الميثاق نت: - < أكد الدكتور عبدالله الحامدي- نائب وزير التربية والتعليم- أن العام الدراسي الجديد سيكون في موعده المحدد.. نافياً بذلك أنباء عن تأجيله..
مبيناً في حواره أن في الـ31 من أكتوبر الجاري ستكون جميع مدارس محافظات الجمهورية جاهزة لاستقبال الطلاب والطالبات..
وأضاف: أن الوزارة أنجزت تقويماً دراسياً مدروساً تم على أساسه تحويل المرحلة الأولى المخصصة للدروس التعويضية إلى مرحلة إعداد وتهيئة وتسجيل للمتقدمين وهي مدة زمنية أيضاً ستشهد في ذات الوقت برنامجاً وطنياً لجمع الكتب المدرسية القديمة التي لدى الطلاب لتغطية العجز في الكتاب المدرسي نتيجة الحصار الشديد الذي يفرضه العدوان السعودي على البلاد براً وبحراً وجواً..
وفي سياق حديثه الشيق تناول الدكتور الحامدي الآثار التدميرية التي خلفها العدوان على بلادنا وبالذات في الجانب التعليمي والتربوي..
تفاصيل أوفى في الحصيلة التالية:
حوار/ فيصل الحزمي
مبادرات وطنية كبيرة
< أيام معدودة تفصلنا عن بداية العام الدراسي الجديد 2015-2016م.. هل وزارة التربية والتعليم جاهزة لتدشين العام الدراسي الجديد.. أم أن الظروف الصعبة والاستثنائية التي يمر بها اليمن جراء استمرار العدوان السعودي ستحول دون ذلك؟
- أولاً من يتعود النجاح يسير عليه والنجاح الذي حققته وزارة التربية والتعليم في إجراء الامتحانات الأساسية والثانوية كان تحدياً كبيراً وتم بعون وفضل من الله سبحانه وتعالى وبجهود كل الوطنيين بدءاً من موظفي الدولة الذين ساهموا بقسط يوم لدعم العملية الاختبارية مروراً بكوادر الوزارة والتوجيه ومكاتب التربية في المحافظات ورجال الأمن وكل الشرفاء الذين اسهموا في انجاح العملية الامتحانية..
وبالنسبة للاستعدادات للعام الدراسي الجديد فنحن انجزنا تقويماً دراسياً مدروساً وحوَّلنا المرحلة الأولى التي كانت مخصصة للدروس التعويضية إلى مرحلة إعداد وتهيئة وتسجيل وهي مدة زمنية ستشهد برنامجاً وطنياً يشترك فيه كل أفراد المجتمع اليمني من خلال مبادرات وطنية كبيرة منها مبادرة استعادة الكتاب المدرسي من الطلاب وجمع الكتب المدرسية الموجودة في كل منزل للاستفادة منها في تغطية العجز القائم بسبب الحصار الظالم الذي منع وصول الأوراق الخاصة بطباعة الكتاب المدرسي ولذلك ستكون هذه المبادرات بمثابة تحدٍ للعدوان، ونثق بتفاعل أبناء الشعب بمختلف مكوناتهم مع هذه المبادرة التي ستعمل على توفير الكتب المدرسية لأبنائنا الطلاب والطالبات ليعودوا إلى مدارسهم بهدوء، لذلك قررت الوزارة أن يكون شهر أكتوبر مرحلة للإعداد والتحضير والتهيئة للعالم الدراسي الجديد ومرحلة لاطلاق المبادرات الوطنية سواءً المتعلقة باستعادة الكتاب المدرسي أو بتجهيز مواقع بديلة للمدارس التي دمرها العدوان وترميم ما يمكن ترميمه، وهي مبادرات سوف يعبر فيها الشعب اليمني عن اصالته وحضارته وأنه لن يرضخ ولن يسمح بتوقف العملية التعليمية.. وإن شاء الله سيكون لهذه المبادرات الوطنية أثر ايجابي كبير، ولن نصل إلى 31 أكتوبر إلاّ ومدارسنا جاهزة لاستقبال الطلاب في كل محافظات الجمهورية ليبدأو عاماً دراسياً جديداً..
