الميثاق نت - الزعيم علي عبدالله صالح في حوار صحفي:نقف مع أية مبادرة لوقف العدوان والتوافق على سلطة تتولى الإعداد للانتخابات
حمّل الزعيم علي عبدالله صالح -رئيس المؤتمر الشعبي العام- المجتمع الدولي وفي مقدّمته الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول التي تدّعي الحديث عن حقوق الإنسان والديمقراطية، المسئولية عمّا يتعرّض له الشعب اليمني من جرائم ومذابح إبادة أمام مرأى ومسمع الجميع.
وقال رئيس الجمهورية السابق في حوار مع شبكة «فرسان التغيير» الاردنية: "عليهم أن يتحمّلوا مسئولياتهم في إيقاف هذا العدوان ومساعدة الشعب اليمني على حل أزماته الداخلية عبر الحوار «اليمني- اليمني» البعيد عن أي تدخلات خارجية.
وأكد أن الشعب اليمني لا يزال صامداً وصابراً في وجه العدوان والحصار الجائر، مجدّداً دعوته لكل أبناء الشعب اليمني إلى "التصالح والتسامح وإيقاف الاقتتال الداخلي وعدم السماح لعدوان آل سعود بأن يجرّنا إلى مربع نقل الصراع السياسي والعسكري إلى صراع مذهبي وطائفي كما يحاول ويخطّط ويموّل له".
وفيما أكد الزعيم علي عبدالله صالح أن المؤتمر الشعبي العام "جاهز في أي وقت لطرح مرشّحيه في أي انتخابات"، فإنه لفت إلى أن "ما يهمّنا الآن هو أن يتوقف عدوان آل سعود الغاشم على بلدنا وأن يعود اليمنيون إلى طاولة الحوار لإيجاد مخرج للأزمة السياسية ومن ثم الذهاب نحو الانتخابات".
«الميثاق» تعيد نشر الحوار نظراً لأهميته:
♢ يبدو أن أمريكا تلعب في اليمن نفس اللعبة التي لعبتها في حرب صدام - خميني ، ملايين القتلى ودمار الجيشين ، وخسائر الاقتصاد ، وتدمير البنية التحتية... أمريكا مبسوطة لما يجري في اليمن لأنها حرب استنزاف لإيران وللسعودية معاً وهي مصلحة أمريكية صهيونية في آن واحد... على البلدين ايران والسعودية تذكُّر الدرس القاسي في حرب الخليج الأولى «ايران والعراق»، ولهذا يجب التوجه نحو التفاوض على أساس وحدة اليمن والشرعية الشعبية وانسحاب كل الأطراف من التدخل بما يضمن عودة الهدوء لليمن.... هل تؤيد هذا الطرح فخامة الزعيم بأن يتم التفاوض على اساس وحدة اليمن وداخل البيت اليمني الواحد وعلى اساس الشرعية الشعبية وليس الشرعية السياسية؟ هل من مبادرة واضحة من طرفكم كرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام ؟
- أولاً انا سعيد ان اتحدث الى الصحفي وحيد الطوالبة باعتباره واحداً من الاعلاميين القلائل الذين يهتمون بالشأن اليمني ويحاولون نقل الحقيقة الى القارئ العربي في ظل هذا التعتيم الاعلامي الذي يمارسه العدوان على اليمن.
بالنسبة لما اشرت اليه من ان ما يجري هو حرب استنزاف امريكية لإيران وللسعودية، ففي الحقيقة نحن في اليمن نرفض التدخل في شؤوننا الداخلية من أي دولة كانت ونرفض ان يتم تحويل اليمن الى ساحة صراع اقليمي او دولي...وما يجري هو ان الذي يُقتل من قبل عدوان آل سعود هم ابناء الشعب اليمني وما يدمر هي مقدرات وممتلكات الشعب اليمني وبناه التحتية وجيشه وأمنه وكل مقومات حياته وليس احد آخر... وإذا كان هناك تصفية حسابات بين هذا الطرف وذاك او بين هذه الدولة او تلك فعليهم ان يصفوا حساباتهم بعيداً عن اليمن.
