الميثاق نت -

الإثنين, 30-نوفمبر-2015
علي احمد اليمني -

يحتفل الشعب اليمني بشكل حزين بالذكرى الـ 48 لعيد الاستقلال الوطني الذي انتزعه بالقوة في 30نوفمبر 1967م بطرد الاستعمار البريطاني الغاشم من عدن وكل المحافظات الجنوبية بعد نضال طويل وتضحيات جسيمة في مواجهة الاستعمار الذي احتل عدن في 19يناير عام 1839م..
تتزامن ذكرى الاستقلال هذا العام بانتكاسة وطنية تتمثل بنجاح الخائن هادي في ضرب انتصارات الثورة اليمنية (26 سبتمبر و14 أكتوبر) وجلب قوات استعمارية جديدة لاحتلال اليمن وليس مدينة عدن رمز التحرر والحرية ومعشوقة الثوار وابطال الكفاح المسلح وقبلة طلائع حركات التحرر الوطني في العالم..
إن إعلام الغزاة التي ترفرف على جثث اليمنيين في عدن ومأرب ولحج وشبوة جريمة بحق كل يمني ..جريمة بحق شعب عظيم يقدر سكانه بحوالي 30مليون نسمة يقبلون بمستعمرين جدد يسومونهم سوء العذاب، ويرضخون للذل والهوان وترك مصيرهم ومصير الأجيال يحدده الخائن هادي وآل سعود الذين يقودون الاستعمار الجديد..
في ذكرى هذه المناسبة الوطنية العظيمة على قلب كل يمني يتحرك الخائن هادي اليوم ليؤدي نفس الدور الذي كان يؤديه بيومي.. بل ونفس سمسار الاستعمار الذي ادخل القبطان هينس وجنوده لاحتلال عدن بعد أن كشف لهم سراً خطيراً كان قاتلاً للمدافعين عن عدن والمتمترسين آنذاك في قلعة صيرة، حيث كشف لهم ذلك الخائن الوضيع ان المدافع التي تحرق بنيرانها سفنهم المدججة بمختلف الاسلحة هي مدافع غير متحركة وان عليهم ان يتقدموا لاحتلال عدن ليلاً.. فنجحت المؤامرة وسقطت عدن..
فدخل هينس بقواته واحرق عدن واهلها ..وكان ذلك الخائن يسير بتبختر وترافقه حراسات من قوات الغزو الذين عاثوا في الارض فساداً مثلما يفعل اليوم هادي ويتبختر بقوات غازية تحميه ولم يأمن حتى ابناء الوضيع الشرفاء..
لا فرق بين القبعات والزي أو لون البشرة فالعملاء والمستعمرون كلهم اعداء لعدن.. أعداء لأبناء هذه المدينة الحرة الثائرة الذين يبصقون في وجه الغازي وعملائه.. عدن ستظل عصية وشامخة مثل جبل شمسان لا تكترث لقذارة الدور الذي يؤديه الوضيع هادي رغم انه في أرذل العمر لكنه يتحرك سراً ويتنكر كل يوم لخدمة المستعمرين الجدد..
عدن لم تخنها ذاكرتها أبداً فهي ماتزال تتذكر الدور القذر الذي سبق ان مارسه هذا الخائن في بداية حياته عندما عمل جرسوناً في منزل احد ضباط الاستعمار والذي رشحه فيما بعد ليلتحق بصفوف ما كان يسمى بالجيش العربي الذي أسسه وموله الاستعمار البريطاني في خمسينيات القرن الماضي لإخماد انتفاضات الشعب اليمني ضد الاستعمار وأعوانه من السلاطين والمرتزقة الذين كانوا يحولون دون تحرر واستقلال الشعب اليمني.. لكنهم رغم ذلك هُزموا وانتصرت اليمن في 30نوفمبر 1967م، اليوم الذي اشرقت فيه شمس الحرية والتحرر والاستقلال الوطني المجيد وطهر أبطال اليمن ممثلين بالجبهة القومية وجبهة التحرير عدن من المستعمر وعملائه ..
