الميثاق نت -

الإثنين, 31-أغسطس-2015
حاوره: فائز سالم بن عمرو -
تستضيف صحيفة «الميثاق» الباحث السياسي والناشط الحقوقي اللبناني وليد محمود المحب لتنقل للشعب اليمني صوت المثقف والمفكر والحقوقي العربي الرافض لسياسة التدمير والقتل والعربدة التي تمارسها السعودية ضد دولة عربية شقيقة ذات سيادة لا يجوز دولياً ولا قانونياً وإسلامياً ولا أخلاقياً قتل شعبها وتدمير بنيتها وإذلال ومحاصرة وتجويع مواطنيها، والباحث وليد المحب من مواليد 1966م، له العديد من الكتب والمقالات والمشاركات العلمية والبحثية المنشورة في المجلات والصحف اللبنانية والكويتية والعالمية، مجاز في العلوم السياسية والإدارية من الجامعة اللبنانية، يرأس جمعية صون حق التعبير، عضو في عدة جمعيات مدنية واجتماعية لبنانية.
< يتساءل المواطن اليمني البسيط الذي يعاني ويكابد ويلات «عاصفة الحزم»، لماذا أشقاؤنا العرب ومفكروهم وإعلاميوهم ومنظماتهم ساكتون وراضون عن ماسينا وتدمير بلادنا وقتل أولادنا ونسائنا؟
- برأيي أن الشعب العربي فيما لو ترك على سجيته، لما قبل بالظلم والقتل والعدوان، لكن الإعلام من المحيط إلى الخليج يلعب دوراً خطيراً في غسل العقول، وإبعاد الناس عن السجية والفِطرة. حتى المثقفون يخضعون لغسل عقول، ومعظمهم يخضع لموت الضمير بفعل مال النفط اللعين.
< العدوان العسكري السعودي على اليمن عقَّد المشكلة اليمنية، وجعل أرضنا ساحة صراع عسكري وحزبي وسياسي لقوى محلية وإقليمية.. برأيك هل العدوان الخليجي عبر «عاصفة الحزم» قادر على حل المشكلة اليمنية المعقدة، وما هو الحل من وجهة نظركم؟
- الحل العسكري قد يحصل لكنه لن يكون أكثر من سبب لصراع قادم أكبر وأخطر، الحل العقلاني المُستند إلى حوار يعبر عن رغبة الشعب، هو ما يعوّل عليه في بناء الأوطان.
< رفعت «عاصفة الحزم» حماية الشرعية شعاراً لعدوانها العسكري، هل دول الخليج قادرة على تقديم رؤية لإرساء دولة يمنية حديثة متطورة أساسها المواطنة واحترام الشرعية الدستورية والقانونية، خصوصاً وأن واقع دول الخليج تعيش ثقافة العصور الوسطى، وتحرم وتجرم العمل الحزبي والسياسي وإجراء الانتخابات في دولها؟
- في الأنظمة الخليجية لا نجد فيها شيئاً يتلاءم مع أبسط مقومات الديمقراطية، ورغم ذلك نجدهم يرفعون شعار الديمقراطية، وهذا هو النفاق السياسي.
الدولة التي لا تسهّل منح جنسيتها لمن يقيم سنوات على أرضها، هي دولة بعيدة جداً عن الديمقراطية. الدولة التي تحكمها أسرة، ولا تطلق العمل الحزبي بمفهومه العلمي الذي يفسح المجال أمام النخب، والذي يتيح التداول السلمي للسلطة، هي دولة بعيدة جداً عن الديمقراطية. الديمقراطية في الأنظمة الخليجية ليست أكثر من محاولة زخرفة بائسة.
< إذا تجاوزنا تبريرات العدوان العسكري الخليجي على اليمن، هل ستكفي الاغاثات والمساعدات المالية والوعود بدخول «جنة» مجلس التعاون الخليجي وإعادة العلاقات الأخوية وحسن الجوار بين شعوبنا، أم ستظل القلوب مشحونة بنذر الصراع والاقتتال بين شعوب المنطقة العربية؟
- لو كان مجلس التعاون ناجحاً، وحقق أدنى ما يتمناه الشعب الخليجي (سكك حديد أو عملة موحّدة مثلاً)، لنظرنا إليه كجزرة ترغيب. لكن برأيي إن الترغيب والترهيب، لا يصحّ في هذا المجال لأنه لا وجود لجنة كهذه أصلاً.
أما بالنسبة للعلاقات الأخوية مستقبلاً، فهي رهن الوعي الجَماعي، ولا شيء مستحيل بوجود القاسم المُشترك الموثوق به وهو القرآن الكريم، وما نحتاجه هو رجوع الكل إلى مضمونه الصافي، بعيدا عن التأويلات الوهابيّة التي تقدّم الدين بقالب يخدم حكاماً مُعيّنين.