وموقفنا منذ بداية الازمة السياسية التي تعصف بالبلاد ومنذ ما قبل عدوان آل سعود البربري على شعبنا ووطننا كان ولا يزال وسيظل واضحاً وهو الدعوة الى حوار «يمني - يمني» وفي ظل الحفاظ على وحدة اليمن، وقد طرحنا مشروعاً للمصالحة الوطنية لا يستثني احداً وعلى اساس مشاركة كل الاطياف السياسية في مناقشة هذا المشروع والتوافق عليه... وبعد عدوان آل سعود الهمجي البربري الغاشم وغير القانوني وغير الاخلاقي والمخالف لكل الاعراف والمواثيق الدولية كان لنا ايضاً مبادرات رامية لإيجاد حلول لما وصل اليه وضع البلاد ومع ذلك لم يتم التجاوب مع هذه المبادرات للأسف الشديد وظهر أن آل سعود مصرون على الاستمرار في عدوانهم ، كما دعوت الى حوار «يمني-سعودي» تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف وذلك من اجل ان نعرف ما هو السبب والمبرر الذي على اساسه اعلنت السعودية حربها ودعت الى تحالف وطلبت الدعم اللوجيستي من أجل عدوانها على اليمن وذلك وفقا لنصوص ميثاق الامم المتحدة الذي ينظم علاقات الدول مع بعضها.. فهل هذا القانون يبيح للسعودية ان تشن حرباً دون سبب على دولة ذات سيادة، وهل يمنحها الحق في انتهاك سيادة دولة اخرى وشن عدوان عليها هكذا دون ان يكون بين الدولتين عداء او حرب او أي شيء يستوجب اعلان الحرب.
وأجدد عبركم: التأكيد انني ومن موقعي كرئيس سابق ورئيس للمؤتمر الشعبي العام مستعدون لتقديم أي افكار او مبادرات قد تسهم في ايقاف العدوان على شعبنا ورفع الحصار وعودة اليمنيين الى طاولة الحوار.
♢ هل وقعتم على اتفاقية ترسيم الحدود بين اليمن والسعودية واشترطتم ان تكون نافذة بعد توقيع ثلاثة رؤساء يمنيين بعدكم عليها؟.. واذا كان هذا صحيحاً فهل "عاصفة الحزم " جاءت بهدف التعجيل بنفاذ هذا الشرط لتصبح الاتفاقية نافذة.. ان صح هذا فهل كان شرطكم هو من عجّل بالاحداث في اليمن ولا علاقة له بتدخلات خارجية وكل ما في الامر هو مجرد اطماع سعودية باليمن ؟
- أولاً... هذا الكلام غير صحيح مطلقاً... موضوع اتفاقية ترسيم الحدود بين اليمن والسعودية موضوع انتهى وتم بناؤه على اتفاقيات ووثائق تاريخية سابقة بين البلدين منها معاهدة الطائف عام 34م والحوارات التي جرت بين البلدين سواء قبل اعادة تحقيق الوحدة اليمنية او بعدها عبر فرق مفاوضات طويلة وشاقة انتجت التوصل الى هذه الاتفاقية وفقاً لمبدأ لا ضرر ولا ضرار الذي طرحه آنذاك الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله حينما كان ولياً للعهد ويتولى الاشراف على مسألة مفاوضات الحدود.. وتم التصديق عليها وفقاً للقوانين والأحكام المعمول بها في البلدين كما أودعت في الأمم المتحدة ونحن في اليمن صادقنا على هذه الاتفاقية وفقاً لنصوص الدستور اليمني وعبر المؤسسات الدستورية المتمثلة في السلطة التشريعية (مجلس النواب) والسلطة التنفيذية...وهو موضوع انتهى ،وليس صحيحاً ان هناك شرطاً بتوقيع ثلاثة رؤساء على الاتفاقية.
ثانياً: هناك اعتقاد خاطئ لدى آل سعود في ان وجود يمن موحد وقوي يمثل خطراً على نظام الأسرة الحاكمة، وبالعكس وجود يمن موحد وقوي هو سند وقوة ليس للسعودية ودول الخليج فقط بل ولأمتنا العربية والإسلامية ،وكمثال على ذلك فحل مشكلة الحدود بين البلدين لم يتم إلا في عهد الجمهورية اليمنية عهد دولة الوحدة بعد ان ظلت السعودية على مدى اكثر من نصف قرن تحاول ترسيم الحدود مع شطري اليمن سابقاً وفشلت وجاءت دولة الوحدة ونجحت في حل هذه المشكلة ،لكن للأسف الشديد فإن ما حصل من عدوان بربري على الشعب اليمني وقتل للأطفال والنساء والشيوخ والشباب وتدمير مقدراته وبناه التحتية ومصانعه ومنشآته ومستشفياته ومدارسه وكل ما يملكه، أمر سيعمق جروحاً غائرة في العلاقات بين البلدين اضافة الى الجروح السابقة سواء جرح العدوان في الثلاثينيات او جرح الحرب على اليمن في الستينيات او جرح 94م حينما حاولت السعودية دعم الانفصال وفشلت وهُزمت.
