَّا هم مسلمين أو ماشي ؟ حتى في رمضان طائراتهم بتقصفنا؟ والله ما كنا نتوقعها منهم ولو قد فعلنا ما فعلنا؟!!