الميثاق نت: - كانت الأوضاع الإدارية والأمنية بمحافظة حضرموت قبل انطلاق عاصفة الحزم في 26 مارس 2015م سيئة ومؤسسات الدولة شبه متوقفة، فقد ساهمت العملية العسكرية لعاصفة الحزم في إضعاف المؤسسة الأمنية والعسكرية وتقوية تنظيم القاعدة الذي ظل في مأمن من عمليات المطاردة والرصد والمواجهة .
= تفيد المصادر بأن محافظ حضرموت كانت لديه معلومات عن اقتحام القاعدة للمحافظة دون ان يبلغ المركز أو العاصمة أو اللجنة الأمنية بالمحافظة بالأمر، بل هرب إلى المملكة العربية السعودية ليلحق بالرئيس الفار هادي .
تقرير: المرصد الحضرمي
= هناك ضغوطات مورست من قبل القاعدة على إدارة السجن المركزي بالمكلا لإطلاق القيادي في القاعدة خالد عمر سعيد عمر باطرفي، وقامت قيادات عسكرية وأمنية بالمطالبة بصنعاء بإعادة باطرفي إلى السجن المركزي بصنعاء ؛ بسبب الوضع الأمني المتدهور بالمحافظة، فقام وزير الداخلية جلال الرويشان بإصدار أمر بترحيل خالد باطرفي وأنور باجابر على وجه السرعة وإرسالهم الى صناء، فما كان من المحافظ إلا ان جمد قرار وزير الداخلية في مكتبه .
= رد حكومة خالد باحاح كارثة سقوط المكلا بيد القاعدة باردا، فقد ذكر:بان القاعدة في حضرموت لا خوف منها، وهي من أبناء حضرموت، وان ما يقال عن سقوط المكلا بيد القاعدة كلام مبالغ فيه إعلامياً.
= استعمل الجيش طائرات حوامة أطلقت قنابل صوتية على أفراد من القاعدة، وكذلك المتجمهرين حول البنك المركزي والمباني الحكومية، لكن في اليوم الثاني اختفت هذه القوات العسكرية وسيطرة القاعدة على مدينة المكلا.
= تفيد الروايات عن تسليم اللواء 27 ميكا للقاعدة جاء بناءً على صفقة قادها هادي قضت بتسليم المعسكر للقاعدة مقابل خروج الجنود مع سلاحهم الشخصي لمناطقهم في المحافظات الشمالية، وعلى اثر هذه الصفقة تم نقل قائد اللواء الحربي إلى الرياض .
= عقب اقتحام القاعدة لمدنية المكلا تم سرقة مقر المؤتمر الشعبي العام الواقع على واجهة ديوان المحافظة، وتم حرقه وتركت النيران لتأتي على المبنى بشكل شبه كامل .
= تم نهب إذاعة المكلا وحرقها، ونهبت العديد من إدارات ومؤسسات ديوان المحافظة التي تعمدت القاعدة أن تكون مسرحاً للنهب والسرقة والتخريب دون تدخل من حراسة النقطة القريبة لمواجهة عمليات السرقة والنهب والتخريب والحرق
= ذكرت بعض المصادر بأن عراب صفقة تسليم القصر الجمهوري شخصية قيادية من قيادات مؤتمر الرياض من أبناء حضرموت .
= اندهش المواطنون من سقوط منطقة خلف المحصنة عسكرياً وامنياً وجغرافياً حيث تتكون المنطقة من سلسلة جبال يقابلها شواطئ بحرية ومناطق عسكرية، ولم يرد إلى الآن أي توضيح من اللواء محسن ناصر قاسم حسن الضالعي، قائد المنطقة العسكرية الثانية والمقرب من الرئيس هادي ومن مناصريه .
= تمكنت القاعدة من تفجير خزينة البنك المركزي ونهبت إحدى عشر مليار ريال مصروفات المحافظة للرواتب ومخصصات الكهرباء والماء والخدمات والودائع البنكية للبنوك الحكومية والخاصة في المحافظة لمدة فصل كامل مكون من ثلاثة أشهر .