واعتقد انه بعد كل هذه الجرائم والمذابح وأعمال القتل التي جرت من قبل نظام آل سعود بحق الشعب اليمني فليس من السهل ترميم العلاقات، ونقول لآل سعود ولتحالفهم ان الاموال لا يمكنها ان تعيد لليمنيين واليمنيات اولادهم وأطفالهم الذين استشهدوا بفعل عدوانكم ،ولا يمكنها ان تعوض عن حجم الآلام النفسية التي صنعها عدوانكم البربري الهمجي بحق ابناء الشعب اليمني.
♢ الاردن دولة مشاركة بالتحالف السعودي - العربي، والموقف العربي والموقف الرسمي الاردني المعلن هو الانحياز للتحالف.. لكن الرأي العام الشعبي والاعلامي في الاردن على وجه الخصوص وفي الدول العربية على وجه العموم مغيب تماماً ويجري التشويش على ذهنية المواطن العربي من قبل وسائل الاعلام الخليجية النفطية بأن ما يجري هو كبح جماح التدخل الايراني باليمن وايقاف المد الشيعي من الجنوب تجاه السعودية والخليج علماً ان 90% من سكان المنطقة الشرقية بالسعودية هم شيعة.. فلماذا لا تقتلهم السعودية كما تقتل اليمنيين بحجة التشيع والدعم الايراني... نريد من فخامتكم ان تسلط الضوء على تفاصيل هذا التشويش المتعمد وما هي الرسالة التي توجهها شخصياً لجلالة الملك عبدالله الثاني وللشعب الاردني؟
- أولاً: عملية التعتيم والتشويش الإعلامي الذي يمارسه نظام آل سعود هو تعتيم كبير يأتي في إطار العدوان والحرب التي تشن على شعبنا اليمني من أجل إخفاء الحقائق عن حجم المجازر وأعمال القتل والتدمير التي تطال الشعب اليمني من قبل عدوان آل سعود، وللأسف الشديد فإن معظم وسائل الإعلام العربية وبالذات التابعة للسعودية ودول التحالف تمارس تضليلاً وكذباً مفضوحاً على المتلقي العربي حول ما يدور في اليمن بحيث تحولت هذه الوسائل إلى أبواق تبرر لجرائم القتل والتدمير بحق 25 مليون مواطن يمني دون وازع من ضمير أو أخلاق أو قيم أو مهنية أو مصداقية بل من أجل المال فقط.
السعودية بأموالها استطاعت أن تشتري مواقف بعض الدول والأنظمة فما بالك بمواقف وسائل الإعلام والإعلاميين، إلا من النزر اليسير من بعض وسائل الإعلام والإعلاميين العرب الذين يقفون إلى جانب الشعب اليمني ويقولون الحقيقة، والشعب اليمني برمته يوجه لهم التحية على مواقفهم هذه، إضافة إلى ذلك فإن نظام آل سعود لم يكتفِ بالتعتيم والتضليل بل عمد إلى محاولة إسكات كل وسائل الإعلام اليمنية وغير اليمنية التي تنقل حقيقة ما يجري في اليمن فقصفوا مقرات القنوات اليمنية وأسقطوا بثها من قمر النايل سات - على سبيل المثال - كما حجبوا كل المواقع على الإنترنت المناهضة لعدوانهم وهذا عمل لا أخلاقي ولا قانوني، كما منعوا كثيراً من الفرق الإعلامية التابعة لقنوات دولية من دخول اليمن خوفاً من أن تنقل الحقيقة للعالم عن حجم المجازر والمذابح التي يرتكبها آل سعود بحق الشعب اليمني.
