الميثاق نت -
تقديم للحوار
في ظروف دقيقة ومفصلية تمر بها دولة اليمن الموحد وهو اليمن الذي توحد 22 مرة في التاريخ اليمني الحضاري وفي ظل حرب غير مقنعة وبلا مبررات مضى عليها اربعة اشهر اطلق عليها اسم " عاصفة الحزم " ولا تزال مستمرة حتى ساعة اجراء هذا الحوار مع الرئيس السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح .. وفي ظل التعتيم الاعلامي المقصود وغياب ما يجري في الداخل اليمني عن الرأي العام العربي والعالمي آثرنا في " فرسان التغيير " ان نغوض في عجاج الحرب وغبار القصف اليومي لننهل من النبع تفاصيل وحقيقة ما يجري .
الى علي عبدالله صالح توجهنا لاجراء هذا الحوار عبر وسيط ... لم يتردد لامرين هما : الاول نظرته للشعب الاردني وعلاقته ومحبته للاردن والثاني علاقته الخاصة برئيس التحرير الزميل وحيد الطوالبة الذي اجرى الحوار مع الزعيم .
علي عبدالله صالح خص " فرسان التغيير " بهذا الحوار ليبوح بكل ما في جعبته بكل راحة وصراحة ... ولم تشطب كلمة من الحوار ايمانا منا بضرورة نقل الحقيقة كما هي وبلا رتوش او مكياج .. ولو لم نكن على يقين تام ان لعلي عبدالله انصار يفوق عددهم العشرة ملايين يمني لما اجرينا معه هذا الحوار .
اليكم الحوار تاليا ولا يسعنا الا توجيه الشكر للزعيم علي عبدالله صالح .. ولكم انتم معشر القراء الذين وعدناهم بالحوار منذ اسبوع وهانحن نصدق الوعد والعهد :
اجرى الحوار رئيس التحرير - وحيد الطوالبة
المحور الاول للحوار
فرسان التغيير : يبدو أن أمريكا تلعب في اليمن نفس اللعبة التي لعبتها في حرب صدام - خميني ، ملايين القتلى ودمار الجيشين ، وخسائر الاقتصاد ، وتدمير البنية التحتية ... أمريكا مبسوطة لما يجري في اليمن لأنها حرب استنزاف لايران وللسعودية معا وهي مصلحة أمريكية صهيونية في آن واحد ... على البلدين ايران والسعودية تذكر الدرس القاسي في حرب الخليج الأولى ( ايران والعراق ) ، ولهذا يجب التوجه نحو التفاوض على أساس وحدة اليمن والشرعية الشعبية وانسحاب كل الأطراف من التدخل بما يضمن عودة الهدوء لليمن .... هل تؤيد هذا الطرح فخامة الزعيم بأن يتم التفاوض على اساس وحدة اليمن وداخل البيت اليمني الواحد وعلى اساس الشرعية الشعبية وليس الشرعية السياسية ؟؟؟؟... هل من مبادرة واضحة من طرفكم كرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام ؟؟؟ .
صالح : انا سعيد بالتحدث للطوالبة لانه واحد من القلائل الذين ينقلون الحقائق
الرئيس السابق صالح : اولا انا سعيد ان اتحدث الى الصحفي وحيد الطوالبة باعتباره واحداً من الاعلاميين القلائل الذين يهتمون بالشأن اليمني ويحاولون نقل الحقيقة الى القارئ العربي في ظل هذا التعتيم الاعلامي الذي يمارسه العدوان على اليمن.
بالنسبة لما اشرت اليه من ان ما يجري هو حرب استنزاف امريكية لإيران وللسعودية ففي الحقيقة نحن في اليمن نرفض التدخل في شؤوننا الداخلية من أي دولة كانت ونرفض ان يتم تحويل اليمن الى ساحة صراع اقليمي او دولي ...وما يجري هو ان الذي يقتل من قبل عدوان آل سعود هو ابناء الشعب اليمني وما يدمر هي مقدرات وممتلكات الشعب اليمني وبناه التحتية وجيشه وأمنه وكل مقومات حياته وليس احد اخر ... وإذا كان هناك تصفية حسابات بين هذا الطرف وذاك او بين هذه الدولة او تلك فعليهم ان يصفوا حساباتهم بعيدا عن اليمن .
