*بقلم الاستاذ/ عارف عوض الزوكا - في مثل هذا اليوم الـ(24) من اغسطس عام 1982م شهدت الساحة اليمنية تحولا تاريخيا سياسيا غير مسبوق بتأسيس المؤتمر الشعبي العام كتنظيم سياسي يمني خالص الهوى والهوية ليشكل ميلاده خلاصة فكر الحركة الوطنية المعاصرة ونتاج التطور السياسي اليمني الذي مر بمراحل متعددة ومختلفة وهو يشق دربه في مسيرة الكفاح ضد المستعمر الاجنبي في جنوب الوطن،وضد الحكم الامامي الملكي في الشمال، والتي مهدت كلها لقيام ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر وقيام النظام الجمهوري الخالد وتحقيق الاستقلال 1967 الذي ظل يواجه الكثير من التحديات والعراقيل بفعل التدخلات الخارجية في صناعة القرار اليمني ليكتمل بذلك عقد الثورة اليمنية كان ميلاد المؤتمر الشعبي العام في مطلع ثمانينيات القرن المنصرم اولى بوادر استكمال تحقيق الاستقلالية الكاملة للقرار اليمني عبر عملية حوارية يمنية خالصة ومشاركة فكرية وسياسية يمنية لم تستثنِ احدا واستطاعت ان تصهر كل الرؤى والاختلافات والأفكار والتوجهات في فكر وطني يمني خالص تجسد في الميثاق الوطني الذي مثل وثيقة يمنية جسدت حكمة اليمنيين ،ونزوعهم لبناء دولتهم وفقا لنظرية بعيدة عن الافكار والأيديولوجيات والنظريات المتصارعة آنذاك والتي كانت المنطقة العربية ساحة لها ،وتحقق ذلك عبر حوار قاده اليمنيون وصاغته افكارهم ورؤاهم ومبادئهم الوطنية وتساميهم على الخلافات ونزوعهم للبحث عن القيم المشتركة للتعايش وصنع الحاضر ورسم خارطة المستقبل، وهو الذي ما كان ليتم لولا الحكمة التي تجلت لدى القيادة السياسية فيما كان يعرف بشمال الوطن انذاك ممثلة بالزعيم علي عبدالله صالح -رئيس المؤتمر الشعبي العام رئيس الجمهورية السابق- الذي اصر حينها على تجاوز سلبيات التصارع الفكري والحزبي والسياسي النابع من تبعية القوى المختلفة لنظريات وأفكار خارجية من خلال صياغة مشروع سياسي يمني خالص، فكان الميثاق الوطني هو النظرية الفكرية السياسية التي جسدت حكمة اليمنيين وتوجهاتهم الوطنية، وكان المؤتمر الشعبي العام هو الحامل السياسي التنظيمي لتلك النظرية ولذلك الفكر اليمني ،ليكون تأسيس المؤتمر الشعبي العام اول ملامح تحقيق استقلالية القرار اليمني السياسي بعيداً عن أي تدخلات خارجية .
لقد مثل ميلاد المؤتمر الشعبي العام -الذي ضم ممثلين عن كل الاطراف والتنظيمات السياسية التي كانت تعمل في السر- البداية لنقل فكرة الحوار الى افق وطني اوسع ،فكان هو الوسيلة والأسلوب الذي اعتمده المؤتمر الشعبي العام وقيادته في السعي لتحقيق اعظم واهم اهداف ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر من خلال ادارة عملية حوارية طويلة اسفرت في النهاية عن تحقيق حلم اليمنيين في اعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الـ22 من مايو 1990م وكان للمؤتمر الشعبي العام وقيادته ممثلة بالزعيم علي عبدالله صالح شرف تحقيق هذا الحلم، والدفاع عنه والحفاظ عليه منذ ذلك التاريخ والى اليوم، ولا يزال المؤتمر وقيادته وكوادره يحملون مشروع الحفاظ على وحدة اليمن أرضاً وإنساناً كأهم مبادئهم وتوجهاتهم ومسارات فعلهم وانشغالهم السياسي .
