الثلاثاء, 30-يونيو-2015
الميثاق نت -   محمد علي عناش -
مهما كان حجم الصمت الدولي تجاه العدوان السعودي السافر على اليمن، فإن هذا العدوان صدم القوى الحية في العالم وأذهلها وجعلها تنظر باشمئزاز الى النظام السعودي العفن الذي تتحكم فيه أسرة متورطة في انتاج الإرهاب وتصديره وتمويله.. وفي كل ما يحدث في البلدان العربية والاسلامية من دمار وحروب ومآسي، نظراً لما حمله العدوان من همجية ومن انتهاك لكافة الاعراف والمواثيق الدولية ومن انحطاط سياسي ودبلوماسي قائم على الرشاوي وشراء المواقف.
غير أن الصدمة أكبر حين نستمع الى أئمة وخطباء الحرم المكي وهم يدعون بعد صلاة التراويح: «اللهم أنصر المجاهدين المرابطين في الثغور، ضد اعدائك اعداء الدين من المجوس والمرتدين»، بالتأكيد سندرك أن هذا هو الوجه الأكثر قذارة في هذا العدوان السعودي الهمجي الذي يتم الباسه قناع الدين وثوب القداسة، سندرك حجم الكارثة التي حلت بالأمة العربية والاسلامية المنبعثة من هذا المكان المقدس الذي تهوي اليه أفئدة الناس.
أمريكا والدول الغربية أيضاً تدرك حجم هذه الكارثة ومصدرها، كما تدرك تمام الادراك أن السعودية كنظام وكبيئة ثقافية، هي الراعية والحاضنة والممولة للجماعات والتنظيمات الدينية المتطرفة والإرهابية وفي مقدمتها «تنظيم القاعدة» و«تنظيم داعش» وأن الجذور الثقافية والايديولوجية والتربوية لهذه التنظيمات الإرهابية هي «المدرسة الوهابية» التي تنتشر في جميع البلدان العربية والاسلامية باشراف وتمويل سعودي رسمي، إلاّ أن النفاق الامريكي والغربي حول هذه المسألة أو الحقيقة، يبدو واضحاً وجلياً، فهي دائماً تغض الطرف عن الدور المشبوه للسعودية في انتاج الإرهاب وتمويل أنشطته، رغم كل الدلائل والقرائن الدامغة التي تظهرها وتتركها الجرائم الوحشية والعمليات الإرهابية ذات الطابع الطائفي، بعلاقة السعودية بها وبتورطها في دعم هذه التنظيمات الإرهابية.
يمكن أن نلحظ النفاق الأمريكي تجاه حقائق الإرهاب وتطوراته وعلاقاته وكذا الصراعات التي تتصاعد وتيرتها في المنطقة العربية، من زاويتين الأولى غض الطرف عن علاقة السعودية بالإرهاب، لأن السعودية بالنسبة لها «بقرة حلوب» تغذي شرايين الاقتصاد الأمريكي بالنفط والدولارات.
ومن زاوية ثانية، لا يهم أمريكا أمن واستقرار المنطقة العربية بقدر ما يهمها أن تظل في حالة صراعات وتمزقات واستنزاف مستمر لمقدراتها وامكاناتها وتظل سوقاً كبيرة لأسلحتها المختلفة حيث يبلغ ما يتدفق الى خزينتها من شراء الأسلحة في السوق العربية أكثر من 200 مليار دولار سنوياً رغم ما تدعيه أنها تنشر الأمن والاستقرار والحرية والديمقراطية للبلدان العربية لكن بطريقتها الخاصة كما حدث ويحدث في ليبيا وسوريا.
هي من أسقطت القذافي وهي اليوم من تعتبر ذلك خطأ فادحاً ارتكبته، لكن بعد أن تدمرت ليبيا وتحولت الى ساحة للصراعات والتآمرات والحروب الداخلية التي لم تنته، وهي من دعمت الجماعات والتنظيمات الإرهابية في سوريا وهي اليوم من تحذر من مغبة سقوط نظام الأسد.
لقد تجلى انحطاط المجتمع الدولي والنفاق الأمريكي في أحقر مستوياته وأوضح صوره تجاه العدوان السعودي السافر على اليمن، فهي تعترف أنها لم توافق على العدوان لكنها في نفس الوقت لم تعترض عليه وتقول إن دورها في العمليات العسكرية يقتصر على تقديم الدعم الاستخباراتي، في حين أنها أرسلت بوارجها الى السواحل اليمنية وشاركت في العدوان السافر بل وقصفت حتى مدينة صنعاء بالصواريخ البالستية، في ذات الوقت الذي تعترف فيه أن العدوان السعودي على محافظة صعدة خلف كارثة انسانية وتعترف أنها باعت للسعودية أسلحة محرمة دولياً من النوع الذي استخدم في قصف عطان ونقم..
نفاق أمريكي بلا حدود وبلا سقف الى درجة يمكن وصفه بالانحطاط والسقوط الاخلاقي والقيمي.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 05:30 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43353.htm