الثلاثاء, 07-يوليو-2015
الميثاق نت -   حوار : عارف الشرجبي -
رئيس فرع المؤتمر بتعز لـ«الميثاق»:المؤتمر والتحالف ليس لهم أي دور في الاقتتال الدائر في تعز
نفى الشيخ جابر عبدالله غالب رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام محافظة تعز ان يكون القتال والصراع الدائر اليوم في تعز طائفياً أو مذهبياً.. وأوضح في حوار مع «الميثاق» ان الصراع هو سياسي تتحكم فيه الأهواء والمصالح والثأر السياسي المدعوم من العدوان على اليمن بقيادة السعودية..
وقال: إن محافظة تعز فقدت استقرارها مع بداية العدوان الهمجي من المملكة السعودية وحلفائها على اليمن، حيث بدأ القتال في تعز على اثره مباشرة وذلك بسبب الدعم بالمال والسلاح لأحد طرفي الصراع..
ولفت إلى معاناة الناس جراء العدوان والقتال.. من انعدام الخدمات العامة كالماء والكهرباء والنظافة والصحة وغيرها من الخدمات التي انعدمت نهائىاً.. وانتقد بشدة الادعاءات الباطلة التي تتهم الموتمر بالاشتراك في المعارك الدائرة في تعز، وقال: المؤتمر داعي سلام ووئام وعامل استقرار وتنمية وليس لديه مليشيات مسلحة للقتال ضد أي طرف.. ساخراً من ادعاء الشرعية لشخص دمر بلد بكاملها من اجل استعادة سلطة ذهبت أدراج الرياح.. فإلى التفاصيل:

> بداية نود أن تضعنا على حقيقة الاحداث الجارية في تعز؟
- يؤسفني القول ان المدينة الحالمة عاصمة الثقافة اليمنية قد اصبحت تعيش حالة من الدمار والخراب والقتل وانهيار كل شيء جميل فيها، فقد اصبحت الحياة معطلة تماماً فيها بسبب الاقتتال الدائر والعدوان في معظم احياء تعز وشوارعها وقلاعها وحصونها فتخيل كيف تكون مدينة دون أي خدمات، لا مياه ولا كهرباء ولا نظافة ولا أي خدمات صحية بعد تهديم المستشفيات وقصفها من طيران العدوان باستثناء مستشفى اليمن الدولي والمستشفى العسكري، ولولاء هاذان المستشفيان التي تستقبل المصابين والجرحى والمرضى لأصبح الموت حليف العشرات والمئات من المصابين والمرضى ولتعفنت الجثث في الشوارع..
> بماذا يمكن تصنيف الاقتتال والصراع في تعز؟
- لقد اختلط الحابل بالنابل والغث بالسمين، فهناك من يريدون وصفه بالصراع الطائفي أو المناطقي وغيرها من التسميات والواقع يقول انه صراع سياسي تتجاذبه الأهواء والمصالح الحزبية وتصفية حسابات بطريقة هستيرية غير مدروسة العواقب على تعز، ناهيك عن العامل الخارجي الذي اصبح القتال بفعل العدوان السعودي على اليمن عامة وتعز على وجه الخصوص، وأنا هنا أؤكد للعالم ان الوضع في تعز لم ينفجر إلاّ بعد العدوان السعودي وطائراته على بلادنا وهذا العدوان اصبح اليوم محفوراً في ذاكرة كل طفل وامرأة وشيخ وصاحب ضمير وحس وطني يرصد كل معالم العدوان وأدق تفاصيله البربرية الغادرة التي لم تراع ابسط قيم وحق الجوار وقيم وتعاليم الدين والاعراف العربية والإسلامية الأصيلة، فلو لم يكن السلاح والمال والبرمجة سعودياً لما دخلت تعز هذه الدوامة من العنف الذي ينبئ بكارثة حقيقية مرعبة..
