الميثاق نت -

الثلاثاء, 14-يوليو-2015
فايز سالم بن عمرو -
< بعد دخول العدوان السعودي يومه السابع بعد المائة الذي تجاوز كل المواثيق الدولية والإنسانية والشرعية الدولية حيث استهدف المدنيين والمناطق المأهولة بالسكان، مُصراً على تدمير البُنى التحتية للشعب اليمني من مطارات ومستشفيات ووسائل إعلامية وضرب الطرق والجسور ، متبوعاً بحصار بري وبحري وجوي خانق يمنع وصول الاحتياجات الإنسانية من مواد غذائية وطبية ومحروقات ، مما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى أن يحذر من الوضع الإنساني الخطير الذي وصل إليه الشعب اليمني، محذراً من كارثة انسانية حيث يعاني أكثر من خمسة وعشرين مليون يمني في جميع المحافظات والقرى من انعدام أساسيات الحياة من مياه الشرب والغذاء والدواء، فضلاً عن انقطاع الكهرباء وكافة المرافق الحكومية والخاصة.
تأكيد البيان على الطابع الإنساني للهدنة إدانة للعدوان السعودي:
جاءت الهدنة ببيان صادر عن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة معتبراً أن الهدنة الإنسانية غير مشروطة ، بعد الجهود الحثيثة التي بذلها المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ بعد زيارة ما بين صنعاء والرياض وعواصم عربية وغربية ، وقد تميزت الهدنة بالنقاط الآتية:
1- إن الهدنة جاءت كقرار من الأمم المتحدة بعد استيفاء المشاورات التي قام بها المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ ، دون الرجوع إلى القرار 2216 الذي اتخذته دول العدوان كأساس شرعي لعدوانهم على اليمن.
2- القرار حمل طابعاً إنسانياً حيث دعا الأمين العام إلى إيصال المساعدات لكل الفئات المتضررة من الشعب اليمني كأمر مُلح وطارئ، وكذلك السماح لكافة وكالات وهيئات الإغاثة بالتحرك بحرية وبدون أي عراقيل، بما في ذلك عبر الموانئ البحرية والمطارات، فالهدنة حاجة إنسانية ملحة لا تحتمل الشروط السياسية أو التبريرات الحزبية.
3- ركز الأمين العام للأمم المتحدة على أن الهدنة الإنسانية غير مشروطة، وهو ما يعتبر رفضاً للعراقيل التي تتعلل بها دول العدوان مدعومةً بحزمة شروط غير موضوعية وضعها هادي والحكومة المستقيلة في الرياض ؛ لإجهاض أي هدنة إنسانية للضغط على الشعب اليمني وإجباره على الاستسلام.
4- دعا الأمين العام أطراف الصراع إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي الداعي لحماية المدنيين ، حيث تشير المادة 100 من ميثاق الأمم المتحدة إلى تجريم استهداف المدنيين والمطارات والمستشفيات التي حرصت قوات العدوان على ضرب البُنى التحتية للشعب اليمني.
5- أشار المبعوث الدولي في بيانه إلى ضرورة الحل السلمي والدائم للصراع في اليمن عبر الحوار، وهذا ما ترفضه السعودية والحكومة المستقيلة وتريد فرض مخرجات مؤتمر الرياض عن طريق الخيار العسكري.
الموقف السعودي
1- الهدنة الإنسانية في اليمن جاءت ضد رغبات ومواقف السعودية التي رفضت عدة دعوات إنسانية أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة كان آخرها في أوائل شهر رمضان ، ومن خلال إفشال مؤتمر جنيف لإصرار مبعوث ما يسمى بشرعية هادي على أن تكون الهدنة مشروطة.
2- يلاحظ التباين الكبير بين موقف السعودية وحكومة الفار هادي وموقف المجتمع الدولي والهيئات الدولية حيث ركز البيان الدولي على الحالة الإنسانية التي فرضها الحصار السعودي وعملية التدمير المبرمج والمتعمد لمقومات الحياة في اليمن ، بينما يؤكد الموقف السعودي على الاشتراطات العسكرية والسياسية للسير بالهدنة.
3- هناك تباين واضح بين موقف الجامعة العربية وممثلها الدكتور نبيل العربي للمرة الأولى منذ بداية العدوان ، حيث أشاد العربي بموقف المبعوث الدولي، مؤيداً بيانه ، مركزاً على اغاثة الشعب اليمني ، دون الإشادة بمواقف السعودية كما جرت العادة.
4- جاء الموقف السعودي من الهدنة بارداً، فقد صرح عادل الجبير وزير الخارجية السعودية بترحيب المملكة بالهدنة بشرط عدم تقدم الجيش على الأرض ، وألا تصل الإغاثة إلى المتمردين حسب وصفه.. واضعاً نفسه بديلاً عن الشرعية الدولية والأمم المتحدة بالتأكيد على تحرك التحالف اذا خرقت الهدنة ومواصلة العدوان ، وكذلك جاء الموقف العسكري لدول العدوان على لسان احمد العسيري المتحدث باسم التحالف مردداً نفس الشروط التي وضعها الجبير.
5- الملاحظ في الموقف السعودي الضبابي من إيقاف العدوان رغم الاشتراطات الكثيرة، أنه تجاهل مكافحة الإرهاب ، حيث يسيطر تنظيم القاعدة على ساحل حضرموت وينتشر نشاط التنظيم العسكري في الجوف ومأرب وعدن وشبوة.
6- أظهرت الصحف السعودية أن الهدنة الإنسانية جاءت كمكرمة سعودية من الملك المعتدي، حيث أشارت الصحف السعودية في افتتاحياتها إلى أن السعودية تغيث الشعب اليمني إغاثيًا وماديًا ، وان "عاصفة الحزم" وأعقبتها بعملية "إعادة الأمل" جاءت لحماية الشعب اليمني.
