الثلاثاء, 30-يونيو-2015
الميثاق نت -    الدكتور علي مطهر العثربي -
شهر رمضان الكريم فيه ثلاثة مبادئ ربانية فأوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.. وأهل اليمن هم أولوا ألباب وأولو قوة وبأس شديد، وهم ألين قلوباً وأرق أفئدة، ولهم من الايمان برب العالمين ما يزلزل عروش الطغاة والمتكبرين على الله ويمتلكون الحكمة والفقه، وهم نواة الاسلام الأولى ومدده الذي لا ينضب، وهم خير أجناد الأرض قاطبة وبلادهم طيبة انطلق منها الفاتحون والأحرار الذين رفضوا العبودية لغير الخالق جل في علاه، وهم من حارب الشرك وقاوم الاستبداد ورفض الظلم، ولهم من النخوة ما يملأ الدنيا سلاماً وأمناً، ولهم من الغيرة ما يقهر الطغاة وما ينتزع الحق من الظالم وينصف المظلوم ويمنع الأذى عن المستضعفين ويحقق عدالة الرحمن بين عباده.
نعم كل ذلك جاء في القرآن الكريم ومن قبله التوراة والانجيل، ودوّن التراث الانساني أبرز صور الانسانية لأهل اليمن وجاءت السنة النبوية المطهرة لتضيف المزيد من مناقب اليمنيين «إن هو إلاّ وحي يوحى» هؤلاء الأبرار ذوو المناقب الخالدة تعرض لهم الاشرار في الأشهر الحرم وتحالف ضدهم الفجار وجار عليهم الزمان بفعل الشيطان وطغيان الاجرام والإرهاب، فمندهم هؤلاء الفجار الأشرار الذين تحالفوا ضد اليمن!! إنهم من السلالة الفاجرة التي كانت قد تحالفت ضد رسوله الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأنصاره من أبناء اليمن الأبرار الذين كان رأس مالهم مسيطراً عليهم من زعماء يهود بني قريضة وبني قينقاع فكانوا لا يستطيعون فعل شيء في مكة إلاّ بمشورة ومساعدة أعداء الانسانية، ومن ذلك التاريخ رهنوا أنفسهم للشيطان وتحدوا تعاليم الرحمن فهم أدوات الصهيونية العالمية ذات النزعة العنصرية التي ألحقت أبلغ الضرر بالبشرية على مر التاريخ، وهم الأعراب الذين دونت سيرهم الفاجرة المتصفة بالغدر والخيانة وعدم الالتزام بالعهود والمواثيق ناهيك عن عدم الانصياع للتعاليم الدينية الربانية، وقد برهنوا على فجورهم وفسقهم بأفعال الاجرام والإرهاب التي نفذها تحالف الشيطان ضد اليمن وأهلها الأبرار، حيث أعلنوها حرباً ضروساً على جوهر الاسلام عقيدة وشريعة من خلال التزامهم المطلق بخدمة الصهيونية العالمية، إذ جعلوا من الأشهر الحرم لحظة زمنية لممارسة قتل الاطفال والنساء والشيوخ وتدمير مقومات الحياة في يمن الايمان والحكمة والفقه في تحدٍ صارخ للإرادة الإلهية وتمرد فاجر على العهود والمواثيق الدولية والمبادئ الانسانية.