= انتشر منتسبو القاعدة في المساجد يدعون لفكر القاعدة ويطلقون الخطب النارية الداعية لتكفير المخالف واستنكار البدع وإزالة المظاهر الشركية من المحافظة ؛ مما أدى إلى تصادمات عديدة بين أبناء المحافظة وأفراد القاعدة الذين أطلقوا على أنفسهم اسم أبناء حضرموت، وكانت قضية نهب أموال وودائع البنك المركزي قضية النقاش والجدال حيث اتهم المواطنون تنظيم وقيادة القاعدة بالسرق الذين نهبوا أموال البنك المركزي التي هي في الأصل تصرف رواتب للموظفين ولتسيير خدمات الكهرباء والمياه والصحة وكافة احتياجات المواطنين .
= رافقت عاصفة الحزم حملة إعلامية وجماهيرية من قبل قنوات فضائية عربية ويمنية تابعة لهادي رافقها تحريض إعلامي في المنابر ومواقع التواصل الاجتماعي مع كل من يرفض عاصفة الحزم، ووصف المخالف بالخلايا النائمة والمجرمين والخونة والموالين للرافضة، وخصت الحملة الإعلامية والجماهيرية المؤتمر الشعبي العام وقياداته ومناصري أو مؤيدي الحوثيين الذين أطلق عليهم " الحوافيش " وكذلك البسطاء من أبناء الشمال الذين يسكنون بالمحافظة .
= ألقت القاعدة القبض على العديد من قيادات واعضاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام وقيادات أمنية وعسكرية وشخصيات اجتماعية وقبلية وسياسية احتجزوا في مبنى إدارة المحافظة " بمركز بلفقيه " الذي اتخذ سجناً ومقراً للتحقيق والاستجواب، كما تم توزيع كشوفات لأفراد القاعدة المنتشرين على مخارج المحافظة ومداخلها لتوقيفهم والتحقيق معهم .
مقدمة سريعة:
كان سقوط مدينة المكلا بيد القاعدة ليلة الخميس في الثاني من ابريل عام 2015م حلما وخيالا يصعب تصوره وتوقعه حتى الآن على مواطني وأبناء حضرموت الساحل وخاصة مديرية مدينة المكلا المسالمة، تلك المدينة الساحلية ذات الثقافة والإرث الديني المتصوف المتسامح في تفسيره للإسلام، فقد استحالت الدولة إلى فوضى والوضع الأمني المستقر إلى خوف وترقب .
وقد سبق هذا الاحتراب والاختلال في الأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظة حملة اغتيالات لضباط وعناصر القوات الأمنية والعسكرية تبناها تنظيم القاعدة بجزيرة العرب " أنصار الشريعة "، وأخذت عمليات الاغتيال وتيرة أسرع بعد تولي الرئيس عبدربه منصور هادئ، حيث شملت عمليات الاغتيالات للقيادات الأمنية والعسكرية النسق الآتي:
1- اغتيال ضباط وأفراد الاستخبارات حصراً " الأمن السياسي "، كان أغلبهم قيادات حضرمية .
2- اغتيال ضباط وأفراد البحث الجنائي، وكان الأغلب قيادات حضرمية .
3- اغتيال قيادات عسكرية، وكان الأغلب قيادات غير حضرمية .
4- اغتيال قيادات دينية وسياسية واجتماعية .
واستمر مسلسل إضعاف المؤسسة الأمنية والعسكرية بعدة عمليات كبرى قامت بها القاعدة باستهداف قيادة المنطقة العسكرية الثانية واقتحامه تبعه اقتحام وتفجيرات متكررة على الأجهزة الأمنية والعسكرية وخاصة قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي . وشهدت محافظة حضرموت موجة من الفوضى والفلتان الأمني في نهاية عهد المحافظ السابق خالد الديني، وتعززت في عهد المحافظ عادل محمد باحميد تجلت أهم محاور الانفلات في الآتي:
1. استمرار مسلسل الاغتيالات لضباط ومنتسبي الأمن .
2. تزايد حالات السرقة والنهب في مدينة المكلا .