لن نسترسل في شرح وسرد منجزات المؤتمر الشعبي العام على مدى ثلاثة عقود ونيف من الزمن فالمقام واللحظة التاريخية لا يتسعان لذلك، لكن من المهم التأكيد على ان المؤتمر الشعبي العام ظل يحمل لواء التغيير وتحقيق المنجزات السياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية والتنويرية في كل المحطات التاريخية وفي ظل التحولات الوطنية التي شهدتها الساحة اليمنية حيث منحه فيها الشعب الثقة خلال كل المحطات الديمقراطية الانتخابية البرلمانية والمحلية والرئاسية وظل يبادل المواطن اليمني الوفاء بالوفاء والثقة بالانجاز، وفوق ذلك كله كان منهجه الحوار ومشاركة الآخرين ورفض الاقصاء والتهميش، وحين كان اصراره على البناء والعمل ينتجان اخطاء كان يبادر الى الاعتراف بالخطأ وتلافيه، وكثيراً ما اعتذر عن الاخطاء التي رافقت مسيرة عطائه بشجاعة تنعدم تماماً عند القوى الاخرى التي كان لأخطائها نتائج كارثية على الوطن .
تفاصيل 3
ومن المؤسف جداً ان تحل علينا الذكرى الثالثة والثلاثون لتأسيس المؤتمر الشعبي العام في الـ24 من اغسطس عام 1982م ووطننا يمر بأخطر مرحلة في تاريخه المعاصر حيث يتعرض لعدوان خارجي تقوده السعودية يستهدف الارض والإنسان والاستقلال والسيادة الوطنية وبصورة مخالفة لكل الشرائع السماوية والمواثيق والأعراف والقوانين الدولية والإنسانية ،عدوان يقتل الانسان اليمني ،ويستبيح الارض اليمنية ،وينتهك السيادة وبشكل همجي وبربري ما كان لنا في المؤتمر الشعبي العام وانطلاقاً من فكرنا الوطني ومنهجيتنا اليمنية ،وعمقنا الحضاري ،ومبادئنا وقيمنا وأخلاقنا إلا ان نكون ضده باعتبار ذلك من ابسط واجباتنا تجاه وطننا وشعبنا واستقلالنا وسيادتنا وقرارنا الوطني المستقل.
وبالإضافة الى العدوان الخارجي فان وطننا يعيش اعقد ازمة سياسية عرفها حيث الصراع على السلطة تحول من حالة تنافس وصراع سياسي الى صراع عسكري وحالة اقتتال داخلي ومواجهات مسلحة تزيد من صعوبة المشهد وتشكل الى جانب العدوان الخارجي ضد الوطن ازمة مركبة ومعقدة تهدد كيان الدولة اليمنية ،ومقومات الحياة ،وتنذر بمخاطر كارثية على حاضر ومستقبل اليمن وعلى وحدة الارض والإنسان .
لقد جاءت ازمة العام 2011م الكارثية في اطار ما سمي بالربيع العربي،او بالأصح الربيع العبري والفوضى الخلاقة لتتعرض اليمن كبعض دول المنطقة لسلبياتها ،لكن المؤتمر الشعبي العام وقيادته ممثلة بالزعيم علي عبدالله صالح -رئيس المؤتمر الشعبي العام رئيس الجمهورية آنذاك- اصرت على ان تدير تلك الازمة بمنتهى الحكمة والعقلانية ،فوضعت نصب عينيها الحرص على حقن دماء اليمنيين فوق كل الاعتبارات ،واتخذت من الحوار وسيلة لتحقيق ذلك عبر اصراراها على تبني خارطة طريق لتجاوز الازمة وتسليم السلطة عبر عملية ديمقراطية سلمية وسلسة تمثلت في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي كانت فكرة وصياغة قيادة المؤتمر الشعبي العام ونجحت من خلالها في حقن الدم اليمني وتجنيب البلاد الانزلاق الى اتون الحرب الاهلية والفوضى المدمرة ،وسلمت السلطة والدولة وأجهزتها في مشهد قوبل بإعجاب وتقدير العالم كله .
