الإثنين, 22-يونيو-2015
الميثاق نت -   الدكتور علي مطهر العثربي -
< يبدو أن القائمين على العدوان الذي شاركت فيه عشر دول عربية واسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية قد برهن عملياً على عدم القدرة على العودة الى جادة الصواب وعدم المكابرة والإصرار على الباطل والفجور في القول والفعل الذي تجاوز كل الحدود ولم يعر الرأي العالمي أي اهتمام وأخذته العزة بالإثم في استباحة المحرمات ضد إنسان اليمن المسالم الذي لم يعتدِ على أحد على الإطلاق بل إن استخدام السلاح المحرم دولياً على مدى أكثر من ثمانين يوماً لإهلاك الحرث والنسل قد شكل فاجعة مروعة ليس على مستوى الإنسان والأرض والدولة اليمنية فحسب بل على مستوى شعوب الدول المتحالفة والعالم، حيث بدأ العالم يدرك خطورة السكوت على هذا العدوان الهمجي، الأمر الذي دفع بالقائمين عليه وفي المقدمة نفر من السعودية إلى المزيد من القتل في محاولة لإبادة إنسان اليمن وتاريخه وحضارته وتراثه الإنساني الذي ملأ الدنيا نوراً وعلماً باسهاماته في بناء الحضارة الإنسانية، إذ بدا هذا العدوان البربري الفاجر في أقوال وأفعال القائمين في أبشع صور التمرد على القيم الدينية والأعراف والقوانين والعهود والمواثيق الدولية التي تعد محط التزام الإنسانية كافة، ولعل الإصرار على الفجور والاستمرار في الغرور هو الدافع الآن لتحريك ضمير الرأي العالمي باتجاه العمل الجاد على منع ومعاقبة وملاحقة القائمين على هذا العدوان الذي جمع عناصر الشر الذي يستهدف السلم العالمي ويشرعن لعدم الالتزام بالثوابت الدينية والعهود والمواثيق والأعراف الدولية.
إن الدول العشر المشاركة في تحالف الشيطان ضد اليمن تدعي زوراً وبهتاناً أن القائمين على الأمر فيها مسلمون والواقع العملي لتلك العصابات الجاهلية يبرهن على غير ذلك، لأن أقوالهم وأفعالهم الإجرامية والارهابية لا تتفق مع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف الذي يحرم العدوان ويجرم كل أفعاله في كل الأوقات بين الأعداء المتكافئين والمختلفين في الدين واللغة والعرق والتاريخ، فما بال العالم بالقائمين على هذا العدوان الفاجر الذي لم يقم وزناً لأواصر القربى ورابط الدم والدين والتاريخ، ولم يعترف بالعهود والمواثيق الدولية والإنسانية، وفوق كل ذلك يدعي زوراً وبهتاناً أنه يستخدم القوة المحرمة دولياً من أجل صالح اليمن ويستقدم أسلحة الدمار الشامل ليبيد الإنسان اليمني ومعالمه الحضارية والثقافية مستعيناً بالكيان العنصري الصهيوأمريكي وبكل من رباهم ودربهم وسلحهم من الأشرار لإرهاب العالم وتدميره وإلحاق الضرر البالغ بالسلم العالمي وتدمير كل القيم الإنسانية والاحتكام لقانون القوة الغاشمة والفاجرة.
لقد أشرنا في مواضيع سابقة إلى حججهم الواهية وأعذارهم القذرة ولم يسمع لنا العالم وظل على مدى أكثر من ثمانين يوماً يتفرج على القتل والتدمير والوحشية، بل إن بعض الدول مثل بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية لم تكتفِ بالمساهمة العملية في العدوان على اليمن بل أصدرت بيانات تندد بسقوط صاروخ على العدوان مع الجارة السعودية الدولة التي تتزعم الفجور ضد اليمن، الأمر الذي يدلل على السفه الذي وصلت اليه الهيمنة والغطرسة الصهيوأمريكية التي تسعى إلى تركيع العالم لإرادة الشر والارهاب وفرض القوة الارهابية التي لا تستثني أحداً يؤمن بالقيم الإنسانية والروحية وتجعل من مصلحة القوة المهيمنة والمتسلطة بمثابة الإله المقدس الذي لا يقاوم انطلاقاً من نظرية عبودية القوة والمصلحة ونظرية المصير الواضح الذي يمكن القوى الامبريالية من استعباد العالم وإخضاعه لمصالحها هي دون غيرها.
لقد حذرنا كثيراً من همجية تحالف الشيطان ضد اليمن الواحد الموحد وقلنا بأن هذا العدوان أداة من أدوات القوى الصهيوأمريكية، وأن القائمين علىه قبلوا على أنفسهم أن يكونوا أدوات تنفيذية لقوى الاستعلاء العنصري مقابل البقاء في عروشهم، فقد تنازلوا عن الكرامة والآدمية وأصبحوا دمى بأيدي تلك القوى العنصرية تحركها كيف تشاء ووقتما تشاء دون أن يكون لتلك الأدوات من الأمر شيء، وقد تناول الكثير من ذوي الفكر المستنير البحث في هذا الجانب وأكدوا أن الاستمرار في السكوت على هذا العدوان الهمجي ضد اليمن سيشرعن للقوى الصهيوأمريكية للمزيد من الغطرسة والعربدة والارهاب في العلاقات الدولية، الأمر الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين، ويجعل المجتمع الذي لزم الصمت أمام هذا العدوان الارهابي أمام مسؤولية تاريخية تفرض عليه التحرك الجاد لمنع استمرار العدوان ومحاسبة القائمين عليه وإنزال أقصى درجات العقوبة حماية للمجتمع الدولي من استفحال العنصرية الصهيونية الراغبة في تدمير العالم من أجل سيطرتها وتحكمها في رقاب البشرية جمعاء وإذلالها لصالح قوة البطش والغدر.