3. حملات سطو متتالية على مكاتب البريد في محافظة حضرموت ومديرياتها .
4. حملات سطو على مؤسسات حكومية ومدنية .
5. توقف النيابة العامة وأعضاؤها عن العمل نتيجة عمليات الاعتداء المتكرر عليهم .
6. تزايد عمليات الخطف لمسؤولين وتجار وشخصيات سياسية واعتبارية .
7. هروب كثير من أفراد المؤسسة الأمنية والعسكرية وخاصة الأمن المركزي والشرطة، وكان اغلبهم من غير أبناء حضرموت .
8. تزايد عمليات الاشتباكات المسلحة بين المؤسسة الأمنية والعسكرية وأبناء الحارات .
9. استمرار قضية حلف القبائل بدون حل، حيث ظلت القبائل تحاصر الشركات النفطية في منطقة المسيلة وغيل بن يمين .
10. استمرار الحراك الجنوبي في فعالياته الأسبوعية بالإضراب الشامل يوم الاثنين وإيقاف مؤسسات الدولة وتبنى هذه الدعوة حراك تيار علي سالم البيض عن طريق رئيس تيار البيض بحضرموت احمد محمد بامعلم .
سيناريو سقوط المكلا
ساهمت العملية العسكرية لعاصفة الحزم في إضعاف المؤسسة الأمنية والعسكرية وتقوية تنظيم القاعدة الذي ظل في مأمن من عمليات المطاردة والرصد والمواجهة .
الروايات متعددة لسقوط المدينة بيد القاعدة المفاجئ.
الرواية الأولى:
التي جاءت على لسان الرئيس الهارب عبدربه منصور هادي لقناة «العربية الحدث» الذي ذكر فيها: بأنه بعد هروبه من عدن حين داهمها الحوثيون وقوات صالح كما قال، اتصل بمحافظ محافظة حضرموت عادل محمد باحميد ليخبره بأن الرئيس يريد التوجه للإقامة بالقصر الجمهوري بالمكلا بجانب مبنى المحافظة الذي يتواجد فيه المحافظ، فاخبر المحافظ الرئيس بان هذا الخيار غير ممكن ؛ لوجود حشود تضم المئات من القاعدة تعتزم للهجوم على القصر الرئاسي والسيطرة عليه .
وهذه الرواية تفيد بان محافظ حضرموت كانت لديه معلومات عن اقتحام القاعدة للمحافظة دون ان يبلغ المركز أو العاصمة أو اللجنة الأمنية بالمحافظة بالأمر، بل هرب المحافظ إلى سلطنة عمان ومنها إلى المملكة العربية السعودية حيث لحق بالرئيس هادي، وترك المحافظة ومؤسساتها وأبناءها نهباً للقاعدة والفوضى .
الرواية الثانية:
تؤكد بأن هناك ضغوطات مورست من قبل القاعدة على إدارة السجن المركزي بالمكلا لإطلاق القيادي في القاعدة خالد عمر سعيد عمر باطرفي الملقب بأبي المقداد الكندي، وقد تداولت مثل هذه التقارير في اجتماع اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت بإشراف المحافظ، وقامت قيادات عسكرية وأمنية في صنعاء بالمطالبة بإعادة باطرفي إلى السجن المركزي بصنعاء ؛ بسبب الوضع الأمني المتدهور بالمحافظة وكذلك لوجود حراسة ضعيفة على السجن المركزي بالمكلا، فقام وزير الداخلية جلال الرويشان بإصدار أمر بترحيل خالد باطرفي وأنور باجابر على وجه السرعة وإرسالهم الى صنعاء، وكان الأخير قد تم إلقاء القبض عليه في المكلا عقب محاولة فاشلة لاغتيال ضابط في امن المكلا، فما كان من المحافظ إلا ان جمد قرار وزير الداخلية في مكتبه حتى بعد بداية عدوان عاصفة الحزم، لتحدث الكارثة بعد ستة أيام من قرار العدوان وتسقط المكلا بيد القاعدة .
