الثلاثاء, 30-يونيو-2015
الميثاق نت: -
يعيش اليمنيون تراجيديا أخرى في ليالي شهر رمضان المبارك.. ليالٍ سوداء ثقيلة تجثم على أنفس الملايين الذين اعتادوا إحياء هذا الشهر الكريم بالذكر والسمر العائلي وتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب والجيران.
في هذا العام يحيي اليمنيون ليالي رمضان بشكل يعكس حجم المأساة التي يعانون منها، فالمدن والقرى تحولت الى لجة من الظلام تجثم بثقلها على قلوب وصدور كل المواطنين، وتخنق فرحة الأطفال.. ويبتلع هذا الليل الموحش حتى أصوات الذكر وقُرّاء القرآن الذين يصدحون بأصواتهم في مثل هذه الليالي المباركة في مساجد العاصمة وبقية مدن وقرى اليمن..
جاء رمضان هذا العام ووحده الظلام وأشباح آل سعود يعيثون فساداً في البلاد.. قتلاً وتدميراً وحصاراً ظالماً يحرم المواطنين حتى من أبسط مقومات الحياة..
بيوت الله التي تظل عامرة أصبحت شبه خالية.. لا ماء.. لا كهرباء.. ولا أمن.. ولا يكفي هذا الحال الكئيب والبائس الذي يعاني منه الصائمون، بل ما زاد الطين بلة هو دخول السيارات المفخخة على الخط، وتحديداً في شهر رمضان المبارك..
المواطن يفر من منزله الى بيوت الله، وها هو يجد نفسه أمام قَتَلَةَ من نوع آخر.. أشباح مجنونة تفتك بالناس وتمزق أجسادهم الى أشلاء بدون حق..
يا الله.. لم يعد أحد يخاف من أن يُسرق حذاؤه في بيت الله، بل أن تزهق روحه أثناء الصلاة.
وتجد رغم هذه المأساة من يفطر القلب عندما يهتف مردداً «الصرخة».. وهكذا نعيش رمضان تلفنا أحزمة ناسفة..
ليالي رمضان تصول وتجول فيها أشباح آل سعود.. تقصف هنا.. تدمر هناك.. تبيد هذه القرية.. تحرق تلك المزرعة.. تنسف هذا المسجد أو تفجر مخزناً ما أو محطة أو قاطرة في خط السير.
أشباح آل سعود حولوا حياة كل أسرة جحيماً.. لا غاز.. لا بترول.. لا ديزل.. لا عمل.. حتى أصحاب «السنبوسة» والرواني وغيرها من مأكولات رمضان سرقتها أشباح آل سعود.. فعندما ترفرف نفسك لهذه الوجبة أو تلك يأتيك الرد سريعاً ما فيش ماء.. ما فيش كهرباء.. ما فيش .. ما فيش.. كل شيء التهمته أشباح آل سعود.
لكن ماذا عن الكهرباء.. بعد أن وعدنا «الخُبْرة» أن كل شيء أصبح جاهزاً وصار زر التشغيل على بعد الأصابع..
للأسف تجد أن كل شيء يتبدد أمامك، وعلى أبناء الشعب أن يتكيفوا على حياة الظلام مثلما تكيفوا العيش والتحدي في مواجهة طائرات العدوان السعودي.
تعالوا.. لتعرفوا الحقيقة عن واقع الكهرباء حيث إن المؤسسة العامة للكهرباء تعترف بأنها تواجه مشكلتين رئيسيتين في تزويد البلاد بالطاقة وهما انعدام الوقود عن محطات التوليد الرئيسية وتوقف محطة مأرب الغازية عن العمل جراء العدوان السعودي والحصار الجائر المفروض على البلاد.
ويصدمنا مدير عام المؤسسة المهندس خالد راشد- في مؤتمر صحفي عندما يقول: إن الخسائر المالية التي لحقت بالمؤسسة جراء العدوان السعودي تجاوز 75 مليار ريال، منها 50 ملياراً خسائر الأضرار التي طالت الشبكة الوطنية في محطات التوليد والتحويل وخطوط النقل، و25 ملياراً فاقد مبيعات الطاقة الكهربائية وانخفاض الإيرادات.
لكن الأسوأ من ذلك أنه يعترف بأن محطة توليد المخا توقفت عن العمل بسبب نفاد الوقود، في الوقت الذي كانت تعمل بأحمال منخفضة لا تتجاوز 8 ميجاوات يتم بها تغذية مصنع البرح.
وأما "بالنسبة لمحطة رأس الكثيب فإنه لم يتبقَ لديها سوى 300 طن من الوقود يتم بواسطتها تغذية مستشفى الكلى في الحديدة بالطاقة الكهربائية..المحطة مهددة بالتوقف كلياً عن العمل في أي وقت.
وفيما يتعلق بمحطة حزيز فيذكر أن المحطة لديها حالياً 400 طن من الوقود فقط وهي غير كافية لتشغيلها بكامل طاقتها أو حتى بأحمال عالية تساعدها على تغذية العاصمة صنعاء بالطاقة الكهربائية.
لافتاً إلى أن محطتي ذهبان وصنعاء توقفتا عن العمل كليا لانعدام الوقود.
وبالنسبة لمحطة مأرب الغازية، قال مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء: "هناك ثلاثة أبراج في منطقة الجدعان- محافظة مأرب- تضررت جراء العدوان السعودي، واحد منها تم تدميره تدميراً كاملاً، فيما تضرر البرجان الآخران جزئياً، وقد استطاع الفريق الفني التابع للمؤسسة والموجود في محافظة مأرب منذ أكثر من شهرين، إصلاح البرجين المتضررين جزئياً وبدأ بنقل برج احتياطي لتشييده بدلاً عن البرج المدمر، وفي حال تمكن الفريق من الدخول إلى موقع البرج المنهار فإنه سيتم إعادة التيار الكهربائي لمختلف محافظات الجمهورية.
وناشد مدير المهندس خالد راشد، الحكماء وكل القوى السياسية والمنظمات المعنية التعاون مع المؤسسة لتمكين فريقها الهندسي الفني من الدخول إلى مواقع العمل لإصلاح الأضرار وإعادة التيار الكهربائي لكل أبناء الوطن.
مشيراً الى أن انخفاض الأحمال الكهربائية في منظومة المحطات الواقع في (تعز - عدن - صنعاء) إلى 45 ميجاوات عمل على تقسيم المنظومة الوطنية إلى جزئين، الجزء الأول هي المحطات السابقة الذكر ، والثاني محطتا (الحسوة - المنصورة) وهما تعملان بحسب الإمكانات المتوافرة لهما حالياً، وقال: إن محطة شيناز البالغ تكلفتها نحو 700 مليون دولار تعرضت للقصف من قبل العدوان السعودي وتم تدميرها كلياً، ويصعب في الوقت الراهن إعادتها للخدمة .
ولا تكتفي المؤسسة بذكر هذه الفجائع فقط بل أن مدير عام الكهرباء يعترف بأن المؤسسة لم تعد قادرة على تغطية مرتبات موظفيها من عاملين وفنيين.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43361.htm