الثلاثاء, 21-أغسطس-2007
حاوره‮/ ‬عبدالولي‮ ‬المذابي -
نسف‮ ‬الرئىس‮ ‬السابق‮ ‬لقطاع‮ ‬التلفزيون‮ ‬عبدالغني‮ ‬الشميري‮ ‬حاجز‮ ‬الغموض‮ ‬والإشاعات‮ ‬التي‮ ‬دارت‮ ‬حول‮ ‬قصة‮ ‬خروجه‮ ‬من‮ ‬التلفزيون‮ ‬أواخر‮ ‬الشهر‮ ‬الماضي،‮ ‬بتصريحات‮ ‬اتسمت‮ ‬بالجرأة‮..‬
وكشف للمرة الأولى في حديث لـ»الميثاق« عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى خروجه، نافياً أن يكون لها أية علاقة بقناة السعيدة المزمع إطلاقها قريباً من القاهرة، بدعم من مجموعة مستثمرين بينهم شقيقه الدكتور حامد الشميري..وانتقد الشميري إدارة الأستاذ حسن اللوزي لجهاز‮ ‬الإعلام‮ ‬الرسمي‮ ‬متهماً‮ ‬إياه‮ ‬بإعلاء‮ ‬مبدأ‮ ‬الشخصنة‮ ‬في‮ ‬العمل‮.. ‬وفيما‮ ‬يلي‮ ‬نص‮ ‬الحوار‮..‬

‮< ‬هل‮ ‬صحيح‮ ‬أنك‮ ‬تركت‮ ‬التلفزيون‮ ‬للتفرغ‮ ‬لقناة‮ ‬السعيدة‮ ‬كمشروع‮ ‬خاص‮ ‬مع‮ ‬أخيك‮ ‬الدكتور‮ ‬حامد‮ ‬الشميري؟
- كنت أتمنى أن تكون قناة السعيدة هي مشروعي الخاص ولكنني للأسف لم أصل بعد إلى مستوى الإمكانات المادية التي تؤهلني لامتلاك قناة، وإن كان طموحي أن يكون لدي في يوم من الأيام قناة لكن الإمكانات المادية لاتسمح لي في الوقت الحالي، وما أعرفه عن هذه القناة أنها قناة‮ ‬يمنية‮ ‬خاصة‮ ‬لبعض‮ ‬المستثمرين‮ ‬اليمنيين‮ ‬من‮ ‬بينهم‮ ‬أخي‮ ‬الدكتور‮ ‬حامد‮ ‬الشميري،‮ ‬وبالتالي‮ ‬أنا‮ ‬عبدالغني‮ ‬الشميري‮ ‬ليس‮ ‬لي‮ ‬أية‮ ‬علاقة‮ ‬لا‮ ‬من‮ ‬قريب‮ ‬ولا‮ ‬من‮ ‬بعيد‮ ‬سوى‮ ‬أن‮ ‬أحد‮ ‬أشقائي‮ ‬مستثمر‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬القناة‮.‬
‮< ‬إذاً‮ ‬فأنت‮ ‬ستدير‮ ‬هذه‮ ‬القناة‮ ‬كموظف‮ ‬لا‮ ‬شريك؟
- للأسف.. لن أدير هذه القناة انطلاقاً من قناعة أن عبدالغني الشميري عُرف عنه في الوطن أنه موظف دولة منذ بداية مشواره العملي في مجال الإعلام، ولدي قناعة خاصة أنني طوال هذه السنين التي خدمت فيها الدولة لايوجد لدي استعداد بعد ما بذلته من جهد في وظيفة الدولة ان أخرج منها لأعمل موظفاً لدى القطاع الخاص أو حتى التفكير بعمل خاص في هذه المرحلة من العمر الوظيفي، حيث كان من الأجدى لي البدء بعمل خاص منذ انطلاقتي العملية الأولى.. وبالتالي كان من الممكن أن يتحقق خلال السنين الماضية نجاح في هذا المجال.. أنا موظف دولة وجُبلت‮ ‬على‮ ‬أن‮ ‬أكون‮ ‬موظف‮ ‬دولة‮ ‬ولدي‮ ‬القدرة‮ ‬على‮ ‬العمل‮ ‬في‮ ‬أي‮ ‬مجال‮ ‬ترى‮ ‬الدولة‮ ‬أن‮ ‬أكون‮ ‬فيه‮.‬
‮< ‬كيف‮ ‬تعلق‮ ‬على‮ ‬ما‮ ‬يقال‮ ‬بأنك‮ ‬زودت‮ ‬قناة‮ ‬السعيدة‮ ‬بمكتبة‮ ‬متكاملة‮ ‬من‮ ‬أرشيف‮ ‬القناة‮ ‬الأولى‮ ‬والثانية؟