الرواية الثالثة:
بعد بداية عملية ما يسمى بعاصفة الحزم في 26 مارس 2015م التي أضعفت قوات الجيش والأمن واستهدفت البنى التحتية والخدمية يتفاجأ الناس بعد ستة أيام من العدوان بسقوط المكلا بيد القاعدة، وكان رد حكومة خالد باحاح ـ المستقيلة والذي أقر في أول مؤتمر صحفي له في من مدينة الرياض: بأن القاعدة في حضرموت لا خوف منها وهي من أبناء حضرموت، وان ما يقال عن سقوط المكلا بيد القاعدة كلام مبالغ فيه إعلامياً.
الرواية الرابعة:
" تفاصيل سردية لسقوط المكلا ": سمع المواطنون الساكنون بالقرب من السجن المركزي بمنطقة الديس " حارة جول الشفاء " في ساعة متأخرة من نهار الأربعاء غرة شهر ابريل للعام الجاري ضرب رصاص شديد وكثيف تجاه السجن المركزي شنته القاعدة " أنصار الشريعة " من عدة اتجاهات على السجن، وكانت حراسة السجن من الأمن العام " من أبناء المحافظة " والأمن المركزي " الغالب من خارج المحافظة " محدودة وقليلة نتيجة الأوضاع الأمنية السابق شرحها وتفصيلها ؛ مقارنة بعدد السجناء المكتظ بهم السجن، وكذلك نوعية المساجين التابعين للقاعدة، حصلت مقاومة من قبل جندي في السجن المركزي فتم قتله، وركزت القاعدة على عدم سقوط قتلى في اقتحامها للسجن، كما ذكر مسؤول بالسجن المركزي بان القاعدة تعمدت عدم سقوط قتلى من المساجين أو حراسة السجن، فجاءت الأوامر لحراسة السجن بفتح السجن وإطلاق باقي السجناء والنجاة بأنفسهم بعد انتظار المساندة والدعم من الجيش أو الأمن بعد مناشدات طويلة، فقامت القاعدة باقتحام السجن وإخراج السجين خالد سعيد باطرفي والسجين أنور باجابر إضافة إلى أعداد تم توظيفهم داخل السجن لينضموا الى تنظيم القاعدة ويقدر عددهم بالمئات، واتجهوا لجهة مجهولة، ثم جاءت حملة أخرى من الفوضويين وأبناء الحارات لاقتحام السجن وتخريبه وإخراج باقي السجناء من المجرمين والمحكومين والموقوفين .
اتجهت في الصباح مجاميع من القاعدة إلى وسط مدينة المكلا حيث اقتحموا البنك المركزي بعد مقتل خمسة من حراسة البنك المركزي من منتسبي الأمن المركزي وانشأوا نقطة أمنية قبالة السجن المركزي على الطريق العام بالمكلا، فيما اتجهت مجموعة أخرى إلى ديوان محافظة حضرموت واقتحموا الديوان وقتلوا ثلاثة من حراسة الديوان من منتسبي شرطة النجدة وانشأوا نقطة أخرى مقابل مستشفى باشراحيل، وكانت نقاط القاعدة مكونة من طقم عسكري عليه دشكه تمت السيطرة عليه من حراسة البنك المركزي مرفقة بثلاثة ملثمين من أفراد التنظيم، وسمحت حراسة النقطة للغوغائيين والفوضويين بسرقة ديوان المحافظة ونهب مؤسساته وإداراته، فتم سرقة مقر المؤتمر الشعبي العام الواقع على واجهة ديوان المحافظة وتم حرقه وتركت النيران لتأتي على المبنى بشكل شبه كامل، وتم نهب إذاعة المكلا وحرقها، ونهبت العديد من إدارات ومؤسسات ديوان المحافظة التي تعمدت القاعدة أن تكون مسرحاً للنهب والسرقة والتخريب دون تدخل من النقطة القريبة من عمليات السرقة والنهب والتخريب والحرق، وسمع الساكنون بمنطقة المكلا ليلاً طائرات حوامة تطلق قذائف على القاعدة وعلى الفوضويين حيث انتشرت عمليات السلب والنهب لكل إدارات ومؤسسات الدولة في كل المكلا وخاصة بمنطقة المكلا والديس تبين فيما بعد بأن الطلقات التي أطلقت من قبل الطائرات العسكرية الحوامة هي قذائف صوتية لإخافة المواطنين فقط، ولم تردع القاعدة عن السيطرة على المواقع الحساسة بالمحافظة، كما نشبت معركة قوية دوت فيها أصوات القذائف في حي الشهيد خالد بالمكلا بين القاعدة التي تمركزت جماعة منها بحي الشهيد خالد في منطقة الجبل خلف منطقة المكلا، وبين قوات من الجيش يعتقد بأنها من البحرية المتمركزة في منطقة خلف بالقرب من المكلا، انتهت بشكل مفاجئ بسيطرة القاعدة على أحياء المكلا تماماً دون أية مقاومة من الجيش ومؤسساته التي ما زالت منتشرة في قيادة المنطقة بخلف وباللواء 27 ميكا بمنطقة الريان .
