كلمة الميثاق -
مواجهة العدوان السعودي على الجبهة السياسية الخارجية العربية والدولية الى المستوى المطلوب أثمر عن نجاحات ممتازة ومهمة على هذا الصعيد بفضل الجهود التي بذلها ومازال يبذلها المؤتمر الشعبي العام عبر الجولة التي يقوم بها وفد المؤتمر برئاسة الأمين العام عارف الزوكا، حيث يخوض معركة وطنية على الصعيد الخارجي من أجل وقف العدوان وتمهيد الطريق لإيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية التي سعى رأس العدوان الباغي الهمجي للنظام السعودي على اليمن الى إفشال لقاء جنيف حتى قبل أن يبدأ من خلال العديد من العوائق والعراقيل والتي عكست تصرفات صبيانية حمقاء وفجة وحقيرة وفاضحة للأمم المتحدة، كما هو الحال مع الهدنة التي أعلنتها يوم الجمعة الماضية، وبشكل يمكن القول إزاءها إنها ممارسات مثيرة للسخرية والاستهجان عكست وتعكس طبيعة النظام السعودي وكشفت كذب ذرائعه ومبرراته لشن هذه الحرب الظالمة غير المسبوقة في وحشيتها على الشعب اليمني المسالم..
وفي هذا السياق كان وفد المؤتمر الشعبي العام يدرك أن الجدية في الوصول الى النجاحات التي يتطلع اليها الشعب اليمني مرهونة بالتركيز على البعد السياسي والإعلامي الهادف الى كشف وفضح حقيقة هذا العدوان وغاياته ومراميه التدميرية الاجرامية والدموية التي طالت الانسان والشجر والحجر والحيوان ومقدرات الشعب اليمني ومكتسباته وانجازاته الاقتصادية والتنموية والخدمية لاسيما والعدوان السعودي يقتل ويدمر بصورة ممنهجة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، بل ويقترف جرائمه في ظل حصار خانق وجائر، وكل هذا يعني أن هناك حرباً شاملة لإبادة الشعب اليمني فمن لا يموت من قصف الطائرات وضرب البوارج بالأسلحة المحرمة دولياً يموت من الجوع والمرض، ورغم هذا كله أثبت الشعب اليمني بإيمانه وبصيرته وعزيمته وتصديه الشجاع لهذا العدوان أنه شعب يستحق أن يحيا على أرضه بعزة وكرامة، ويستحق عن جدارة وقوف شرفاء وأحرار العالم دولاً وشعوباً معه ضد هذا العدوان البربري.
هذه هي الرسالة التي أراد إيصالها وفد المؤتمر الشعبي العام الى المجتمع الدولي والى القوى المؤثرة فيه لاسيما تلك التي لم تؤيد العدوان، ونجح في ذلك، ولعل زيارته لروسيا الاتحادية قد أعطت هذا المعنى بل وذهب هذا النجاح أبعد من ذلك الى دول أيدت العدوان أو كانت متواطئة معه.. وتزامنت لقاءات وفد المؤتمر الشعبي العام في القاهرة بالتجلي الأبرز المتمثل بالموقف الذي أعلنه الاتحاد الأوروبي والمعبر في بيان برلمانيه- يوم أمس الأول- بما حمله من إدانة واضحة للعدوان السعودي وتأكيده على وجوب الحل السياسي للأزمة في اليمن.. صحيح أن الموقف الأوروبي جاء متأخراً لكنه يبين أن العالم بدأ يستوعب حقيقة الحرب العدوانية على شعبنا المظلوم باعتبارها حرب إبادة جماعية وضد الإنسانية، وهذا ما يؤكده الرفض السعودي للهدنة الانسانية التي دعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة، واستمرار عدوانها على الشعب اليمني بشكل همجي.