حوار/ توفيق عثمان الشرعبي - الحل السياسي هو المنتصر مهما طال أمد العدوان
العدو السعودي بدأ يحشد في مأرب قبل بدء العاصفة
المؤتمر لن يظل متفرجاً والغزاة يدنسون أرضه ويحتلون وطنه
لعب المؤتمر ومعه كل المخلصين دوراً كبيراً في استمرار مأرب بضخ المشتقات النفطية والغاز إلى المحافظات منذ 2011م
المؤتمر يزداد انتشاراً وشعبية وثقة بصوابية مواقفه ورفضه الارتهان للعدوان
مجتمع مأرب قبلي لا ينسى ثأره ولا يتسامح مع العملاء والخونة
مشائخ مأرب الرافضون للعدوان توارثوا النخوة والشجاعة والوطنية كابراً عن كابر
أطماع سعودية لنهب ثروات البلاد وسرقة تراثها بالتركيز على احتلال مأرب
المساعدات الاغاثية لأبناء مأرب إما مكدسة في مخازن الإصلاح أو معروضة في السوق السوداء
العدو السعودي ورط أولاد الشيخ زايد في تحالفه ووجه طائراته لقصف مآثر والدهم في مأرب
أدعو أبناء مأرب إلى توحيد الصف لمواجهة الغزاة
على القوى السياسية أن تقدم التنازلات قبل ضياع اليمن
أكد أن محافظة مأرب عصية ومستحيل سقوطها بأيدي الغزاة وعملائهم..
مشيراً إلى أن لمأرب رجالاً أولي قوة وأولي بأسٍ شديد توارثوا الشجاعة والنخوة كابراً عن كابر..
محذراً عملاء العدوان من مغبة ما هم عليه من العمالة والخيانة وما يترتب على ذلك من قتل ودمار ودماء وتشريد.. ومذكّراً إياهم بأن مجتمع مأرب قبلي لا ينسى ثأره ولا يتسامح مع الخونة والعملاء..
وقال في حديث مع »الميثاق«: للسعودية أطماع في مأرب لنهب ثرواتها وسرقة تراثها ولهذا تصر على التحشيد لغزوها واحتلالها.. وهيهات لها ذلك..
إنه الاستاذ/ منصور بن صالح الصيادي- رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة مأرب- الذي تطرق في حوار جريئ إلى مجمل القضايا.. فإلى سياق ما ورد في الحوار:
< نبدأ معك استاذ منصور من قراءتك لصلف العدو السعودي وايغاله في القتل والإبادة بحق الشعب اليمني وتدمير مقدرات وطنه؟
- في البدء نهنئ الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام وكافة قيادات وكوادر وتكوينات المؤتمر وأنصاره وحلفائه وجماهير الشعب اليمني بقدوم المناسبات الوطنية (سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر) وكذلك قدوم عيد الأضحى المبارك..
وبالنسبة للرد على سؤالك فما يقوم به العدوان السعودي ومرتزقته بحق الشعب اليمني من قتل وتدمير لايمكن أن يكون وليد المرحلة الراهنة أو نزولاً عند طلب فاقد الشرعية هادي أو محاربة المد المجوسي.
ما يرتكبه العدوان السعودي من جرائم حرب وإبادة ينم عن حقد دفين تقف وراءه أسباب عدة أهمها الوحدة اليمنية واستقلال القرار اليمني من التبعية الخارجية.. كما أن هناك أطماعاً سعودية في بعض المناطق اليمنية، وقد رأى هذا النظام المتغطرس أن الفرصة سانحة لتحقيق تلك الاطماع في ظل صراع الأطراف اليمنية فيما بينها منذ 2011م وارتهان هادي لرغبة النظام السعودي..
< هل محافظة مأرب ضمن تلك الأطماع برأيك؟
- التحشيد السعودي للمرتزقة والعملاء في صافر يؤكد ذلك.
< فيما تتمثل تلك الاطماع بالنسبة لمأرب؟
- محافظة مأرب غنية بالثروات، إضافة إلى أنها كنز حضاري مليئ بالمفاجآت والدهشة..
