استطلاع / عبدالكريم المدي -
طالب عدد من المثقفين وقيادات المجتمع المدني المثقفين اليمنيين، بتبنّي دور فاعل ضد العدوان السعودي الغاشم على اليمن.. مشيرين الى أن ما يتعرض له الوطن من عدوان همجي يفرض على المثقف اليمني أن يكون في طليعة المجتمع وفي مقدمة الصفوف لمواجهته بالكلمة والموقف والقصيدة والمقالة والخطابة والقصة والتصريح والفاعلية والحشد وغيره.
وقالوا في تصريحات لـ«الميثاق»: إن المثقف اليمني عبر التاريخ مثّل روح أمته وضميرها الحي وهو القادر على تبني خط وطني واضح لمواجهة العدوان والظلم .
مؤكدين أن للمثقفين والأدباء والكتّاب والصحفيين والأكاديميين وغيرهم دوراً كبيراً يمكن أن يلعبوه في مثل ظروف كهذه.. مقللين من دور أولئك الذين فضّلوا الصمت، أو يتحدثون عن العدوان بخجل ، أو انجرفوا مع العدوان .
ودعوا طلائع المثقفين والأدباء إلى تبني خطاب وموقف وطني شامل لمواجهة العدوان السعودي وكشف جرائمه .
إلى الحصيلة:
الريمي : المثقفون قادرون على محاكمة العدوان أمام الضمير العالمي
قال الدكتور محمد الريمي : أمر معيب أن نرى من ينتمون الى أهم وأغلى شريحة في المجتمع بهذه الوضعية ، مشتتة ومنقسمة ، وغير منسقة الموقف الثابت حيال العدوان وما يسببه من قتل ودمار وحصار وانتهاك للسيادة .
أستطيع القول إن هذه تكاد تكون حالة غريبة تحدث في اليمن ، أن ترى شعباً يُنتهك ويُقتل ويُنكل به ويجوع ، فيما المثقفون والمبدعون من شعراء وأدباء وكُتّاب وصحفيين وباحثين وناشطين وأكاديميين منقسمون على أنفسهم ، فمنهم من يؤيد العدوان ومنهم من يدينه ومنهم من يصمت ومنهم من يتكلم بخجل ، ومنهم من التزم موقف الحياد ، وهذه في حقيقة الأمر كارثة، ولو تعاطى كل مثقف مع العدوان من منطلق وطني وأخلاقي ومبدئي واضح وصريح وثابت لكان الأمر مختلفاً ولكان هناك نتائج مختلفة ولكان هناك موقف تضامني أكثر وضوحاً وإنسانية ونبلاً مع اليمنيين ومع وطنهم من قبل مثقفي وأدباء ومبدعي وفناني وحقوقيّ العالم العربي والعالم أجمع ، لأنهم سوف يتفاعلون مع ما يطرحه كل مثقفي وأدباء وحقوقيّ وناشطيّ اليمن حول العدوان على كافة المستويات.
ورغم أنني أعيب وأدين أن تكون المصالح الشخصية والتجاذبات والانتماءات السياسية عاملاً رئيسياً في ظهور نسبة من المثقفين اليمنيين بهذه الصورة أمام العدوان الخارجي ، لكن يجب أن نقرّ بأن التجاذبات والانتماءات السياسية والعمالة للخارج وشراء الذمم والمواقف لها دور كبير في ما يجري اليوم على مستوى الجبهة الثقافية التي يفترض أن تقودها طلائع المثقفين والحقوقيين والأكاديميين في مواجهة العدوان وفضح جرائمه وتعريته أمام الداخل والخارج.. وفي الأول والأخير نتمنى من بعض الأكاديميين والمثقفين والشعراء والأدباء والكتاب والحقوقيين وكل من ينتمي لهذا الوطن أن يراجعوا حساباتهم ويوحدوا جهودهم ويقوموا بتحرك فاعل لتفعيل هذه الجبهة المهمة جداً، وحينما يقومون بهذا الدور أؤكد لكم أن الوضع سيتغير والمواقف الدولية والعربية ستتغير تماماً وستنضم للجبهة الداخلية اليمنية ولن يتوقف العدوان فحسب ، بل سيحاسب أمام الضمير العالمي وسيحاسب قضائياً وأخلاقياً وإنسانياً وإعلامياً على جرائمه بحق الإنسانية في اليمن . الخلقي : لقد حان الوقت لخوض المثقفين غمار معركة الدفاع عن الوطن
قال الكاتب والناشط حسين الخلقي : عندما تكون الأوضاع في الساحة غير سوية، فمن الطبيعي أن يخفت دور المثقف ويبرز صناع الوضع النشاز الذين كانوا سبباً لوجود هذا الوضع غير الطبيعي..