في اليوم الأول من سقوط مدينة المكلا- صباح يوم الخميس الموافق الثاني من ابريل- حاصرت مجموعة من مقاتلي القاعدة القصر الجمهوري في منطقة فوه بجانب ديوان المحافظة وسكن المحافظ، وحصلت اشتباكات بين حراسة القصر الجمهوري وبين أفراد القاعدة حيث سمع الساكنون بجوار المنطقة إطلاق رصاص وقذائف استمرت قرابة الساعة ثم توقفت بعد إطباق القاعدة الحصار على القصر الجمهوري من جهتين من جهة الجبال ومن جهة الشارع العام، وعلى إثر ذلك تمت مفاوضات بين العميد خالد الكازمي ـ قائد الحرس الجمهوري، وهو من المقربين من الرئيس هادي ومن منطقة الرئيس من محافظة أبين وبين قيادة القاعدة أنتجت اتفاقاً يتم فيه تسليم القصر الجمهوري وعتاده وأسلحته للقاعدة مقابل خروج الجنود والضباط وقيادة القصر الجمهوري منه سالمين بلا سلاح وتأمين وصولهم الى محافظاتهم، حيث ان الأغلبية من منتسبي القصر الجمهوري من خارج المحافظة، وذكرت بعض المصادر بأن عراب هذا الاتفاق شخصية بارزة من قيادات مؤتمر الرياض من أبناء حضرموت، لتنشر القاعدة نقطة حراسة أمنية مكان القوة المنسحبة .
في اليوم نفسه تفاجأ المواطنون بنشر القاعدة نقاط أمنية في منطقة خلف العسكرية المهمة، حيث تنتشر فيها عدة معسكرات منها قيادة المنطقة العسكرية الثانية، مقر الأمن السياسي، مقر القوات الخاصة، قيادة البحرية الساحلية، وتعجب المواطنون من سقوط منطقة خلف المحصنة عسكرياً وامنياً وجغرافياً، حيث تتكون المنطقة من سلسلة جبال تقابلها شواطئ بحرية ومناطق عسكرية، ولم يرد إلى الآن أي توضيح من اللواء محسن ناصر قاسم حسن الضالعي، قائد المنطقة العسكرية الثانية والمقرب من الرئيس هادي ومن مناصريه، ويعتقد بأنه تم تسليم منطقة خلف بكل سهولة للقاعدة والانسحاب من المناطق والألوية المنتشرة في المنطقة، وتوسع انتشار وسيطرة القاعدة على مدينة المكلا حيث نشرت القاعدة نقاطها الأمنية على مداخل مدينة المكلا في منطقة جول مسحة، وكانت معززة بالعربات العسكرية المسلحة التي غنمتها من القصر الجمهوري ومن المنطقة العسكرية بمنطقة خلف، وينتشر الجيش بقيادة اللواء 27 ميكا في منطقة الريان في مفرق مطار الريان الدولي، وظل الحال هكذا لمدة أسبوع تقريباً، كما تمكنت القاعدة من تفجير خزينة البنك المركزي ونهبت إحدى عشر مليار ريال يمني مصروفات المحافظة للرواتب ومخصصات الكهرباء والماء والخدمات والودائع البنكية للبنوك الحكومية والخاصة في المحافظة لمدة ثلاثة أشهر، واستأجرت شباباً من أبناء المحافظة لنقل الأموال من البنك المركزي إلى القصر الجمهوري الذي بات تحت حكم خالد سعيد بالطرفي حيث نشرت له الصورة المشهورة، وهو يدوس العلم اليمني ويرفع السلاح ويؤشر بإشارة التوحيد ..في اليوم الثاني من سقوط مدينة المكلا -يوم الجمعة نشرت القاعدة نقاطاً أمنية في مناطق متفرقة من المكلا- واحيائها في منطقة الديس عند إشارة المرور وبمنطقة الشرج، وجعلت القاعدة تحارب الفوضى والسرقة بعد ان شجعت المواطنين على سرقة إدارات ومؤسسات الدولة ومقرات المؤتمر الشعبي العام، وتمت عمليات تصادم بين شباب الحارات وخاصة شباب حارة البدو " البقرين " وشباب حارة بن سويد الذين نهبوا أيضاً بعض المعدات والعربات العسكرية، وتطالب بتسلم الأشخاص الذين قاموا بالنهب والسرقة ؛ لإقامة الحدود الشرعية عليهم، انتهت تلك الصدامات بتسويات من قبل جهات وأشخاص سلفيين من جمعية الحكمة اليمانية تم فيها تسليم المعدات العسكرية للقاعدة ورفض تسليم الأشخاص من أبناء الحارات للقاعدة لإقامة الحد والشرع مستدلين بأن القاعدة قامت بسرقة البنك المركزي والاستيلاء على مليارات الريالات فلا يحق لها ان تقيم الشرع على غيرها وتنسى أفعالها .