وللأسف الشديد فإن تلك الحكمة التي جسدها المؤتمر الشعبي العام وقيادته في تسليم السلطة وحقن دماء اليمنيين ،والحرص على تجسيد تجربة جديدة في التبادل السلمي للسلطة قوبلت من قبل القوى التي تسلمت زمام السلطة وإدارة الدولة منذ 2011م بفكر وممارسة بذلت كل ما بوسعها لتدمير مشروع التبادل السلمي للسلطة وضربه في مقتل من خلال ممارستها التي ادت الى تدمير مؤسسة الجيش والأمن تحت مسمى الهيكلة وملشنته بعناصر تقدم ولاءها الحزبي على الولاء الوطني،وتدمير مؤسسات الدولة المدنية عبر سياسة الاقصاء والتهميش واستبدال الكوادر الوطنية المؤهلة والكفؤة والمجربة بكوادر حزبية، وأصبح التعيين في المناصب قائماً على الولاء السياسي لا على الكفاءة الادارية ،فكانت النتيجة كارثية عليها وعلى الوطن برمته .
ومع ذلك كله ظل المؤتمر الشعبي العام حريصاً على تجاوز كل ما من شأنه تعقيد الازمة السياسية وظل يقدم المبادرات تلو المبادرات إلا انه وللأسف الشديد كانت كل مبادراته واطروحاته لتجاوز الازمات الناجمة عن اخطاء من يحكمون تقابل بالرفض تارة،وبالتشكيك تارة،وبالاتهامات تارة اخرى .
ولسنا نبالغ القول ان القوى التي حكمت البلاد منذ 2011م لم تكتفِِ بتدمير مؤسسة الجيش والأمن والبنية الادارية للدولة وتدخل البلاد في اتون صراعات سياسية كارثية ،بل تجاوزت كل ذلك بالانتقال الى مرحلة اكثر خطراً باستدعائها العدوان الخارجي على البلد تحت حجج واهية ومبررات أوهن من بيت العنكبوت،فادَّعت كذباً وزوراً ان استدعاءها العدوان من اجل اعادة ما تسميه الشرعية، في وقتٍ هي تدرك قبل غيرها ان شرعيتها انتهت ولم يعد لها من وجود مع إخلالها بقسمها في احترام دستور الجمهورية اليمنية والحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال وتراب الوطن ،فارتكبت الخيانة العظمى بحق اليمن واليمنيين في مشهد سيسجله التاريخ وصمة عار ،وسيحاسبه عليها الشعب اليمني...
لقد جاء العدوان السعودي على بلادنا وشعبنا في 26 مارس ليمثل وأداً لكل جهود الحلول السلمية للازمة السياسية وللصراع على السلطة ،حيث تشن على شعبنا اليمني ووطننا حرباً مستمرة لأكثر من خمسة اشهر استهدفت قتل الانسان اليمني ،وتدمير مقدرات شعب ،وإمكانات دولة ،وضرب مقومات الحياة من مطارات وموانىء وطرق وجسور ومساجد ومدارس ومستشفيات ،ومزارع ،ومصانع ،ومحطات كهرباء واتصالات،ومعاهد فنية وتقنية ،وآثار وحضارة وتاريخ ،وكل شيء له علاقة بالإنسان اليمني ومقومات حياته .
ومنذ اندلاع العدوان السعودي على بلادنا وفرض الحصار الجائر على شعبنا كان المؤتمر الشعبي العام كعادته ينتهج سياسة عقلانية قائمة على موقفين الاول مواجهة هذا العدوان والوقوف ضده بكل ما أُتيح له باعتبار ذلك واجباً وطنياً مقدساً لا يقبل أي تلكُّؤ او تلاعب ،والثاني سعيه لإطلاق المبادرات السياسية والجهود الرامية الى ايقاف هذا العدوان ورفع الحصار الجائر والبحث عن حلول سياسية تجنب اليمن -الارض والإنسان- المزيد من الدمار والفتنة والاقتتال والتمزيق، ورغم ما قوبلت به مبادراته وجهوده من تعنت ورفض من قبل الاطراف الاخرى سيما مرتزقة العدوان ومؤيديه فإنه لا يزال وسيظل يسعى جاهداً للبحث عن مخارج وحلول سلمية تفضى الى ايقاف الحرب التي تشن على شعبنا وإيقاف الاقتتال الداخلي وعودة كل القوى والمكونات السياسية اليمنية الى طاولة الحوار (اليمني -اليمني) البعيد عن أي تدخلات خارجية .
