الإثنين, 30-نوفمبر-2015
الميثاق نت -  فيصل الصوفي -

أصحاب الحراك الجنوبي، المرهقون نفسياً وعقلياً بأثقال المناطقية والكراهية، ظلوا يتخبطون، ولم يتمكنوا من تحديد ماذا يريدون بالضبط، أو ما هو مشروعهم؟ وهذا لأنهم بلا قضية حقيقية.. تبلبلوا وتحيروا، فحاولوا الخروج من "الحايرة"، بفتح باب قديم محكم الاغلاق، وهو "الجنوب العربي"، قالوا نحن لا علاقة لنا باليمن، نحن جنوب عربي، ونريد استعادة دولة الجنوب العربي، ومع ذلك كانوا يرفعون أعلام دولة جمهورية اليمن الديمقراطية، وليس علم اتحاد الجنوب العربي الذي وضعه الاستعمار، وفي نهاية المطاف هاهم يستعيدون »هادياً« ويقاتلون معه في تعز ومناطق أخرى، ولما يقال لهم ما هذا التراجع إلى الهوية اليمنية، يدرأون الحرج بالقول الكاذب: أصلاً نحن نقاتل بوصفنا دولة الجنوب العربي، لأننا صرنا دولة من دول التحالف.. على أن قولة الحراك عن"الجنوب العربي" هي تقليد باهت للمشروع الاستعماري الذي اسقطه اليمنيون.. أعني مشروع"اتحاد الجنوب العربي" الذي تبنته السلطات الاستعمارية البريطانية في الجنوب اليمني المحتل بداية من عام 1958م، إذ قالت لعملائها السلاطين إن اليمن هو هذا الجزء من الأرض الواقعة في الشمال، أما الجزء المحتل فيكون من الآن"الجنوب العربي"، واتخذ الاستعمار وعملاؤه مختلف الحيل والتدابير القانونية لهذا الغرض، حيث أطلقوا على الجنوب اليمني المحتل اسم"اتحاد الجنوب العربي"، وأعادوا تسمية المؤسسات بما يناسب هذا الاسم، فسموا الهيئة السلاطينية الحاكمة المجلس الاعلى لاتحاد الجنوب العربي، وسموا الجيش جيش اتحاد الجنوب العربي، والحكومة حكومة اتحاد الجنوب العربي، وهلم جرا، وفي حقيقة الأمر كان أصحاب الحكم والقرار في الجنوب اليمني المحتل هم المستعمرون البريطانيون، وليس العملاء المعينون في تلك الهيئات، وفي النهاية اسقط اليمنيون - وهم من الجنوب والشمال- هذا المشروع، وطردوا الاستعمار في 29 نوفمبر 1967م، وفر عملاؤه معه.. ذلك المشروع الساقط"الجنوب العربي" حاول اصحاب الحراك استعادته، ولكن لأنه مشروع قد أسقط، وقد أماته اليمنيون في مهده بتعاضدهم، فالحراكيون لا يفعلون سوى العبث بجثة ميت، أو تسلية النفس بأمنية لن تتحقق.. خلال فترة الكفاح المسلح التي بدأت بثورة 14 أكتوبر 1963م، واختتمت باعلان الاستقلال الناجز يوم 30 نوفمبر 1967م، كان المستعمرون البريطانيون وعملاؤهم في هيئات دولة الجنوب العربي المزيفة، يشعرون أن تعاضد اليمنيين الثوار في الجنوب والشمال يمثل خطراً على وجودهم، ولذلك لجأوا إلى حيلة بائسة وهي كسر هذا التعاضد من خلال الادعاء أن هناك يمنيين جاءوا من بلاد اليمن، إلى الجنوب، وهؤلاء الأجانب! يسهمون في إضعاف حكومة الجنوب العربي، ويجب تسفيرهم من عدن، وهناك متمردون من سكان الجنوب العربي مثل لبوزة والشعبي والسقاف وعلي أحمد ناصر، وصالح مصلح وغيرهم كثير، يتلقون دعماً من اليمن، ويجب القضاء عليهم لأنهم عملاء لدولة أجنبية هي اليمن.. لكن في الأخير فشلت هذه المساعي المناطقية، كما سقط مشروع "اتحاد الجنوب العربي".. وجماعات الحراك تسعى لاستعادة هذا الإرث، لذلك هي مبلبلة شائهة، فحسنت خاتمتها بالارتماء في أحضان هادي ممثل المستعمرين الجدد، فيا لها من خاتمة!!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:39 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-44390.htm