كما سيتم في هذه المرحلة استكمال اختبار أبنائنا الطلاب الذين منعوا وحرموا من دخول الاختبارات لأسباب عدة بعضها متعلق بالقصف الدائم والمستمر من قبل قوات العدوان لمحافظاتهم ومديرياتهم واخرى بسبب بعض الانحرافات السياسية في بعض المواقع التي سخرت لخدمة العدوان، لذلك أقرت وزارة التربية بدء الاختبارات التكميلية يوم 17 أكتوبر بحيث تنتهي العملية الاختبارية لما تبقى من محافظات ومديريات لم تختبر تحت أي مسمى أو لطلاب لم يتمكنوا من الاختبار نتيجة أي سبب، قبل 31 أكتوبر.
من المبكر الحديث عن رقم
< ما حجم الأضرار التي طالت المؤسسات التعليمية والتربوية في جميع المحافظات نتيجة العدوان السعودي؟
- هناك اضرار كبيرة جداً.. أولاً هذه جرائم حرب.. تدمير المدارس والمستشفيات وكل مكونات الحياة هي من جرائم الحرب، وللأسف اليوم نجد أن المال الذي كان يفترض أن يتجه نحو التنمية اصبح يستخدم في شراء الذمم والضمائر وشراء المواقف واسكات المنظمات الدولية لكي تغض الطرف عن جرائم تحالف العدوان الذي تقوده السعودية، ونحن على يقين أنه مهما دفعت السعودية من أموال لإسكات المجتمع الدولي سيأتي يومٌ ما تظهر فيه هذه الجرائم كلها ولن تسقط بالتقادم على الاطلاق.
وأعتقد أن من المبكر الحديث عن رقم معين لحجم الاضرار مع استمرار العدوان والذي شن الأربعاء الماضي ثلاثاً وستين غارة على محافظة مأرب، ومعظم المحافظات تقصف بشكل مستمر ويستهدف فيها مؤسسات حيوية.. في ظل هذا كله فإن من الصعب الحديث عن الرقم النهائي لأن الاضرار تزداد يومياً وعندما يضع العدوان أوزاره سيتم حصر الاضرار واعلانها للعالم.. حتى اليوم تدور الأرقام ما بين ألف وثلاثمائة إلى ألف وخمسمائة مدرسة وحتماً لم تصل إلينا كل الأرقام، لاشك أن هناك مواقع جديدة استهدفت مؤخراً في مختلف المحافظات ولم نستطع الوصول إليها نتيجة خطورة الحركة في تلك المناطق.
بتعاون الجميع
< هذه الاحصائية الكبيرة جداً في عدد المدارس التي استهدفت من قبل العدوان.. إلى أي مدى ستمثل عائقاً أمام بدء العام الدراسي الجديد؟
- بالتأكيد الاضرار التي لحقت بالمؤسسات التعليمية والتربوية تمثل عائقاً كبيراً أمامنا، ولكن أمام إرادة قيادة وزارة التربية والتعليم والإرادة الشعبية وصمود الشعب اليمني سيتحول هذا المستحيل إلى ممكن بإذن الله، وبتعاون الجميع سوف نتجاوز كل الصعاب والعراقيل.
الميليشيات والمدارس
< يتردد أن ميليشيات مسلحة تمركزت في عدد من المدارس وخاصة في المحافظات والمديريات التي تشهد مواجهات مسلحة.. كيف ستتعامل الوزارة مع هذه المشكلة؟
- للأسف الشديد هناك عدد من الميليشيات المسلحة تمركزت في بعض المدارس ونحن ندين هذا التصرف ونرفضه لأن المدرسة هي مؤسسة تعليمية ولكن ليس لدينا المعلومات التفصيلية حول تلك المدارس، والمعلومات التي لدينا هي ما تتناقله وسائل الإعلام بين فترة واخرى ولم نستطع أن نتأكد من صحتها نتيجة أن تلك المناطق مغلقة ومن الصعب الوصول إليها.
