الميثاق نت - قال الأستاذ أحمد الصوفي السكرتير الصحفي لرئيس المؤتمر الشعبي العام إنه لا يوجد في المنطقة العربية خلال القرنين العشرين والواحد والعشرين، حزب سياسي استطاع أن يسجّل في رصيد صفحات تاريخه السياسي تجربة في غاية التعقيد وفي غاية الروعة وفي غاية التحدي والابداع لملكاته، مثل المؤتمر الشعبي العام.
وأكد الصوفي في حوار مع صحيفة «الميثاق» أن المؤتمر الشعبي أصبح هو راية الإنقاذ الأخيرة المتبقية في هذه الحرب التي كشفت لنا أن لدينا أولاً ضعفاً في العقيدة الحربية يعني لم يكن لدينا جيش معبّأ لكي يتم التصدي لعدوان محتمل من السعودية، لأن المؤتمر الشعبي العام لم يبن قوات مسلّحة عدوانية.
وأضاف: "المؤتمر الشعبي العام في كل هذه الأوضاع سيواجه في المرحلة القادمة العديد من الاستحقاقات باعتباره الحزب الوحيد العقلاني كما أنه يمثل إحدى الضمانات الأكيدة للشعب اليمني في أن يستعيد كل ما فقده". ورأى الصوفي أن الحرب العدوانية التي تشنها السعودية على اليمن تعددت عناوينها وكل هذه التقلّبات والتغيّرات في منطق السياسة تشير لنا إلى أن أجندة السعودية أصبحت خارج ما يسمى إعادة الشرعية. وقال الصوفي إنه "من المهم إيقاف الحرب العدمية التي سيصبح الجميع فيها خاسر، والعودة إلى ما قبل 21 سبتمبر 2014 لاستكمال الحوار.
موضحاً أن محاولات السعودية استهداف حياة الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر جاءت لكونه قائداً وطنياً وصمام أمان لوحدة اليمن، كما أنها تسعى من وراء محاولات اغتياله إلى قطع رأس المؤتمر. ولفت إلى أن فشل الحملة العسكرية السعودية في اليمن يغري داعش على الحدود السعودية ويقدّم لها تقييماً لحالة الجيش السعودي، واستمرار الغارات الجوية دون تحقيق أهداف تؤثّر على القرار السياسي يدفع الحرب نحو الحدود الجنوبية للمملكة.. وإلى نص الحوار..
♢ في ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام كيف تقيمون الوضع الذي وصل إليه المؤتمر الشعبي في ظل هذا العدوان وهذه الأحداث.. وهل المؤتمر قادر على أن يتخطى هذه الأوضاع والأزمة الراهنة؟
- أولاً في اعتقادي وحدود قراءاتي لتجارب الأحزاب والتنظيمات السياسية في المنطقة العربية خلال قرنيها العشرين والواحد والعشرين لم أجد حزباً سياسياً استطاع أن يسجل في رصيد صفحات تاريخه السياسي تجربة في غاية التعقيد وفي غاية الروعة وفي غاية التحدي والاستفزاز لملكات حزب سياسي كالمؤتمر الشعبي العام الذي نشأ في زمن التشطير وكانت الجمهورية العربية اليمنية تتنازعها أيديولوجيات بل كانت هناك جبهات مفتوحة تكاد تكون قد مزقت أفقياً جسم المجتمع اليمني أو أجزاء منه بالإضافة إلى وجود دولة لديها معتقد متطرف ماركسي يسعى أو تسعى هذه الدولة إلى إسقاط الكيان الآخر الذي هو الجمهورية العربية اليمنية بقوة السلاح والايديولوجية والدعم الدولي بالإضافة إلى وجود كنتونات من الإخوان المسلمين وتيارات تريد أن ترث هذا الشريد هذا الطليق الذي التقفه القائد علي عبدالله صالح من رحم 26 سبتمبر وكان بلا هوية وبلا شخصية فأسس المؤتمر الشعبي العام فتأسس من هذا الخليط وكأنه يستشرف بأن اليمن بطبيعته أو تركيبته الاجتماعية يجب أن يبقى نقطة توازن استراتيجية