وموقفنا منذ بداية الازمة السياسية التي تعصف بالبلاد ومنذ ما قبل عدوان آل سعود البربري على شعبنا ووطننا كان ولا يزال وسيظل واضحاً وهو الدعوة الى حوار يمني - يمني وفي ظل الحفاظ على وحدة اليمن وقد طرحنا مشروعا للمصالحة الوطنية لا يستثني احداً وعلى اساس مشاركة كل الاطياف السياسية في مناقشة هذا المشروع والتوافق عليه - وبعد عدوان آل سعود الهمجي البربري الغاشم وغير القانوني وغير الاخلاقي والمخالف لكل الاعراف والمواثيق الدولية كان لنا ايضاً مبادرات رامية لإيجاد حلول لما وصل اليه وضع البلاد ومع ذلك لم يتم التجاوب مع هذه المبادرات للأسف الشديد وظهر ان آل سعود مصرون على الاستمرار في عدوانهم ، كما دعيت الى حوار يمني سعودي تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف وذلك من اجل ان نعرف ما هو السبب والمبرر الذي على اساسه اعلنت السعودية حربها ودعت الى تحالف وطلبت الدعم اللوجستي من أجل عدوانها على اليمن وذلك وفقا لنصوص ميثاق الامم المتحدة الذي ينظم علاقات الدول مع بعضها فهل هذا القانون يبيح للسعودية ان تشن حربا دون سبب على دولة ذات سيادة وهل يمنحها الحق في انتهاك سيادة دولة اخرى وشن عدوان عليها هكذا دون ان يكون بين الدولتين عداء او حرب او أي شيء يستوجب اعلان الحرب.
صالح : اجدد عبركم استعدادي لأي مبادرة توقف العدوان وترفع الحصار
وأجدد عبركم : التأكيد انني ومن موقعي كرئيس سابق ورئيس للمؤتمر الشعبي العام مستعدون لتقديم أي افكار او مبادرات قد تسهم في ايقاف العدوان على شعبنا ورفع الحصار وعودة اليمنيين الى طاولة الحوار.
المحور الثاني للحوار
فرسان التغيير : هل وقعتم على اتفاقية ترسيم الحدود بين اليمن والسعودية واشترطتم ان تكون نافذه بعد توقيع ثلاثة رؤوساء يمنيون بعدكم عليها ؟؟؟ ... واذا كان هذا صحيحا فهل "عاصفة الحزم " جاءت بهدف التعجيل بنفاذ هذا الشرط لتصبح الاتفاقية نافذه .. ان صح هذا فهل كان شرطكم هو من عجل بالاحداث في اليمن ولا علاقة له بتدخلات خارجية وكل ما في الامر هو مجرد اطماع سعودية باليمن ؟؟؟ .
صالح : لم اشترط توقيع ثلاثة رؤساء بعدي على اتفاقية الحدود اليمنية - السعودية
الرئيس السابق صالح : أولاً ... هذا الكلام غير صحيح مطلقاً ... موضوع اتفاقية ترسيم الحدود بين اليمن والسعودية موضوع انتهى وتم بناءة على اتفاقيات ووثائق تاريخية سابقة بين البلدين منها معاهدة الطائف عام 34م والحوارات التي جرت بين البلدين سواء قبل اعادة تحقيق الوحدة اليمنية او بعدها عبر فرق مفاوضات طويلة وشاقة انتجت التوصل الى هذه الاتفاقية وفقا لمبدأ لا ضرر ولا ضرار الذي طرحه انذاك الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله حينما كان وليا للعهد ويتولى الاشراف على مسالة مفاوضات الحدود .. وتم التصديق عليها وفقا للقوانين والأحكام المعمول بها في البلدين كما أودعت في الأمم المتحدة ونحن في اليمن صادقنا على هذه الاتفاقية وفقا لنصوص الدستور اليمني وعبر المؤسسات الدستورية المتمثلة في السلطة التشريعية (مجلس النواب) والسلطة التنفيذية ...وهو موضوع انتهى ،وليس صحيحا ان هناك شرط بتوقيع ثلاث رؤساء على الاتفاقية .