> وكيف يصل السلاح والمال السعودي إلى المتقاتلين في تعز أو غيرها من المحافظات اليمنية؟
- هناك طرق كثيرة إما بالتهريب عبر البحر في بعض الشواطئ أو عبر الانزال الجوي إلى وسط مدينة تعز أو إلى اطراف المدينة والمديريات القريبة من مركز المحافظة وهناك سلاح تم تكديسه في فترات سابقة منذ 2011م وقبلها وبعدها في المخلاف وجبل حبشي والضباب وان الذي حدث الآن هو فتح جبهات من خارج سياج الحزام الأمني للمدينة كما حدث من اقتحام للسجن المركزي بتعز مؤخراً والافراج عن اكثر من 1200 سجين، كثير منهم قتلة ومدمنين ومحترفي اجرام واصبحوا يشكلون خطراً على الأمن والسلم الاجتماعي لتعز وغيرها من المدن اليمنية.
> في تصورك لماذا يصمت العالم عما يحدث في بلادنا من عدوان غاشم؟
- الحقيقة ان المال السعودي قد جعل كثيراً من ضعفاء النفوس الذين يعانون عقدة نقص ليكونوا اداة طيعة رهن اشارة صاحب المال المدنس كما لا ننسى أيضاً اللوبي الذي يعمل ضد مصالح الأمة العربية سواءً في أروقة مجلس الأمن أو لدى كثير من الدول صاحبة التأثير العالمي والكبير في مجلس الأمن الدولي الذي شاهدناه مؤخراً كسيحاً عاجزاً عن فعل شيء لإيقاف العدوان على بلادنا والأدهى والأمر من ذلك كله ان مجلس «الخوف» العالمي المسمى مجلس الأمن اصبح جزءاً من لعبة ضرب وتدمير اليمن وإلاّ كيف يسمح بضرب وتدمير دولة عضو في الأمم المتحدة وتحت ذرائع كاذبة ما انزل الله بها من سلطان كالإدعاء بالشرعية الباطلة اصلاً.. نأسف لموقف مجلس الأمن الدولي هذا الموقف المتراخي المتواطئ مع العدوان على اليمن وهذا الموقف المهين لمجلس الأمن اصبح وصمة عار في جبين المجلس الذي جاء منذ البداية للحفاظ على مصالح الدول العظمى..
لم نكن نتوقع أو نتصور ان يصمت مجلس الأمن على ضرب دولة بأقوى الأسلحة المحرمة دولياً ضد دولة لم تعتدِ على أية دولة أو مصالح دولية.. وهذا يجعلنا نفكر بالبحث عن بدائل اخرى لوقف العدوان الهمجي على بلادنا لاسيما وهناك حركة عدم الانحياز التي يفترض ان تلعب دوراً محورياً في حل أزمة اليمن ووقف العدوان عليه.
> وماذا عن موقف الدول العربية؟
- الحقيقة كانت هناك عروبة ولكن علينا ان لا نغفل ان العديد من الدول العربية تعاني من مشاكل كثيرة وحرب واقتتال داخلي جعلها تلتهي بما يدور في أراضيها ولا تهتم لما يدور في اليمن من اقتتال وتدمير وتخريب بسبب الفتنة التي تديرها وتمولها دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء سلطنة عمان التي لم تشارك في العدوان وهذا يحسب لها كونها تمتلك قرارها بيدها ولم يكن مرهوناً كما هو حال بقية دول المجلس.. الجانب الآخر هناك دول لم تكن طرفاً في الاقتتال الدائر في بلادنا ولكن ذُل وهوان وخضوع قاداتها فضلت السكوت مقابل حفنة من المال المدنس على حساب الدم اليمني العربي الأصيل الذي لا يوجد شبر أو قطعة أرض عربية إلاّ ولليمن واليمنيين فيها حكاية حب وبذل وعطاء وبناء ولكن للأسف بعض القادة فضلوا السكوت مقابل المال!
> وماذا عن الجامعة العربية؟
- الجامعة العربية اصبحت بكل أسف تدار من خارجها وربما تدار من خارج الحدود العربية، ولم يعد فيها عربي إلاّ الأسم فقط أما ما ينفع العرب وقضاياهم المصيرية العادلة فإننا نشاهد الجامعة إما متهاونة مع اعداء العرب أو متفاجئة عما يحدث أو مشرعنة للبعض الآخر.. كما حدث من عدوان سعودي على اليمن وكم كنت اتمنى ألا تكون الجامعة العربية شاهد زور أو شاهد ما شفش حاجة، كما يقال ولكن هذه حكمة الله.
