الميثاق نت -

الإثنين, 30-نوفمبر-2015
محمد علي عناش -

منذ خمس سنوات وبالتحديد منذ أزمة 2011م وذكرى مناسباتنا الوطنية تمر في صمت باهتة المعنى وفاقدة للألق والكبرياء، بفعل أعمال الفوضى وما أحدثته من إنكسارات في النفوس ومن خضات سياسية واجتماعية ارتدادية وتدمير ممنهج لثقافتنا الوطنية وأسس وحدتنا وانتمائنا لهذا الوطن، خلال هذه السنوات الكارثية التي دشنتها القوى الفوضوية بشعار "ارحل" واختتمتها بشعار " شكراً سلمان" على صواريخك وبوارجك وقنابلك العنقودية وحصارك البحري، رفعت الأعلام الشطرية من قبل فصائل الحراك الإنفصالي في أعياد وحدتنا اليمنية ونفس هذه القوى من كانت تبرر هذا الانحراف وتوسع الشرخ وتعزز التجزئة وتستثمر هذه الوساخات كي تصب في مستنقع أهدافها التآمرية وطموحاتها اللاوطنية..
إن مناسباتنا الوطنية تعتبر من أهم ثوابتنا الوطنية وقواسمنا المشتركة التي لايمكن أن نسقطها أو نختلف حولها أو نلغيها من أهدافنا، وانما يجب أن تظل حاضرة ومتوهجة في قلوبنا وفي ثقافتنا، لأنها ضميرنا الوطني والإرث النضالي العظيم للحركة الوطنية اليمنية التي ناضلت من أجل الاستقلال والحرية والعدالة الاجتماعية والمستقبل المزدهر التي ينعم فيه اليمنيون بالامن والاستقرار والعيش الكريم، وقدمت من أجل ذلك قوافل من الشهداء الأبرار الذين توجوا نضالاتهم في 30 نوفمبر 1967م برحيل آخر جندي بريطاني من اليمن، وتحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 1990م.
ما الذي حدث حتى تمر مناسباتنا الوطنية بهذا الشكل الحزين المتشح بأجواء الخيانة للوطن وللثورة والوحدة ولدماء الشهداء؟ لماذا فقدنا المعنى وتجردنا من كبرياء وجودنا وفخرنا بنضالات الأحرار الذين سطروا في ِسفر التاريخ الناصع أروع ملاحم الفداء والدفاع عن الوطن؟ من الذي يستهدف طمس هذه المحطات والثوابت الجوهرية في ثقافتنا ويقتلعنا من جذورنا ويلحقنا بالمشاريع الإستعمارية التي عادت بثوب جديد ومن أبواب الخيانة والعمالة والارتزاق والاتجار بدماء اليمنيين التي يسفكها العدوان السعودي الغاشم وتحالفه المرتزق في ظل صمت دولي مشين وجبان
مازلت أتذكر في 30نوفمبر العام الماضي حينما رفعت في عدن أعلام المستعمر البريطاني، لم يكن الأمر عفوياً وانما له دلالاته بما كان يعتمل خلف الكواليس من تآمرات، ودلالاته السياسية والثقافية التي تكشف حجم الإنحدار والانتكاسة في الثقافة الوطنية وكذلك السقوط السياسي والاخلاقي لدى القوى السياسية التي تعاطت مع الأمر وكأنه وجهة نظر، واختلقت الأعذار والمبررات لهذا الاستلاب المشين الذي ينتشر لدى جيل الانتكاسة والقطيعة مع تاريخنا النضالي الناصع، وأختلقت الأسباب اللامنطقية والكيدية كي تسوق أهدافها التآمرية في السلطة، عبر الفوضى وتأجيج الازمات وأعاقة الحلول والتسويات وعبر هذا الانحراف والتداعي في القيم والمبادئ والثوابت الوطنية، هذه القوى نفسها من تكلمت وروجت أن القاعدة هي فزاعة صالح، هي تتباكى اليوم من الإرهاب الذي حول المحافظات الجنوبية الى امارات اسلامية وبدلاً من مواجهة الارهاب تلجأ الى التحالف معه باسم المقاومة، هي نفسها من نفت وجود الدولة هي من تتباكى اليوم على الدولة وتبحث لها عن كبش فداء من خصومها وهي من أسقطت الدولة في 2011م.. اليوم نعيش ذكرى عيدالجلاء 30 نوفمبر في ظل عدوان سعودي همجي طال كل شيء في بلادنا ولم يستثنِ ما يمكن أن يخجل منه لأن هناك خونة في الداخل شرعنوا له ذلك وقالوا له شكراً على منجزاتك.. نعيش هذه الذكرى العظيمة في ظل واقع استعماري جديد في محافظاتنا الجنوبية وفي مأرب ولهم أذيال من نفس هذه القوى يرحبون به ويقاتلون الى جانبه، هذه القوى المراوغة التي تجردت من كل قيمه تؤكد انتماءها لهذا الوطن وهذا الشعب اليمني الحر، التي بدأت المشهد بالفوضى واختتمته بالخيانة والعمالة والعدوان على اليمن واليمنيين والاصطفاف الى جانب المرتزقة والارهاب..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-44392.htm