صالح : يخطئ آل سعود عندما يعتقدون ان اليمن الموحد يمثل خطر عليهم لانه ضمانة للجميع والحدود اليمنية - السعودية لم ترسم الا في عهد دولة الوحدة وليس التشطير .
ثانيا : هناك اعتقاد خاطئ لدى آل سعود في ان وجود يمن موحد وقوي يمثل خطر على نظام الأسرة الحاكمة - وبالعكس وجود يمن موحد وقوي هو سند وقوة ليس للسعودية ودول الخليج فقط بل ولامتنا العربية والإسلامية ،وكمثال على ذلك فحل مشكلة الحدود بين البلدين لم يتم إلا في عهد الجمهورية اليمنية عهد دولة الوحدة بعد ان ظلت السعودية على مدى اكثر من نصف قرن تحاول ترسيم الحدود مع شطري اليمن سابقاً وفشلت وجاءت دولة الوحدة ونجحت في حل هذه المشكلة ،لكن للأسف الشديد فان ما حصل من عدوان بربري على الشعب اليمني وقتل للأطفال والنساء والشيوخ والشباب وتدمير مقدراته وبناه التحتية ومصانعه ومنشئاته ومستشفياته ومدارسه وكل ما يملكه امر سيعمق جروحاً غائرة في العلاقات بين البلدين اضافة الى الجروح السابقة سواء جرح العدوان في الثلاثينيات او جرح الحرب على اليمن في الستينيات او جرح 94م حينما حاولت السعودية دعم الانفصال وفشلت وهزمت .
واعتقد انه بعد كل هذه الجرائم والمذابح وأعمال القتل التي جرت من قبل نظام آل سعود بحق الشعب اليمني فليس من السهل ترميم العلاقات ونقول لآل سعود ولتحالفهم ان الاموال لا يمكنها ان تعيد لليمنيين واليمنيات اولادهم وأطفالهم الذين استشهدوا بفعل عدوانكم ،ولا يمكنها ان تعوض عن حجم الالام النفسية التي صنعها عدوانكم البربري الهمجي بحق ابناء الشعب اليمني .
المحور الثالث للحوار
فرسان التغيير : الاردن دولة مشاركة بالتحالف السعودي - العربي والموقف العربي والموقف الرسمي الاردني المعلن هو الانحياز للتحالف .. لكن الرأي العام الشعبي والاعلامي في الاردن على وجه الخصوص وفي الدول العربية على وجه العموم مغيب تماما ويجري التشويش على ذهنية المواطن العربي من قبل وسائل الاعلام الخليجية النفطية بأن ما يجري هو كبح جماح التدخل الايراني باليمن وايقاف المد الشيعي من الجنوب تجاه السعودية والخليج علما ان 90% من سكان المنطقة الشرقية بالسعودية هم شيعه .. فلماذا لا تقتلهم السعودية كما تقتل اليمنيين بحجة التشيع والدعم الايراني ... نريد من فخامتكم ان تلسط الضوء على تفاصيل هذا التشويش المتعمد وما هي الرسالة التي توجهها شخصيا لجلالة الملك عبدالله الثاني وللشعب الاردني؟؟؟؟ .
صالح : السعودية اشترت بأموالها مواقف البعض ومنعت الاعلام من نقل المجازر والدمار
الرئيس السابق صالح : أولا : عملية التعتيم والتشويش الإعلامي الذي يمارسه نظام آل سعود هو تعتيم كبير يأتي في إطار العدوان والحرب التي تشن على شعبنا اليمني من أجل إخفاء الحقائق عن حجم المجازر وأعمال القتل والتدمير الذي يطال الشعب اليمني من قبل عدوان آل سعود، وللأسف الشديد فإن معظم وسائل الإعلام العربية وبالذات التابعة للسعودية ودول التحالف تمارس تضليلاً وكذباً مفضوحاً على المتلقي العربي حول ما يدور في اليمن بحيث تحولت هذه الوسائل إلى أبواق تبرر لجرائم القتل والتدمير بحق 25 مليون مواطن يمني دون وازع من ضمير أو أخلاق أو قيم أو مهنية أو مصداقية بل من أجل المال فقط .