> لماذا سقطت تعز في الصراع ولم تسقط غيرها من المحافظات مثل الجوف وإب وغيرها؟
- دعني أكون صريحاً معك ومع القارئ الذي يستطلع الصراع الدائر داخل هذه المحافظة الاستثنائية الرائعة التي اظنها اليوم تقف لتتبرأ من بعض أبنائها الذين كانوا سبباً مما تعانيه..
> هل من توضيح لهذا الطرح؟
- هناك أُناس من أبناء تعز كان لهم دور كبير فيما تعانيه تعز بسبب التمحور في الصراعات سواءً من جانب جهوي أو مناطقي شمالي أو عدني أو صنعاني فالصراع الذي انفجر في عدن كان من نتائجه غير المباشرة انه جر نفسه ليتفجر في تعز لأن كل جهة أو طرف كان يريد ان يرمي بكرة اللهب إلى اقرب مكان منه لينجو بنفسه وتعز كانت محل استقطاب من كافة الاطراف المتصارعة في الساحة اليمنية.. وأقول إنه لو لم يكن هناك من يجلب الدمار والاقتتال إلى تعز من بعض أبنائها لما أُطلقت طلقة واحدة فيها ولنجت من سحر آل سعود وهادي ومن لف لفهم.
> وأين تجد المحافظ مما يدور اليوم؟
- الأخ المحافظ الاستاذ شوقي هائل مشكلته الحقيقية ان كثيراً من الذين كانوا واقفين إلى جانبه لم يكونوا صادقين معه ولا مع تعز ولم يكونوا صادقين فيما يقولون ولم يكونوا جادين في التعامل مع الموقف لتجنيب تعز المآساة التي تعيشها اليوم ناهيك عن قيام البعض بعملية التهويل والحرب الإعلامية والحملات الشنيعة ضد الطرف الآخر، وكما يقال الحرب أولها كلام..
> هل استطاع الإصلاح جر تعز إلى حرب طائفية؟
- لقد حاول الإخوان في حزب الإصلاح فعل ذلك مراراً ولكن الحقيقة ان المواجهات المسلحة عندما تزيد عن مائة يوم وترتفع فاتورة الخسائر البشرية والمادية والتاريخية والمعنوية التي تكبدتها تعز جعلت حتى المجنون يعود إلى رشده وعقله وأنا اليوم اشاهد ان كثير من القوى السياسية التي كانت بالأمس تنفخ في كير الأزمة واشعال حربها قد عادوا يفكرون بالطريقة المنطقية، وأنا أرى أن يعود الجميع للاحتكام لصوت العقل والمنطق، وإلى جادة الصواب وان نسكت اصوات المدافع وأزيز الرصاص وتكميم فوهات البنادق ويعود الجميع لمداواة مآسي ما اقترفته أيديهم بحق تعز وأبنائها الذين لا ذنب لهم إلاّ أنهم كانوا ضحية المماحكات السياسية والصراع على مكاسب ما كان ينبغي ان تكون ثمن كل هذا الخراب والعبث الهستيري الذي يتقاذف تعز دون وجه أو وازع من ضمير أو خوف من عقاب..
وهنا أقول للجميع اتقوا الله باخوانكم واطفالكم ونسائكم وضعفائكم وبأبناء اليمن كافة وتعز على وجه الخصوص بعد هذا الدمار ورحم الله القاضي عبدالرحمن الإرياني حيث قال ذات يوم لو كان دم طير سيراق من اجل البقاء في السلطة- الكرسي- فلن اقبل به وأكد هذا الموقف الرئيس علي عبدالله صالح الذي فضل ترك السلطة ودعا إلى انتخابات رئاسية مبكرة حتى يجنب البلد ويلات الاقتتال التي كان البعض يريد جره إليها ولكنه آثر على نفسه من اجل الشعب.. فهل يتعظ من يريد اليوم الحفاظ على الكرسي أو الوصول إليه على اشلاء ودماء الشعب اليمني أم ان بهارج الحياة وزينتها قد اعمت البصر والبصيرة.
