الميثاق نت -

الإثنين, 10-أغسطس-2015
عبدالله الصعفاني -
قالوا إن سور الصين لم يمنع الصين من التعرض لغزو الأعداء ثلاث مرات ، ليس لأن السور كان منخفضاً وإنما لتمكن الغزاة من رشوة حارس البوابة ..
*وحتى لو كانت الرواية كاذبة فإنها منطقية أو على رأي القول العربي “ لقد صدق وهو كذوب “ فالأهم من بناء المنشآت والتحصينات هو الاهتمام بالإنسان وتقويته بفيتامينات الانتماء للوطن أو حتى بالصميل الأخضر ..
*والثابت أن الصينيين غادروا زمن خيانة حارس أبرز بوابات السور العظيم بثورة ثقافية اقتلعت الخيانة والحشيش وانطلقت بالمليار والثلث لأن يكونوا مردة الحاضر وعمالقة المستقبل .
*والحق أنهم لم يقوموا بأكثر مما يمكن أن يقوم به أي شعب محترم وأي قيادة حكيمة فرضت الاصطفاف القادم ليس من حوار كاذب ولا ديمقراطية فوضوية وإنما من المساواة والقوانين التي “ تقط المسمار “.
*وبالنتيجة صار المسئول الصيني الخائن يحكم على نفسه بالإعدام، حيث بمجرد أن يخون البلد أو يخون مسئوليته الوظيفية فإنه يركب خلسة المصعد إلى الدور (99) ثم يرمي بنفسه من هناك، موفراً على الهيئة العامة لمكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة في بكين عناء كتابة تقارير الحفظ في الأدراج.
*وإذا كان علماء الاجتماع والسياسة وأهل الخبرة في قراءة الظواهر يرون أن شرط النهوض لأي مجتمع هو سريان إما السلطة الأخلاقية أو السلطة القانونية أو بهما معاً فإننا في اليمن وجدنا السلطتين تتسربان من أيدينا كما يتسرب الماء من بين الأصابع.
*ألا ترون أعداد من يستبسطون الخيانة ويرونها أعمالاً ملهمة ؟ إذاً فتشوا عن الأسباب وعن ضعف ال
الانتماء وعن التردي العام .. !! فتشوا وسترون عواقب الإعلاء من شأن الفاشل والبليد والإنتهازي وتمكينه من أدوات الترقي إلى مالا نهاية .
*في الصين وفي بلدان كثيرة تُركب الأفيال وتُروض الكلاب والدببة والنمور، لا تُمنح المناصب على أُسس جهوية أو حزبية، ولا تُغطى الجرائم بجرائم أكبر منها بما فيها الجرائم التي تذهب بأي بلد إلى الجحيم .
*وفي كثير من بلدان العالم كل شخص فيه يمثل حقاً مصالح الشعب وإلا فإنه لا يتبوأ المراكز العالية ولا حتى الواطية .
*الكارثة أننا ما نزال غير مدركين حقيقة أن الحبة تفسد من داخلها، وأنه لا يقرصنا سوى قمل ثيابنا.. فمتى تكون الحكمة يمانية ؟ ومتى نطلبها ولو من الصين ؟!
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43632.htm