7- تعاملت الصحف السعودية مع الكارثة الإنسانية التي سببها العدوان السعودي بمبدأ الرشوة والوعود ، فقد أشارت صحيفة عكاظ إلى إن مبادرة الملك سلمان بن عبدالعزيز بتخصيص مبلغ 274 مليون دولار لدعم الأوضاع الإنسانية في اليمن تكفي لإغاثة الشعب اليمني وانتشاله من الفقر حسب زعمها.
موقف هادي وبحاح
لم يأتِ موقف شرعية هادي المزعومة وحكومة بحاح بالرياض بعيداً عن الموقف السعودي ، على الرغم من الموقف المتشدد الذي ترفعه حكومة الفار هادي من اشتراطات عسكرية وسياسية لإيقاف العدوان ، مما أدى إلى إفشال مبادرة جنيف لإيقاف الحرب ، واهم ميزات الموقف لما يسمى بالشرعية تتمثل بالآتي:
1- جاء الموقف الحكومي ضعيفاً مكتفياً بتصريح عن الناطق باسم الحكومة المستقيلة راجح بادي، أشار فيه إلى أن هادي سلم الأمم المتحدة استعداد الحكومة لبدء الهدنة الإنسانية.
2- الغريب في الموقف هو الزعم أن هادي قدم الموافقة على الهدنة للأمم المتحدة وقيادة تحالف العدوان، على الرغم من أن المبادرة دولية فرضتها الأمم المتحدة ، ولا دخل لدول العدوان في هذه الهدنة ، إلا من خلال مشاورات المبعوث الدولي مع قيادات دول الخليج.
3- تجاهل الموقف الحكومي أن الهدنة ذات طابع إنساني وغير مشروطة، حيث اشترط الموقف الحكومي الالتزام بالضوابط التي وضعتها الحكومة اليمنية.
4- كررت حكومة بحاح المستقيلة شروطاً بالإفراج عن المعتقلين والانسحاب من المدن، بالإضافة إلى ضرورة تسليم المواد الإغاثية إلى الحكومة لتقوم بتوزيعها، مما يعني رفضاً مبطناً للبيان الدولي.
المواقف الدولية
تتصدر المنظمات الدولية والإنسانية كمنظمة هويومن رايس وتش وغيرها من المنظمات الموقف الدولي لوقف العدوان السعودي على اليمن الذي تجاوز كل الأعراف الدولية والشرعية التي تحكم الحروب والنزاعات الدولية ، وجاءت مواقف الدول الغربية وخاصة الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي والجامعة العربية مناصرة ومؤيدة لدعوة الأمم المتحدة بإيقاف العدوان وإغاثة الشعب اليمني، وأهم ميزات الموقف الدولي من العدوان :
1- دعا الاتحاد الأوروبي في بيانه رداً على العدوان السعودي على اليمن بأن قرار الحرب سيعقد المشكلة اليمنية ولن يحلها ، وهذا يدل على الموقف الأوروبي الرافض للحرب وإذكاء الصراعات العسكرية بالمنطقة التي تبنته السعودية وسياساتها الداعمة للإرهاب.
2- ركز موقف البرلمان الأوروبي على الطابع الإنساني للهدنة بالسماح بوصول المساعدات المنقذة لحياة 22 مليون يمني هم في أمس الحاجة إلى الغذاء والماء والإمدادات الطبية.
3- طالب الموقف الأوروبي برفع الحظر عن السفن التجارية ، وهذا يفند المزاعم السعودية الكاذبة ، بأنها تفرض الحصار على اليمن لمنع وصول السلاح.
4- دعا البيان دول الاتحاد الأوروبي إلى العمل على حشد التأييد داخل الأمم المتحدة لتسوية الأزمة اليمنية سلمياً.
5- أكد على ضرورة الحوار بين الأطراف اليمنية لحل الأزمة اليمنية حلاً دائماً وعادلاً.
موقف الأحزاب والمنظمات المدنية
1- كان المؤتمر الشعبي العام المبادر بالترحيب بإيقاف العدوان وبالهدنة غير المشروطة وإغاثة الشعب اليمني والدعوة لحل يمني عن طريق الحوار يخرج اليمن والمنطقة من الاحتراب ويرسي السلام والاستقرار، جاء هذا الموقف في لقاء ممثلي المؤتمر مع المبعوث الدولي لليمن ولد الشيخ.
2- رحب مندوب أنصار الله محمد علي الحوثي- رئيس اللجنة الثورية العليا- بإعلان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة للهدنة الإنسانية في اليمن ، متمنياً أن تكون هذه الهدنة بداية لانتهاء العدوان السعودي وانتهاء اختراق مواثيق الأمم المتحدة التي شهدتها الحرب العدوانية على اليمن، وسجلت المنظمات الدولية تلك الانتهاكات".
3- جاءت بيانات باسم المقاومة الجنوبية ترفض إيقاف العدوان ، وتعتبره غير ملزم لها ولا يعبر عنها . وهذا يدل على كذب ادعاءات شرعية هادي بأنه يعبر عن الجنوب وعما يسمى بالمقاومة.
4- لم ترشح حتى الآن مواقف مؤيدة أو رافضة من أحزاب اللقاء المشترك للهدنة الإنسانية التي فرضتها الأمم المتحدة.
5- كان موقف منظمات المجتمع المدني وهيئات الإغاثة المحلية والإقليمية والدولية مرحبة بالهدنة الإنسانية.. داعيةً إلى تمديد الهدنة لما بعد عيد الفطر لاستيفاء الاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني في مختلف المحافظات.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:40 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43495.htm