لا نبحث عن شرعية الاختبارات
< نشرت بعض المواقع الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي تصريحات منسوبة لحكومة بحاح تحدثوا فيها عن عدم شرعية الاختبارات التي اجرتها وزارة التربية مؤخراً وضرورة إعادتها.. هل تلقت وزارة التربية والتعليم شيئاً من هذا القبيل؟
- لم نتلقَّ شيئاً من هذا ونحن قمنا بدورنا الوطني وكنا حريصين على أن لا يضيع أبناؤنا الطلاب عاماً دراسياً وأجرينا اختبارات ناجحة بكل المقاييس والمعايير مقارنة بما نديره كل عام والكل يشهد بهذا ولا اعتقد أن هناك من يريد أن يشكك بهذه الاختبارات لأننا مؤسسة دولة شرعية نؤدي واجباتنا على أكمل وجه، ولنقل ان ما يشاع هو عبارة عن أخبار مفبركة وإن كانت صدرت مثل هذه التصريحات فهي جريمة كبرى أن نجعل أبناءنا الطلاب والطالبات محرومين من عام دراسي مضى ونمنعهم من عام دراسي قادم ولذلك نؤكد للجميع أن الاختبارات تمت وبطريقة شرعية وصحيحة وبمعايير دولية وكل شيء موثق بل إننا اجرينا الاختبارات للطلاب النازحين في الخارج وزار هذه المراكز شخصيات يمنية بارزة وكذا مؤسسات تعليمية دولية مثل منظمة اليونيسيف.. ونحن اليوم لا نبحث عن شرعية الاختبارات ولن ندخل في متاهة سياسية، نحن نقوم بعملية تربوية تنموية تعليمية وندعو جميع الاطراف إلى أن تنأى بنفسها ومماحكاتها عن أبنائنا الطلاب والطالبات فلا علاقة لهم اليوم بهذه الصراعات ونحن فعلاً نريد أن تبقى التربية والتعليم بعيدة عن كل الصراعات السياسية ولا نريد طرفاً أن يزايد ويطعن بالعملية الاختبارية التي تمت في بلادنا..
برامج تأهيلية
< ما حجم الآثار النفسية التي سيتركها العدوان في نفوس الطلاب والكادر التربوي؟ وهل لدى وزارة التربية برنامج لمعالجة هذه الآثار؟
- لاشك أن هناك آثاراً نفسية، وأبناؤنا الطلاب يحتاجون إلى إعادة تأهيل ودعم وهذا لن يثنينا أبداً عن تدشين العام الدراسي الذي سيشهد برامج تأهيلية وبرامج دعم نفسي ومعالجات إذا ما كانت تستدعي ذلك.. اليوم نحن نتحمل مسؤولية كبيرة وعلينا أن نقوم بواجبنا على اكمل وجه.