وما يجب أن يعرفه القارئ العربي أن هناك مشكلة وازمات داخل السعودية وبروز خلافات داخل الأسرة الحاكمة في المملكة وهو ما استدعى أن تقوم بعض هذه المراكز بشن الحرب على اليمن بحجج ومبررات واهية، إضافة إلى ذلك فإن الفكر الوهابي المتشدد والمتطرف الذي كان وراء تغذية كل الجماعات الإرهابية بدءاً من الإخوان المسلمين مروراً بحركة طالبان وتنظيم القاعدة وأخيراً وليس آخر تنظيم داعش هو منتج سعودي في الأساس ويتم استغلاله لخوض صراعات وحروب وفتن مذهبية في بعض الدول والأقطار العربية كما هو الحال في العراق وسوريا وليبيا ولبنان واليمن لأن هذه الدول لها مواقف قومية وهناك مؤامرة عليها وللأسف الشديد فإن السعودية تساهم بتمويل وتنفيذ هذا المخطط دون إدراك لحجم مخاطره على المنطقة كلها وفي مقدمتها السعودية.
اليمن ليس فيها سوى مذهبين شافعي وزيدي.... وهما متعايشان منذ أكثر من ألف ومائتي عام ولا يوجد بينهما أي فروق تُذكر، وعدوان آل سعود لا يستهدف طرفاً يمنياً دون طرف بل يستهدف الشعب اليمني برمته ويقتل اليمنيين دون النظر إلى مذاهبهم أو مناطقهم أو انتماءاتهم السياسية.
وعموماً نحن ليس لدينا مشكلة او خلاف مع أي دولة ومنها الأردن، فليس بيننا حدود لامع مصر ولا البحرين ولا الأردن وهذا ما يجعلنا نتساءل عن مبرر مشاركتهم في عدوان آل سعود على شعبنا، بل إن العلاقات التي تربطنا بالأردن علاقات تاريخية ونحن لدينا علاقة قوية مع الشعب الأردني ومعظم اليمنيين يتجهون إلى الأردن لغرض العلاج ويساهمون بشكل أو بآخر في رفد الاقتصاد الأردني، ونحن في اليمن لا ننسى مواقف الاردن إبان حكم الملك الراحل الحسين بن طلال -رحمه الله- حيث وقف الى جانب الشعب اليمني في ازمة 93م وحاول جاهداً ان يجمع اليمنيين على طاولة الحوار والتفاوض لحل خلافاتهم الداخلية بعيداً عن العنف والحرب، واستضافت الاردن عملية توقيع ما سُمّي حينها بوثيقة العهد والاتفاق.
أما رسالتي لجلالة الملك عبدالله الثاني فهي رسالة كل مواطن يمني عن السبب الذي دعاه إلى أن يشارك في عدوان آل سعود دون أن يكون هناك مبرر أو مسوغ رغم علمه و إدراكه أن ما يربط اليمن والأردن هي علاقات أخوة وصلة دم وقربى وثقافة وتاريخ مشترك، خاصة وان العدوان الذي يشن على اليمن هو في الحقيقة عدوان خارجي من آل سعود بالقصف والطائرات والحصار وعدوان داخلي من قبل العناصر والتنظيمات الارهابية التي تعد هي اكبر المستفيدين من العدوان من خلال توسع نشاطها وعملياتها الارهابية والتي شاهدناها في كثير من مناطق اليمن حيث ظهرت ما يسمى بداعش الى جانب القاعدة وأعلنت بشكل رسمي مشاركتها في قتال الجيش اليمني والاستيلاء على المحافظات والمؤسسات الحكومية وهو خطر سيتعاظم ليشمل المنطقة كلها.
ليس بين اليمن وبين اي دولة من دول التحالف اي خلاف لكن ضغوط الاموال السعودية هي ما دعتهم للمشاركة في قتل ابناء الشعب اليمني وسيظل ذلك جرحاً دامياً في العلاقات اليمنية مع دول التحالف التي شنت عدوانها على اليمن دون مبرر.
كما نتمنى من الشعب الأردني.. ومن كل الشعوب العربية أن تتحمل مسئولياتها تجاه أشقائهم وإخوانهم في اليمن وأن يضغطوا على أنظمة بلدانهم للتوقف عن المشاركة في هذا العدوان الغاشم على شعبنا والذي أهلك الحرث والنسل وقتل ودمر الشعب اليمني وكل مقدراته وممتلكاته.