إن التضحيات التي قدمها ويقدمها المؤتمر الشعبي العام جراء موقفه ضد العدوان ليست هينة لكنها ليست سوى تجسيد عملي لوطنية هذا التنظيم الرائد ووطنية قياداته التي اُستهدفت بمحاولات الاغتيال والتصفية وعلى رأسهم قيادته السياسية ممثلة بالزعيم علي عبدالله صالح -رئيس المؤتمر الشعبي العام رئيس الجمهورية السابق- الذي قصفت ودمرت منازله ومنازل اقاربه،واُستشهد العديد منهم ،كما هو حال بقية قيادات المؤتمر الذين قُصفت منازلهم واُستشهد ابناؤهم وأقاربهم جراء العدوان السعودي الغاشم والبربري والهمجي ،بالإضافة الى استهداف وقصف مقراته من قبل العدوان الخارجي ،او اقتحام وإحراق ونهب مقراته من قبل مرتزقة ومؤيدي العدوان في الداخل ،ومع ذلك كله فسيظل المؤتمر الشعبي العام وقياداته على موقفهم الوطني ضد العدوان وضد مساعيه في تدمير اليمن وتمزيقه ولن تزيدهم هذه الاعمال الاجرامية الا صلابة وتماسكاً وقوة.
وإنها لفرصة ونحن نحتفي بالذكرى الثالثة والثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام ان نتوجه بالتحية والتقدير والعرفان والإشادة والشكر والامتنان لكل المؤتمريين قيادات وقواعد وأنصاراً وحلفاء على مواقفهم الوطنية العظيمة وتضحياتهم الكبيرة التي قدموها ولا يزالون في سبيل الوطن.. نعم إنهم من يستحق الشكر والعرفان لأنهم صامدون رغم كل ما يواجهونه من عدوان خارجي ،واستهداف داخلي ،وحملات تزييف وتضليل ودس بحقهم وبحق تنظيمهم الرائد ومواقفهم البطولية ،ووطنيتهم التي لا يزايد عليها إلا مريض،ولا يحاول إنكارها إلا حاقد .
ونقول لكل مؤتمري ومؤتمرية دون استثناء وبعيداً عن موقعه او منصبه قيادياً كان او عضواً انكم بمواقفكم العظيمة تجسدون اروع ملاحم الوفاء والتضحية للوطن ،وهذا دأبكم وديدنكم الذي تعوّده الشعب اليمني منكم في مختلف المراحل والمحطات التاريخية ،وليس جديداً عليكم ما تقدمونه اليوم وانتم تواجهون مع كافة ابناء شعبكم اليمني أعتى عدوان خارجي يستهدف بلدكم وأمنه واستقراره ووحدته ،فلكم التحية اينما كنتم ،وثقوا ان قيادتكم تستمد من مواقفكم هذه القوة والصلابة على مواصلة مسيرة العطاء الوطني للمؤتمر الشعبي العام غير آبهةٍ بما يقول المتقولون ،او يرجف المرجفون ،او يتخرص المتخرصون،او يزايد المزايدون،فقيادتكم بكم ومعكم وبالشعب اليمني ومعه ستظل وفية وصامدة تبادلكم وتبادل شعبها الوفاء بالوفاء ،والتضحية بالتضحية،والشكر بالعرفان .
