عبدالولي المذابي -
يحاول العدوان السعودي ومرتزقته اسكات أي صوت يدعو للسلام ونبذ العنف، وترهيب كل من ينادي للتصالح بين اليمنيين والعودة الى طاولة الحوار وايقاف نزيف الدم بين الاخوة، فوجهوا صواريخهم لتدمير المنازل وحرضوا مرتزقتهم على اقتحامها ونهبها، كاشفين عن قبح نواياهم وحقدهم الدفين على اليمن واليمنيين في اصرار واضح على تأجيج النيران بين ابناء الشعب الواحد تحت شعارات مناطقية ومذهبية مقيتة لا يقبلها المجتمع اليمني ولا يقبل من يتعامل بها.
ومنذ بداية العدوان السعودي وحلفائه في 26 مارس الماضي ظل الزعيم علي عبدالله صالح- الرئيس السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام- يدعو كافة الاطراف السياسية والقوى الوطنية الشريفة الى حوار (يمني-يمني) لمعالجة كافة الاشكالات والقضايا العالقة بالحوار.. مشدداً على ضرورة اجراء مصالحة وطنية شاملة وتقديم التنازلات من كافة الاطراف لأجل الوطن وحقن دماء الابرياء والحفاظ على ممتلكات الشعب، إلاّ أن تلك المواقف المخلصة قوبلت بالتهديد ثم إدراج اسمه ضمن العقوبات الدولية، ثم تلى ذلك استهداف منزله في صنعاء بغارتين في يوم واحد أعقبها قصف منازله في سنحان وقصر عفاش التاريخي مسقط رأس الزعيم..
بالاضافة الى قصف منازل اخوانه وابنائه واقاربه وكل من يؤيد دعوته للسلام ووقف الاقتتال بين اليمنيين، ولعل ما يؤكد أن هذا الاستهداف لشخص الزعيم كان نتيجة مواقفه الداعية للسلام وحفظ الأمن والاستقرار والتعايش السلمي واحترام الآخر، هو التوقيت التي جاءت فيه مواقف الطرف المعادي الذي سخر كل ما يملك من المال والنفوذ لشراء المواقف الدولية وشراء الذمم في الداخل، وكان ذلك واضحاً عندما أعلن الزعيم والمؤتمر الشعبي العام الموقف الرافض لما سمي بالاعلان الدستوري للحوثيين بعد ست ساعات فقط من اعلانه، واعتبره تجاوزاً للدستور والتفافاً على الشرعية، وكانت المفاجأة أن تصدر بعد بيان المؤتمر تصريحات للأمين العام للأمم المتحدة يتهم فيها الزعيم وعبدالملك الحوثي بالانقلاب على الشرعية، إلاّ أن ذلك لم يثنِ الزعيم والمؤتمر عن مواصلة جهودهم وممارسة الضغوط السياسية لإقناع الحوثيين بالعودة الى طاولة الحوار برعاية الأمم المتحدة وهو ما تم فعلاً، وكانت المفاجأة الثانية عندما أوشك المتحاورون على انجاز وثيقة الحل النهائي، فسارعت السعودية الى اعلان عدوانها على اليمن من واشنطن، لتقضي على آمال اليمنيين بالتوصل الى حل سلمي للأزمة..
وهذا ما أكده المبعوث السابق للأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر في احاطته الأخيرة التي قدمها لمجلس الأمن ودفع بنعمر الثمن أيضاً لمواقفه الرامية الى إنجاح الحوار بين القوى السياسية اليمنية بدون تدخل خارجي، وهو ما أثار غضب وحنق النظام السعودي مجدداً وتخوفهم من توصل اليمنيين الى حل فضغطوا بكل ما يستطيعون لإزاحة بنعمر وتعيين مبعوث جديد بدلاً عنه، ولايزالون حتى الآن في محاولاتهم لافشال مساعي المبعوث الأممي الجديد اسماعيل ولد الشيخ الذي يدير مباحثات ومشاورات في مسقط بين القوى اليمنية، فيما النظام السعودي يعمل على افشالها باصرار يؤكد مدى حقده على اليمنيين ونواياه المبيتة لإشعال الفتنة بينهم ليدمروا بلدهم ويقتلوا بعضهم، في حين يمد النظام السعودي مرتزقته وميليشيات هادي بالمال والسلاح لفتح جبهات اقتتال أهلي جديدة آخرها في محافظة إب التي تحاول الصمود بوجه الفتنة المفتعلة الهادفة الى تدمير كل شيء جميل في إب واليمن بأسرها، تحت اسم المقاومة وتحرير اليمن.
ومن الأمور التي تضع علامات استفهام كبيرة حول الدور السعودي في اليمن والمنطقة العربية، اعتراف الناطق باسم تحالف العدوان صراحةً بأن تنظيم القاعدة لا يندرج ضمن أهداف عملياتهم العسكرية في اليمن، ولا يرون في استيلاء القاعدة علي حضرموت واعلانها امارة مستقلة أي خطر على شرعية هادي المزعومة، بل يجزلون الدعم لهذا التنظيم الإرهابي، وهو ما أكده قائد تنظيم القاعدة في أبين جلال بلعيد في تصريحات متلفزة بثتها قناة «الملاحم» التابعة لتظيم القاعدة، بقوله فيها: إن عناصر القاعدة هي من تقاتل في كل الجبهات سواءً في عدن وأبين وشبوة وتعز وإب وصنعاء، وهي من تقود «المقاومة»، وهذا الاعتراف بحد ذاته دليل ادانة للنظام السعودي يؤكد تبنّيه هذه النبتة الشيطانية ووقوفه وراء تدمير العراق وسوريا وليبيا ومحاولة تكرار هذا السيناريو في اليمن ومصر والكويت والبحرين.
وبات من المؤكد أن النظام السعودي وأدواته الإرهابية سيقفون أمام أية محاولة لاستعادة الأمن والاستقرار في الدول العربية والاسلامية.
مباحثات مسقط أكدت أن قبول الاطراف السياسية اليمنية بأي مقترحات تفضي الى وقف الحرب في اليمن سيتصدى لها نظام آل سعود وأدواته الإرهابية بكل الوسائل وسيدفعون بالمال والسلاح والمغريات من أجل اعاقة أي تقارب بين اليمنيين، وحتى لو أعلنت جماعة أنصار الله انسحابها من كل الجبهات فلن يتوقف حقد آل سعود حتى اندثار مملكة الشر وكسر قرن الشيطان.