عبدالله الصعفاني -
لا أعرف بالتحديد خفايا الهجمة على الوحدة اليمنية ، لكن ما أعرفه أنها إنجاز، وأن للإنجاز أبطاله، وأن من يحقق إنجازاً بالمعايير الذاتية والموضوعية هو مسئول بالدفاع الباسل عن الإنجاز .
♢ هذا ما أعتقده رغم أنه صار لشريك علي عبدالله صالح في الوحدة علي سالم البيض رأي آخر .. فضلاً عما أصاب الجسد الوحدوي من الأوجاع بعد أن صارت كثير من المهن التي كانت تمارس بالأخلاق كأبجدية ووجود ووقود تمارس اليوم بانتهازية مقيتة ، حيث عدد الضمائر الحية إلى تضاؤل ببركات سياسيين وصناع قرار ورأي تركوا الحبل على غاربه على حساب وطن وحدوي تفتَّق في العام 1990م وروداً ورعشات نغم، وجاء من يقذف به إلى أتون النزيف والاحتراب والاحتراق .
* وفي الواقع أن التحدي كبير لحقّ اليمنيين في الحياة والحرية والسيادة على بلد أراد أن يبقى موحداً فتكالبت قوى الارتداد والارتزاق على إجهاض ما اعتبره كثير من المنصفين نقطة الاشراق في ليل العرب .
* ولا أسئلة اليوم في موضوع الوحدة اليمنية أهم من أسئلة كيف يجتمع اليمنيون من جديد على كلمة سواء يغادرون بها جبال الجاذبية نحو الكراهية والأحقاد والفتن والتشظّي ؟ ومتى ترتفع أصوات ومواقف من يفضّلون إعادة لمّ الشمل أمام من يمزقون ؟ .. لقد صار الغيورون يسألون بأصوات خافتة في زحمة الأصوات المدوية لأهل الباطل .. إذا كان ثمن الوحدة اليمنية باهظاً، فما هو الثمن المراد أن يدفعه الشعب اليمني ثمناً للانفصال ؟
♢ لم يكن الشعب اليمني إلا شعباً مسالماً متعايشاً وحدوياً، فلماذا يتكالب من يأخذ بعضه مرةً أخرى إلى التعاطي مع مخطط الارتداد ؟ وكيف لثرثرة الأنا والتكسب والأخطاء أن تستسلم للخطط وتبدأ بإغراق اليمن بكل ما يذهب به إلى التمزيق حيث لا يراد إعادته إلى التشطير فحسب وإنما أيضاً إلى إغراق الجنوب بحروب وإغراق الشمال بحروب وإغراق الشطر بالآخر والإقليم بالأقاليم التي جاءت مفخخة بمسودة دستور سيئ الطبخ والأهداف والسمعة.