لمسار تطور طويل الأجل وليس تكتيكياً لا لكي يغني الفقراء ولا لكي يشجع الأغنياء وليست لديه حسابات طبقية أو فئوية وكان انتشال اليمن من حالة ما بعد الإمامة المضطربة والفوضوية إلى مرحلة الحداثة وإحداث تراكم، وبالفعل هو أحدث تراكماً.. أقول أحدث تراكماً إلى عام 2006م وحقق ربما أعز المنجزات وكل هذه التراكمات كانت تفرض عليه أن يراجع حساباته في 2006 - 2007م.. المؤتمر الشعبي العام بأسلوب ادارته لم يستدرك تلك الأسئلة الكبيرة التي يفرضها عليه التطور العام وكان عليه أن ينتقل نقله نوعية في 2006 - 2007م كانت الانتخابات الرئاسية مناسبة لطرح برنامج سياسي يستجيب لتحديات المستقبل، يمن أفضل لا يمكن ينشأ إلا من رحم التحديات، فيما كان الجهاز التكنوقراط الذي حول علي عبدالله صالح يسهل له الأمور ويقول لن يبقى لنا إلا أن نطرح هذا الشعار ونمضي ولكن إنجاز هذا الشعار الذي هو اليمن الأفضل واليمن الجديد كان يحتاج إلى عقل جديد ويحتاج إلى برنامج سياسي جديد ويحتاج إلى رؤية جديدة تتخلص من شوائب التمركز والأخونجية في رحم المؤتمر في رحم ميثاقه.. وبالتالي كان أمام مسئولية أن يراجع تجربته، وكان في 2006 - 2007م لديه عقل متَّقِد وفي رحمه كانت هناك أفئدة قادرة على أن تقدم برامج جريئة مثل القطارات أو التوسع الاقتصادي والتوسع في إنتاج الثروات النفطية والمعدنية.. عموماً كان هناك زخم يمكن أن يؤدي إلى إحداث نقلة نوعية أخرى فوق التراكم التاريخي الذي قد حدث من قبل وعلى يد الرئيس علي عبدالله صالح، الأمر الذي لم يحدث.. جاءت الأحداث والأزمة في 2011م باعتبارها مؤامرة دولية تريد أن تنتزع من المؤتمر الشعبي العام روح الريادة وقدرة القيادة من خلال انتزاع قائده والإلقاء به خارج المشهد وتحريض عناصر من داخل المكونات السياسية بأموال سعودية على خليجية على دعم أمريكي وأوروبي لإحداث ذلك الانقلاب.. لم ندر المعركة في 2011م إدارة صائبة ربما بسبب أن 70% من الذين خانوا الرئيس علي عبدالله صالح كانوا في محيطة ومازال البقية موجودين حتى الآن والجزء الآخر حتى الذين شاركوا معه أحياناً في الصلاة في يوم الجمعة في 2011م الآن في الرياض بمعنى ليس لدينا منهجية علمية أن نجعل الأطر القيادية تستطيع أن تفلتر نفسها وتنقي صفوفها كل فترة حتى يتجدد الحزب وحتى يضطلع بمهامه.. الآن عملياً نحن نقول إن المؤتمر الشعبي من المفارقات الغريبة أنه أحد رهانات نتائج الحرب جميع الأطراف يقولون بدون المؤتمر الشعبي العام لا يمكن يمضي هذا البلد إلى أفق ما بعد هذه الحرب، سواء انتصر هذا الطرف أو انهزم هذا الطرف.. المؤتمر حاجة موضوعية دولياً إقليمياً وطنياً بمعنى استراتيجيته الأولى ما زالت فيه عناصر حيوية وسطية فيها الاعتدال القدرة على استقطاب كل فئات المجتمع اليمني.. القدرة على وضع برامج سياسية تلبي حاجات هذه الفئات المختلفة.. القدرة على استيعاب التيارات الفكرية المتعارضة والتعايش معها دون تمكينها من القرار السياسي، كل هذه تكتيكات وأساليب إدارة الصراع حديثة ورائعة، الآن يبقى لديه أن يضع برنامجاً سياسياً لإدارة المعركة أو الحرب مع السعودية، لأنه حتى لو انتهت هذه المعركة فمواجهة المؤتمر لاستحقاقات ما بعد الحرب هي أصعب من الحرب نفسها..
