الميثاق نت -

الأربعاء, 05-أغسطس-2015
عبدالكريم المدي -
حينما نكتبُ وننصحُ وندعو بقلوب صادقة وعقول مفتوحة وضمير وطني حيّ لعودة جميع الفرقاء السياسيين لطاولة الحوار اليمني ، اليمني ، فذلك إيمان منّا بالسلام والشراكة وحقناً للدماء وتجنيباً لبلادنا مزيداً من الدمار والخراب .وحينما ندعو لتقديم تنازلات من جميع الأطراف ونحن في المؤتمر الشعبي العام ( حزب الوطن الأكبر ) في مقدمة أولئك الذين يقدمون تنازلات من أجل الوطن، فلا يعني هذا مطلقاً إننا في موقف الضعيف ،وإننا نرفع الرأية البيضاء للعدوان الخارجي ونُسلّم لهم وطننا ومقدراتنا وهويتنا اليمنية وتاريخنا ورموزنا وثوابتنا .أبداً لسنا كذلك ولن نكون ، لقد خُلقنا على هذه الأرض وسندافع عنها بكل وسائلنا وإمكانياتنا ، سنموت بشرف خيراً من أن نحيا بذل وإهانة وكرامة منقوصة ، إن الأعناق الشامخة لا تنحني إلى الأرض مهما شدّة إنحدار سلالم الألم .هكذا تعلمنا وهكذا ستجدونا ..ثقوا إن أقلامنا معدة للعمل بنظامين، بالحبر والبارود ، وكذلك الأوراق البيضاء التي نكتبُ فوقها ستتحول إلى خرائط ومخططات لتسيّر المعارك ، شبابنا سيقاتلون ورجالنا سيقاتلون ومثقفونا سيقاتلون ومهندسونا وأطباؤنا ومدرسونا وخبراؤنا وكل الناس الذين ينتمون لهذه البلاد سيقاتلون ،لن نركع لأحد ، ولن نساوم على شيء ، وكل من يدعو للحوار سيجد أيدينا ممدودة له وكل يد تمتد كي تذلنا أو تقتلنا ستُقطع، قادرون على ردّ كل معتدي، هذه هي خياراتنا وهذا قدرنا وهذا مصيرنا المشترك ، لن نسلم لأحد ولن نفرط بأحد ولن نبيع مبادئنا لأحد .صحيح نحن أكثر الأصوات تمسكاً بنهج الحوار والسلام ودعماً لكل الجهود الخيرة التي من شأنها تقريب وجهات النظر وجمع اليمنيين كل اليمنيين على كلمة سوا ، لكنّا أولوا قوة وبأس شديد ، جميعنا على قلب رجل واحد نرفض العدوان الخارجي وندينه وسنتصدّي له بالكلمة والموقف الشريف والبندقية ، أينما وجدوا الشرفاء سنصطفُّ معهم لوقفه ودحره أياً كان وتحت أي مظلّة ومبرر جاء .ونؤمن بيقين كبير إن من يناصر المعتدي ويتواطىء معه إنما هو نبتة شيطانية يقف في الطريق الخاطىء ولا يمثل اليمن ولا يشرف أبناءها ويجب إعادته لجادة الصواب وإيقافه عند حدّه. وكونوا على إدراك تام إن أموال العدوان الطائلة حتى لو بلّطوا لنا بها البحر أو راكموها لعنان السماء لن تغرينا أو تثنينا عن القيام بمسؤلياتنا وواجباتنا الوطنية، و كذلك أسلحتهم لن تخيفنا وعملاؤهم مهما كان عددهم وعدّتهم لن ينالوا منّا، والحال نفسه أمام إعلامهم الهدّام الذي لن يهزّثقتنا بقياداتنا وأنفسنا وشعبنا وأرضنا .افيقوا من غيبوبتكم اليمن دحرت أعتى الغزاة وأشدهم فتكا ودموية وقوة على مرّ التاريخ ، اليمن مهما أبتليت اليوم بعملاء إلا إنها حتماً ستنصر على أعدائها ، سندافع عن علي عبدالله صالح وعبدالملك الحوثي ،سندافع عن كل الرموز والقوى الوطنية التي تقف في وجه العدوان ،كل من يقاتل العدوان نحن معه، اليمنيون الأصلاء اليوم كلهم جنود مجندة لدحر الباطل وصد المعتدي ، لا تبتزونا وتتاجروا بمواقفنا الوطنية الصادقة وحبنا للسلام ولا تزيفوا مبادئنا وتحرفوا كلامنا ، نحن أكثر الناس وطنية ، وحرصاً على هذه البلاد ، صحيح نعارض الحوثيين ونرفض كثيراً من تصرفاتهم وندينهم ونقول لهم في كثير من الأشياء "لا " وأ ألف " لا " ، لكن ونحن بينهم نعيش معا في حي واحد وفي عمارة واحدة ومكاتب ومقار عمل مشتركة ومساجد مشتركة ، نعارض أنصار الله ونحن في نفس المكان ، في نفس الخندق، في مركب واحد ، ولم نفرّ للرياض وجدة والدوحة وأنقرة ، نختلف فيما بيننا ونحن في صنعاء، في اليمن ، نقول هذا صح وهذا خطأ ولسنا مُجهّزين الحقائب لكي نهرب ونبيع مواقفنا ونبحث عن إنتصارات إعلامية ومكاسب شخصية .ندعو للحوار لأننا نؤمن بالسلام والشراكة الوطنية وإن الدين لله والوطن الجيمع ويتسع لكل يمني في أي منطقة أو تيار سياسي وفكري كان ، وحينما قلنا كفى زهقاً للأروح وتدميراً للمدن ومواصلة لزرع الفتن والكراهية والأحقاد في أوساط الناس ليس ذلك - والله - بسبب إن أنتم الأقوى وإن عدن أو حتى قاعدة العند صارتا بيد هادي ومندوبي السعودية والإمارات وأسيادهم في البيت الأبيض ، وإنما من أجل وطننا ويمنيتنا وأمننا ومستقبل أبنائنا .. افيقوا واعلموا إن علي عبدالله صالح في نظر كل وطني وشريف بطل قومي ، جيفارا العرب ، عبدالناصر 2015 ، غاندي الجزيرة ، مانديلّا الأمة .أفيقوا واعلموا إن العدوان سيندحر والباطل سيُغلب والغمة ستزول ، نحن ماضون في ركب الشرفاء الذين يذودون عن ترابنا الغالي وثقافتنا وشعبنا ومقدراتنا وتاريخنا وحقنا في الحياة والحرية والسيادة ، نواجه قوة غاشمة سلاحها أميركي وغربي وعشرات الملايين من براميل النفط التي تضخُّ للشرق والغرب ، وسلاحنا هو الله ، هو الحقّ ، هو شعبنا الصابر ، الصامد المقاوم الذي يمتلك إرادات هي أغلى من النفط وأقوى من السلاح. .
قال تعالى : ((إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون ))
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43594.htm