محمد علي عناش -
< لا يوجد للخيانة معنى آخر، غير هذه الخيانة التي تمارسونها في السعودية والتي بلغتم فيها ذروة السقوط الأخلاقي عندما تصبح هذه الجرائم البشعة التي يرتكبها طيران العدوان السعودي الهمجي منجزات ومكاسب من وجهة نظركم، لا يوجد لها معنى آخر أو شكل ناعم، فصوركم مع القتلة داخل القصر الملكي السعودي ليست وسام شرف نضالي ولا تذكار أمجاد وبطولات، وإنما دليل مخزٍ يدينكم في وطنيتكم وشرفكم وتذكار خِسَّة سيظل محفوراً في ذاكرة اليمني عن خونة، والعالم الحر الذي يدرك من هي السعودية وحجم الجرائم التي ارتكبتها في اليمن، لن يضعها في ألبوم الشرفاء وصناع التاريخ، وإنما سيضعها في ألبوم المآسي والدمار في اليمن، بصفتكم خونة وقتلة ومرتزقة استلمتم ثمن ذلك.
لا يوجد للعمالة والخسة معنى آخر غير هذه العمالة والخيانة التي تمارسونها في بلدكم وجسدتم فيها كل معاني الخسة عندما ترسمون الإحداثيات للقتلة كي يقتلوا أبناء بلدكم ويدمروا منجزات نصف قرن في وطنكم، وتقولون شكراً سلمان، ومرحى بصواريخك وبوارجك وقنابلك العنقودية.
ثقوا أن القتلة لا يحترمونكم مهما شكرتموهم على منجزاتهم الاجرامية ورسمتم لهم الاهداف واستلمتم الاموال مقابل التخريب وزعزعة الامن والاستقرار ومهما قدمتم لهم من خدمات خسيسة، فأنتم في نظرهم خونة ومرتزقة، لأنه لا يوجد معنى آخر للخيانة والعمالة، غير ما تجسدونه أنتم، ولا يهم القتلة إلا أن تظلوا كذلك، كي ينفذوا مخططاتهم وأهدافهم الحقيقية في اليمن من خلالكم وعبر خيانتكم، أما الحديث عن الشرعية واستعادتها، فهو مجرد نكتة تتداولها السعودية وحلفاؤها عن مغفلين وخونة.
لا يوجد للخيانة شكل ناعم، فالأحزاب ذات البيانات الملتوية والرمادية، بلا موقف صريح يدين العدوان، ولم تحسم موقفها من قياداتها العليا المؤيدة للعدوان وتقيم في فنادق الرياض، تسير في ركب الخيانة وتمارسها بشكل أو بآخر، بحملاتها الإعلامية الموجهة ضد الأطراف التي تقف في خندق الدفاع عن الوطن والشعب ضد العدوان السعودي الهمجي، وبتأييدها للمرتزقة والارهابيين في الداخل تحت مسمى المقاومة، وصمتها تجاه ما ترتكبه من جرائم بشعة بحق المدنيين من ذبح وسحل وتمثيل بالجثث وصولاً الى ارتكاب جرائم التطهير العرقي، وإذا كان صمت المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل منظمات حقوق الإنسان، تجاه ما ترتكبه السعودية في اليمن من حرب إبادة وعدوان سافر يعتبر انحطاطاً أخلاقياً وتآمراً دنيئاً وخيانة لضمير الإنسانية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية، فإن صمت قوى الداخل والمنظمات المدنية وممثلي الدولة في الخارج يعتبر خيانة وأكثر إيلاماً، فصمت سفراء اليمن في الخارج وإمساكهم العصا من المنتصف، يعتبر خيانة وطنية لشرف المسؤولية كونه صمت ضعاف النفوس وصمت الجبان والخائف على منصبه على حساب الوطن الذي يدمَّر والشعب الذي يتعرض لحرب إبادة تحت ذريعة استعادة الشرعية..
صمت مشائخ الدين وخطباء المساجد تجاه ما يتعرض له البلد من عدوان سعودي وما يحدث في الداخل من جرائم مكملة لجرائم العدوان السعودي هو خيانة للوطن وللدماء اليمنية الزكية التي تُسفك ظلماً وعدواناً، خيانة للدين الحنيف وقيمه ومبادئه العظيمة التي تفرض عليهم الوقوف إلى صف الوطن والشعب والجهر بالحق عالياً حتى لا يكونوا شياطين خرساً.
لا يوجد للخيانة شكل ناعم، فالارجاف في مثل هذا الظرف هو خيانة أيضاً هدفها زعزعة الجبهة الداخلية وتمزيق تماسكها، كإرجاف المنزعجين من الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية ضد الارهابيين والمرتزقة في الداخل، ومن الانتصارات التي يحققونها في جبهات الحدود ضد القوات السعودية وحلفائها، والتقليل من حجم هذه الانتصارات وترديد ما يروجه الإعلام السعودي لما يحدث على حدوده.
وعلى الرغم من كل هذه المآسي والخيانات الا أننا نستطيع أن نقول إن الشعب اليمني الحر انتصر، ممثلاً بجيشه وآمنه ولجانه الشعبية وبكل قطاعاته الاعلامية والثقافية وقياداته السياسية والاجتماعية المقاومة للعدوان السعودي وأذياله في الداخل.. انتصر بصموده وثباته وهو يواجه أقذر حرب شُنت في التاريخ، وأقبح خيانات في كل تواريخ الحروب، انتصر أخلاقياً لأنه يدافع عن وطنه وحريته ضد مرتزقة العالم الذين تحركهم رشاوى السعودية وشيكاتها ونفطها، انتصر بصوته الحر المرتفع وقضيته العادلة ضد الغطرسة الخليجية والدولية وأهدافها الخسيسة في اليمن.. انتصر أخلاقياً لأنه يواجه ارهاب العالم الذي تدافع الى اليمن، واستطاع أن يكسره ويسحقه ويكشف أوراقه وحقائقه وارتباطات تحالف العدوان بالارهاب عابر القارات.. انتصر كل حر في هذا الوطن، وسقط الخونة بكل أشكالهم.. لأنه لا يوجد في ظروف العدوان معنى آخر أو شكل ناعم للخيانة.