< يرى كثير من اليمنيين بأن دول الخليج أرادت أن تصفي حساباتها مع إيران واختارت الساحة اليمنية ساحة صراع ومواجهة وقتال، بينما إيران أقرب جغرافيا لدول الخليج، بل بعض دول الخليج تتهم إيران باحتلال أراضيها، كيف تفسر عدوان دول خليجية على اليمن بدعوى «التحرير»، بينما أراضيها محتلة عسكرياً؟
- يذكرنا هذا السؤال بمثل شعبي خليجي، «أبوي ما يقدر إلا على أمّي»، لكن بإذن الله سيخيب فأل المُعتدين، لأن النصر لا يحسمه العتاد والعديد، بل العقيدة الراسخة وإتباع الحق.
أما بخصوص إيران، فعلى العرب أن يرتقوا إلى درجة رقيها السياسي، بعد استحداث مؤسسات دستورية منبثقة عن حاجة المجتمع، بعيداً عن املاءات سفارات أمريكا؛ إيران لم تستشر أي دولة عندما وجدت حاجة في إنشاء مصلحة تشخيص النظام، وكذلك المجلس الأعلى لصيانة الدستور.
< بصراحة نسمع بتصريحات المسؤول الإعلامي لـ«عاصفة الحزم»، وكذلك الإعلام الخليجي عن المشروع الخليجي العربي، ما هو المشروع العربي وما هي ملامحه، وخاصة بان مجلس التعاون الخليجي إلى الآن لم تتفق دوله على أي مشروع استراتيجي أو سياسي أو اقتصادي؟
- بالصراحة ذاتها أخي الكريم أجيبك، ليس هناك مشروعاً خليجياً، هناك فقط مسار مفروض أمريكيا، إعمالاً لسياسة الفوضى الخلاقة التي أقرها الكونغرس الأمريكي قبل سنوات، وغايته إنهاك دول المنطقة لخدمة الكيان الإسرائيلي، سيما بعد النصر في جنوب لبنان عام 2006م الذي هزّ أركان الكيان الصهيوني، وجعل نسبة كبيرة من المستوطنين تفكر بالعودة إلى البلدان الآسيوية والأوروبية والأفريقية التي جاؤوا منها.
< ارتكبت المليشيات الاخوانية والمنظمات الإرهابية كالقاعدة وداعش المدعومة من قبل «عاصفة الحزم» جرائم سحل وقتل وتصفيات جسدية على الهوية، كما حصل في تعز وعدن والمكلا، لماذا لا نسمع إدانة لهذه الجرائم، وما هو موقف الدول العربية التي تعيش مشاكل وتفجيرات على أساس طائفي بالخطاب الطائفي الذي تروج له وتدعمه في صراعها مع الحوثي؟
- أتحفظ على كلمة الميليشيات الأخوانية، كما أتحفظ على وضع حركة الإخوان في سلة واحدة مع المنظمات الإرهابية (القاعدة وداعِش)، برأيي أن حركة الإخوان هي حركة قبلت في أدبياتها ومنهجها الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وهنا أتكلم عن فكر ومبادئ، في حين أن القاعدة وداعش ترفض الاحتكام إلى صناديق الاقتراع؛ وأكثر مِن ذلك، وجدنا إرهابيي القاعدة وداعِش يهزأون بإخوان مصر قائلين: ماذا نفعتكم سلميّتكم؟ وهل كانت فِعلاً سلميّتكم أقوى مِن رصاص قوات السيسي؟ أرى أن ترك الباب مفتوح مع الإخوان في اليمن ليرجعوا إلى الحق، وليبتعدوا عن تأييد العدوان الذي يسعى لإضفاء طابع مذهبي على الحرب، هو ما يجب رصده، سيّما وأنّ العداء المستميت ظهر حين دعمت كل من السعودية والإمارات والكويت الانقلاب العسكري الذي أطاح بأول تجربة أخوانية في الحكم.
خلاصة القول، الأنظمة الخليجيّة الرجعية، تخشى كلّ قوى التحرّر، سواء كانت حوثية أو ناصرية، أو غيرها، وعلى قوى التحرّر أن تتلاقى، وأرجو أن يكون تحفظي -المبين أعلاه- قد توضحت أسبابه عن قناعة لديكم كطارحي السؤال، ولدى القارئ الكريم أيضاً.
< يعاني المواطن اليمني البسيط ضائقة معيشية منذ بداية العدوان ويعاني في أكله وشربه وملبسه ومسكنه وأمنه واستقراره، ما الجدوى من تجويع المواطنين ومعاقبتهم؟
- الدول عادة لا تعرف العواطف، هذا إن كانت دولاً معتبرة وحضارية، فما بالكم إذا كانت أنظمة قابعة على صدور شعوبها؟.. صحيح إن هناك نوع من الرضا لدى كثيرين تحت سلطة الأنظمة الرجعية، لكنها سياسة العنف، والهيمنة الثقافية التي غالباً ما ترتدي طابع الدين، ولكن أي دين؟!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 07:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43790.htm