إننا ونحن نحتفي بمرور 33 عاماً على تأسيس تنظيمنا الرائد المؤتمر الشعبي العام لنَجدها فرصة مناسبة لنجدد التذكير بمواقف المؤتمر الشعبي العام الرافضة للاقتتال الداخلي والمحذرة من خطورة استمراره على النسيج الوطني والسلم الاهلي ،وما يسعى اليه العدوان الخارجي من خلال ذلك من اثارة الفتن المذهبية والطائفية والمناطقية التي تهدد بتدمير كل ما تبقى من مقومات التعايش والتسامح التي عُرف بها الانسان اليمني ،وتدمير ما تبقى من مقومات دولته ومقومات حياته ،وكما نجدد الدعوة الى سرعة ايقاف هذا الاقتتال الداخلي فإننا نجدد ايضاً دعوتنا الى مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحداً تسهم في تجاوز كل الجراح التي شهدتها البلد خلال السنين الماضية ،وتفتح باباً لمستقبل يتشارك الجميع في صياغة ملامحه ويسهم الجميع في بنائه على قاعدة المشاركة الواسعة والمواطنة المتساوية ،وبناء الدولة المدنية القائمة على العدالة والنظام والقانون.
إنه ورغم الآلام التي صنعها العدوان الخارجي الذي تقوده السعودية على شعبنا ووطننا، فإننا نشعر بالأسف الشديد لهذا الصمت الدولي المطبق تجاه ما يتعرض له اليمن من ابادة وقتل ممنهج وتدمير متعمد ،ونحمل المجتمع الدولي وفي مقدمته الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي والمنظمات الدولية المسؤولية الكاملة عما يتعرض له شعبنا من عدوان وحصار جائر،ونطالبها بالعمل على سرعة ايقاف العدوان ورفع الحصار ومساعدة اليمنيين على العودة الى طاولة الحوار ،ذلك ان استمرار العدوان وما ينتجه من مآسٍ وكوارث انسانية وتمزيق داخلي لن يسهم إلا في زيادة تعقيد المشهد في المنطقة ويساعد على استغلال المنظمات الارهابية كالقاعدة وداعش وأخواتها ما يشهده اليمن لممارسة مزيد من التوسع والتواجد وتنفيذ مخططاتها التي لا تهدد أمن اليمن فحسب بل والمنطقة والعالم، وهو ما بدا واضحاً من خلال ما شاهده العالم من سيطرة لعناصر هذه التنظيمات على محافظات ومناطق يمنية ،وممارسة عمليات ارهابية في اكثر من منطقة ومكان، مستغلاً العدوان والاقتتال الداخلي لتوسيع نفوذه وممارسة إرهابه .
التحية والعرفان لأبناء شعبنا اليمني الصامد الذي يواجه العدوان والحصار الجائر بصبر وصمود قل نظيره في العالم كله.. التحية للأمهات والآباء وللشيوخ والشباب وللأطفال والنساء في كل شبر من ربوع وطننا اليمني ،ونقول لهم ان المؤتمر الشعبي العام وقياداته وقواعده وكوادره وأنصاره سيظلون منكم وإليكم ، أوفياء لكم ولتضحياتكم ولصمودكم وصبركم فأنتم في الاخير السند والملاذ الاخير والرافعة التي تتحطم على قوة صمودها كل المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد اليمن ارضاً وشعباً.
إن المؤتمر الذي انبثق من صفوف جماهير الشعب واستلهم امالها وتطلعاتها سيظل وفياً لآمال الشعب ،ومكاسبه، وفي مقدمتها وحدته الوطنية ،كما سيظل عصياً على كل محاولات استلابه ،او ابتزازه ،او الانحراف به، عن مساره الوطني تحت وطأة أي مغريات، او شعارات زائفة، او دعوات هدامة مضللة ،في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب، او تجاوز دوره حاضراً او مستقبلاً مهما كانت المغريات،او التدليس، لخدمة الأجندة المعادية ،ونراهن كثيراً على وعي قيادات وكوادر المؤتمر الشعبي العام الذين صمدوا في احلك الظروف واخطر المنعطفات وكانوا الأوفياء لمؤتمرهم وقائدهم ووطنهم ووحدتهم .
نسأل الله أن يمنّ بالشفاء العاجل لكل المصابين ،وان يتغمد برحمته كل شهداء الوطن ويسكنهم فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقاً ...
حفظ الله اليمن ...ولا نامت أعين الجبناء .
(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) صدق الله العظيم.
* الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام
|