الإثنين, 22-يونيو-2015
الميثاق نت -  عبدالرحمن مراد -
< لم يعد موضوع جنيف يشغل بال اليمنيين كثيراً، فالعدوان قد بلغ كماله، واستهدف كل شيء وأتى على كل شيء ولم يعد يملك أي شيء ليكون مبرراً له في الاستمرار، كما أن المال الذي حاول أن يحجب جرائم العدوان أصبح عاجزاً في الوقت نفسه عن الاستمرار، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ويكشف زيف الظالمين.
لقد ظن أمراء الثراء والحرب والعدوان أن فشل جنيف سيكون في مصلحتهم ويحفظ لهم جزءاً من كرامتهم المراقة على تراب اليمن وجباله ووهاده، ولا أرى ذلك إلا أمانيّ أو مدداً يستغرق نفسه في عَمَهِ الطغيان وهو كالسراب الذي يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله كحقيقة مطلقة تشع في الكون عدلاً وحقاً وتأبى فيه الفساد وتسنُّ التدافع بين البشر خوف شيوعه، وتبعث من تحت الرماد والأنقاض الحق وتمده بالقوة والنماء وتمنحه الروح المباركة التي تصر على الكينونة وتواجه الباطل فلاتزال تدمغه وتقهره الى أن يتقهقر ويخفت بريقه وتخمد ناره، ويقل أثر ماله وطغيانه ويترمَّد ليبزغ الحق مستنداً الى قيم الخير والحق والعدل الى أن يفسده الزمن ويتداخل في المصالح وتنحاز فئة الى أخرى وتنبذ فئة ويصبح هناك ظالم ومظلوم وتختل موازين الله وعدله بين عباده، حينها تبدأ دورة التدافع دفعاً لضرٍّ ولفساد وتحقيقاً للحق والخير والعدل، وهكذا دواليك هي سنن الله في كونه، الدوام فيها من المحال.
لقد ظن أمراء الحرب والعدوان في الخليج والسعودية أنهم قادرون على الهيمنة على اللحظة السياسية اليمنية، ولم يترفعوا حتى عن استخدام الأحذية في إحداث الانحراف الذي يلبي غرورهم ولم يطل بهم أمد الفرح حتى تحولت تلك الأحذية الى وصمة عار في وجوه الأمراء وأموالهم المدنسة.. وأمثال تلك الأخلاقيات التي حاولت أن تفصح عن نفسها في مؤتمر جنيف لم تكن إلا حالة من حالات العَمَه، وهي من سنن الله في التدافع، فالله يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فيصبح حقيراً صغيراً مدحوراً بلا معنى ولا قيمة وهذا هو الحال الذي عليه أمراء العدوان في المملكة، فقد سقطت قيمتهم وسقط معناهم في نفوس الناس ولم تصدرهم تلك الأخلاقيات الدنيئة والساقطة إلا حقراء ومذمومين وصغاراً مدحورين، ولا يكاد المرء يزن أولئك النفر في نفسه وفي وجدانه إلا وجد قيمتهم ومعناهم كما ذكرت، وتلك الحال بيان واضح للباطل الذي عليه أمراء العدوان وهي تعبير عن الحق الذي دمغ حجتهم، فأصبح باطلهم زاهقاً في المعنى وفي القيمة الوجدانية والأخلاقية.
لقد كان مؤتمر جنيف فرصة لأمراء العدوان للبحث عن مخرج يقيهم شر المآلات القادمة، لكن سنن الله أبتْ عليهم إلا الخذلان والهوان، فالبهرج الذي عليه الباطل والقدرات المادية والعسكرية والإعلامية والتأييد السياسي العالمي كل ذلك وأكثر لن يكون عائقاً أمام الله وإرادة الله وقدرته على إزهاق الباطل وبيان فساده، وإظهار الحق وتأييده بالقدرات الروحية الجبارة، ولعلهم لم يتفكروا في الحالة اليمنية التي فقدت كل مقومات الحياة الحضارية والعصرية وحاصرت الحصار المفروض بالتحدي والإصرار والصمود وباليقين والإيمان، وخابت أمام ذلك اليقين الرهانات في الاضطرابات والقلاقل وزعزعة الأمن والاستقرار في صنعاء وفي الكثير من المدن ما عدا تلك التي وجدت نفسها في سلال الارتهان وقد بدا ضعفها وخسرانها وهوانها على الله وعلى الناس أجمعين، فالباطل لا يترمد حتى يظهر للناس بطلانه وفساده وخروجه عن سنن الله وانحرافه عن قيم الحق والخير والعدل، والحق يدمغ الباطل وهو في حال الضعف وكذلك هي سنن الله، فاليمن وهي البلد الفقير والمحاصر تواجه عدواناً وتواجه باطلاً وكاد العالم أن يتداعى عليها كما تداعت الأكلة على قصعتها، إلا أنها رغم الحال الذي هي عليه تناطح كل القرون، وثمة إشارات ورموز تأتي من هنا أو هناك تقول بالقدرات الروحية الخارقة وتتحدث عن انتصارات مذهلة ومدهشة وقفت أمامها أجهزة الاستخبارات العالمية في حالة ذهول وصدمة.. وتلك الانتصارات ماتزال معلوماتها طي الكتمان ولا يعلمها الا الأجهزة الاستخباراتية العالمية وأمراء الحرب في الخليج ولن يطول بها أمد الكتمان حتى تكون حديثاً تلوكه ألسنة الصحف كما تلوكه أخشاب المنابر للعظة والعبرة.
سيظل الباطل يشعر بالهزيمة وهي تلاحقه رغم كل قدراته وإمكاناته وسيظل الحق يشعر بيقين الانتصار حتى لو طال الأمد وبرز سؤال الحاجة:متى نصر الله؟ حينها سيكون الجواب: ألا إن نصر الله قريب، ولكن أهل الباطل لا يفقهون شيئاً ولا يعلمون.. وسواءً نجح جنيف أو فشل يظل اليقين الثابت هو انتصار اليمن واستعادتها لمركزيتها وخذلان دول العدوان.. والله غالب على أمره ولو كره الكافرون.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43280.htm