في هذا اليوم الأغر تنفس الشعب اليمني الصعداء بعد نضال استمر 128 عاماً توجه بالكفاح المسلح الذي انطلق في ثورة 14 أكتوبر1963م من على جبال ردفان الشماء بقيادة الشهيد لبوزة وقدم الشعب خلال فترة الكفاح المسلح الذي استمر اربع سنوات خيرة ابنائه قرباناً من اجل نيل الاستقلال الوطني وطرد الاستعمار من أرض اليمن إلى الأبد..
اليوم للأسف تهل هذه المناسبة والخائن هادي يقف وسط حشود من المستعمرين الجدد المدججين بمختلف الأسلحة والأساطيل.. ويعيش الوضيع هادي كالجرذان في جحر بالقرب من مدينة التواهي وهو يوجه حرابه القاتلة لاغتيال ثورة المجمهرين والذئاب الحمر ويدوس على دماء الشهداء والجرحى من ابطال حرب التحرير ويصرخ.. تقدم.. تقدم..
عجباً.. ان يرفع اليوم هادي والعملاء من امثاله في سماء عدن رايات المستعمرين الجدد وصور المجرم سلمان والمطلوب دولياً البشير وهو ما لم يجرؤ على فعله بالامس العملاء قبله من رفع صور القبطان هينس اوعلم بريطانيا خوفاً من عقاب الشعب.. والاقبح من ذلك ان هذا الوضيع يصدر أوامره القاضية بمنع وسائل الإعلام من بث الأنشودة الوطنية الرائعة التي يعزفها محمد محسن عطروش والتي يتغنى بها والشعب اليمني من اقصى الارض الى اقصاها ويردد معه:
برع يا استعمار برع.. من أرض الأحرار برع ..
نعم تعيش عدن اياماً حزينة جداً وهي تستقبل مناسبة وطنية عظيمة كذكرى عيد الاستقلال، فالمدينة تلبس الحداد في هذا العيد بعد ان انتشرت القوات الغازية مستنفرة ومنعت الاحتفال بهذا العيد.. .منعت الحديث عن الاستقلال والاستعمار وبصم على ذلك الخائن هادي ، خشية من ثورة شعبية تطردهم كما طُرد البريطانيون من قبلهم..
عدن الثورة ..عدن الحرية.. عدن الاستقلال.. عدن الوحدة.. في مثل هذا اليوم من كل عام كانت تعانق روح الشهيد لبوزة وارواح رموز النضال التحرري والاستقلال ومنهم: قحطان الشعبي وسالم ربيع علي وعبدالفتاح اسماعيل وعلي عنتر وصالح مصلح وعلي شائع هادي ومحمد علي هيثم وعبدالله باذيب ومدرم والحبيشي وعبدالعزيز عبدالولي وعشيش وعلي سالم يافعي وعبداللطيف الشعبي ودعرة وعوض الحامد وعبود وآلاف من ابطال الشعب اليمني الذين نسجوا بدمائهم الطاهرة ملحمة عيد الاستقلال المجيد في يوم 30 نوفمبر 1967م..
اليوم.. كيف تحتفل اليمن عامة وعدن خاصة بعيد كهذا وقد جلب الوضيع هادي المستعمرين الجدد لتدنيس أرض اليمن كافة ..إنهم وبهمجية يستبيحون عدن.. اسروا مدنية مدينتنا.. يغتالون احلام وآمال كل اجيال اليمن..
نعم.. لقد عاد القتلة وهاهم يجوبون شوارع سندريلا الشرق استدعاهم الخائن هادي.. لتعود ايام الرعب والخوف وسفك دماء ابناء الشعب اليمني بالشوارع كما كان يفعل ذلك بالامس المستعمر البريطاني قبل أن يطرده ثوار الجبهة القومية.. اليوم نفس العناصر الملثمة التي كانت في ستينيات القرن الماضي تغتال ابطال حرب التحرير، هاهي تغتال ابناء الشعب من على ظهر دراجات نارية او سيارات هايلوكس..
نفس الخونة الذين كانوا يقتلون ويطردون ابناء المحافظات الشمالية ولحج وابين وشبوة والضالع في شوارع عدن ضمن سياسة المندوب السامي للاستعمار بدعوى ان عدن للعدنيين، هاهم اليوم يعيدون نفس المؤامرة بدعوى (التحرير) بعد ان جلبوا الغزاة من اكثر من 15 دولة بدعوى تحرير اليمن ..
