الميثاق نت: -
شدّد الأستاذ عبده الجندي الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام عضو اللجنة العامة، على أنه لا بديل أمام جميع الأطراف سوى وقف العدوان والحصار والعودة إلى طاولة الحوار في مجتمع يؤمن بالديمقراطية القائمة على التعدّد والتداول السلمي للسلطة وحرية الصحافة وحقوق الإنسان، ولابد للظالم أن يتراجع عن الظلم، ولا بد لداعميه أن يراجعوا مواقفهم.
وقال الجندي في مقاله الأسبوعي في "الميثاق" إنه لا مستقبل في اليمن الذي اعتاد على الديمقراطية سوى بالحلول السياسية والسلمية التي تعيد لهذا الشعب اليمني العظيم حقه في انتخاب قياداته التشريعية والتنفيذية، وبدون ذلك سيبقى القتال هو الكابوس المنتج لجبال من الحقد والكراهية التي يتضرّر منها الجميع ولا يستفيد منها أحد على الإطلاق.
وأشار الجندي إلى أن قوة السلاح من الجو ومن البحر والبر لا يمكن الاعتماد عليها في فرض إرادة الأقلية على الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب وسعيها الدؤوب للاستقواء بالخارج على الداخل، لذلك جاء بيان مجلس الأمن الأخير يؤكد على هذه الحقيقة الصادمة لما تطلق على نفسها الشرعية من خلال دعوتها جميع الأطراف اليمنية- ويقصد بها جميع المكوّنات السياسية المنضوية في إطار التكتلات الرئيسية الأربعة إلى العودة للحوار بدون شروط مسبقة، ودعوة لدول العدوان إلى الالتزام بالقوانين الإنسانية للحروب بعد أن تجاوزت في ضرباتها الصاروخية كل ما هو إنساني وقانوني وشرعي، ناهيك عمّا فرضته من الحصار الجوي والبحري والبري خلال ثلاثة أشهر متواصلة من العدوان على الشعب اليمني.
وأكد الجندي أنه إذا كان الفريق الحكومي قد عاد من جنيف إلى عاصمة المنفى متباهياً بما حققه من انتصارات حالت دون الاتفاق على وقف إطلاق النار يبدأ بهدنة إنسانية، غير مبالين بما لحق بهم وبمواقفهم من الخزي والعار أمام جماهير شعبهم وجميع الشعوب المحبة للسلام القائم على الحق والعدل، فإن وفد المكوّنات السياسية لم يعد من جنيف إلى صنعاء لأنه يستشعر مسئولياته تجاه شعبه المظلوم فقرّر المضي قدماً في زياراته وتنقلاته إلى عدد من العواصم الأجنبية والعربية، مطالباً بوقف العدوان وبرفع الحصار عن شعب يتعرّض لكارثة إنسانية مروّعة طالما تحدّثت عنها الكثير من المنظّمات والهيئات الأممية، محذّرة المجتمع الدولي من عواقبها الوخيمة التي ستصبح بمثابة نقطة سوداء في جبين الأمم المتحدة.
وقال الجندي: "لا أعتقد أن المملكة العربية السعودية التي اضّطرت إلى البحث عن تحالفات عسكرية عربية وسياسية دولية في تنفيذ حملتها الجوية على اليمن كانت تصدّقهم، لكنها كانت تعتقد أن الرأي العام اليمني سوف يقف مع الأقوى وسوف يتخلّص من الأضعف خلال فترة زمنية وجيزة، لتكتشف أن هؤلاء العملاء والمؤيّدين والمستنجدين بهذا العدوان لم يكونوا صادقين لا في تهوينهم من قوة خصومهم ولا في مبالغتهم بحجم قوتهم بعد ثلاثة أشهر من العدوان المتواصل الذي لم يخلّف سوى الدماء والدمار والدموع والأحزان التي تؤكد الحاجة الماسة للسلام".