في اليوم الثالث من سقوط مدينة المكلا -يوم السبت- انتشر منتسبو القاعدة في المساجد يدعون لفكر القاعدة ويطلقون الخطب النارية الداعية لتكفير المخالف واستنكار البدع وإزالة المظاهر الشركية من المحافظة ؛ مما أدى إلى تصادمات عديدة بين أبناء المحافظة وأفراد القاعدة الذين أطلقوا على أنفسهم اسم «أبناء حضرموت» وليس «أنصار الشرعية» أو «تنظيم القاعدة»، كما هو معروف عنهم في كل عملياتهم وبياناتهم، وكانت قضية نهب أموال وودائع البنك المركزي قضية النقاش والجدال، حيث اتهم المواطنون تنظيم وقيادة القاعدة بالسرق الذين نهبوا أموال البنك المركزي التي هي في الأصل تصرف رواتب للموظفين ولتسيير خدمات الكهرباء والمياه والصحة وكافة احتياجات المواطنين، وردت القاعدة وقيادتها بأنهم سرقوا المال العام المودع في البنك المركزي من أموال الطواغيت ولم تتعرض للمال الخاص، وقد قامت القاعدة بتوزيع مبالغ مالية مقدرة بعشرين ألف ريال للأسر والأهالي والمحتاجين في منطقة غيل باوزير في محاولة لاسكات المواطنين والتخفيف من حملة الهجوم عليهم واتهامهم بالسرقة والتدمير، فما كان من المواطنين إلاَّ ان رفضوها وهددوا من يقبل بالمكرمة الأميرية بالمقاطعة والنبذ . وقد رافقت عاصفة الحزم حملة إعلامية وجماهيرية من قبل قنوات فضائية عربية ويمنية تابعة لما تسمى بالشرعية رافقها تحريض إعلامي في المنابر ومواقع التواصل مع كل من يرفض عاصفة الحزم، ووصف المخالف بالخلايا النائمة والمجرمين والخونة والموالين للرافضة، وخصت الحملة الإعلامية والجماهيرية المؤتمر الشعبي العام وقياداته ومناصري أو مؤيدي الحوثيين الذين أطلق عليهم " الحوافيش " وكذلك البسطاء من أبناء الشمال الذين يسكنون بالمحافظة، رافقت هذه الحملة مداهمة ما تبقى من مؤسسات الدولة الأمنية مثل الأمن القومي والاستخبارات العسكرية ومقرات المحاكم والنيابة والاستيلاء على أرشيف هذه المؤسسات ونقلت إلى مقر المؤسسة الاقتصادية بمنطقة الديس التي اتخذت مقراً امنياً للقاعدة ومبنى المحاكم الشرعية لهم، واثر هذه الحملة الإعلامية والتحريضية تم اقتحام بيت رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة حضرموت، الأستاذ عوض عبد الله حاتم، وتم تفتيشه واستجواب حراسته الشخصية، إلا أنهم لم يجدوا رئيس الفرع الذي غادر المحافظة للخارج، وقد غادر المحافظ والوكلاء التنفيذيين والمسؤولين في السلطة المحلية للخارج . كما تمت في اليوم نفسه عدة حملات أمنية ومداهمة لبيوت ولتجمعات للمقيمين من المحافظات الشمالية، تم إلقاء القبض على العديد من المحسوبين على المؤتمر الشعبي العام وقيادات أمنية وعسكرية وشخصيات اجتماعية وقبلية وسياسية احتجزوا في مبنى إدارة المحافظة " بمركز بلفقيه " الذي اتخذ سجناً ومقرا للتحقيق والاستجواب.