♢ أعلنتم فخامة الرئيس مراراً وتكراراً انكم لن تغادروا اليمن ولا يحق لكائن من كان مطالبتكم بمغادرة بلدكم.. وقوات التحالف العربي.. اشقائكم الذين كنت تجالسهم بمؤتمرات القمم العربية تشن هجوماً يومياً بمئات الطائرات من خلال الاقمار الصناعية ومن خلال العملاء والجواسيس في الداخل بحثاً عنكم واستهدافاً لكم شخصياً.. هل تخشى على نفسك؟ هل تخاف الموت على ايدٍ عربية ؟؟ هم فعلوا بالعقيد معمر القذافي ما فعلوا وهم على استعداد لان يفعلوا بكم اكثر.. ما اود قوله هل انت واثق انهم لن ينالوا منك وانت الذي وحدّت اليمن بشطريه وكانت الوحدة اليمنية بذرة ونواة للوحدة العربية واملا للعرب.. مالذي تغير؟ لماذا كل هذا الحقد العربي عليك شخصياً وعلى اليمن ووحدته؟
- اليمن بلدي ووطني سأحيا وأموت فيها وهذا موقف لا نقاش ولا جدال فيه.. وأنا لا أخشى على نفسي من الموت فالموت والحياة بيد الله سبحانه وتعالى، وخلال مسيرة حياتي ومنذ توليت الرئاسة في اليمن تعرضت لعدة محاولات اغتيال ولله الحمد فقد نجوت منها وكان آخرها محاولات عدوان آل سعود اغتيالي سواء باستهداف منزلي في العاصمة صنعاء أو منزلي في مسقط رأسي في سنحان ولم يفلحوا فالله خير حافظ، وفي الأخير أنا مواطن يمني مثلي مثل أي مواطن في طول اليمن وعرضه معرضاً للموت ، فأنا أتألم لألم كل يمني فقد أولاده وأطفاله جراء عدوان آل سعود ، أما مسألة الحقد الشخصي تجاهي اعتقد أن له علاقة -كما أشرت في سؤالك- باليمن ووحدته، البعض وبالذات السعودية لم ترق لها مسألة إعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي أنجزتها بالتعاون مع كل الشرفاء والوطنيين في اليمن وحاولت أن تجهض هذا المشروع من خلال دعمها لمحاولة الانفصال عام 94م ولكنها فشلت وانهزمت.
اضافة الى انني خلال فترة رئاستي لليمن عملت جاهداً على تحقيق استقلالية القرار الوطني اليمني وعدم القبول بأي تدخل خارجي فيه وهذا امر أغضب الكثيرين سواء من القوى الاقليمية او الدولية وربما هو السبب في الحقد على بعض الرؤساء العرب حيث تريد بعض القوى الدولية ان يكونوا كبيادق شطرنج يحركونها كيفما شاءوا وألا يقولوا لا لإملاءات الاستخبارات الأجنبية ولذلك سعوا ويسعون لاستهداف أي حاكم عربي لديه مواقف قومية وصاحب قرار وطني مستقل.
♢ اذا طُرحت مبادرة من اي جهة كانت وتم التوافق عليها من كافة الاطراف اليمنية والعربية والامم المتحدة وتضمنت اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بعد عامين.. هل حزبكم المؤتمر الشعبي العام جاهز لطرح مرشح رئاسي وقائمة مرشحين للانتخابات البرلمانية؟
- نحن في المؤتمر الشعبي العام كنا ولا نزال وسنظل دعاة ديمقراطية وتداول سلمي للسلطة لأن هذا منهجنا منذ البداية، وقد كررت أنا شخصياً وكرر المؤتمر الشعبي العام رسمياً الدعوة مراراً وتكراراً للذهاب نحو انتخابات برلمانية ورئاسية ومحلية لكن الآخرين هم الذين كانوا يرفضون هذه الدعوات لأنهم يريدون السلطة عبر الانقلابات وعبر ما يسمى بالفوضى الخلاقة وعبر الإقصاء والتهميش للآخرين.
ولعلكم والجميع يتذكرون انني كنت اول من دعا الى انتخابات رئاسية مبكرة في العام 2011م حينما بدأت فوضى ما يسمى بالربيع العبري وأعلنت استعدادي تسليم السلطة عبر اجراء انتخابات مبكرة حرصاً على حقن الدم اليمني وعدم ادخال البلاد في دوامة الحرب والعنف، وهو ما حدث بالفعل حين سلمت السلطة وفقاً لعملية ديمقراطية وتبادل سلمي وسلس للسلطة.
ونحن مع أي مبادرة من شأنها إيقاف العدوان والاقتتال الداخلي، والتوافق الوطني على سلطة تتولى مسئولية الإعداد لانتخابات سريعة بحيث يستطيع الشعب اختيار من يحكمه.. والمؤتمر الشعبي العام جاهز في أي وقت لطرح مرشحيه في أي انتخابات، لكن ما يهمنا الآن هو أن يتوقف عدوان آل سعود الغاشم على بلدنا وأن يعود اليمنيون إلى طاولة الحوار لإيجاد مخرج للأزمة السياسية ومن ثم الذهاب نحو الانتخابات.