< ما يحصل في محافظة مأرب حالياً هل تقف وراءه قوى سياسية داخلية أو تعمل على تغذيته إن صح التعبير؟
- اليمنيون منقسمون بين مؤيد للعدوان ورافض له، وغالبية المؤيدين هم جماعة الإخوان المسلمين »الإصلاح« وعليهم يعتمد العدوان في تحركاته العسكرية، ومن خلالهم يستمد احداثيات معركته سواءً في مأرب أو غيرها من المحافظات..
ولعل الجميع يعرف أن التحشيد إلى مأرب بدأ قبل »عاصفة الحزم« بأسابيع أو أشهر، أي عندما اجتمع الإخوان مع القاعدة ومع شخصيات قبلية تحت مبرر منع الحوثيين من دخول مأرب وعندما بدأ العدوان السعودي في مارس الماضي تحول ذلك الخليط إلى أداة للعدوان لغزو مأرب.
< وأين دور المؤتمر الشعبي العام فيما يحصل في محافظة مأرب؟
- المؤتمر الشعبي العام حمل على عاتقه مسئولية تجنيب المحافظة أي انزلاق إلى العنف والمواجهة منذ أزمة 2011م، وظل يبذل الجهود الجبارة لتقريب الرؤى ولم الشمل وإبعاد المحافظة عن الصراعات السياسية باعتبارها مصدراً اقتصادياً مهماً ورافداً أساسياً للخزينة العامة وموئل اليمن بالمشتقات النفطية ومادة الغاز والطاقة الكهربائية.. وظل هذا الجهد الذي يبذله المؤتمر هو أمل أبناء مأرب في منع الاقتتال بين تحشيد الإخوان وزحف أنصار الله..
وبعد العدوان واصل المؤتمر الشعبي العام بذل الجهود محذراً من خطورة العدوان على محافظة مأرب، ومحذراً أيضاً من خطورة العمالة والخيانة والارتهان لذلك العدوان.
< لكن على ما يبدو ومن خلال المجريات على أرض الواقع في مأرب- أن المؤتمر الشعبي العام لم يحرز نتائج إيجابية رغم كل تلك الجهود؟
- بالعكس.. على المستوى السياسي كان لدور المؤتمر أثر طيب بدليل أن انتاج مأرب لم يتوقف.. وعلى المستوى العسكري لن يظل المؤتمر متفرجاً للغزاة وهم يدنسون أرضه ويحتلون وطنه.. طبعاً ليس المؤتمر فقط ولكن كل الأحزاب الوطنية وكل المخلصين والشرفاء.
< هل المؤتمر الشعبي العام في محافظة مأرب يدفع ثمن جهوده السلمية ومواقفه الوطنية؟
- بكل تأكيد أن هناك ثمناً باهظاً يدفعه المؤتمر في مأرب وفي غيرها نتيجة مواقفه.. ثمناً في الأرواح وفي الممتلكات، مقراته تحرق وتقصف، قياداته تتعرض للاغتيالات، منازل قياداته تقصف وتدمر.. ولكن هذا لا يعني أن المؤتمر يخسر فقط نتيجة مواقفه، هو يكسب أيضاً يكسب ثقة الناس به، وانحيازه لوطنه وشعبه، يكسب الطهارة من الارتهان والعمالة والخيانة.. يكسب التاريخ بأنصع صفحاته.. ويزداد انتشاراً وثقة بصوابية مواقفه.
< أصدرتم في فرع المؤتمر بمأرب بياناً تدينون فيه استهداف العدوان لمنازل المواطنين وتحذرون فيه المرتزقة من مغبة ما يقومون به من دعم وتأييد للعدوان.. ما الغرض من هذا التحذير؟
- عبرنا عن موقفنا في المؤتمر تجاه ما تتعرض له منازل المواطنين في مأرب وكذلك حذرنا أدعياء الشرعية ومؤيدي العدوان من تبعات ما يقومون به مع العدوان السعودي، ومؤكدين لهم أن الخيانة والعمالة لا تتغير دلالاتها مهما تغيرت مسمياتها- شرعية- مقاومة- جيش وطني.. الخ.. وحذرناهم مما بعد توقف العدوان باعتبار مجتمع مأرب مجتمعاً قبلياً لا ينسى ثأره ولا يتسامح مع الخونة والعملاء.