وبعد أسبوع تقريباً من سيطرة تنظيم القاعدة على مدينة المكلا ومداخلها، بينما ظلت منطقة الريان التي تحوي مطار الريان الدولي وعدة مؤسسات أمنية وعسكرية ومدنية حيث قام اللواء 27 ميكا المقرب لقائد المنطقة السابق محمد علي محسن التابع لحزب الإصلاح بتأمين تلك المنطقة، ويعتبر اللواء 27 ميكا الرافد الأساس للقيادة العسكرية الثانية في منطقة خلف، ويتولى قائده قيادة الأركان بالمنطقة العسكرية الثانية، إضافة إلى قيادته للواء وكتائبه . فقد تم تقاسم المحافظة بين القاعدة التي تنشر نقاطها العسكرية في منطقة جول مسحه والجيش الذي ينشر نقاطه العسكرية في منطقة الريان .
ولكن تفاجأ تحرك مجموعات من القاعدة مدججة بالأسلحة إلى قرب منطقة الريان ودارت اشتباكات خفيفة ومتوسطة بين أفراد اللواء 27 ميكا المحصن عسكرياً وجغرافياً، حيث يضم المعسكر أربع كتائب مدربة ومجهزة بأسلحة ثقيلة من الدبابات والكاتيوشات والأسلحة المضادة للطائرات ويضم خنادق وسواتر محصنة بجغرافيا الجبال في تلك المنطقة الكبيرة والمنتشرة في مساحة كبيرة وواسعة . بعد اشتباكات دامت لنحو ساعة ونصف الساعة سقط اللواء وكافة أسلحته وعتاده العسكري بيد القاعدة، وشوهد أفراد وضباط اللواء يفرون بأسلحتهم الخفيفة الى خارج المحافظة دون متابعة أو ضغوط من القاعدة، فقد تحدثت المصادر عن تسليم قائد اللواء العقيد توفيق الحربي الموالي لحزب الإصلاح والقائد العسكري السابق محمد علي محسن الأحمر المعسكر للقاعدة مقابل خروج الجنود بأسلحتهم الخفيفة " الكلاشنكوف "الى خارج المحافظة وعدم اعتراضهم أو متابعتهم، فسقوط اللواء 27 الاستراتيجي بيد القاعدة مع عتاده يعتبر خطوة مهمة أمام القاعدة لتنطلق للسيطرة على كافة مديريات ساحل حضرموت وتعزز قوتها العسكرية واللوجستية والبشرية، حيث اتخذت القاعدة اللواء 27 للانطلاق للسيطرة على مناطق شاسعة من المحافظة، والسيطرة على المنفذ الجوي الوحيد للمحافظة، كما اتخذ المعسكر مقراً للتدريب وتأهيل أفراد القاعدة ومناصريهم، ومنه انطلق العديد من المقاتلين فيما بعد للقتال في عدن وأبين ولحج والعند .
|