أنَّى لكم أيها السفاحون أن تتشدقوا بالاسلام وأنتم تتقربون بأشلاء ودماء أهل الايمان والحكمة والفقه الى أعداء الانسانية وتنفذون كل مخططاتهم التدميرية في الأشهر الحرم؟ كيف حالكم وأنتم في الثلث الأول من شهر رمضان الكريم وأنتم تقدمون الولاء والطاعة لأعداء الانسانية بالمزيد من دماء أبناء يمن الايمان والحكمة والفقه وخير أجناد الأرض في مخالفة فاضحة لما جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم وما ورد في القرآن الكريم عن اليمن وأهلها الأبرار؟ ألا تتدبرونه في كل صلاة تراءون بها أمام الناس؟ ألا تدركون معاني الرحمة وعظمتها في الثلث الأول من الشهر الكريم؟ ألا تعلمون أيها الحكام المتحالفون ضد اليمن أن شعوبكم لم تعد جاهلة بفجوركم وإرهابكم ضد اليمن، وأنها تتمنى اللحظة التي تزول فيها عروشكم، لأنكم تجردتم من قيم الدين والانسانية وأصبحتم مسخاً بأيدي أعداء الانسانية يحركونكم كما يريدون فأصبحتم عاراً على شعوبكم التي تؤمن بحرمة الدم وأواصر القربى وروابط الدين واللغة والتاريخ والأرض الواحدة والموحدة والنخوة والكرامة والعزة والمصير الواحد.
إن إمعانكم أيها السفاحون في قتل ابناء يمن الايمان والحكمة والفقه وخير أجناد الأرض وأولي الألباب، من أعظم الجرائم التي لا يمكن أن يغفرها لكم أهل اليمن، وأن من رهنتم أنفسكم لهم تنفذون مخططاتهم التدميرية أول من سينال منكم يا أعراب النفاق والزيف والدجل والغدر والخيانة، لأنكم أحقر الناس في نظرهم، ولأنكم جلبتم العار الى شعوبكم الصابرة على جوركم وطاعتكم العمياء لاعداء الاسلام والعروبة، ولأنكم ركنتم الى أعداء الله في الأرض ونسيتم أن الله أقوى من كل قوة وتجبرتم وتكبرتم فنازعتم الله في تجبره وكبريائه وغركم الشيطان كل الغرور فلم يعد لكم مما تدعونه من الخشوع سوى أن الشعوب العربية قد أدركت أن الدين لديكم وسيلة لتحقيق غاية شيطانية لتدمير الانسانية وأن هوى النفس ورغبة التسلط قد قادكم الى مهاوي الردى وفُضح أمركم أمام شعوبكم والعالم بأسره في أقوالكم وأفعالكم الاجرامية والإرهابية التي نفذتموها ضد يمن الايمان والحكمة والفقه وأهلها خير أجناد الأرض، ولذلك مارسوا العهر والفجور وتغنوا بإجرامكم ضد اليمن وأهله في كل ليلة من ليالي رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق التي حرمتم أنفسكم من الفوز بها، لأنكم وأنتم تتباهون بموائد طعامكم الفاخر قد غنجتموها بدماء وأشلاء أبناء اليمن الذين حرمتموهم من الماء والطعام والدواء بحصاركم الفاجر ولاحقتم الأطفال والنساء وكل من يتحرك على الأرض اليمنية بأسلحة الدمار الشامل، فسيحول الله عيشكم الى شقاء وعذاب ما بعده عذاب، نسيتم أن الله هو الخالق والرزاق والقادر والمقتدر، وظننتم أن الله غافل عما تفعلون.
أما اليمن وأهلها الخيرون الذين رفضوا منّكم وأذاكم وغدركم واعتصموا بحبل الله المتين فإنهم في خير وبركة من الله العظيم القوي القادر لم يفقدوا روحانية الشهر الكريم رغم أحزمتكم الناسفة وسياراتكم المفخخة وطائراتكم المحملة بأسلحة الدمار الشامل والمحرمة دولياً التي استهدفت الانسان في يمن الايمان والحكمة والفقه، فقد زادهم عدوانكم الفاجر توحداً وجعلوا من الثلث الأول عنوانهم في التراحم والتكافل وتقاسموا لقمة العيش وشربة الماء وأحيوا مساجد الله بالذكر والصلوات والدعاء بأن يرد الله عز وجل كيدكم وكبركم وغروركم في نحوركم ويجعل تدبيركم تدميراً عليكم.. ولكم أيها المتحالفون في حلف الشيطان أن تدركوا عظمة الله ورحمته بعبادة الصالحين.. ولكم أيها المغرورون والمغررون بهم أن تتخيلوا وأنتم في شهر الكرم والجود كم من الدعوات التي تصعد الى السماء من المظلومين بسبب فجوركم وغدركم لتصل الى أرحم الرحمين وليس بينها وبينه حاجب، ولكم أيها المتباهون بالقوة أن تدركوا كم من الطغاة أخذهم الله وهم غافلون ويعمهون في غيّهم ومكرهم وفجورهم.