السعودية بأموالها استطاعت أن تشتري مواقف بعض الدول والأنظمة فما بالك بمواقف وسائل الإعلام والإعلاميين، إلا من النزر اليسير من بعض وسائل الإعلام والإعلاميين العرب الذين يقفون إلى جانب الشعب اليمني ويقولون الحقيقة والشعب اليمني برمته يوجه لهم التحية على مواقفهم هذه، إضافة إلى ذلك فإن نظام آل سعود لم يكتفي بالتعتيم والتضليل بل عمد إلى محاولة إسكات كل وسائل الإعلام اليمنية وغير اليمنية التي تنقل حقيقة ما يجري في اليمن فقصفوا مقرات القنوات اليمنية وأسقطوا بثها من قمر النايل سات - على سبيل المثال - كما حجبوا كل المواقع على الإنترنت المناهضة لعدوانهم وهذا عمل لا أخلاقي ولا قانوني، كما منعوا كثيراً من الفرق الإعلامية التابعة لقنوات دولية من دخول اليمن خوفاً من أن تنقل الحقيقة للعالم عن حجم المجازر والمذابح التي يرتكبها آل سعود بحق الشعب اليمني.
صالح : ما يجري هو تصدير للازمات السعودية .. وداعش هي منتج سعودي كما القاعدة
وما يجب أن يعرفه القارئ العربي أن هناك مشكلة وازمات داخل السعودية وبروز خلافات داخل الأسرة الحاكمة الذي يحكم المملكة وهو ما استدعى أن تقوم بعض هذه المراكز بشن الحرب على اليمن بحجج ومبررات واهية، إضافة إلى ذلك فإن الفكر الوهابي المتشدد والمتطرف الذي كان وراء تغذية كل الجماعات الإرهابية بدءاً من الإخوان المسلمين مروراً بحركة طالبان وتنظيم القاعدة وأخيراً وليس آخراً تنظيم داعش هو منتج سعودي في الأساس ويتم استغلاله لخوض صراعات وحروب وفتن مذهبية في بعض الدول والأقطار العربية كما هو الحال في العراق وسوريا وليبيا ولبنان واليمن لأن هذه الدول لها مواقف قومية وهناك مؤامرة عليها وللأسف الشديد فإن السعودية تساهم بتمويل وتنفيذ هذا المخطط دون إدراك لحجم مخاطره على المنطقة كلها وفي مقدمتها السعودية.
اليمن ليس فيها سوى مذهبين شافعي وزيدي .... وهما متعايشان منذ أكثر من ألف ومائتي عام ولا يوجد بينهما أي فروق تذكر، وعدوان آل سعود لا يستهدف طرفاً يمنياً دون طرف بل يستهدف الشعب اليمني برمته ويقتل اليمنيين دون النظر إلى مذاهبهم أو مناطقهم أو انتماءاتهم السياسية .
وعموماً نحن ليس لدينا مشكلة او خلاف مع أي دولة ومنها الأردن، فليس بيننا حدود لامع مصر ولا البحرين ولا الأردن وهذا ما يجعلنا نتساءل عن مبرر مشاركتهم في عدوان آل سعود على شعبنا، بل أن العلاقات التي تربطنا بالأردن علاقات تاريخية ونحن لدينا علاقة قوية مع الشعب الأردني ومعظم اليمنيين يتجهون إلى الأردن لغرض العلاج ويساهمون بشكل أو بآخر في رفد الاقتصاد الأردني، ونحن في اليمن لا ننسى مواقف الاردن إبان حكم الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله حيث وقف الى جانب الشعب اليمني في ازمة 93م وحاول جاهدا ان يجمع اليمنيين على طاولة الحوار والتفاوض لحل خلافاتهم الداخلية بعيدا عن العنف والحرب واستضافت الاردن عملية توقيع ما سمي حينها بوثيقة العهد والاتفاق .