والحقيقة التي لابد من التأكيد عليها اليوم هنا وأحب أن أقولها بصراحة.. هي أن من مظاهر عافية المؤتمر الشعبي العام أنه حزب تنحصر الخيانة في أعلى مستويات قياداته ولا تنحدر الى القواعد.. كما أنها لا تمس ثوابته الوطنية ولا تغير رؤيته للثوابت الوطنية.. الخيانة مصدرها القيادات النفعية والانتهازية التي تغلب مصالحها على الحاجات التاريخية الملحة للوطن.
♢ هل تعتقدون أن المؤتمر الشعبي العام لا يزال بالثقل الجماهيري والشعبي الذي كان عليه خلال الفترة الماضية خاصة مع وجود تيارات جديدة ووجود انشقاقات واختلافات داخل المجتمع؟
- أنا لا أحابي إذا قلت إن المؤتمر الشعبي العام ربما زاد قوة وزاد شعبية لسببين رئيسين الأول أن جميع هذه التيارات التي أفرزتها أحداث 2011م اتضح أنها لا تتمتع بقاعدة شعبية خارج المال السعودي والخليجي، إذا توقف المال الخليجي والسعودي تبقى هذه الأحزاب عارية عن القضية أي لدينا في هذه المرحلة أحزاب بلا قضية ولدينا حزب لديه قضية ولديه قاعدة.. الأمر الأخر تآكلت من حول المؤتمر كل الشوائب التي كانت تنتفع والتي كانت تجاري السلطة سلطة المؤتمر وليس المؤتمر وبالتالي الآن لديك حزب نقي يستطيع أن يدخل الانتخابات أي انتخابات ويقدم وجوها، لا يستند إلى سلطته ولا يستند إلى الامتيازات التي كان يعد بها أفراد الشعب.. الآن أصبح المؤتمر الشعبي هو الراية راية الانقاذ الأخيرة المتبقية في هذه الحرب التي كشفت لنا أن لدينا أولا ضعفاً في العقيدة الحربية يعني لم يكن لدينا جيش معبأ لكي يتصدى لعدوان محتمل من المملكة العربية السعودية،، كنا نعتقد أنها الأخت الكبرى وكنا نعتقد أن دول الخليج في الأفق العام سيكونو جزءاً من حالة اليمن التي سينصهر فيها وبالتالي ربما عانوه إلى أن يكون أيضا جزءاً من هذا الازدهار الاقتصادي الذي لديهم.. المؤتمر الشعبي العام لم يبنِ قوات مسلحة عدوانية.. المؤتمر الشعبي العام لم يعبئ رأيه العام لكي يجاهر بالعداء للمملكة.. المؤتمر الشعبي العام في كل هذه الأوضاع الآن سيواجه في المرحلة القادمة هذه الاستحقاقات كلها، سيواجهها باعتباره الحزب الوحيد العقلاني الذي لن يتطرف ولن يجعل الحروب قضية استراتيجية له وبالتالي سيضع قضية الحياة والاستقرار والتطور وأيضاً سيترك مهاماً للأجيال القادمة، لكن المؤتمر الشعبي العام إحدى الضمانات الأكيدة للشعب اليمني في أن يستعيد كل ما فقده..
