هشام سرحان -
نذر كارثة صحية تتبدى ملامحها في الافق اليمني الملبد بالحصار وغارات عدوان التحالف بقيادة السعودية والذي أنهى شهره الثالث وسط أنباء عن حالات وفيات جراء تفشي العديد من الاوبئة خصوصاً حمى الضنك وتوقف العشرات من المرافق الصحية بفعل قصف العدوان وانعدام الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية.
وفي الوقت الذي خلف قصف العدوان الالاف الضحايا الذين تعجز المرافق الصحية عن توفير الخدمات الطبية لهم وفي ظل بنية تحتية اما تضررت جزئيا أو تدمرت كلياً.. فضلاً عن مراكز أضحت غير قادرة على استيعاب العديد من المرضى المهددين بالموت ،لاسيما المصابين بالفشل الكلوي والسرطان ..
وطبقا للعديد من الاحصائيات فان العدوان السعودي أسفر عن مقتل أكثر من 2800 شخص وجرح ما يقرب من 12500 آخرين.
وكان مدير فرع المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان في محافظة الحديدة ياسر عبدالله نور- قد ذكر في تصريح صحفي ليومية اليمن اليوم منتصف يونيو، أن المؤسسة عاجزة عن استقبال أي حالات نتيجة الحصار ومنع دخول المساعدات الطبية والانسانية في ظل شحة الامكانيات المادية والتكاليف المالية الباهظة للجرعات الطبية الكيميائية والعلاجات المهدئة والمضادات الحيوية لاسيما وان المؤسسة تقدم كافة الخدمات الطبية والتشخيصية والعلاجية مجانا .
وتتصدر الحديدة الترتيب الثالث ضمن المحافظات الاعلى نسبة في الاصابات بالسرطان كما ان الفرع يستقبل 500 حالة سنويا منها حالات من محافظات ريمة وحجة والمحويت...
وفي حين تتجدد نداءات الاستغاثة التي أطلقتها العديد من المستشفيات لتوفير الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية، وصفت وزارة الصحة في وقت سابق الوضع الصحي في اليمن بالكارثي جراء استمرار العدوان الذي استهدف المستشفيات والوحدات الصحية ومخازن الادوية وبنوك الدم ومصنع الاكسجين وسيارات الاسعاف والكادر الصحي والطبي ..
وأضافت الوزارة في مؤتمر صحفي أن العدوان والحصار أثر تأثيرا كبيرا على مراكز الكلى والتي كانت تعمل بطاقتها الكاملة قبل بداية العدوان ،منوهة الى نقص حاد في الادوية والمحاليل الطبية وتوقف العديد من مراكز الكلى والغسيل الكلوي والسرطان ، مؤكدة تردي الوضع الصحي للعديد من الحالات ...
وفيما أشارت اليونيسيف الى توقف 158 مرفقاً صحياً، تحدثت وزارة الصحة عن استهداف العدوان لـ 61 مرفقا في مختلف انحاء الجمهورية، وأضاف الوزارة: أن العدوان استهدف قرابة 13 من سيارات الاسعاف مع سائقيها والكادر الصحي والذي أسفر عن مقتل سائقين وجرح 3 آخرين اضافة إلى اصابة 20 من الكادر التمريضي.
منظمة الصحة العالمية التي نوهت الى أن سلامة العمال الصحيين تحت التهديد، ذكر ممثلها في اليمن الدكتور أحمد شادول: "النظام الصحي في اليمن على حافة الانهيار..
وشدد شادول في بيان نشره الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية على الحاجة الماسة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المرافق الصحية وضمان حصول السكان المحاصرين على الرعاية الصحية".
وحول التحديات الصحية في البلاد قالت المنظمة أن أكثر من 20 مليون شخص يفتقرون لفرص الحصول على مياه الشرب الآمنة وخدمات الصرف الصحي وان أكثر من 15 مليون شخص، بما فيهم أكثر من مليون نازح، بحاجة ماسة للخدمات الصحية، منوهة الى النقص الحاد في الأدوية المتعلقة بأمراض السكري وارتفاع ضغط الدم والسرطان والمستلزمات الرئيسية بما فيها المستلزمات الخاصة بالتعامل مع الإصابات إضافة إلى أكياس الدم.
وذكرت أن 1.8 إلى 2.5 مليون طفل يعانون من خطر الإصابة بأمراض الإسهال وأكثر من 1.3 مليون طفل تحت خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة.
وأشارت الى زيادة حالات سوء التغذية في المستشفيات بما يقرب من 150% منذ مارس الماضي. كما أن عشرات الآلاف من النساء الحوامل يواجهن صعوبات كبيرة في الحصول على خدمات الرعاية التوليدية والطوارئ وخدمات العناية لما قبل الولادة.
وتتطابق المخاوف محلياً ودولياً حول الكارثة الصحية التي تترصد اليمن، رغم تباين الاحصائيات والأرقام والتي تنذر بكارثة صحية طبقا لمختصين...