صالح : ما يربط اليمن والاردن علاقات دم وقربى وتاريخ مشترك وشفاء مرضانا في الاردن
أما رسالتي لجلالة الملك عبدالله الثاني فهي رسالة كل مواطن يمني عن السبب الذي دعاه إلى أن يشارك في عدوان ال سعود دون أن يكون هناك مبرر أو مسوغ رغم علمه و إدراكه أن ما يربط اليمن والأردن هي علاقات أخوة وصلة دم وقربى وثقافة وتاريخ مشترك، خاصة وان العدوان الذي يشن على اليمن هو في الحقيقة عدوان خارجي من آل سعود بالقصف والطائرات والحصار وعدوان داخلي من قبل العناصر والتنظيمات الارهابية التي تعد هي اكبر المستفيدين من العدوان من خلال توسع نشاطها وعملياتها الارهابية والتي شاهدناها في كثير من مناطق اليمن حيث ظهرت ما يسمى بداعش الى جانب القاعدة وأعلنت بشكل رسمي مشاركتها في قتال الجيش اليمني والاستيلاء على المحافظات والمؤسسات الحكومية وهو خطر سيتعاظم ليشمل المنطقة كلها .
ليس بين اليمن وبين اي دولة من دول التحالف اي خلاف لكن ضغوط الاموال السعودية هي ما دعتهم للمشاركة في قتل ابناء الشعب اليمني وسيظل ذلك جرحاً داميا في العلاقات اليمنية مع دول التحالف التي شنت عدوانها على اليمن دون مبرر .
كما نتمنى من الشعب الأردني ... ومن كل الشعوب العربية أن تتحمل مسئولياتها تجاه أشقائهم وإخوانهم في اليمن وأن يضغطوا على أنظمة بلدانهم للتوقف عن المشاركة في هذا العدوان الغاشم على شعبنا والذي أهلك الحرث والنسل وقتل ودمر الشعب اليمني وكل مقدراته وممتلكاته .
المحور الرابع للحوار
فرسان التغيير : أعلنتم فخامة الرئيس مرارا وتكرارا انكم لن تغادروا اليمن ولا يحق لكائن من كان مطالبتكم بمغادرة بلدكم ... وقوات التحالف العربي .. اشقائكم الذين كنت تجالسهم بمؤتمرات القمم العربية تشن هجوما يوميا بمئات الطائرات وخلال الاقمار الصناعية ومن خلال العملاء والجواسيس في الداخل بحثا عنكم واستهدافا لكم شخصيا .. هل تخشى على نفسك ؟؟ هل تخاف الموت على ايد عربية ؟؟ هم فعلوا بالعقيد معمر القذافي ما فعلوا وهم على استعداد لان يفعلوا بكم اكثر .. ما اود قوله هل انت واثق انهم لن ينالوا منك وانت الذي وحدّت اليمن بشطريه وكانت الوحدة اليمنية بذرة ونواة للوحدة العربية واملا للعرب ... مالذي تغيير ؟؟ لماذا كل هذا الحقد العربي عليك شخصيا وعلى اليمن ووحدته ؟؟ .
صالح : لا اخشى الموت لان الحياة بيد الله وآل سعود يستهدفونني شخصيا لاني وحدت اليمن
الرئيس السابق صالح : اليمن بلدي ووطني سأحيا وأموت فيها وهذا موقف لا نقاش ولا جدال فيه ... وأنا لا أخشى على نفسي من الموت فالموت والحياة بيد الله سبحانه وتعالى وخلال مسيرة حياتي ومنذ توليت الرئاسة في اليمن تعرضت لعدة محاولات اغتيال ولله الحمد فقد نجوت منها وكان آخرها محاولات عدوان ال سعود اغتيالي سواء باستهداف منزلي في العاصمة صنعاء أو منزلي في مسقط رأسي في سنحان ولم يفلحوا فالله خير حافظ ، وفي الأخير أنا مواطن يمني مثلي مثل أي مواطن في طول اليمن وعرضه معرضاً للموت ، فأنا أتألم لألم كل يمني فقد أولاده وأطفاله جراء عدوان ال سعود ، أما مسألة الحقد الشخصي تجاهي اعتقد أن له علاقة كما أشرت في سؤالك باليمن ووحدته، البعض وبالذات السعودية لم ترق لها مسألة إعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي أنجزتها بالتعاون مع كل الشرفاء والوطنيين في اليمن وحاولت أن تجهض هذا المشروع من خلال دعمها لمحاولة الانفصال عام 94م ولكنها فشلت وانهزمت .
