أحمد الزبيري - < الكوارث والمصائب والفتن التي تتعرض لها الأوطان والشعوب والأمم رغم مأساويتها وآلامها الا أنها إذا أخذت مدلولها التاريخي الاجتماعي السياسي والاقتصادي والثقافي لها أيضاً إيجابيات لا تقل أهمية عن سلبياتها إذا ما نظر اليها بأفق استراتيجي واسع وعميق.
هذا هو أول ما يتبادر الى ذهن القارئ لما كتبه الزعيم علي عبدالله صالح -رئيس المؤتمر الشعبي العام- في صفحته الرسمية على الفيس بوك حول الإنجازات الكثيرة للعدوان السعودي الاجرامي الارهابي الغاشم على الشعب اليمني وقواه السياسية الصامدة المتصدية لهمجيته ووحشيته وفي الصدارة المؤتمر الشعبي العام وقياداته المناضلة الشريفة والمخلصة والوفية الصادقة لليمن الأرض والإنسان.
طبعاً الزعيم أشار في هذا المنشور الى أهم الإنجازات والفوائد على المستوى الوطني والشخصي لينصب تركيزه على الأهمية الكبرى المستفادة من هذا العدوان بالنسبة للمؤتمر الشعبي العام المجسدة في تمكين المؤتمر من استكمال تطهير هذا التنظيم الوطني الرائد من الطحالب والأوساخ والطفيليات التي علقت بجسده من العناصر الخائنة والعميلة والتي بأساليبها الانتهازية تسلقت لتصل الى المراتب القيادية على مستؤى المؤتمر والدولة وكانت سوف تستمر في فسادها وإفسادها ومؤامراتها على المؤتمر والدولة والوطن دون أن يشعر بها أحد لولا العدوان السعودي الذي لعب بكل أوراقه ليحرقها دفعة واحدة ويكشفها ويفضحها ويعريها أمام الشعب اليمني الذي بكل تأكيد لن يغفر لها خيانتها وعمالتها ومتاجرتها بالثوابت الوطنية وسوف تلاحقها أرواح الأطفال والشيوخ والنساء والرجال التي ازهقت بصواريخ وقنابل وقذائف طائرات وبوارج ومدافع العدوان البربري طوال تسعة أشهر والتي كان فيها الخونة والعملاء والمرتزقة أدوات للعدوان وغطاء لجرائمه ووفروا له الذرائع والمبررات لاستباحة دماء اليمنيين وتدمير وطنهم.
طبعاً أولئك الخونة، لا ينتمون إلى المؤتمر الشعبي.. وهذه العناصر الخائنة المحسوبة عليه تعد كبيرة بالنسبة لتنظيم وُلد من رحم اليمن ليجسد روح شعبه وتاريخه الحضاري النضالي الوطني العريق والعظيم، فكان المعبر عن آماله وتطلعاته.. المحقق لمكتسباته وانجازاته في الوحدة والأمن والاستقرار والتنمية والبناء النهضوي الشامل.
من المهم التركيز في هذا المنشور للزعيم علي عبدالله صالح بالفيس بوك على كلمة استكمال تصفية وتطهير المؤتمر لما لها من معانٍ تشير في مضمونها الى حقيقة أن التحديات والأخطار التي مر بها المؤتمر كان يحولها الى محطات رئيسية إيجابية لتصحيح مساراته وتعميق خياراته وتنقية صفوفه من دنس الطفيليين الانتهازيين، ولعل أبرزها أحداث أزمة 2011م والعدوان السعودي المتواصل والمستمر منذ 26مارس 2015م وهي الأخطر.. لهذا فإن عملية التصفية والتطهير داخل المؤتمر تأتي هذه المرة دون ندم لأن الخيانة والعمالة واضحة ولا تحتمل أي التباس أو تأويل ولم يدفع ثمنها حزب أو تنظيم بل الشعب اليمني كله- دماراً وخراباً ودماءً ودموعاً وجراحاً لا تندمل.
|