الميثاق نت -

الثلاثاء, 24-نوفمبر-2015
ناصر العطار -
يقيناً أن غالبية الرأي العام العالمي غير مقتنع بمزاعم ومبررات العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن، وقد اكتشف كذبها وزيفها من أول وهلة.. لتناقضها مع القيم الانسانية ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ذات الصلة باحترام سيادة واستقلال الشعوب وعدم التدخل في الشئون الداخلية لأي دولة وحق كل شعب في تسيير شئون حياته بنفسه «أي بالمصطلح الديمقراطي حكم الشعب نفسه بنفسه».. وما يُستغرب له أن يظل الضمير الانساني ملتزماً الصمت، ولأن الأمر يبدو غريباً وغير مألوف ربما حتى في الأزمنة الغابرة .. فهل فعلاً الريال السعودي أو الفكر الوهابي هما المؤثران أم هيمنة المتبعين لمشروع الشرق الأوسط الجديد. ربما تكون هذه الاسباب مؤثرة على الشعوب التي تفتقر للديمقراية والتي تعاني من هشاشة انظمتها وتفرد وتسلط القائمين على الحكم بإرادة شعوبهم.. واذا كان الأمر كذلك فما الذي جعل الضمير العالمي لدى بقية الشعوب في سباته أو تقاعسة رغم وضوح الحقائق التي تؤكد وحشية العدوان وجرمه على اليمن بكامل السيادة والاستقلال رغم أنه عضو فاعل في المنظمات الدولية والاقليمية ويعمل لتحقيق أمن وسلامة المجتمع الدولي والاقليمي. فهل فعلاً مازال من يصدق أو يقتنع بمبررات هذا العدوان؟!.. سيظل الأمل في الله أولاً ثم في صمود الشعب.. وحتى يصحو الضمير الإنساني ويخرج من صمته ويقول كلمة الحق تجاه العدوان. ألم تتكشف الحقائق التي تدلل على كذب وزيف تقولات المعتدي التي ظلت أبواقه المسعورة ترددها، فالعدوان هدفه إهلاك الحرث والنسل وليس من أجل مصلحة الشعب.. كما يستهدف قتل الانسان دون استثناء ويدمر كل مقومات الحياة، وكذا يقضي على الكائنات الحية والجماد والشجر، خلافاً عن كونه عدواناً على سيادة واستقلال الوطن والنيل من مكتسباته ولحمته الوطنية.. الخ. العدوان السعودي لم يشن على بلادنا وشعبها لمساندة الشرعية كما يدَّعي فجرائمه فاقت كل الجرائم. فهل قتل الأطفال وسفك دمائهم ودفن العرسان بملابس أفراحهم والقضاء على المزارع وتدمير الطرقات وغيرها تأتي لمنع المد الفارسي كما يدعون؟! وكيف ينقض المعاهدات ويبيح قتل الانسان وإهلاك الحرث والنسل لشعب جار حافظ على الأخوة وحقوق الجوار ويعامل على النقيض من ذلك؟! ولمزيد من الحقائق نذكّر المؤمنين بالشرائع السماوية والمتصفحين للتاريخ بعيون متجردة ألم يطلعوا بما يكفي لإبراز دور اليمن على مر العصور في الشورى والديمقراطية، وبشهادة الدول والمنظمات المهتمة بشئون الديمقراطية وحقوق الانسان من خلال مشاركتها في الرقابة على العديد من التجارب الديمقراطية وفي الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية والنيابية والمحلية. ألم تكن المبادرة الخليجية هي خارطة طريق لإنهاء الأزمة وضمان حق الشعب في اختيار حكامه.. ألم يعمل هادي وبحاح على تعطيل الدستور والمبادرة ويصادَر حق الشعب بإلغاء فترة رئاسة الجمهورية وتعطيل عمل مجلس النواب . ألم يسعَ هادي وبدعم سعودي لإيجاد كيان بديل عن مجلس النواب ثم تحويل مسار الحوار الوطني الى تفكيك الدولة واستهداف المؤسسات الدفاعية والأمنية واغتيال قياداتها وإضعاف قوتها وعزيمتها وتدمير معداتها.. الخ. من الذي أفشل الحوار الذي جرى تحت اشراف ورعاية الأمم المتحدة لحل أزمة منصب رئيس الجمهورية.. وماذا عن شهادة السيد جمال بنعمر الذي أكد أن السعودية اجهضت اتفاق الأطراف اليمنية وقامت بالعدوان على اليمن؟ وأخيراً.. ان العالم يدرك جهود اليمن المبذولة لاستتباب الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، كما أنه ظل يشارك الأشقاء العرب في مواجهة أعداء الأمة العربية، ويحرص اليمن على حق الجوار. لقد تناسى اليمنيون جراحاتهم وآلامهم التي تسبب بها الجيران بما فيها محاولة اشعال حروب مع الجارة ارتيريا والعديد من الفتن والحروب الداخلية الأخرى، ورغم ذلك حرص اليمن على حل جميع خلافاته مع الجيران بالطرق السلمية والحوار.. فلماذا يواجه هذا العدوان الهمجي، ولماذا تشارك بعض الأنظمة العربية في هذا العدوان، وتوجه جيوشها لقتل اخوانهم في اليمن..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-44329.htm