- في الأصل ومنذ بداية تعييني كرئىس لقطاع التلفزيون سعيت جاهداً لإقناع المحطات الحكومية والخاصة ببث برامج تاريخية وثقافية ووثائقية وفنية وسياحية على درجة الخصوص في القنوات الخارجية وعملت على تزويد هذه القنوات بمثل هكذا مواد من أجل المساهمة في نشر التراث اليمني الثقافي والسياحي وإبراز الهوية الحضارية لليمن في الخارج، وقد أشاد اتحاد الإذاعات العربية في أكثر من اجتماع بمستوى هذه الخطوة التي اتخذتها، أما بخصوص قناة السعيدة فللاسف لم يسعفني الوقت بأن أتعاون معها في هذا المجال وأنا على رأس الفضائية، على الرغم من أحقيتها كقناة يمنية دون غيرها من القنوات الأخرى، حتى أنني في بعض الأوقات كنت أتعمد تكثيف التبادل البرامجي مع القنوات العربية عبر تحمل تكاليف مضاعفة نظير إرسالها عبر الأقمار الاصطناعية، وأعتقد أن هذه خطوة محسوبة لي عند كل عاقل ومحب لهذا الوطن يتمنى أن يعرفه الآخرون‮ ‬وإن‮ ‬بقنوات‮ ‬غير‮ ‬القناة‮ ‬اليمنية‮.‬
ولو‮ ‬كنت‮ ‬الآن‮ ‬مازلت‮ ‬على‮ ‬رأس‮ ‬الفضائية‮ ‬لما‮ ‬ترددت‮ ‬لحظة‮ ‬في‮ ‬مد‮ ‬السعيدة‮ ‬أو‮ ‬أية‮ ‬قناة‮ ‬أخرى‮ ‬ستخدم‮ ‬اليمن‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬بثها‮ ‬لمواد‮ ‬يمنية‮.‬
‮< ‬تدور‮ ‬أحاديث‮ ‬مختلفة‮ ‬حول‮ ‬قصة‮ ‬خروجك‮ ‬من‮ ‬التلفزيون‮.. ‬ما‮ ‬حقيقة‮ ‬ذلك؟
- للأسف كانت هناك مضايقات من الأخ وزيرالإعلام ابتداءً من التفاصيل الصغيرة في العمل مروراً بإصدار توجيهات بعدم استضافة مسئولين في الحزب الحاكم وفي حكومة المؤتمر، وأنه لايجب التركيز عليهم وبالتالي عدم استضافتهم، مما كان يضعنا في موقف محرج جداً عند تنفيذ هذه التوجيهات‮ ‬أمام‮ ‬هذه‮ ‬الجهات‮ ‬أو‮ ‬هؤلاء‮ ‬الأشخاص‮ ‬عندما‮ ‬أكون‮ ‬في‮ ‬مهمة‮ ‬خارجية‮ ‬أو‮ ‬أن‮ ‬تنفذ‮ ‬بتوجيهات‮ ‬مباشرة‮ ‬إلى‮ ‬المسئول‮ ‬الأدنى‮ ‬دون‮ ‬علمي‮.‬
‮< ‬هذا‮ ‬الموضوع‮ ‬كان‮ ‬يمكن‮ ‬مناقشته‮ ‬مع‮ ‬معالي‮ ‬الوزير‮ ‬وحله‮ ‬دون‮ ‬الحاجة‮...‬
- مقاطعاً.. الأخ الوزير للأسف لم يبد أي تعاون.. بالعكس فكلما ناقشنا معه هذه المواضيع ازداد تصلباً في مواقفه الخاطئة.. وكثيراً ممن يعرفون الاستاذ حسن اللوزي يعرفون عن هذه الخصلة.. ودائماً ما كان يدعي امتلاكه للحقيقة المطلقة واحتكار صدق المواطنة في ذاته كما يدعي، ومنح صكوك المواطنة بحسب أهوائه.. أي باختصار تخوين الكل في نظره واحتكار الاخلاص في ذاته.. وهذا في اعتقادي مرض من يُصاب به لايُشفى منه..أضف إلى ذلك تشدده في بث أغانٍ محددة لبعض الفنانين وتهميش مجموعة كبيرة من الفنانين الذين لايروقون له، والتركيز على بعض الأعمال الفنية والأغاني التي هو صاحب كلماتها..كما أنه كان يقوم بإلغاء بعض البرامج من الخارطة البرامجية أثناء بثها حتى لو كانت على الهواء مباشرة، وصدرت عنه توجيهات بإغفال الفعاليات الرياضية وعدم التركيز عليها وخصوصاً نقل المباريات.