< من تقصدون بالتحديد الداعمين للعدوان في مأرب؟
- التجمع اليمني للإصلاح وقيادة السلطة المحلية وقيادة الأجهزة الأمنية..
< هناك مشائخ تورطوا مع العدوان مقابل حفنة من المال المدنس، وبالمقابل هناك مشائخ رفضوا كل الاغراءات التي عرضت عليهم.. ما تعليقك على النموذجين؟
- بالنسبة للنموذج العميل فأولئك قضوا على أنفسهم وأساءوا التصرف وورثوا لمن بعدهم الخزي والعار وستلاحقهم دماء الأبرياء في الدنيا والآخرة..
أما النموذج الوطني وهم الأغلبية فقد توارثوا الوطنية والنخوة والشجاعة كابراً عن كابر، وهم واجهة ووجاهة مأرب عبر العصور، ومن خلالهم وعبرهم حافظت مأرب على مكانتها وهيبتها جيلاً بعد جيل..
< استاذ منصور.. ماذا يعني سقوط مأرب في أيدي الغزاة والعملاء- لا سمح الله؟
- يعني السيطرة على اقتصاد البلاد.. يعني نهب ثروات البلاد.. يعني التحكم في احتياجات الناس من النفط والغاز والكهرباء.. يعني السيطرة والسرقة لآثار اليمن وتراثها.. كما أن سقوط مأرب في أيدي الغزاة يعني اتخاذها غرفة عمليات لغزو العاصمة صنعاء والجوف وعمران وصعدة وغيرها من المحافظات الشمالية..
< وهل سقوطها محتمل في ظل ما يروج له العدوان من تحشيد للمرتزقة وفي ظل تفشي العمالة والخيانة من قبل البعض؟
- لمأرب رجالها من أبنائها ومن أبناء كل المحافظات ممن توافدوا إليها للدفاع عن وطنهم وشرفهم وشعبهم وكرامتهم..
ليس من السهل سقوط مأرب أو غير مأرب في ظل بطولة واستبسال القوات المسلحة واللجان الشعبية وصمود الشعب اليمني في وجه العدوان والحصار الجائر.
وأعتقد أنه لا داعي من تكرار التفاخر بأمجاد وشجاعة اليمنيين وأن اليمن مقبرة الغزاة ولندع الميدان وساح الوغي وسائلنا في الحديث عن ذلك، وما صافر ببعيد لمن أراد أن يعرف عن مصائر الغزاة وعملائهم..
< باعتبارك رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمأرب.. برأيك متى ستتوقف الحملة الإعلامية التي تشنها أبواق العدوان ضد المؤتمر وتحميله مسئولية ما يجري في البلاد من صراع واقتتال؟
- أعتقد أنها ستتوقف عندما يتوقف المؤتمر الشعبي العام عن مشروعه الوطني ويتخلى عن مواقفه وقيمه ومبادئه ووسطيته ومجابهته للعدوان..
< هل كنتم تتوقعون أن يغلب المحافظ سلطان العرادة انتماءه السياسي لحزب الإصلاح على انتمائه لوطنه وأبناء محافظته وأمنهم واستقرارهم؟
- كم كنا نتمنى من الشيخ سلطان العرادة بعقليته الوسطية ونفوذه واحترامه وعلاقته مع الآخرين أن يجنب مأرب ما نخشاه.. ولكنه للأسف تعامل مع ما يجري بعقلية الحزبي المتشدد الذي يعاني من ضغوط خليجية وإخوانية.. ورغم ذلك نتمنى أن يدرك ما يحاك للوطن ويعمل على تجنيب محافظة مأرب الشر الذي يحوم حول الحمى..
< وماذا إذا استمر على ما هو عليه من تأييد للعدوان؟
- ستقع عليه المسئولية الكبرى في كل ما يحصل ما دام متمسكاً ومصراً على أنه الرجل الأول بالمحافظة.
