الميثاق نت -

الثلاثاء, 14-يوليو-2015
مثنى الضالعي -

< أطفال اليمن يصرخون: ما الذي اقترفناه وما الذنب الذي جنيناه حتى يقتلنا من كنا نسميهم أشقاء لنا تربطنا بهم أواصر الدين والقربى والمصير المشترك؟ لماذا يتحالف كل هؤلاء على قتلنا وانتهاك براءتنا؟ ألا يوجد فيهم رجلٌ رشيد يوقف سفك دمائنا التي أصبحت تراق ليلاً ونهاراً بحجج واهية ما أنزل الله بها من سلطان.
إننا هنا من اليمن أرض الحضارات وأرض التاريخ نناشد آباءنا أبناء مصر العروبة وكافة العرب والمسلمين أن يعملوا على الضغط على حكامهم لكبح آلة القتل التدميرية ووقف المجازر التي تُرتكب بحق أطفال اليمن وأبناءه ورجاله.. أوقفوا تدمير مستقبلنا وتدمير مؤسساتنا ومساكننا ومدارسنا وإرثنا التاريخي الذي يدمره هذا العدوان البربري في كل يوم حتى في هذه الأيام المباركة من الشهر الكريم الذي صفدت فيه شياطين الجن وانطلقت شياطين الانس من من أصفادها حاملة أحقادها لتمطرها حمماً وبراكين وقذائف على رؤوس اليمنيين.
حرب ظالمة تُشن بوحشية على شعب مظلوم بلغ فيها البغي والتجبر والاستعلاء في الأرض مداه، والأشد مضاضة ظلم من اعتقدنا نحن اليمنيون أنهم من ذوي القربى ولا نعني هنا من لطالما اعتبرناهم جيراناً وأخوة كما كنا نعتقد أو نأمل فيهم أن يكونوا كذلك، ولكننا نقصد هنا «الشقيقة الكبرى» التي كانت منذ نشأتها جارة سوء لكل من حولها فهي دولة صنعها الاستعمار البريطاني في منطقة الجزيرة العربية والخليج لتكون قابعة على بحيرة من النفط تضمن مصالحه في السيطرة على الجزيرة والخليج واستخدام عائداتهما لضمان هذه المصلحة على المدى الاستراتيجي البعيد.
هذه هي مملكة صحراء النفط ومدن الملح المسماه «السعودية» التي ارتبطت نشأتها بكيان وظيفي آخر هو الكيان الصهيوني وكلاهما بينهما علاقة وجود اشتراطي يتأكد بصورة قاطعة في العدوان على اليمن.
ما تحدثنا عنه في السطور السابقة غايته اعطاء خلفية لطبيعة تكوين نظام آل سعود الذي وافق ملكهم المؤسس على اعطاء أرض الأنبياء ومسرى الرسول محمد عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة والتسليم وأول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين «لليهود المساكين» مقابل طرد وتشريد الشعب الفلسطيني من أرضه!!
أليست هذه مملكة قرن الشيطان؟ التي اشترت العدوان على اليمن بتشكيل تحالف العرب والعجم والبربر..
إنما يهمنا هنا هي تلك الأنظمة العربية التي اصطفت إلى جانب نظام قرن الشيطان السعودي وأول هذه الأنظمة نظام مصر الكنانة.. مصر العروبة التي لم يكن لها أية مبررات في دخولها تحالف العدوان السعودي على اليمن حتى إذا تذرعت بالرد الجميل للملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز فإن العدوان على اليمن جاء بعد رحيله وانقلاب ما يسمونهم بالسديريين في أسرة آل سعود على المسار الذي حدده لهذا الملك العضوض من بعده وأعاد سلمان وصبيته إلى تحالفهم السلفي الوهابي التكفيري مع جماعة الإخوان المسلمين الذين منذ تأسيس تنظيمهم الذي هو- كما حال مملكة آل سعود- رجس من عمل شياطين الاستخبارات البريطانية..