منظمات تحت تأثير العدوان
< ما موقف المنظمات الدولية المهتمة بالتعليم من استهداف العدوان للبُنى التحتية للتعليم.. وهل تعول وزارة التربية على تلك المنظمات وقف الاعتداء على المدارس؟
- نقدر الموقف الشجاع لمنظمة العفو الدولية التي نحس أنها تقوم بدور كبير جداً لأنها أدت مهمتها الأساسية المتمثلة في رفع الظلم عن المظلومين والمستضعفين.. وهذا الشعب الذي يقتل وتدمر المنازل فوق رؤوس أصحابها وتنسف الجسور وكل ما له علاقة بالبُنى التحتية وكل ما يتعلق بالحياة.. ولسان حال هذا العدوان يقول لو كان الهواء بيدي لقطعته عليكم، هذا هو الأمر الذي لا يمكن أن يتخيله العالم أن الشعب اليمني لم يحاصر في المشتقات النفطية فقط ولم يحاصر لكي يعيش في الظلام على مدار الساعة وإنما أيضاً شمل الحصار لوازم ومستلزمات أبنائنا الطلاب والطالبات من طباعة الكتاب المدرسي وكل مستلزمات العملية التعليمية.. وللأسف الجزء الكبير من المنظمات الدولية تعمل باستحياء ووقعت تحت تأثير دول العدوان ومن يدعم هذا العدوان وهذا أمر مؤسف أن نجد منظمات إنسانية ومنظمات دولية بعيدة عما يعانيه هذا الوطن.. هناك منظمتان نحييهما ونشكر موقفهما مع هذا الشعب منظمة اليونيسيف والشراكة العالمية، أما باقي المنظمات اختفت وقبلت على نفسها بموقف مخجل، خصوصاً في هذه الظروف الصعبة لأن تواجدها في الظروف العادية لا معنى له ولا يشكل في نظرنا دوراً كما لو كانت معنا في هذه الظروف الصعبة والاستثنائىة.. أيضاً نشكر برنامج الغذاء العالمي لأنه متواجد معنا، كما نشكر الـGTZ لأن جزءاً من عملها قائم وليس كل أعمالها، نأمل أن تعود الحياة الطبيعية إلى بلادنا وأن يرفع عنا هذا الظلم والعمل اللاإنساني من قبل السعودية التي تستهدف بعدوانها الإنسان وكل شيء جميل في اليمن.. كما نشكر كل الذين وقفوا ويقفون مع اليمن ونقول للباقين: يجب أن تكون المعايير الأخلاقية والقيمية حاضرة في كل أنواع الصراعات والحروب ولا يجب أن نقف مع أي عدو يستهدف الأطفال والنساء والبُنى التحتية ويقضي على حياة شعب..
نوع من التعاون
< هل مازالت وزارة التربية والتعليم تعوّل على دور المنظمات الدولية والمنظمات المهتمة بالتعليم؟
- نحن لا نعول كثيراً على دور المنظمات لأن ما تقدمه من دعم لا يشكل 5٪ مما تقدمه الدولة من دعم للتعليم، مع ذلك لا نقول إنها غير مجدية ولكنها كانت تشكل نوعاً من التعاون المشترك.
الإرهاب بدلاً عن التعليم
< هناك من يعمل على إفشال العملية التعليمية.. برأيكم لماذا تستهدف العملية التعليمية والتربوية.. وما خطر ذلك؟
- من يستهدف العملية التعليمية يريد أن يضفي على الإرهاب شرعية وأن يوجد له مساحة ومناخاً خصباً وواسعاً لنشاطه الإرهابي لأنه في غياب التعليم والتنمية وزيادة الفقر سيضطر بعض الناس إلى البحث عن لقمة العيش بطرق مختلفة..
رسالة للجميع
< ما رسالة القيادة التربوية للقوى السياسية في بلادنا؟
- رسالتنا لكل أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج أن وزارة التربية والتعليم مؤسسة تربوية مهنية تنأى بنفسها عن كل الصراعات المذهبية والطائفية والسياسية وتتطلع إلى بناء وطن يزخر بأبنائه جيل المستقبل.. كل المكونات السياسية في بلادنا مدعوة اليوم إلى دعم العملية التعليمية والتربوية وأن تترك فرصة لأبنائنا الطلاب للحصول على معارفهم التربوية والتعليمية والحصول على كفايتهم القيمية والمعرفية وهذا لن يكون إلاّ بتعاون الجميع.. ومن خلالكم أدعو الجميع إلى المشاركة في مبادرة جمع الكتاب المدرسي من المنازل لتغطية العجز الموجود نتيجة الحصار الجائر الذي فرض حظراً على كافة مستلزمات العملية التعليمية.
|