الإثنين, 22-يونيو-2015
الميثاق نت -  عبدالكريم المدي -
لم يجرؤ الإصلاح وشركاؤه من المنظومة القبلية والعسكرية التي حكمت باسم الثورة طوال ثلاث سنوات ، منذ العام 2011م، وحتى جلوسكم (أنصار الله) على كرسي علي محسن الأحمر في قيادة ما كان يُعرف بالفرقة الأولى مدرع، وكرسي عبدربه منصور هادي في مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة في مجمّع العرضي ، على إقصاء أشخاص أمثال الأستاذ / طارق الشامي من وكالة الأنباء اليمنية سبأ، لقد عجزوا - بالفعل - عن ايجاد مدخل ومبرر مقنع يُمكنهم من اتخاذ قرار مجنون كقراركم الأخير المتمثّل في إبعاده من رأس الوكالة ..
وهل تعلمون لماذا عجزوا ؟ عجزوا لأنهم كانوا - في بعض الأمور - أذكى منكم ويدركون بأن شخصاً كارزمياً وعملياً بحجم الأستاذ طارق الشامي الممتلئ بالأخلاق والمهنية والتواضع والإبداع والمسئولية الكبيرة التي دائماً ما يُظهرها في أدائه الوظيفي والسلوكي سيفتح لهم باباً واسعاً من الانتقادات والاتهامات بسوء نيتهم ، هم في غِنَى وحلّ عنها.
بالله عليكم كيف تُفكرون وبِِمَ تفكرون ؟ وما المبررات القانونية والأخلاقية والسياسية التي سمحت لكم بإقالة الأستاذ طارق من قيادة وكالة الأنباء وفي هذا التوقيت ، وهل تجهلون حقّاً أن هذا الشخص المبدع الذي أصطبغت فيه كل قيم النُّبل والشرف ، كان ، ومايزال ، يُمثّل بكل عنفوان الإنسان والقيادي الناضج الكائن في كينونته ؟
وهل تجهلون - أيضاً - حقيقة أن هذا القرار سيولد عليكم سخط المؤتمر الشعبي العام وكوادره وأنصاره ؟
وهل تُدركون -يا أعزائي في جماعة أنصار الله- أنكم في مناسبات عديدة تُصرُّون على استغباء الناس وعدم الالتفات لمشاعرهم وآرائهم ومدى موافقة ما تقومون به لرغباتهم ومصالح البلد والعمل السياسي وتلاحم الجبهة الداخلية التي غالباً ما تتغنون بشعاراتها، فيما أنتم في الواقع تعملون كل يوم على تفكيكها وإضعافها ، غير مدركين أن هذا يؤدي لخنق وطن بكامله؟
فإذا ما جمعنا بسعة صدر وطول بال الكثير من قراراتكم ستكون النتيجة أنكم إقصائيون من الدرجة الأولى، وأن لكم - أيضاً - تموضعات وسياسات خفية ومعلنة،كما أنكم تبعثون برسائل ملفوظة وغير ملفوظة ، وكأن لسان حالها يقول إن الآخرين من المحسوبين على هذا الحزب ، أو ذاك هم الوقت العابر وأنتم الزمن الأبدي..
إن اتخاذكم قرارات متكررة من هذا القبيل يجعل المرء يستنبط من خلالها أنها تُتّخذ في لحظات يغيب فيها العقل والمنطق وتحضر العشوائيات والنيات غير السليمة التي تتفجر في عقول ونفوس أصحابها الذين لا يستطيعون اخفاء نزعاتهم وميولهم المتضاربة التي تُقدمهم للشارع على أنهم غير مهتمين بالحصول على الكيفية التي يجب أن تُرسي من خلالها الأسس الصحيحة للشراكة الوطنية والبناء والثقة المتبادلة بين شركاء العملية السياسية، وإن شئتم نستخدم مصطلح ( شركاء الفعل الثوري ) سنستخدمه ، وإن كان الأمر يبدو سيان ، فلا فرق عندكم بين هذا وذاك .
ولعل هذا ما جعل المجتمع اليوم مرتاباً ويقف على كفّ الفراغ والخوف والغربة والتلاشي ، سيما وأنتم تفاجئونه -ما بين فترة وأخرى- بإقصاء كادر من كوادر العمل الإداري والعسكري ُيمثّل حزباً سياسياً كبيراً ، ما كان لكم أن تحققوا 10% مما حققتموه اليوم بدونه ..؟ وهذه الحقيقة يجب لها أن تُقال وتُسمع ، من باب ذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
و إذاما كان وقد تناسيتم - يا أصدقائي - الحزب الذي ينتمي له الأستاذ طارق الشامي ، الذي اقصيتموه مؤخراً بشخطة قلم لأحد أعضاء اللجان الثورية ، نُذكّركم بأنه واحد من أهم قيادات المؤتمر الشعبي العام وواحد من أهم الوجوه والعقول الوطنية الشابة التي اثبتت من قبل مجيئكم للقصر الجمهوري بسنين عدة وطنيتها وكفاءتها وارتفاع قيمة أسهمها في بورصة العمل الوطني الشريف والصادق ..
أقول آسفاً ، إنكم وأنتم تتخذون قرار اقصاء الأخ طارق الشامي من رئاسة مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ تؤكدون أطروحات من يتهمونكم بممارسة العمل الهمجي والاقصائي بحق الجميع وبدون أي معايير، وأنه لا فرق في قاموسكم بين طارق المؤتمر وقحطان الإصلاح .
وسؤال أخير أودّ أن أطرحه عليكم هنا وهو : هل أنتم بالفعل ، -لهذا الحد- تبدون جماعة تعشق نفسها فقط وتفتتن بكل ما يُنسب لها ، جماعة منغلقة ومنقلبة على الآخرين ، سواء أكانوا أصدقاء ، أم أعداء ؟
عبارة أخيرة : تأكّدوا وتذكّروا أن الأستاذ والقيادي المؤتمري والوطني طارق الشامي وكل شخص مؤتمري ووطني سيظل ذلك العَلم الذي لم تفسد المصالح والسياسات والقرارات التعسفية مبادئه وقيمه وفكره الحر..
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:41 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43279.htm