لقد قلنا مراراً وتكراراً بأن إرادة البقاء والبناء والاعمار وتحقيق الاستخلاف في الأرض إرادة إلهية لا يمكن الوقوف أمامها أو محاولة اعاقتها، واليمنيون أشد تمسكاً بهذه الارادة وأعظم اعتصاماً بحبل الله المتين وأكثر التزاماً بمنهج الخير والصلاح، ولأنهم كذلك فإن نضالهم من أجل خير الانسانية وسلامتها واستقرارها يجعلهم يحثون الخطى ويتخطون الصعاب ويصبرون على المكاره ويقاومون الشر وأعوانه بروح وثّابة لا تعرف الكلل أو الملل ولا يعرفون لليأس والاستسلام سبيلاً، لأن إصرارهم على البقاء واعمار الأرض واستخلافها بما يحقق الارادة الإلهية عنوان تاريخهم منذ البدايات الأولى لوجود الانسان على هذا الكوكب.. وما خلفه السابقون من التراث الانساني يدل على عظمة الصبر والمثابرة وقوة الارادة وبأس العزيمة، ومن أجل ذلك نقول لقادة دول تحالف الشيطان ضد اليمن مهما كان استهدافكم للآثار والتراث الحضاري الانساني في اليمن فإن ذلك يدفع بأبناء اليمن خير أجناد الأرض الى المزيد من الابداع والاسهام في بناء الحضارة الانسانية، ومهما تحملون من معاول الهدم والتخريب فإن ابناء اليمن أقدر على مواجهتها وانتاج ما هو أكثر وأعظم في مجال بناء الحضارة الانسانية.
إننا نذكّر كم يا قادة تحالف الشيطان ضد اليمن بأنكم انما تحاربون الله ورسوله وتخدمون اعداء الانسانية وتنفذون ارادة الشر والتدمير، ولا خير في من استمر في هذا العدوان الفاجر الذي بات نتوء شيطانياً وسرطانياً في جسد الأمة يرهقها بارتهانه لأعداء الانسانية، ونذكركم إن كنتم للذكرى تعون وللنصيحة تسمعون بأن ما فعلتموه باليمن وأهلها من القتل والتدمير والتخريب لا يمثل أمام شعوبكم العربية بطولة بل دناءة وقذارة يتبرأ منها كل انسان لم تتلوث يده بالعمالة والارتهان، ولم تسيطر عليه نفسه الأمّارة بالسوء والفحشاء.. وأولهم اقرب الناس اليكم، فأنتم في نظر نسائكم وأبنائكم طغاة معتدون ليس لكم شرف بل أنتم وصمة عار تلاحق أقرباءكم.
إننا نقول لكم في هذا الشهر الكريم بأنكم تقربكم بدماء اطفالنا وشيوخنا ونسائنا لأسيادكم قد خسرتم بيعكم وخاب ظنكم، ونقولها للمرة الألف لأنكم في نظرهم أحقر الناس وأرذلهم، وندعوكم لمراجعة أنفسكم في أيام هذا الشهر الكريم الذي لم تراعوا حرمته ودنستم قدسيته بإصراركم الفاجر على تدمير اليمن وأهلها إرضاءً لأسيادكم أعداء الانسانية، ونؤكد لكم أنكم خاسرون لا محالة.. ولن تنالوا من عزة وكرامة اليمن وأهلها خير أجناد الأرض.. «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون»..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:55 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43359.htm