صالح : انا مستهدف لانني عملت على تحقيق استقلالية القرار اليمني وارفض التبعية
اضافة الى انني خلال فترة رئاستي لليمن عملت جاهدا على تحقيق استقلالية القرار الوطني اليمني وعدم القبول بأي تدخل خارجي فيه وهذا امر اغضب الكثيرين سواء من القوى الاقليمية او الدولية وربما هو السبب في الحقد على بعض الرؤساء العرب حيث تريد بعض القوى الدولية ان يكونوا كبيادق شطرنج يحركونها كيفما شأوا وألا يقولوا لا لإملاءات الاستخبارات الأجنبية ولذلك سعوا ويسعوا لاستهداف أي حاكم عربي لديه مواقف قومية وصاحب قرار وطني مستقل .
المحور الخامس للحوار
فرسان التغيير : اذا طرحت مبادرة من اي جهة كانت وتم التوافق عليها من كافة الاطراف اليمنية والعربية والامم المتحدة وتضمنت اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بعد عامين .. هل حزبكم المؤتمر الشعبي العام جاهز لطرح مرشح رئاسي وقائمة مرشحين للانتخابات البرلمانية .... ؟؟؟؟ .
صالح عبر فرسان التغيير : انا مستعد لاي مبادرة توقف العدوان وتحقن الدماء
الرئيس السابق صالح : نحن في المؤتمر الشعبي العام كنا ولا نزال وسنظل دعاة ديمقراطية وتداول سلمي للسلطة لأن هذا منهجنا منذ البداية وقد كررت أنا شخصياً وكرر المؤتمر الشعبي العام رسمياً الدعوة مراراً وتكراراً للذهاب نحو انتخابات برلمانية ورئاسية ومحلية لكن الآخرون هم الذين كانوا يرفضون هذه الدعوات لأنهم يريدون السلطة عبر الانقلابات وعبر ما يسمى بالفوضى الخلاقة وعبر الإقصاء والتهميش للآخرين.
صالح : دعوت لانتخابات مبكرة مع بداية الربيع العبري حقنا للدماء وسلمت السلطة سلميا
ولعلكم والجميع يتذكرون انني كنت اول من دعا الى انتخابات رئاسية مبكرة في العام 2011م حينما بدأت فوضى ما يسمى بالربيع العبري وأعلنت استعدادي تسليم السلطة عبر اجراء انتخابات مبكرة حرصا على حقن الدم اليمني وعدم ادخال البلاد في دوامة الحرب والعنف وهو ما حدث بالفعل حين سلمت السلطة وفقا لعملية ديمقراطية وتبادل سلمي وسلس للسلطة .
ونحن مع أي مبادرة من شأنها إيقاف العدوان والاقتتال الداخلي والتوافق الوطني على سلطة تتولى مسئولية الإعداد لانتخابات سريعة بحيث يستطيع الشعب اختيار من يحكمه والمؤتمر الشعبي العام جاهز في أي وقت لطرح مرشحيه في أي انتخابات لكن ما يهمنا الآن هو أن يتوقف عدوان آل سعود الغاشم على بلدنا وأن يعود اليمنيون إلى طاولة الحوار لإيجاد مخرج للأزمة السياسية ومن ثم الذهاب نحو الانتخابات .
فرسان التغيير : بعد كل هذا الدمار وبعد كل الذي سيتم لان القصف مستمر ويبدو انه سيطول ... من سيدفع الثمن ومن سيعيد بناء اليمن ؟؟؟ هل سيطالب اليمنيون دول التحالف باعادة بناء اليمن ام ان الشعب اليمني قادر على اعادة البناء ؟؟؟ .