> لماذا تقف اليوم المملكة العربية السعودية مع جماعة الإخوان «الإصلاح» وكانت بالأمس قد صنفتهم كجماعة إرهابية؟
- السعودية دائماً لا يهمها شيء ولا تعترف بمواثيق أو اعراف ولا تحترم حقوق وحريات الإنسان وهي دائماً تبحث عن مصالحها ولو على أشلاء وجماجم البسطاء من هذه الدولة أو تلك وبالتالي فهي اليوم تقف مع الإصلاح لتستخدمهم لتحقيق مصالحها وتعتبرهم أدوات في هذه المرحلة لا أقل ولا أكثر..
> حاولت أحزاب اللقاء المشترك عام 2011م أن تجعل من تعز بنغازي اليمن ففشلت فهل تكرر ذلك اليوم؟
- تلك أحزاب قد خلت وأصبحت من الماضي فكما التقت بالأمس على الكيد وبذر الفتنة بكل تناقضاتها الفكرية والايديولوجية فها هي اليوم تسقط عملياً وتتناثر وهذه حقيقة لم نكن نتمناها لأي مكون أو تجمع سياسي في بلادنا ومراهنة تلك الأحزاب في 2011م على تعز كان لجعلها حديقة خلفية لمصالحها باعتبار هذه المدينة مركز الثقل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والمخزون البشري الهائل وكما فشلت بالأمس فشلت اليوم، والواقع يؤكد أن ما حدث في 2011م ما هو إلاّ مقدمة لما يحدث اليوم يجسد السيناريو الذي رسمه اعداء هذه الأمة وجعل البعض ينفذونه بوعي أو بدون وعي.
> كنتم قد أعلنتم قبل أشهر عن اصطفاف وطني لتجنيب تعز الدخول في حرب أو اقتتال فما الذي حدث؟
- ذهب أدراج الرياح بعد اشتعال الموقف في عدن مباشرة من خلال ممارسات هادي ومن يقف معه لتلك التصفيات الجسدية والقتل والتنكيل باليمنيين من عدن والذي بدأ بأفراد قوات الأمن الخاصة على أساس مناطقي هذا من الشمال وهذا من عدن فتوالت الأحداث وانفجر الوضع فالذين راهنوا على هادي وسلمان خسروا أهلهم ودينهم وقيمهم وكل شيء.
> لماذا صمت وجهاء تعز حيال ما يجري؟
- الوجهاء لم ولن يصمتوا وكان لهم محاولات عدة لاحتواء الموقف ولكن للأسف قطبي الرحا الاصلاح وانصار الله الحوثيين في المعركة لم يكونوا في مستوى المسئولية ونسأل الله أن يكونوا قد عادوا الى عقولهم واستوعبوا الدرس جيداً فنحن لا نريدهم أن يكونوا خصوماً أو دماراً لأبناء هذه المحافظة أو غيرها.
> كيف يمكن انقاذ ما يمكن انقاذه في تعز؟
- الحقيقة أن ثقتنا بالله كبيرة وبلا حدود وهي التي تخالط الروح والوجدان كما أننا لازلنا نثق أن هناك عقلاء لايزالون موجودين في أوساط ومحيط طرفي الصراع القائم أو من كانوا موالين لهم وأيضاً تعز غنية برجالها المثقفين الحريصين على هذه المدينة المنكوبة هذه الأيام وان شاء الله نتمكن من العبور ونتجاوز المحنة ونحافظ على ما تبقى فقد مسنا الضر جميعاً ولم يبقى ما نختلف عليه.

تعز مدينة مكنوبة
> هل ممكن إعلان تعز مدينة منكوبة؟
- بكل تأكيد فتعز مدينة منكوبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
> ماذا عن وضع النازحين في تعز؟
- وضعهم يرثى له فهم منكوبون تقطعت بهم السبل تخيل أن أكثر من 80% من سكان مدينة تعز أصبحوا نازحين إما في الأرياف وإما الى محافظة إب ووضع كهذا يدمي القلب ويعصف بالضمير ويجعل منا جميعاً مسئوليين عما يحدث أمام الله وأمام التاريخ وأمام أبناء تعز الصابرين المحتسبين لله على ما يحدث.
