محمد هادي طواف - من الأخ عبدالملك بدر الدين الحوثي رئيس جماعة أنصار الله ومساعديه أن يعوا جيداً أن من بين الحجج والمبررات التي استند إليها آل سعود في عدوانهم وحصارهم الغادر الجبان على اليمن خوفهم من احتلال اليمنيين أراضي نجد والحجاز والاستحواذ على الحرمين الشريفين .. حيث يتباكون لدى العرب والمسلمين بأنكم تمثلون رأس حربة المد الفارسي المجوسي كما يزعمون.. ولذا أقترح :-
أولاً- انتهاج سياسة واضحة ترتكز على تطمين العرب والمسلمين الذين شاركوا أو باركوا العدوان والحصار بأنه لا خوف على أراضي الحرمين الشريفين، ولستم أدوات لإيران أو مراهنين عليها لا من قريب ولا من بعيد، وتطلبون من الإيرانيين عدم إقحام اليمن في خطاباتهم وتصريحاتهم ومقايضاتهم.. فالشعب اليمني يعي جيداً أن إيران لا يهمها إلا مصالحها فحسب.. وتؤكدون أن مذهب أنصار الله هو المذهب الزيدي السني الذي تعايش مع المذهب الشافعي وما زال منذ مئات السنين في سلام ووئام... حتى تقطعوا الطريق على آل سعود وأعوانهم من المزايدين والمبتزين اليمنيين الذين ما فتئوا يملأون الدنيا ضجيجاً وزعيقاً ضدكم باعتباركم أشد خطراً من الصهاينة والصليبيين على اليمنيين والعرب والمسلمين..
ثانياً- تطمين الشعب المصري العظيم بأنكم جزء لا يتجزأ من نسيج الشعب اليمني العظيم الذي لا ولن ينسى دور الأشقاء المصريين في مساعدة اليمنيين عسكرياً وثقافياً كون العلاقة أزلية وممزوجة بالدم أثناء التصدي لمرتزقة آل سعود الرامية إلى إجهاض الثورة اليمنية المجيدة 26 سبتمبر 1962م، 14 أكتوبر 1963م وأهدافها الستة التي قضت وإلى الأبد على الحكم الإمامي المستبد والاستعمار البريطاني البغيض.. وبهذا تصلحوا غلطة أخوكم يحيى بدر الدين الحوثي الذي سمعنا أنه قال بالحرف الواحد إن على السيسي ألا يكرر غلطة جمال عبدالناصر فيرسل جيشه إلى اليمن..
ثالثاً - ضرورة تطمين الداخل - بحق وحقيقة - قبل الخارج بتمسككم القوي والراسخ بالثوابت الوطنية التي لا يجوز المساس بها أو الخروج عنها لأي سبب كان..لأن شعبنا العظيم قدم من أجلها عشرات الآلاف من الشهداء الأبرار من خيرة أبنائه.. وهي :
1 - التمسك بالنظام الجمهوري.
2 - التمسك بالأهداف الستة لثورة 26 سبتمبر، و14 أكتوبر.
3 - التمسك بالوحدة المباركة
4 - التمسك بأحكام الدستور النافذ والقوانين النافذة.
5 - تمسككم القوي بالنهج الديمقراطي كسبيل وحيد وحضاري للتبادل السلمي للسلطة، وكمخرج مشرف لجميع المتصارعين على السلطة عبر صناديق الانتخابات بدلاً من الانقلابات والعنف والميليشيات والاستقواء بالخارج..
رابعاً- وأتمنى من فخامة الزعيم علي عبدالله صالح ومنكم تشكيل فريق عمل واحد متناغم الرؤى والأهداف يتولى عملية المصالحة الحقيقية مع كافة الوجهاء والمشائخ والعلماء وذوي التأثير بلا استثناء لخلق اصطفاف وطني قوي موحد الرؤى والأهداف والآليات لإيقاف المواجهات ونزيف الدم الداخلي (ما أمكن إلى ذلك سبيلاً)، ومن ثم التصدي للعدوان والحصار الجائرين بخطوات واضحة وملموسة يجسدها خطاب توعوي واضح المعالم والأهداف سياسياً وإعلامياً واجتماعياً وارشادياً.. والتوقف عن تهديم بيوت المناوئين، وتفعيل دور القضاء والقانون، وإعادة اللحمة لجمعية علماء اليمن ليتسنى لها القيام بواجبها الديني والوطني ، وإلغاء ما يسمى هيئة ورابطة العلماء..
خامساً- إعلان العفو العام عن المغرر بهم في الداخل أو الخارج، والصفح عمن يعلن الرجوع عن المشاركة أو التأييد للغزاة المعتدين وأعوانهم ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء ..
وأتمنى في حالة فشل الحوار المزمع آخر شهر أكتوبر الحالي.. سرعة دعوة البرلمان للانعقاد - باعتباره الجهة الحاضنة الدستورية والقانونية والشرعية الوحيدة المتبقية في البلاد - وذلك بعد إلغاء الإعلان الدستوري واللجنة الثورية العليا..ليتولى تكليف شخص، أو مجلس رئاسي إدارة البلاد مع حكومة طوارئ يمنحها البرلمان الثقة لتتولى التواصل مع العالم الخارجي الذي أنتم والزعيم صالح ومن وراءكما في نظرهم عبارة عن ميليشيات انقلابية ومتمردة على هادي الفاقد أصلاً للشرعية والولاية منذ 22 فبراير 2014م نتيجة التشويه المتعمد الممول سعودياً.
سادساً- وآخر المطاف يعمل بالمثل العربي ((آخر العلاج الكي)) فيما لو سدت السبل الكفيلة بإنهاء العدوان ورفع الحصار وفقاً لما ذكر آنفاً.. فيشكل مجلس عسكري وحكومة حرب إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
والله من وراء القصد.
|