صالح : كل اموال السعودية لاتعوض ام يمنية فقدت طفلها واليمنيون سيعيدون بناء اليمن
الرئيس السابق صالح : بلا شك أن الشعب اليمني قدم تضحيات كبيرة فقد دُمرت كل ممتلكاته ومقدراته وقتل أبناءه وأطفاله وشيوخه وشبابه ونساءه وهذا أمر لا يمكن التعويض عنه لا بالمال ولا بغير المال أما أن يطالب اليمنيون السعودية ودول التحالف بإعادة بناء اليمن فهذا أمر مشروع وأنا سبق ودعوت لحوار يمني سعودي برعاية أممية حول مسألة عدوان آل سعود وما إذا كان يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية لكن في نهاية المطاف فاليمنيون قادرون على أن يعيدوا بناء بلدهم فكل شيء يمكن أن يعوض باستثناء البشر الذين استشهدوا فهؤلاء لا يمكن تعويضهم لا بالمال ولا بغير المال وهذا ما يجب أن يفهمه آل سعود فقد صنعوا بعدوانهم جروحاً وأحقاداً لدى كافة أبناء الشعب اليمني لا يمكن نسيانها بسهولة .
فرسان التغيير : من سينتصر اخيراً ؟؟؟ الفقراء اليمنيون ام الاغنياء الخليجيون ؟؟؟؟ .
صالح : الشعب اليمني سينتصر بصبره وصموده وتسامحه وتمتين جبهته الداخلية
الرئيس السابق صالح : باختصار سأجيبك بأن الشعب اليمني سينتصر مهما قدم من تضحيات سينتصر بصموده وبصبره في وجه هذا عدوان ال سعود الغاشم والبربري والهمجي وغير القانوني وغير الاخلاقي وقد سبق وانتصر في كثير من المحطات والمحن التي تعرض لها، وما نشاهده اليوم بعد أربعة أشهر من عدوان ال سعود والقتل اليومي والتدمير اليومي الممنهج فإن الشعب اليمني لايزال صامداً وصابراً في وجه العدوان والحصار الجائر، وأجدها فرصة مناسبة لأكرر دعوتي لكل أبناء الشعب اليمني إلى التصالح والتسامح وإيقاف الاقتتال الداخلي وعدم السماح لعدوان ال سعود بأن يجرنا إلى مربع نقل الصراع السياسي والعسكري إلى صراع مذهبي وطائفي كما يحاول ويخطط ويمول له.
وهي أيضاً فرصة لنكرر دعوة أشقائنا في الشعوب العربية لأن يلتفتوا إلى المأساة التي يعانيها إخوانهم اليمنيين جراء هذا العدوان والحصار وأن ترتفع أصواتهم للتضامن مع اشقائهم في الجمهورية اليمنية وأن يدركوا أن كل شعوب المنطقة مهددة بأن تصل إليها ما تسمى بالفوضى الخلاقة ... فحين ترك العرب إخوانهم العراقيين للاحتلال لم يجنوا شيئاً سوى أنهم وجدوا أنفسهم أمام نتائج ومآسي ما حدث في العراق تنتقل إليهم دولة دولة وشعباً شعباً وبمشروع أكثر خطورة يقوم على الاقتتال والصراعات المذهبية والطائفية والعرقية ...... وإفساح المجال للتنظيمات الإرهابية لأن تحل محل الدول والأنظمة والقوانين وأصبحت عمليات القتل والتدمير والتنكيل بصورة بشعة ويومية نشاهدها في أكثر من منطقة ....... وإذا ما استمرت الشعوب والدول العربية في عدم إدراك هذا المشهد وخطورته فإنها ستجد نفسها غارقة في وحل هذا المستنقع وغارقة بدماء أبنائها .
صالح : احمَل المجتمع الدولي لما يتعرض له الشعب اليمني ولا حل الا بالحوار اليمني - اليمني
كما احمل المجتمع الدولي وفي مقدمته الامم المتحدة ومجلس الامن والدول التي تدعي الحديث عن حقوق الانسان والديمقراطية المسؤولية عما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم ومذابح ابادة امام مرأى ومسمع الجميع ...عليهم ان يتحملوا مسؤولياتهم في ايقاف هذا العدوان ومساعدة الشعب اليمني على حل ازماته الداخلية عبر الحوار اليمني اليمني البعيد عن أي تدخلات خارجية .
انتهى الحوار الصحفي مع الرئيس اليمني السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح