مطهر الاشموري -
لا أحد يعرف آل سعود مؤكداً أنهم كنظام خُلقوا وتخلقوا لخدمة بريطانيا ثم أمريكا وإسرائيل هي المشروع الأهم لبريطانيا ثم لأمريكا وبالتالي هو الأهم لخدمته من خلال أدوار آل سعود.
أمن واستقرار إسرائيل بات متحققاً كأمر واقع مستقبلي وبسقف بعيد بغض النظر عن الخطاب السياسي الإعلامي لأي أطراف أو ما يسمى محور المقاومة وبالتالي فآل سعود يخطئون في حق أنفسهم في فهم المتغيرات والتعامل معها وحين يتعاملون كأنما بريطانيا وأمريكا إنما خُلقت من أجلهم ولخدمتهم أو حين يتوهمون أنهم بأموالهم وأي مصالح لديهم يستطيعون شراء الشرعية الدولية وضمائر العالم.
فهم في ظل العدوان على اليمن تجدهم يراهنون على شراء روسيا بالمال ثم في ظل ذات الحدث يراهنون على أن أمريكا وبريطانيا ستحاربان روسيا ليس من أجلهم فقط بل ومن أجل الإرهاب؛ ثم تجدهم في هذا التخبط يراهنون على فرنسا لتقف معهم كبديل عن بريطانيا وأميركا.
لاحظوا الجمع بين تطرفين متضادين في فكر وتفكير هؤلاء حين تفكير شراء روسيا بالمال أو محاربتها بأمريكا وبريطانيا.
عندما اطرح عن أمن أو استمرار إسرائيل بهذه الواقعية وبعيداً عن التطرف والثقافة الأحادية فلا يعنيني تقاطع هذا الفهم أو الرؤية مع خطاب انصار الله أو حزب الله أو إيران والمقاومة، والسعودية أو آل سعود كان عليهم في خياراتهم وسياساتهم أن لا يصلوا إلى اضطرار الكشف أو الانكشاف بهذا الانفضاح في علاقات تحالف ولم تعد علاقات تعاون فقط بإسرائيل ولكن هذا تطرف التخبط أو تخبط التطرف.
إذا كل ما قد تعرفه في المسيحية كديانة هو الكاثوليك والبروتستانت، فيما توجد أصناف وتصنيفات أخرى فإنه لا حق لأي من الطرفين أن يفرض عليك قسراً خياراً أو يصنفك قسراً في الخيار المضاد ليحاربك ويشن عليك العدوان.
إذا الحوثي زيدي فلماذا لا تقول السعودية إنها تحارب الزيدية في اليمن؟
لا يمكنها ذلك لأن الناس يعرفون ان إيران ليست زيدية وليست الزيدية إيرانية فتبحث عن معممات وتعويم من تطرف ومن أجل تطرف، فإذا آل سعود يفكرون بأن بريطانيا وأميركا لم يُخلقا إلا لخدمتهم فهم يتعاملون مع اليمن كأنما لم تُخلق إلا ليستعبدوها كشعب ويستعمروها كوطن، وهم يحاربون إيران في اليمن فقط.
إننا حين التعاطي عن علاقات التحالف بين إسرائيل ونظام آل سعود كعلاقات تتجاوز مجرد ماعرف بالتطبيع ففي سياق ما يتعاطاه العالم إزاء هذه المحورية بما في ذلك أمريكا والاتحاد الأوروبي ولم نعد بصدد إفشاء أو فضح لسر خطير أو تركيز على خطورة وخطر ذلك مما ترسخ كفكر وثقافة في ظل ما عُرف بالمد القومي التحرري.
أن يكون لنا- افتراضاً- علاقة تعاون مع إيران كما هو الحال بين قطر بل وبين الإمارات وإيران فذلك لا يحرم ولم يعد ليجرم مقارنة بتطبيع عربي مع إسرائيل وعلاقة تحالف اقوى وأبعد وأعمق من التطبيع لنظام آل سعود مع إسرائيل.
كل ما في الأمر أن آل سعود يرفضون حق السيادة والاستقلالية في اليمن ويريدون العدوان لمنع ذلك ولا جدوى من أن يقولون إنهم يحاربون الحوثي الزيدي أو الشافعي أو الصوفي أو الاسماعيلي فالعدوان يحتاج إلى إيران للتبرير فيقولون انهم يحاربون الحوثي الإيراني أو يحاربون إيران في اليمن.
وهذا الكذب تحتاجه أثقال أنظمة وجامعة عربية مشتراة بمال آل سعود كمبرر لموقفهم وللحصول على المال وتغور اليمن في ستين داهية وذلك ما عبر عنه بوضوح أحد المتواجدين في الرياض من اليمنيين بقوله حتى لو حرقت اليمن كلها سنظل مع آل سعود.
الموقف سيتغير في حالة انتهاء المال وحين لم يعد مع آل سعود أموال ليشتروا بها الذمم والضمائر.
وهكذا فإنه حين الاستدلال بالمسيحية أو اليهودية كأديان فإنه ليس موقفاً من ديانة كما أنني في سياق تعاطي ما أنا بصدده لم يعد هدفاً لي أو أولوية تسجيل موقف حتى من إسرائيل ولكن طبيعة التعاضد والعلاقة بين تأسيس إسرائيل وآل سعود تستدعي"اليهودة" كنغم للتناغم مع "السعودة" في استقراء للواقع بالوقائع من السيرورة حتى الصيرورة.
عدن الوحيدة التي حاكمت وأعدمت المئات كعملاء للسعودية وبما لم يحدث مثلها أو يصل إلى أرقامها وتحت إدانة الخيانة، وهاهو في عدن وفي الذكرى 52لثورة 14أكتوبر ترفع صور ملك السعودية سلمان ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد كاستعمار جديد ومستعمرين جدد.
فإذا ذلك ما تراه السعودية نجاحاً أو انجازاً فلها أن تفخر وكما سلمت فلسطين لإسرائيل ونجد والحجاز لآل سعود فإن السعودية بمباشرة أوضح تسلم عدن بعد المكلا "داعش"، وعلى الذين خرجوا في مظاهرات"حرق الشيزر"وتحرير المرأة أن يخرجوا في تظاهرات تناسب استعمار "الدعششة" وبشعارات جديدة مبتكرة.
ماهو الفرق لدى هؤلاء بين سعودة اليهودة، وبين يهودة السعودة؟؟