> ماذا قدمت لهم الدولة في السلطة المحلية والمنظمات المعنية بحقوق الانسان؟
- وضع ابناء تعز مأساوي الى الحد الذي لا يمكن السكوت عنه وحقيقة الأمر الدولة لم تقدم شيئاً لهؤلاء سوى بعض ما تقدمه بعض المنظمات العاملة في مجال حقوق الانسان وهو شيء يسير جداً يكاد لا يذكر مقارنة بمعاناة واحتياجات المتضررين من الاقتتال والشكر كل الشكر لروح التكافل من قبل الخيرين في المجتمع اليمني والرجال والوجاهات الاجتماعية والوعاظ والتجار الذين بذلوا جهداً يشكرون عليه من أجل تخفيف المعاناة للنازحين ولذا أقول لكل قيادات واعضاء المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي أن يكونوا في مقدمة الصفوف في تقديم يد العون للمنكوبين في تعز في هذا الظرف العصيب وادعو ايضاً شعوب دول تحالف العدوان أن يكون لهم صوت قوي لمخاطبة حكامهم لوقف العدوان على اليمن كواجب الاخوة والدم والعقيدة وحق الجوار.
> هل المؤتمر الشعبي العام جزء من أطراف الصراع في تعز؟
- ننفي نفياً قاطعاً أن يكون للمؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي أية صلة أو دور في الصراع المسلح الدائر في تعز ونؤكد أننا لم ولن يكون لنا أي دور في تأجيج ما يحدث بل على العكس فقد سعينا منذ البداية ولازلنا نسعى لوقف الاقتتال وتجنيب تعز الخراب والدمار، والاخوة في طرفي الصراع يعلمون أن المؤتمر عامل وئام ومحبة ويدعوهم لوقف الاقتتال والعمل على حل الخلاف بالحوار الذي دعينا له في المؤتمر لأننا نؤمن أن الحوار هو الحل كما تعودنا ذلك من الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر مؤسس نهج الحوار والوسطية والاعتدال في الوطن منذ عقود.

من رحم الشعب
> ولماذا يتم استهداف المؤتمر وقياداته من وجهة نظرك؟
- يا أخي هذا تعبير عن الحقد وعن حالة الضعف التي تعتري المعتدين من الداخل فللمؤتمر الشعبي ورئيسه مكانة كبيرة وخاصة في أوساط الشعب اليمني نظراً لنقاوة هذا الفكر المعتدل الذي ينهجه المؤتمر كما أن المؤتمر قد تعرض خلال أكثر من 100 يوم من العدوان و7000 طلعة لطيران العدوان للعديد من الهجمات وكان في مرمى النيران وذلك لاسكاته عن حشد الناس لمواجهة العدوان أو لاثناء المؤتمر من الوقوف الى جانب الشعب اليمني الأصيل الصابر.. ولمن يريد النيل من المؤتمر وقياداته نقول إن المؤتمر جاء من رحم الشعب وسيظل مع الشعب الذي يراهن عليه في تجاوز الأزمة والعبور بالوطن الى بر الأمان.
> ولماذا تستهدف الآثار في تعز؟
- الحقيقة استهداف الآثار في تعز خاصة واليمن عامة يعبر عن نفسية المعتدين المريضة الحاقدة على اليمن وتاريخه العريق ولهؤلاء أقول إن تاريخ اليمن محفور في وجدان الأمة وقد ذكره وحفظه رب العزة في كتابه الكريم في العديد من السور والآيات فإذا كان العدوان قد تمكن من تدمير قلعة هنا أو هناك فهل يستطع طمس تاريخنا اليمني من وسط آيات الله وكتابه المبين، وكما قال الزعيم علي عبدالله صالح بأن الشعب اليمني برجاله المخلصين قادر على اعادة تعمير وبناء كل ما خلفه العدوان واذا كان المؤتمر قد أعاد ترميم تلك الحصون والقلاع والآثار التاريخية خلال فترة حكمه فإنه على استعداد أن يربط على بطنه ويعمل على بناء اليمن من جديد وأفضل مما كانت.