> في عيد الاستقلال الوطني الـ(48) ترتدي عدن وكل مدن وقرى اليمن ثوب الحداد حزناً على منجز وطني عظيم اغتاله المستعمرون الجدد واكتسحوا بأساطيلهم ميناء عدن بكل وحشية يتقدمهم الوضيع هادي ..
حقاً.. اليمن تعيش حالة حداد غير مسبوقة في تاريخها فطائرات الغزاة تقصف بأوامر من هادي المدن والقرى بوحشية، مثلما عملت ذلك بريطانيا في عشرينيات القرن الماضي يوم خرج القاضي الإرياني وصرخ بقصيدته الشهيرة التي جاء فيها:
يا بريطانيا رويداً رويدا..
إن بطش الإله بطشاً شديدا
> عيد الاستقلال يحل واليمن تُدمر.. وأبناء الشعب الواحد يقتلون بوحشية بنفس تلك الأساليب القذرة التي استخدمها المستعمر البريطاني والمعروفة بسياسة »فرّق تسد« فإذا كان البريطانيون قد فشلوا بالامس في تحقيق اي نجاح من خلال تنفيذ هذه السياسة، فإن الوضيع هادي وآل سعود يعاودون استخدام نفس أساليب المستعمر القديم وهاهم ينفخون في نيران الخلافات المذهبية ويحاولون إضعاف الشعب وتمزيق وحدته سواءً عبر تفجير صراع مذهبي، سني، زيدي او شيعي كما يزعمون.. أو من خلال محاولة تقسيمه إلى شعبين شمالي وجنوبي.. ومن ثم لحجي وأبيني وحضرمي ومهري وفقاً لسياسة فرّق تسد، ويراهنون على هذه السياسة، ووجهوا الغوغاء والاخوان المسلمين لتنفيذها غير متعظين من الماضي القريب وان الشعب اليمني انتصر على اعدائه قبل 48 عاماً ورفع علم الاستقلال الوطني في سماء عدن يرفرف خفاقاً في 30 نوفمبر 1967م لتعم الفرحة كل ارجاء اليمن ..
> يسعى الوضيع هادي الى اغتيال كل مكاسب الثورة اليمنية »سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر و22مايو« فهاهو مع آل سعود يسعون لتدمير تاريخ أمة عربية ماتزال شواهده حاضرة منذ اكثر من عشرة آلاف عام.. لكنه ورغم الحرب الشاملة التي يستخدم فيها العدو السعودي اسلحة محرمة دولياً منذ ثمانية اشهر لم يستطع أن يهزم الشعب اليمني الذي يقف متصدياً بشجاعة لجحافل المستعمرين الجدد ويجسد صموداً اسطورياً يُعد الأول من نوعه في التاريخ.. وينتزع انتصارات عسكرية وسياسية تبشر بشروق فجر الاستقلال العظيم وسقوط الخائن هادي وقوى الاستعمار الجديد تحت أقدام أبناء الشعب اليمني الأحرار..
يحاول الخائن هادي أن يظهر بمظهر المنتصر مستقوياً بقوات الاستعمار إلاّ أنه يدرك تماماً أن اليمن وعدن خاصة لا تقبل أمثال هؤلاء الخونة أن يعيشوا على أرضها لهذا فهو يعيش في جُحْرٍ تحت الأرض مثل الجرذان..
ومهما تبختر هذا الخائن فسيقتص الشعب اليمني منه قريباً.. وعليه أن يدرك أن العملاء الذين لم تستطع الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس أن تحميهم أو تدافع عنهم بالأمس، لن تستطع أنظمة ضعيفة مثل آل سعود والبشير وغيرهم من امراء ممالك الرمال أن يحموه..
لقد دقت ساعة التحرر من جديد.. وخيوط الاستقلال من الاستعمار بدأت ترسم فجراً جديداً لأبناء الشعب اليمني..
فالخزي والعار لكل أعداء الشعب اليمني وثورته المجيدة (26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر و22 مايو).
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-44393.htm