وبلغت‮ ‬به‮ ‬النرجسية‮ ‬حد‮ ‬تغيير‮ ‬أوقات‮ ‬بث‮ ‬بعض‮ ‬البرامج‮ ‬خاصة‮ ‬التي‮ ‬يتم‮ ‬استضافته‮ ‬حسب‮ ‬ما‮ ‬يناسب‮ ‬مزاجه‮.‬
إلغاؤه‮ ‬بعض‮ ‬الأعمال‮ ‬الفنية‮ ‬الخاصة‮ ‬بالترويج‮ ‬البرامجي‮ ‬والفواصل‮ ‬بين‮ ‬الفقرات‮ ‬البرامجية‮ ‬والتجديدات‮ ‬التي‮ ‬تتم‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬الزملاء‮ ‬المبدعين‮ ‬في‮ ‬التلفزيون‮ ‬وخاصة‮ ‬الجرافيك‮.‬
وكذلك‮ ‬مواقفه‮ ‬الشخصية‮ ‬من‮ ‬بعض‮ ‬المبدعين‮ ‬واتخاذ‮ ‬إجراءات‮ ‬مباشرة‮ ‬من‮ ‬قبله‮ ‬دون‮ ‬العودة‮ ‬إلى‮ ‬المختصين‮.‬
‮- ‬التدخل‮ ‬في‮ ‬اختصاصات‮ ‬المسئولين‮ ‬في‮ ‬التلفزيون‮ ‬وخلق‮ ‬نوع‮ ‬من‮ ‬الحساسية‮ ‬بين‮ ‬المسئولين‮ ‬عبر‮ ‬التعامل‮ ‬مع‮ ‬الأدنى‮ ‬دون‮ ‬العودة‮ ‬إلى‮ ‬المسئول‮ ‬الأول‮ ‬أو‮ ‬المباشر‮.‬
- بشكل عام.. شخصنة العمل الإعلامي بحسب رؤاه وتركيبة شخصيته الخاصة.. ناهيك عن عدم قدرته على أن يكبر بحجم كبر اليمن، وأن يستشعر ان دور دولة الجمهورية العربية اليمنية غير دولة الجمهورية اليمنية اليوم، وان المشاهد في اليمن لم يعد ملكه كما يكرر دائماً في الاجتماعات‮ ‬ويعطيه‮ ‬دائماً‮ ‬ما‮ ‬يريد،‮ ‬وإنما‮ ‬أصبح‮ ‬المشاهد‮ ‬اليوم‮ ‬في‮ ‬الداخل‮ ‬والخارج‮ ‬يمتلك‮ ‬مئات‮ ‬الخيارات‮ ‬غير‮ ‬الفضائية‮ ‬اليمنية‮.‬
لذلك ولأسباب عدة غيرها أشفق على الزملاء المسئولين في الوسائل الإعلامية حالياً من التعامل مع هكذا عقلية، وكان الله في عون المشاهد اليمني وأي مشاهد آخر في الخارج أوقعه حظه العاثر في مشاهدة الفضائية اليمنية.
أضف‮ ‬إلى‮ ‬ماسبق‮ ‬امتهانه‮ ‬للمبدعين‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬اعطاء‮ ‬توجيهات‮ ‬بإيقاف‮ ‬فلان‮ ‬وحبس‮ ‬فلان‮ ‬وفصل‮ ‬فلان،‮ ‬أي‮ ‬أن‮ ‬المبدع‮ ‬بالنسبة‮ ‬إليه‮ ‬لايشكل‮ ‬أية‮ ‬قيمة‮.. ‬فمن‮ ‬أين‮ ‬سيأتي‮ ‬الإبداع‮!‬؟
‮< ‬هل‮ ‬تعتقد‮ ‬أن‮ ‬ما‮ ‬طرحته‮ ‬يمثل‮ ‬الحقيقة‮ ‬كاملة‮ ‬أم‮ ‬أنه‮ ‬رد‮ ‬فعل‮ ‬إزاء‮ ‬تجربة‮ ‬شخصية‮ ‬واختلاف‮ ‬في‮ ‬وجهات‮ ‬النظر؟
- أتمنى على زملائي الموجودين حالياً على رأس المؤسسات الإعلامية إذا كنت صادقاً فيما طرحت أن يدلوا بدلوهم ويقولوا كلمة حق بهذا الخصوص، وإذا ما كان منافياً للحقيقة فعليهم أن يردوا.. وأنا أعوّل على الزملاء الموجودين ألاَّ يستسلموا لهكذا واقع انطلاقاً من أن الإبداع لايعرف الحواجز وأتمنى عليهم مثلما عرفتهم أنهم مؤمنون بحمل رسالة وأن حب اليمن يجري في عروقهم كما عهدتهم.. من هكذا منطلق أعتقد أنهم لا يستكينون وسيحفرون في الصخر لإبراز إبداعاتهم رغماً عن أنف الكائدين والحاقدين على هذا الوطن.
‮< ‬ما‮ ‬توقعاتكم‮ ‬لأداء‮ ‬القنوات‮ ‬المزمع‮ ‬اطلاقها؟
‮- ‬في‮ ‬ظل‮ ‬وجود‮ ‬الأستاذ‮ ‬حسن‮ ‬اللوزي‮ ‬لاتعليق‮..‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 07:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-4410.htm