وفي هذة الحالة صار لزاماً على المثقفين أن يضاعفوا جهودهم، ويشمروا عن سواعدهم، وأن يقوموا بواجبهم ودورهم المهم في هذة اللحظة الفارقة لإعادة المياه الى مجاريها، من خلال إشاعة نور افكارهم في كل الأرجاء الثقافية لتحاصر ظلام الجهل والجاهلين .
المثقفون يضطلعون بدور كبير وأعتقد أن عليهم سرعة إعداد البرامج الهادفة لتوعية المجتمع بضرورة تعزيز وحدة الصف، وتعميق الولاء الوطني، وتشجيع لغة الحوار ، وان الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية ، اضافة الى التصدّي لكل اشكال الصراعات الداخلية "مناطقية، مذهبية" وغيرها، وقبل كل ذلك توعية المجتمع بفداحة العدوان الخارجي وضرورة التصدي له قولاً وعملاً، وفي هذه الحالة لابد أن يكون المثقف هو النموذج..
اضافة لإبراز اضرار ومخاطر الخلافات والصراعات المذهبية والمناطقية التي جلبت العدوان السعودي الغاشم على وطننا..
ومن الأهمية بمكان توعية المجتمع بأن الوحدة الوطنية هي وسيلتنا لبناء الوطن ، وسلاحنا القوي للتصدي للعدوان السعودي الغاشم .
حقيقةً.. أن المجتمع ينتظر من مثقفيه أن يكونوا هم رواد المسيرة النضالية الوطنية لإخراج الوطن من هذه الأزمة ووقف العدوان على بلادنا.
لقد حان الوقت ليجسد المثقفون دورهم التنويري والوطني وخوض غمار الدفاع عن شعبنا ومواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها الوطن بالكلمة والقصة والقصيدة، والتخلي عن كل المؤثرات السياسية والمصالح الضيقة وتصفية الحسابات .
جبرة: سلاح المثقفين أقوى من الصواريخ وعليهم الاضطلاع بدورهم الوطني
إلى ذلك قال الكاتب والقيادي التربوي والناشط خالد مطهر جبرة: جيش المثقفين والأدباء والكُتّاب والفنانين والحقوقيين والصحفيين والأكاديميين أقوى من أي جيش ، وقادر على حسم اي معركة لصالحه وقادر على استمالة شرفاء العالم ومثقفيه ومحاميه ومنظماته المدنية لصفه والانتصار لقضيته ، ونحن في اليمن لا ينقصنا هذا الجيش الذي نتوقع أنه سينضم بكل عتاده من الكلمة والقلم ومختلف أسلحته التي تعد الأقوى من أي سلاح للجيش الذي يدافع اليوم عن الوطن ويواجه العدوان ويسجل انتصارات متلاحقة في أكثر من جبهة وفي أكثر من معركة .
إن دور المثقفين بمختلف مسمياتهم ومواقعهم وأعمارهم وجنسهم دور استثنائي وعظيم ، وفي كل بلدان العالم وفي كل المراحل التاريخية كانوا يسجلون مواقف منحازة لشعوبهم ، وفي أكثر من بلد ومعركة كان لهم الفضل في كسب المعارك وحشد الجماهير والانتصار للأوطان .
أعود وأطرح السؤال : لماذا يُغيّب المثقف قسراً عن هكذا وضع وحالة يمر بها الوطن ؟
أعتقد أن من ضمن الأسباب التي تحول دون ذلك: تسييس المثقف وتأثره بأفكار حزب أو جماعة سياسية وأيديولوجية معينة ، اضافة للحالة المادية المتردية التي تجعل منه تابعاً ، إما يأكل ويسكت ، أو يصطف مع العدوان.
أقول: إن المثقف يحمل رسالة أخلاقية وإنسانية ووطنية سامية نبيلة ويجب عليه أن يضطلع بها ويسخر قلمه وفكره ووقته وحياته للدفاع عن وطنه والذود عن حياضه ، ولعل هذا ما يحتمه عليه الواجب الديني والقيمي والأخلاقي تجاه شعبه ووطنه الذي يتجرع ويلات العدوان الغاشم والقتل والتخريب والحصار.
|