إن العالم اليوم أمام مسؤولية كبرى إذا لم يقم بها، فقد سمح لهمجية القوة والعنصرية بتدمير العالم، حيث يعد العدوان السافر على اليمن الأعزل من السلاح المضاد لقوى الشر وصمة عار في جبين الإنسانية ويشكل سابقة خطيرة في العلاقات الدولية، ويجعل من قانون الغاب هو السائد، وإذا لم تتحرك الأمم المتحدة بجدية من أجل منع استمرار هذا العدوان على اليمن فإن مستقبل العلاقات السياسية الدولية يسير في اتجاه آخر يبنى على التحالفات الاستراتيجية التي تفقد الأمم المتحدة مهامها الإنسانية ويجردها من أدوارها المنصوص عليها في الميثاق الأممي، كما أن هذا التساهل والسكوت الذي خيم على الأمم المتحدة يدل على التواطؤ والتنصل عن المبادئ والعهود والمواثيق الدولية والتخلي المطلق عن القيام بواجب حماية المجتمع الدولي من قوى الارهاب والاستعباد الذي تسعى اليه الصهيوأمريكية لإذلال العالم وإثارة النزاعات وخلق عدم الاستقرار والإضرار الكلي بالمصالح الدولية المشتركة.
لقد تبين من خلال تخاذل الأمم المتحدة عن أداء الدور الإنساني في معالجة الآثار الكارثية التي خلفها تحالف الشيطان ضد اليمن حالة الانحياز الفاضح لقوى العدوان والتمرد على العهود والمواثيق، الأمر الذي يهدد بقاء المنظمة الدولية على شكلها الراهن الذي يخدم قوى التسلط والعنصرية ويقف ضد المبادئ والقيم الإنسانية، وهو ما يحتم على دول العالم الحر الرافض للعنصرية والراغب في علاقات دولية مستقرة تحقيق المصالح المشتركة القائمة على الاحترام المتبادل الخروج عن صمته والبدء الفوري في معاقبة دول تحالف الشيطان ومحاسبة القائمين عليها وإيجاد الآليات القادرة على حفظ الأمن والسلام الدوليين ومنع العدوان، ولابد من فتح المجال أمام القوى الدولية الجديدة لإحداث التوازن ومنع التسلط والارهاب، لأن حتمية بقاء الدول واحترام سيادتها إرادة شعوب ثابتة غير قابلة للزوال ومن يفكر في غير ذلك إنما يقوده شيطانه الى الهاوية، ومن أجل ذلك على الأمم المتحدة بكل مكوناتها أن تتدارك المواقف وتخرج من دائرة التخاذل إلى دائرة الالتزام المطلق بالميثاق الأممي الذي يحتم سيادة الدول ويحترم العدوان عليها ويعمل على تحقيق السلام العالمي.
إن إصرار تحالف الشيطان على تدمير الحياة البشرية والطبيعية والحضارية في اليمن يقدم البرهان العملي على الغوغائية والهمجية والفجور في العلاقات الدولية، وقد بات أمام أبناء اليمن الأمر معني بالإنسانية جمعاء للقيام بواجب الدفاع المشروع الذي فتح الطريق أمام أحرار اليمن لأخذ حقهم من دول العدوان ولن تغلق الأبواب أمام أحرار اليمن في سبيل الحرية والكرامة وعلى العالم الحر أن يتحمل مسؤوليته فيما حصل من التقصير الذي ألحق أبلغ الضرر بكل مكونات الحياة اليمنية، وليدرك أعداء الإنسانية أن إرادة البقاء وحق البقاء إرادة يمنية تستمد قوتها من إرادة الخالق جل شأنه وأن الخالق جل وعلا قادر على حماية أبناء اليمن من الهمجية والارهاب الذي يقوده نفر من السعودية ضد اليمن وأهلها.
إن قوى التحالف البربري الارهابي لم تحترم حتى شهر رمضان المبارك، الأمر الذي يعطي مؤشراً بأن القائمين على تحالف الشيطان ضد اليمن قد باعوا كل القيم والمبادئ وارتهنوا للغير ولم يعد أحد منهم يمتلك قراره على الإطلاق، ولذلك فإن أبناء اليمن الذين قال الله تعالى عنهم في القرآن الكريم بأنهم «أولوا قوة وأولوا بأس شديد» وقال عنهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بأنهم «أهل إيمان وحكمة وخير أجناد الأرض» قادرون على المواجهة والصبر مهما تخاذل العالم عن القيام بالواجب الإنساني وإن النصر قادم بإذن الله.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43283.htm