< يدور حديث عن المساعدات الاغاثية لأبناء مأرب وأنها لا تصل إليهم.. ما تعليقك بهذا الخصوص؟
- هناك مساعدات اغاثية كثيرة منحت للنازحين خصوصاً ولأبناء المحافظة عموماً إلاّ أنها لم تصل إليهم..
< لماذا؟
- كدست في مخازن حزب الإصلاح، وما لم يتم تخزينه منها ذهب إلى السوق السوداء.
< هل كان يتوقع أبناء مأرب أن يأتي أولاد طيب الذكر الشيخ زايد بن سلطان لتدمير ما بناه أبوهم؟
- لم نكن نتوقع أننا سنتحدث يوماً ما عن أولاد الشيخ زايد بن سلطان بعكس ما نتحدث به عن والدهم، ولكن ما قام به أولاد زايد للأسف تجاوز كل التوقعات عنهم، ولا ندري كيف انجروا وراء النظام السعودي المتخلف ولا ندري كيف ارتضوا لطائرات النظام البربري السعودي أن يدمر بغاراته انجازات والدهم في محافظة مأرب والمتمثل بإعادته للمبنى التاريخي سد مأرب، وللعلم أن أول ما قصفه الطيران السعودي هو المنصة التي تحمل صورة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
< ما الرسالة التي توجهونها أنتم أبناء مأرب لاخوتنا في الإمارات؟
- بالنسبة للرسالة العسكرية فقد ارسلها لهم الجيش واللجان الشعبية، أما الرسالة السياسية فنؤكد لهم أنهم غارقون في الخطأ باعتدائهم على الشعب اليمني ضمن تحالف العدوان بقيادة آل سعود وأنه مازال بإمكانهم الخروج من هذا التحالف العدواني الآثم وعدم التورط أكثر والغرق في مستنقع الدم اليمني، كما أن بإمكانهم- إذا أرادوا فعلاً مساعدة اليمنيين- أن يعملوا على إعادة الأطراف اليمنية إلى طاولة الحوار لايجاد حلول سلمية تحقن الدماء وتحافظ على وحدة واستقرار اليمن..
< في الوقت الذي يحشد العدوان مرتزقةً لحسم المعركة عسكرياً نسمع عن جهود أممية تبذل لوقف العدوان وفك الحصار وإعادة الاطراف المتنازعة إلى طاولة الحوار.. برأيك أي الموقفين سينتصر العسكري أم السياسي؟
- بالنسبة للحسم العسكري فهذا أمر أصعب من المستحيل ولو كان العدو قادراً عليه لما أعار المبادرات التي تدعو إلى الحل السياسي السلمي أي اهتمام، ومهما يكن فالحل السياسي هو الذي سيتم وهو الذي سينتصر مهما طال أمد العدوان وهذا هو رأي وموقف المؤتمر الشعبي العام الذي طالما سعى وبذل الجهود لإقناع الداخل والخارج بأن الحلول السياسية وجلوس اليمنيين حول طاولة الحوار برعاية أممية هو المطلوب وهو التوجه الأصوب للحفاظ على اليمن وحدة وإنساناً..
< كلمة أخيرة توصل من خلالها رسالة لأبناء مأرب أو لقوى التحالف العدواني على اليمن أو للقوى السياسية اليمنية؟
- أدعو كل أبناء محافظة مأرب إلى مزيد من التلاحم والتكاتف والعمل مع كل الشرفاء والمخلصين سواءً مكونات سياسية أو شخصيات اجتماعية للدفاع عن مأرب والذود عن حياضها ودحر الغزاة الطامعين.. ولمؤيدي العدوان نقول لهم أنتم تؤذون محافظتكم وتؤذون وطنكم وتقتلون أنفسكم قبل خصومكم، ولن يرحمكم التاريخ ولن تتسامح معكم الأجيال القادمة..
وللقوى السياسية أقول: البلد يضيع بسبب الجميع وهذا يتطلب منكم تقديم التنازلات من أجل شعبكم ووطنكم لأن السفينة إذا غرقت فلا عاصم لكم حينها..
أما قوى العدوان فالرسالة لهم لا تقال وإنما تطبق على أرض الميدان..
|