وأحب أن أقول: إن قيادة المؤتمر بعد جريمة جامع الرئاسة جعلت الصف الأول الذي كان حاضراً تلك الجمعة مصاباً بحالة رهاب تجعله غير قادر على اتخاذ القرارات الحاسمة.. وهذا ولد في الحياة السياسية نوعاً من الترهل.. كما انه ساعد على افراغ الدولة من وظائفها وكوادرها..
اليوم الجميع يستغرب ماذا ينتظر هؤلاء لكي يخوضوا المعركة التي فُرضت عليهم.. وماذا يريدون من الحوثي وحلفائهم.. الأمر المهم بالنسبة للمؤتمر ان يجدد تحالفاته ويجعلها منفتحة على مختلف التيارات، ولكن على اساس برنامج سياسي يرتكز على مواجهة الإرهاب ومواجهة القرصنة الخليجية على الإرادة اليمنية وحماية مكاسب الثورة اليمنية والوحدة الوطنية وتدعيم شروط نجاح التحول الديمقراطي..
وهذه مرتكزات لتحالف وطني عريض في هذه المرحلة..
♢ ما تعليقكم على قصف السعودية منازل الزعيم واستهداف حياته؟
- إن العدوان يستهدف بدرجة اساسية تركيع الشعب اليمني وتمرير مؤامرة تحويل اليمن إلى ضيعة يعبث بها مال الخليج..
والمهم هو تصفية الرئيس صالح كونه القائد الوحيد في اليمن القادر على الحفاظ على وحدة الشعب اليمني وضمان السير لبناء المشروع الوطني للبناء والتحديث..
لذلك هذا هو السبب الرئيسي لقصف الطائرات السعودية منازل الزعيم وأقاربه.. لأن قتل صالح يعني قطع رأس المؤتمر..
السعودية تراهن على حصان خاسر ولا يمتلك قوائم في أرض اليمن..
♢ باعتقادك هل المشهد السياسي الآن وصل إلى مرحلة تمكن الأطراف السياسية اليمنية من التوافق لحل الصراع والأزمة الراهنة أم أن الصراع لا يزال وسيكون أمام اليمنيين طويلاً؟
- أعتقد أن الصراع مش أمام اليمنيين، أمام الوطنيين اليمنيين سيكون طويلاً لأن القرار قد انتزعته المملكة العربية السعودية، انتزعت قرار مصر وانتزعت قرار دول يعني الآن الولايات المتحدة الأمريكية وقطاع قليل من النخبة السياسية مندهشون هل أعطى أوباما صكاً لحصار شعب والعدوان الوحشي عليه والعالم كله يعطي هذا الشعب ظهره، السعودية فتحت خزائنها واشترت كل الضمير الدولي فما بالك حتى أحزاب صغيرة أحزاب تريد أن تركب مع أي موجة.
♢ إذاً المعركة ليست معركة اليمنيين؟
- المعركة معركة اليمنيين ولكن ليست معركة القوى السياسية الراهنة، القوى السياسية بعد هذه الحرب استقالت عن دورها وتخلت عن واجباتها، بل الأكرم لمن يدَّعي أنه حزب وبدون قاعدة شعبية وبدون برنامج سياسي يعني يرقى إلى مستوى تطورات هذه المرحلة، الأسلم له إما أن يقعد في منزله أو أن يركب موجة المملكة ويذهب ويكون أقل شيء عميلاً حتى يتنقى هذا الجسم وقد بدأ هذا الجسم يتنقى، لولا شوائب إخواننا أنصار الله في سوء إدارتهم لهذه المعركة لما كان لدينا سوق سوداء للمواد النفطية ولما كان لدينا إساءة للاستخدام يعني كما يقال احتقان سياسي داخل البلد بسبب عشوائية استخدام السلطة لولا هذه العيوب لكتب الشعب اليمني واحدة من أنبل سطور حياته ربما أعظم من معركة السبعين يوماً بين الملكيين والجمهوريين، هذه المعركة لأن الشعب اليمني بقضه وقضيضه مع المواجهة ورفض العدوان وعدم قبول هذه الغطرسة السعودية وهذه الغطرسة الخليجية وفي داخله جرح وحزن عميق أن تكون مصر بهذه الحالة من الذل.. أن يتحول أملها السيسي إلى عسكري في داخل الديوان الملكي، فهذا شيء قاسٍ جداً علينا نحن كنا نراه مثل عبدالناصر، عبدالناصر لم يعاند ولكنه لم ينحنِ حتى عندما أبرم صفقة بعد مؤتمر السودان حول الجمهورية العربية اليمنية مع الملك فيصل كان يحتفظ بكبرياء مصر، أما الآن فأنا لا أعلم ما هي المكاسب العائدة للرئيس السيسي وسلطاته عندما يمنع أو يغلق أجواءه على وفد المؤتمر الذاهب إلى جنيف ويؤخره يوماً أي بطولة أصبحت لسياسة جمهورية مصر العربية..