♢ بعد كل هذا الدمار وبعد كل الذي سيتم لان القصف مستمر ويبدو انه سيطول... من سيدفع الثمن ومن سيعيد بناء اليمن؟ هل سيطالب اليمنيون دول التحالف بإعادة بناء اليمن ام ان الشعب اليمني قادر على اعادة البناء؟
- بلا شك أن الشعب اليمني قدم تضحيات كبيرة فقد دُمرت كل ممتلكاته ومقدراته وقُتل أبناؤه وأطفاله وشيوخه وشبابه ونساؤه، وهذا أمر لا يمكن التعويض عنه لا بالمال ولا بغير المال، أما أن يطالب اليمنيون السعودية ودول التحالف بإعادة بناء اليمن فهذا أمر مشروع وأنا سبق ودعوت لحوار يمني سعودي برعاية أممية حول مسألة عدوان آل سعود وما إذا كان يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، لكن في نهاية المطاف فاليمنيون قادرون على أن يعيدوا بناء بلدهم فكل شيء يمكن أن يعوض باستثناء البشر الذين استشهدوا فهؤلاء لا يمكن تعويضهم لا بالمال ولا بغير المال وهذا ما يجب أن يفهمه آل سعود فقد صنعوا بعدوانهم جروحاً وأحقاداً لدى كافة أبناء الشعب اليمني لا يمكن نسيانها بسهولة.
♢ من سينتصر أخيراً؟ الفقراء اليمنيون أم الاغنياء الخليجيون؟
- باختصار سأجيبك بأن الشعب اليمني سينتصر مهما قدم من تضحيات سينتصر بصموده وبصبره في وجه عدوان آل سعود الغاشم والبربري والهمجي وغير القانوني وغير الاخلاقي، وقد سبق وانتصر في كثير من المحطات والمحن التي تعرض لها، وما نشاهده اليوم بعد أربعة أشهر من عدوان آل سعود والقتل اليومي والتدمير اليومي الممنهج إلاّ أن الشعب اليمني لايزال صامداً وصابراً في وجه العدوان والحصار الجائر، وأجدها فرصة مناسبة لأكرر دعوتي لكل أبناء الشعب اليمني إلى التصالح والتسامح وإيقاف الاقتتال الداخلي وعدم السماح لعدوان آل سعود بأن يجرنا إلى مربع نقل الصراع السياسي والعسكري إلى صراع مذهبي وطائفي كما يحاول ويخطط ويمول له.
وهي أيضاً فرصة لنكرر دعوة أشقائنا في الشعوب العربية لأن يلتفتوا إلى المأساة التي يعانيها إخوانهم اليمنيون جراء هذا العدوان والحصار وأن ترتفع أصواتهم للتضامن مع اشقائهم في الجمهورية اليمنية وأن يدركوا أن كل شعوب المنطقة مهددة بأن تصل إليها ما تسمى بالفوضى الخلاقة... فحين ترك العرب إخوانهم العراقيين للاحتلال لم يجنوا شيئاً سوى أنهم وجدوا أنفسهم أمام نتائج ومآسي ما حدث في العراق تنتقل إليهم دولة دولة وشعباً شعباً وبمشروع أكثر خطورة يقوم على الاقتتال والصراعات المذهبية والطائفية والعرقية، وإفساح المجال للتنظيمات الإرهابية لأن تحل محل الدول والأنظمة والقوانين، وأصبحت عمليات القتل والتدمير والتنكيل بصورة بشعة ويومية نشاهدها في أكثر من منطقة، وإذا ما استمرت الشعوب والدول العربية في عدم إدراك هذا المشهد وخطورته فإنها ستجد نفسها غارقة في وحل هذا المستنقع وغارقة بدماء أبنائها.
كما أحمّل المجتمع الدولي وفي مقدمته الامم المتحدة ومجلس الامن والدول التي تدعي الحديث عن حقوق الانسان والديمقراطية المسؤولية عما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم ومذابح ابادة امام مرأى ومسمع الجميع...عليهم ان يتحملوا مسؤولياتهم في ايقاف هذا العدوان ومساعدة الشعب اليمني على حل ازماته الداخلية عبر الحوار «اليمني اليمني» البعيد عن أي تدخلات خارجية.
|