مطهر الأشموري -
في عام 1995م انقلب نجل أمير قطر"حمد" على والده خليفة ومن ثم فإن ملك السعودية فهد ومبارك مصر كانا أعادا الأب إلى الحدود ولم تبق غير خطوة بسيطة لإعادة الأب وإزاحة الإبن ولم يكن يحول دون تحقيق ذلك إلا أمريكا والأمر الأمريكي.
هذا الأمير استدعي إلى السعودية في فترة ما بعد 2011م ومع أن ملك السعودية استدعاه فحين وصوله قصره لم يقابله وأرسل له من يبلغه رسالة تقول:
على قطر والجزيرة ترك البحرين وإلا فإنها ستحتل في خمس دقائق.
وفي موازاة ذلك حدث توتر حاد في علاقة قطر بمصر في عهد مبارك وربطا بموقف قطر مع الاخوان مع السيسي.
ربما العدوان على اليمن هو الذي أعطى أهمية واهتماماً أكبر وأكثر بما سارت فيه قطر من تحالف وتعاون عسكري مع إيران ولكن قطر كانت وقبل ذلك وقعت اتفاق تحالف عسكري مع تركيا فماذا يعني ذلك؟
قطر حتى الانقلاب الذي أشرت إليه كان يتعامل معها كقرية سعودية أو تابعة لآل سعود وكان يكفي أن يعين"بن باز" ممثلاً أو مندوباً له في قطر.
السعودية لم تكن لتحتمل الاستقلالية التي مارستها قطر بعد هذا الانقلاب أما دور قطر في أحداث 2011م فهو ما أثار هيستيريا آل سعود إلى مستوى الجنون ولذلك فالسديريون اعتبروا أخاهم عبدالله من أم "شمرية" بات يضعضع هيبة ملكهم ومملكتهم حتى في إطار مجلس التعاون وأمام قطر.
ولذلك فهذا الضغط السعودي أثمر عن قيام الأب الذي انقلب على أبيه بتسليم الحكم لنجله "تميم"وإبعاد حمد بن جاسم آل ثاني وزير الخارجية ورئيس الحكومة حسب طلب آل سعود كما تتداول المصادر الموثوقة.
في كل الأحوال فأمريكا بعد منعها إجهاض حكم"حمد"لم ترغب أن تظهر بأنها من يحمي قطر من حليفها السعودية ولهذا فقطر تظل في إحساس الحاجة إلى حماية بديلة أكانت تركيا أو إيران.
تركيا الإخوان كانت تقاطعت في العلاقات أو الأهداف بالسعودية في ظل عام الاخوان كحكم في مصر وبعد ثورة 2013م وهذا التقاطع كان أرضية التحالف الذي سارت فيه وإليه قطر مع تركيا.
رويداً رويداً مع المتغيرات عادت علاقة تركيا الإخوان والسعودية إلى مستوى من الحميمية أو التحالف؛ وهذا أفقد التحالف مع تركيا قيمته أو جدواه فلم تجد غير إيران بديلا ويساعد في ذلك تغيير علاقة قطر بإيران منذ انقلاب 1995م وتوقيع الاتفاق النووي الإيراني مع أثقال العالم وسياسة قطر أرضية توازنها الخلط في الخطوات وبين الخطوط كتحالف مع إيران وتطبيع مع إسرائيل. من وجهة نظري الشخصية فإنه أكثر من تحالف قطر مع تركيا أو إيران أو مستوى تطبيع مع إسرائيل فإني أتوجه لقطر بالشكر والامتنان لما قدمته لليمن من خدمة نوعية وكثيرة الأهمية بوعي أو بدون وعي.
فقطر وهي عضو في مجلس التعاون عندما تسير في مثل هذا التحالف والتعاون العسكري السياسي الواقعي فهي بذلك فضحت السعودية ونسفت نسفاً فاضحاً مزاعم أو أكذوبة تواجد إيران في اليمن؛ لأنه على السعودية من باب أولى بمعيارها أن تحارب إيران الاوضح في قطر.
أكثر من كان يحتاج لهذه التخريجات عن وجود إيران في اليمن هو السيسي في مصر لأنه لو جاء فقط للتحالف بغطاء شرعي فيكون بذلك نسف شرعيته لأن الشرعية الأقوى هي مع مرسي الإخوان مقارنة بالفار هادي.
هذه الخطوة القطرية أصابت السيسي في مقتل، حيث ان قطر التي تقف مع الإخوان لها ذات المشاعر من قبلنا تجاه السيسي من الإتجاه المعاكس كونه يجمع بين محاربة الإخوان في مصر كإرهاب وبين التحالف مع الإخوان والإرهاب في اليمن ومن أجل المال السعودي وقطر سحبت على بساط تخريجة إيران وأيضاً بوعي أو بدونه.
ربما البحرين فقط بحكم وضع الواقع مذهبياً بتلقائية كما في شرق السعودية كالقطيف والاحساء والدمام تعيش هاجس أو احتمال خطر إيران.. فيما الإمارات والكويت وليس فقط قطر تحس أن الخطر الأكبر هو من السعودية فوق خلاف الجزر المحتلة ولكن المتراكم والتموضعات والمتغيرات لا تتيح قدرات تبديل ولا تقدم بدائل.
باستثناء ملك السعودية الراحل عبدالله وشقيقه مقرن فنظام آل سعود لا أستبعد أنه كان مشاركاً في استهداف الزعيم بحادث مسجد دار الرئاسة لكنه يحتاج لإخفاء ذلك والتغطية عليه بل والسير في خطاب مناقض كحاجيات أساسية أو سياسية في أوضاع وتموضعات من الصعب تجاوزها وقد يصبح ذلك الخطر الأكبر. .في حالات أجد نفسي متفهماً من هذا الفهم وذلك ما جعلني لا اشكر قطر فقط بل أمتن لها لأنها نسفت تخريجات آل سعود كتبرير للعدوان على اليمن، ودقت سيسي مصر في موضع الألم مرتفع الحساسية فوفقت بشكل كبير في تجسيد حكمة ضرب عصفورين بحجر واحد.