♢ اسمح لي أستاذ حالياً المبادرات التي يقدمها المؤتمر الشعبي العام والتي يتحدث عنها ولد الشيخ نريد إطلاع الرأي العام على مدى أهمية هذه المبادرات وقبولها حتى من قبل المملكة نفسها وحتى من قبل معظم الأطراف، ومن يعرقل هذه المبادرة؟
- الآن عنوان الحرب العدوانية من المملكة العربية السعودية على اليمن عنوانها إعادة الشرعية وبعدها تغير العدوان إلى تحت شعار منع التمدد الإيراني وبعدها تحدثوا عن الاعتداءات على حدودهم الجنوبية.. الآن كل هذه التقلبات والتغيرات في منطق السياسة السعودية يشير لنا أن أجندة المملكة أصبحت أجندة خارج الملف اليمني، بل اليمن هي الأجندة القادمة.. السعودية لديها أجندتها الخاصة لا يمكن أن تكرس كل هذه الطاقة من أجل عبد ربه منصور هادي، هي أتت لكي تحقق أهدافها، هي الآن تريد من يركع أمامها.. تريد لغطرستها أن تجد من يستسلم أمامها، هي لا تناقش الآن مبادرات، وكل الأطراف اليمنية عندما يناقشون يعودوا لأصحاب الرياض فيجدوا أن الموجودين في الرياض عبارة عن مجموعة من المختطفين أو اللاجئين أو المقيمين في إقامة جبرية ليس لديهم أي إرادة سياسية، يمكننا أن نتعامل معهم هم يقولون آمين إذا قالت المملكة العربية السعودية ولا الضالين هم يقولون آمين..
♢ بوادر الأمل لخروج اليمن من هذا الوضع.. كيف تراها وأين تراها؟
- أرى في صمود الشعب اليمني أولاً الخروج من هذا الوضع الهالك هو بمزيد من الصلابة والصمود ورص الصفوف والتأهب لمعركة طويلة الأجل معركة تختلط فيها الكرامة بالمصير معركة لا يمكن أن تسكت أو تهدأ طالما خزائن آل سعود مفتوحة سواء للمجتمع الدولي أو لشراء كل الطاقات الوطنية لكي تتآمر وأيضاً لكي تصنع لنفسها سلطة بديلة المملكة العربية السعودية تفكر الآن بعقل 67 و70 و71م تريد نخبة تستطيع أن تشتريها وتدير من خلالها دولة.. مثل هذا الأمر أعتقد أن التراكم الذي حدث في وعي المجتمع اليمني وأيضاً أدرك الشعب اليمني ومؤسساته أن استقلال القرار السياسي وحماية ما تبقى من الدولة هو بقايا كبريائنا وبالتالي علينا أن نعمل على أن نحقق توازناً في ساحة المعركة حتى يقبلوا بالسلم، هم لن يقبلوا بالسلم طالما نحن نسعى إلى السلام، السلام لا تحققه إلا القوة، الضعف لا يحقق السلام الشيء المهم نحن اختبرنا القيم التي تربطنا بهؤلاء سواء الدينية أو العروبة أو الجوار وجميعها ضُرب بها عرض الحائط.. لا بد لنا أن نصحو الآن ونعترف بالقوة وحسن التنظيم وتوظيف الملكات، وللعلم أننا إلى حد الآن لم نستخدم 20% من طاقتنا كما تستخدمها الشعوب الأخرى في حروبها الاستراتيجية، وبالتالي علينا الآن أن ننظم صفوفنا وأن نحشد طاقاتنا وأن نفكر بعقل بأن ننتصر في هذه المعركة وسننتصر..