> ما رسالتك التي تريد قولها في نهاية هذا اللقاء؟
- أولاً نحن في شهر رمضان المبارك ونعلم أن موسم ضيوف الرحمن يبدأ من شهر رجب دائماً وحتى شهر محرم وخصوصاً في شهر رمضان ولكي ينعم الناس بروحانية الشهر يأتون من كل دول العالم بمختلف مذاهبهم والوانهم وألسنتهم ومكة والمدينة لا ترفض أحداً -سني أو شيعي- فالجميع مسلمون.. ولكن القائمين على الشعائر الاسلامية المقدسة في السعودية يجب أن تتمثل هذه القيم الايمانية النبيلة وتسير على نهج النبي الكريم محمد «صلى الله عليه وسلم» وأن تعمل بمقتضى الكتاب والسنة لتكون مرجعية العالم الاسلامي لأنها تعمل على خدمة الأرض المقدسة بل يفترض أنه اذا اختلف المسلمون فيما بينهم فإنهم يعودون اليهم ولكن الطامة الكبرى أن نجد أن حكام السعودية هم الذين يعملون على تفريق المسلمين وغرس بذور الفتنة بينهم وجعلهم يتقاتلون في بلدانهم وتخريبها مستغلين مال الله للتنكيل بالشعوب المؤمنة المسلمة سواءً بارسال المال والسلاح أو بذاتها مباشرة بعدوان على الشعب المسلم الأخ بالدم والعقيدة والجوار «والجار ذى القربى».. فتشن الغارات بالقنابل المحرمة دولياً لتقتل المواطن البرئ وتدمر البنى التحتية وتسحق الاطفال والنساء وترسل المال والسلاح للاقتتال وتحاصر براً وجواً وبحراً لمنع كل متطلبات الحياة الانسانية وهذه اعمال لم يمارسها عدو الأمة الاسلامية ضد شعب آوى رسول الله وناصره وأسلموا له طواعية فالشعب اليمني هو الذي نشر الاسلام في اصقاع المعمورة من اندونيسيا الى فرنسا واسبانيا وغيرها من دول العالم فلماذا يتم استهدافنا بهذه الوحشية ونحن جيران وأخوة في الدين واللغة هذا القصف العنيف يتم بذريعة واهية ما أنزل الله بها من سلطان تسمى اعادة الشرعية الوهمية التي غرقت في بحر من الدماء والدمار..
هذه الشرعية التي لا وجود لها إلاّ في عقول هذا المعتدي وطالب العدوان واعوانه فعن أية شرعية يتحدثون بعد هذا وإذا افترضنا جدلاً أن هناك شرعية فهل نقتل شعباً بأكمله ونبيده وندمر بلداً بكاملها على رؤوس ساكنيها من أجل شخص واحد، هذا الأمر لم يحدث على مدى التاريخ الانساني وهذا الدمار لا يخدم إلاّ اعداء الأمة العربية والاسلامية بل إن عدو الأمة أصبح يحترم القيم والانسانية أفضل من ادعياء خدمة قبلة المسلمين الذين يمارسون أبشع الجرائم بحق شعب الإيمان والحكمة الذين سيقف الرسول الكريم يذود عنهم يوم القيامة ليشربوا من حوض الجنة قبل غيرهم فماذا سيقول المعتدون لله ورسوله يوم القيامة عن هذه الجرائم التي ترتكب بحق شعب الايمان والحكمة خصوصاً في هذه الأيام المباركة التي يبحث الناس فيها عن دور العبادة ليتموا تجارتهم مع الله في الصوم والصلاة والعبادات والنوافل والدعاء والتذلل لله طالبين المغفرة عن ذنوبهم..
لكن هؤلاء بكل أسف يمارسون الكبائر بحق اليمن وشعبه غير مراعين لحرمة الدم ولا للعرض.. ولهذا فإننا نرفع مظلمتنا الى الله لكي يأخذ لنا حقنا كما نضع ما يحدث أمام العالم الاسلامي أولاً ليقف عليها ليكون صاحب الكلمة الفصل أمام هذا الجبروت والغطرسة ويعينونا ولو بموقف كما نضع ما يحدث لنا أمام كل الشعوب الحية في العالم وأمام الهيئات والمنظمات الدولية لمناصرتنا ضد هذا العدوان كما أدعو الاخوة اليمنيين المتصارعين العودة لصوت العقل وأن يغلبوا مصلحة اليمن فوق المصالح الشخصية الضيقة وليعلموا أنهم سيحاسبون يوم القيامة عن كل قطرة دم أريقت في هذه البلدة الطيبة.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43425.htm