فيصل الصوفي -
ال صديق إنه يستطيع فهم أسباب مسارعة رجال الدين السلفيين في حزب الإصلاح والحزب السلفي وتنظيم القاعدة، إلى تأييد العدوان السعودي على الشعب اليمني، ومؤازرتهم مقاتليهم بشتى أشكال الدعم.. الفتوى، والتحريض، والتحشيد، والدعم المالي، واستدرار السلاح والمال السعودي، وكل ذلك لكي يسندوا العدوان السعودي الهمجي على الشعب اليمني من الداخل، وقال إن المسألة عنده، واضحة، وهي أن رجال الدين هؤلاء، ومقاتليهم أيضاً، جميعهم وهابيون، وموالون للسعودية الوهابية، ولا يشعرون أن اليمن بلدهم، ولكنه لا يستطيع تفسير صمت مفتي الديار اليمنية، ولا صمت جمعية علماء اليمن، عن هذا العدوان البربري الذي يأباه الله، وتجرمه شريعة الإسلام.. لم يدينوا العدوان حتى، بينما الواجب الشرعي في هذه الحالة يلزمهم إصدار فتوى للشعب اليمني تقول له إن الإسلام يوجب عليكم الجهاد، دفاعا عن النفس والعرض والمال والوطن، لأن السعوديين هم من بدأ بالعدوان واستخدم أبشع وسائل القوة لقتل الأنفس والاعتداء على الأعراض والممتلكات العامة والخاصة، وانتهاك حرمة أراضي بلد مسلم مسالم.
قلت له في سورة "يس" حكى لنا القرآن حكاية "رجل"، في زمن السيد المسيح، زعم المفسرون أن اسمه حبيب النجار، فقال:" وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى، قال يا قوم اتبعوا المرسلين، اتبعوا من لا يسئلكم أجراً وهم مهتدون، ومالي لا أعبد الذي فطرني، وإليه ترجعون، أأتخذ من دونه آلهة، أن يردن الرحمن بضر لا تغنِ عني شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون، إني إذاً لفي ضلال مبين وإني آمنت بربكم فاسمعون، قيل ادخل الجنة، قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي، وجعلني من المكرمين".. فهنا محنة في المدينة، وجاء "رجل"، يدل قومه على الصواب، وفي النهاية جعله الله من المكرمين في الجنة، والقرآن وصفه بأنه " رجل"، لم يقل إنه إمام أو مفتٍ أو شيخ أو رجل دين، أو وريث أنبياء، أو لحمه مسمومة.. بل"رجل".. وفي سورة المائدة تقرأ :" قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما، ادخلوا عليهم الباب، فإذا دخلتموه فإنكم غالبون".. وقال المفسرون إن هذين الرجلين الحكيمين اللذين دلا قومهما على الخطة الحكيمة، هما يوشع بن نون، وكالب بن يوفنا، والقرآن وصفهما بأنهما "رجلان".. رجلان حكيمان مهابان، في حضرة رسول الله موسى، لم يقل إنهما مفتيا ديار، ولا شيخان ولا علامتان فحامتان، ولا عضوان في جمعية العلماء.
قال صديقي: ما علاقة هذا بالموضوع؟ قلت: في قضية العدوان السعودي والأعوان المحليين لهذا العدوان الخارجي، كان يحتاج أمر مواجهتها إلى فتوى بوجوب الجهاد يصدرها الشيخ المفتي أو جمعية العلماء، لكن إذا لم يفعلوا فيكفي "الرجال" الحكماء الوطنيون، وقد قالوا إن رد العدوان فريضة، ومقاتلة عملائه في الداخل واجب، وعززوا القول بالفعل.. فلِمَ تنتظر رجال دين فيهم الخائف، وفيهم المنتفع، وفيهم المسكون بوسواس بلاد الحرمين الشريفين، لن يحركوا سكونهم، رغم أنهم يرون أن حكام آل سعود انتهكوا المحرمات، وفقدوا الشرف، وخالفوا تعاليم الإسلام؟