♢ في ظل الغطرسة السعودية واستمرار العدوان لماذا لا يتجه اليمنيون نحو ايران ويقيمون علاقات استراتيجية معها؟
- اليمنيون يعلمون أن ايران لا يمكنها أن تقدم لليمن- سواءً تحت حكم الحوثيين أو أي حكم- أي شيء يخدم تطوره أو يعزز استقراره.. إيران تريد متاريس لحروبها لتصدير مذهب أو إحياء امبراطورية قديمة.. بكل المعاني لاتستطيع أن تسقط من حساباتنا الاستراتيجية والراهنة أهمية تطبيع الوضع مع الجوار فهو حقيقة ثابتة سياسياً وجغرافياً.. لكن الجوار اذا فكر أن يحول اليمن الى مجال لتصريف تضخمه المالي لشراء الموانئ والمطارات والمؤسسات السيادية الحيوية باسم اعادة الشرعية فإنه بذلك يكون قد وضع نفسه في عداء مطلق مع مصالح الشعب اليمني.
♢ يبدو ان العدوان السعودي يستهدف قتل الشعب وتدمير مكاسب الوطن؟
- العدوان يستهدف مقدرات الشعب اليمني وكأن المملكة والحوثي وهادي متحدون ومتكاملون في تدمير الدولة اليمنية..
♢ ما الذي يعيق التسوية السياسية..؟ ولماذا تتمسك السعودية بالحرب؟
- من المهم ايقاف الحرب العدمية التي سيصبح الجميع فيها خاسراً.. إن العودة إلى ما قبل 21 سبتمبر 2014م لاستكمال الحوار بهدف تأسيس مصادر شعبية لمؤسسات الدولة وأُطر قادرة على تنفيذ ما يتفق عليه أمر ضروري وممكن وهو بيد القوى السياسية اليمنية.. ما يعيق التسوية اليوم، التجاهل الجماعي لقلق المملكة من مآلات التغيرات التي صاحبت الأزمة اليمنية وبروز قوى سقفها السياسي بقاء حالة الحرب وحالة اللادولة..
المملكة اقترفت جريمة في عدوانها على اليمن ولكن هذا لا يغير من ان المملكة جار لا يمكننا استبداله وهو أقرب إلينا في سلبياته وايجابياته من طهران وعلينا التعامل مع غطرستها وسقوطها في اخطاء ستجر المنطقة إلى أوضاع خارج قدرة هذه الدول على السيطرة، مطلوب الجلوس والحديث بشفافية حول المصالح العميقة للشعبين والدولتين ومعالجة كل آثار الحرب والعدوان بمسؤولية..
♢ باعتقادكم من أين يبدأ الحل؟ وهل اُستدرجت السعودية في هذه الحرب؟
- إلغاء كل ما ترتب على الإعلان الدستوري من قبل أنصار الله مدخل لتوحيد الاصطفاف الوطني على أرضية ادانة العدوان السعودي وايقاف الحرب والعودة إلى الحوار من حيث انتهى مع المبعوث الدولي السابق جمال بنعمر، ايقاف الحرب على اليمن لمنع سقوط محافظات بيد داعش وحتى لا يتخذ المتغير الراهن اسباب ولادة حروب اقليمية اخرى بمجرد توافر عامل الفقر كمرض لعدوان لا يحمل هدفاً سياسياً يمكن ترجمته بوسائل عسكرية..