وهنا لابد من الاشارة إلى أن تسمية الإخوان المسلمين تعني في مضمونها ان الآخرين هم كفار حتى وإن كانوا من المؤمنين برسالة الإسلام.. هؤلاء اخوان الشيطان اصبحوا ربيع الدمار والخراب العربي في اطار تحالف جديد أمريكي- صهيوني- تركي- قطري هدفه الاستيلاء على المنطقة العربية وإعادة تقسيمها وفقاً لمتطلبات المصالح الأمريكية وأمن اسرائىل في اطار مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي ظهر في الاستراتيجية الأمريكية بشكل واضح وسافر بعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار وتفكيك الاتحاد السوفييتي.. كل هذا مهم التنويه إليه لإيضاح المشهد الذي جاء به تحالف العدوان على اليمن..
عودة إلى الموقف المصري.. نقول: إن الشعب والجيش المصري كانا ومازالا وسيظلا هدفاً للإرهاب المتأسلم التكفيري الذي على اختلاف مسمياته خرج من عباءة المذهب الوهابي الذي تعتنقه مملكة آل سعود ودول الخليج باستثناء الشقيقة سلطنة عمان التي كان لها مواقف متميزة ومستقلة تجاه الكثير من القضايا وفي مراحل مختلفة من التاريخ العربي المعاصر ويعود ذلك إلى النهج المتبصر والحكيم لقائدها السلطان قابوس بن سعيد وتجسَّد ذلك بصورة ناصعة في الموقف الأخوي الصادق العظيم والنبيل من الحرب العدوانية الإجرامية الغادرة والظالمة التي تشنها السعودية على شعب الإيمان والحكمة.. الشعب اليمني..
هذا الموقف كان يفترض أن تتخذه مصر بشكل أقوى لأن مبرراتها أكبر ويكفي أن نشير إلى التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها قاهرة المعز والمدن المصرية الأخرى وإلى استهداف الجيش والأمن المصري بصورة يومية لاسيما في سيناء من قبل العناصر الإخوانية الممولة سعودياً وقطرياً.. ولا نحتاج لتذكير الرئيس المصري بالموقف تجاه الرد الأمريكي الأوروبي الصهيوني السعودي القطري الخليجي على ما قامت به الطائرات المصرية ضد الإرهابيين الذين قاموا بذبح العمال المصريين الأبرياء في ليبيا، وهذا كان كافياً لاتخاذ مصر موقف قوي وشجاع ضد العدوان السعودي الباغي على اليمن خاصةً بعد ان اصبح جلياً أن مصر شعباً وجيشاً ودولة مستهدفة مثل اليمن والعراق وليبيا وكل الدول العربية العريقة.. فحاجة مصر ودول التحالف الاقتصادية إلى المال النفطي السعودي المعجون بدماء اليمنيين والعراقيين والسوريين والمصريين والليبيين وحتى التونسيين والجزائريين والمغاربة وكل العرب المسلمين ستدفع مصر الثمن وكل الدول العربية والإسلامية المشاركة بالعدوان على اليمن، وكما يقول المصريون البسطاء: «ملعونة لقمة مغمسة بالدم».. فما بالك يا سيسي إذا كان هذا الدم يمنياً مصرياً عربياً إسلامياً..
لقد أكثرنا من الحديث عن مصر عبدالناصر.. مصر العروبة.. مصر الحضارة والتاريخ.. لأن موقفها هو الأكثر إيلاماً نظراً لحجم المحبة الراسخة في قلوب اليمنيين الذين امتزجت دماؤهم بالدم المصري في الدفاع عن الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر) في مواجهة ذات العدوان الذي يتعرض له اليمن اليوم..
