عبدالله الصعفاي- - لم نكن بحاجة إلى إعصار «تشابالا» حتى نفيق من غفلتنا.. ولم نكن بحاجة إلى عدوان حتى ندرك خطأ ما فعلناه في كارثة 2011م التي أعلنت الحاجة لإسقاط النظام لتسقط الدولة ويحل بنا ما هو كائن.
♢ وكما كان العدوان غدَّاراً، ها هو الإعصار يغدر أيضاً ويضرب سكينة جزء كبير من اليمن.. وفي الكارثتين لم يكن اليمنيون بحاجة إلى كلب يرصد مجيئ كارثة إسقاط الدولة أو العدوان.
♢ وحتى لا نكون كشعب شديدي الشبه بالدجاجة التي ترقد فوق بيض الثعابين بعد أن تمت سرقت بيضها، لابد من الاصطفاف الذي يدعم كل رشد ويسقط كل غيّ .. لابد من استحضار المسؤولية الوطنية تجاه أزمة العدوان الكوني الظالم وتجاه الكارثة الطبيعية بنفس الروح التي جعلت مواطن شمال الوطن يزين الشبكة العنكبوتية بالقول : أخي الجنوبي نحن معك في كارثة الإعصار «تشابالا» وإذا لم يتسع مكان مرتفع فقلوبنا وبيوتنا مفتوحة.
♢ وعلى هامش الإعصار والعدوان دعونا من جحافل البيع والشراء في الناس ولنقل بأن غالبية اليمنيين في جنوب اليمن وشماله .. شرقه وغربه .. مؤدبون في أحزانهم .. حامدون في دمعاتهم .. قادرون على التضحية لكنهم لا يستغنون عن حسنة التنبيه بسنن الحياة لاستنفار كل جهد للتعاون مع كل منكوب.
♢ الصيادون الذين ضربتهم طائرات العدوان والصيادون الذين ربما وقعوا ضحايا إعصار «تشابالا» ينتمون إلى أسر فقيرة هي الأولى بالرعاية ، حيث يكفي لتلخيص أحوالهم قبل العدوان وقبل الإعصار استحضار دلالات "واصياد في أمهوري لوحدك تصيد".
♢ وبالمجمل.. الناس في هذه البلاد تحت القصف وتحت الإعصار بحاجة لمن يهدّئ دقات كل قلب ملتاع ، وطمأنة كل نفس قلقة ؛ لأن أكبر كارثة ونازلة أن لا نستعد للكوارث ولا نتعاون كمجتمع حتى يفرجها الله .
♢ ليكن ما نعيشه من كوارث وآلام مجرد مخاضات للعمل الجاد.. ودائماً.. أمام كل كارثة كلنا قادرون بما نستطيع.
|