من أقنع المملكة بقدرتها على إعادة هادي إلى السلطة كان يهدف إلى استدراجها مباشرة للبقاء لوقت طويل في مستنقع اليمن الذي سيتكفل باستنزاف مواردها ويحطم مركزها في المجتمع الدولي.. إذا كان اعلان العدوان حماقة وطيشاً سياسياً فإن استمرار المملكة في مواصلته يعد انتحاراً للعائلة المالكة التي اصبحت نزواتها في سوريا واليمن عبئاً على المنطقة والعالم.
♢ هل الصراع داخل الأسرة السعودية الحاكمة يقف خلف العدوان على اليمن؟
- لو انفقت المملكة ودول الخليج ميزانية العدوان على اليمن على برامج تنمية وتأهيل هذا البلد لكان اليمن عمق أمنها ضد أي تدخل خارجي ولأصبحت الحدود الجنوبية نقطة احتشاد النوايا والمشاريع التنموية بمعايير التكامل بين دول الخليج والجزيرة.. مثل هذه الحقائق لا تغيب عن عقل القيادة السعودية ولكن الحاجات السياسية الداخلية بعد التغيرات التي صاحبت مجيئ سلمان إلى السلطة فرضت ضمن خيارات مختلفة العدوان على اليمن حتى تبقى الجبهة الداخلية للأسرة متماسكة بفعل الشعور المتولد عن خطر إيراني يتربص بالمملكة منطلقه اليمن، هذه الحرب ضد مصالح الشعب اليمني كما انها ضد استقرار الأسرة المالكة في الحكم.
♢ يتردد بأن القاعدة وداعش يسيطران على عدن.. في الوقت الذي لاتزال اليمن بدون حكومة ورئيس.. فإلى أين نسير؟
- سيطرة القاعدة على السلطة أو تمسك الحوثي بالسلطة والإعلان الدستوري يمثل كارثة على اليمن وسيفرض على الشعب اليمني دفع كلفة باهظة لا يمكنه احتمالها.. انتصار احد الطرفين يعني توليد شروط ازدهار نقيضه العقائدي ونظيره المستفيد من اطالة الحرب كونها تخدم اهدافهما على المدى البعيد.
♢ هل استطاعت السعودية تعزيز تموضعها إقليمياً بعدوانها على اليمن.. ولماذا يصمت العالم أمام ما تقترفه من جرائم؟
- وجود دولة تدافع عن استقلال قرارها السيادي خارج التموضع الاقليمي والمذهبي مستقرة وفعالة في تأثيرها الاقتصادي على حياة السكان بقدر ما هو هدف وطني بالقدر ذاته مصلحة استراتيجية لأمن السعودية، لا يمكن تحقيق اهداف سياسية غير مشروعة بجيش رخو وخطة عسكرية وتحالف يتحاشى الاعتراف بتورطه بجريمة ضد الشعب اليمني وقيامه بخدمة القاعدة والتيارات المذهبية العنيفة..
فشل الحملة العسكرية السعودية في اليمن يغري داعش على الحدود السعودية ويقدم لها تقييماً لحالة الجيش السعودي واستمرار الغارات الجوية دون تحقيق اهداف تؤثر على القرار السياسي يدفع الحرب نحو الحدود الجنوبية للمملكة وبالمحصلة سيرى العالم كيف تدار المملكة وبأي منهج يتم اتخاذ قرارات خطيرة لا تؤمّن نفوذاً اقليمياً للمملكة وتغرق حكامها في موجة الكراهية العالمية التي ستتصاعد حتى تصل حد المطالبة بمحاكمتها في جرائم حرب.. فالسعودية تقترف جرائم غير مسبوقة في تاريخ العدوان، بين الدول، الضمير العالمي سوف ينبذ حكام المملكة اليوم أو غداً..
|