في هذا التحالف بطبيعة الحال لن نتحدث كثيراً عن الدور الأردني فهذا هو الآخر كما أثبت التاريخ والوقائع أن الأردن هي الآخرى دولة مفتعلة أُقيمت على الضفة الشرقية لنهر الأردن وظيفتها تسهيل تنفيذ بريطانيا لوعد بلفور بإقامة كيان قومي سرطاني لليهود في قلب الأمة العربية والإسلامية فلسطين ومارست في مختلف مراحل الصراع العربي- الإسرائىلي دوراً مشبوهاً هو لم يعد كذلك الآن.. المملكة الأردنية ليست المرة الأولى التي تشترك في العدوان على اليمن فقد كانت حاضرة وبذات الفعالية في العدوان عند قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م مع السعودية وإسرائىل وبالتالي ليس هناك جديداً في الموقف المتخذ من ملك ليس له من العروبة إلاّ اللقب وهنا نضع نقطة على السطر.
> الأشد وجعاً في هذا العدوان السعودي على اليمن هو موقف سلطة «رام الله» وبطل «أوسلو» عباس أبو مازن، الذي لم يكن مطلوباً منه أي موقف منا نحن اليمنيين إدراكاً منا لحقيقة خصوصية ومركزية القضية الفلسطينية، التي كنا ومازلنا وسنظل نعتبرها أكبر من أن يزج بها في الخلافات والصراعات والحروب العربية- العربية والتي صمت اليوم وكما نتبينه في موقف «عباس»، قصيدة الشاعر احمد مطر الشهيرة..
إننا أمام عدوان لم يبق للمشاركين حتى ورقة التوت التي تستر عوراتهم، فعباس يعلن تأييده للعدوان السعودي على اليمن دون حياء أو خجل..
إن كنت تؤيد هذا العدوان يا عباس سلطة رام الله فما الذي بقي لك في القضية الفلسطينية.. إنك ملكي أكثر من الملك وصهيوني أكثر من نتنياهو.. ومع ذلك فإن فلسطين ستبقى بالنسبة لنا نحن اليمنيين في القلب وفي قلوب كل أبناء أرضها المباركة وكافة العرب والمسلمين الحقيقيين والمناضلين الشرفاء.. فإلى مزبلة التاريخ أنت وأمثالك من العرب والأعراب المتصهينين.
> ملك المغرب محمد الخامس أو السادس لا يهم.. المهم انه صهيوني بالوراثة ولا نحتاج إلى إعادة شرح طبيعة هذه المملكة في أقاصي المغرب العربي التي اقامها الاستعمار الاسباني وتربت في حضن الاستعمار الفرنسي والانجليزي.. وأخيراً الأمريكي على شلال من دماء مناضلي ومجاهدي ثورة الريف المغربي بقيادة عبدالكريم الخطابي.. قصة هذا النظام الإجرامي لا تنتهي عند جرائم اغتيال آلاف المناضلين واخفائهم وعلى رأسهم المناضل المغربي المهدي بن بركة.. أما حروبه ضد اخواننا في الصحراء الغربية أو الساقية الحمراء ووادي الذهب فحدث عنها ولا حرج.. لقد كان نظام المغرب جسر عبور كل الإرهاب الذي شهده الجزائر في تسعينيات القرن الماضي وهي التي تقف في هذا البلد العربي الأصيل وراء الفتنة بين أبنائه من العرب والبربر أو الأمازيغ والتي تتجدد اليوم.. لذا ليس غريباً عليه أن يكون جزءاً من تحالف العدوان على اليمن مع انه يفقتد لأي مبررات أو مصوغات سوى المال السعودي الذي يغدق عليه نظير الوظائف التي يقوم بها..
نحن في اليمن لسنا مستائين من الشعب المغربي الذي يفخر أن أصوله من اليمن ولابد أن يكون له موقف إلى جانب اخوانه أبناء الشعب اليمني المظلوم الصابر.. والمنتصر إن شاء الله.
ننوه إلى أننا لم نتحدث كثيراً عن أمراء الخليج لأنهم معروفون بأفعالهم التي لم تكن يوماً في مصلحة شعوب الخليج والأمة العربية والإسلامية مع استثناءات أبرزها السياسة العمانية التي تستحق منا مرة أخرى التوجه بالشكر والعرفان للسلطان قابوس والشعب العماني على موقفهم النبيل تجاه الشعب اليمني في هذا الظرف العصيب الذي يمر به جراء العدوان السعودي الوحشي والهمجي غير المسبوق.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43499.htm