كلمة الميثاق- - < غداً الثلاثاء تنعقد مشاورات جنيف2 بين الأطراف السياسية اليمنية برعاية الأمم المتحدة لإيجاد حل للوضع المأساوي الكارثي الذي يعيشه الشعب اليمني منذ تسعة أشهر بسبب العدوان السعودي البربري الوحشي المباشر المستهدف للأرض والإنسان.. المدمر لكل مظاهر الحياة، وخلال هذه الفترة الزمنية حصدت آلة حرب نظام آل سعود أرواح آلاف اليمنيين المدنيين الأبرياء، وعشرات الآلاف من الجرحى- غالبيتهم من الأطفال والنساء- مشردةً مئات الآلاف الذين نزحوا من بيوتهم وقراهم ومدنهم بحثاً عن أمان لم يجدوه لأن طائراته وصواريخه وقنابله المحرمة دولياً ظلت تلاحقهم وإن سلموا منها لم يسلموا من عملائها ومرتزقتها تتصدرهم منظمات القاعدة وداعش الارهابية.. ويضاعف هول المأساة الحصار الجائر والظالم الذي منع وصول أبسط الاحتياجات للمواطن اليمني وفي مقدمتها الغذاء والدواء..
إنها حرب عدوانية إجرامية ظالمة تتعارض مع الشرائع السماوية ومع المبادئ والقيم الدينية والانسانية.. ومع القوانين والمواثيق الدولية، واجهها الشعب اليمني الصابر بإرادة وعزيمة إيمانية لا تتزعزع، ممسكاً سلاح الدفاع عن نفسه ووجوده بيد وباليد الأخرى غصن الزيتون من اليوم الأول لهذا العدوان، منطلقاً من قناعة يقينية بحكمة اليمانيين وقدرتهم على حل قضاياهم ومشاكلهم بالوسائل السياسية السلمية وعبر الحوار لو تُرك الأمر لهم بعيداً عن التدخلات الخارجية المباشرة وغير المباشرة.
في هذا السياق جاءت الأطراف السياسية الرافضة للعدوان إلى «جنيف 1» بالشهر الثالث للعدوان متجشمين الصعاب المفتعلة من نظام أسرة آل سعود، وها هم يصنعون مرحلة السلام في «جنيف2» المرهون انعقاده ونجاحه بوقف المعتدي عدوانه ورفع حصاره وإنهاء تدخله في الشأن الداخلي اليمني إن كان يفكر أو يعقل ويعي مصلحته الحقيقية المتمثلة - كما يدَّعي- في وحدة اليمن وأمنه واستقراره باعتباره عمقاً استراتيجياً للجزيرة العربية والخليج، وتأسيساً على هذا فإنه عامل أمن واستقرار وسلام لمنطقة الشرق الأوسط والعالم.
وحتى لا ندخل في تفاصيل المتغيرات الايجابية على الصعيد الميداني الداخلي اليمني وعلى الصعيد الاقليمي والدولي نقول: إن تفاؤلاً وأملاً كبيراً في انعقاد «جنيف2» لدى المؤتمر الشعبي العام وحلفائه والقوى الوطنية والجماهير اليمنية عموماً ورحبوا بذلك من وقت مبكر وجابوا دول العالم من أجل الانتصار لخيار الحوار والسلام..
ولكن يتطلب ذلك من المجتمع الدولي - لاسيما الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن - تحمل مسؤوليتهم تجاه شعب يتعرض لعدوان ظالم وحرب إبادة غير مبررة بالمطلق ماكان يجب السماح بها في وجود عملية سياسية مفتوحة على الحلول السلمية بين الأطراف اليمنية كانت ومازالت تجري برعاية إقليمية وأممية أوشكت أن تصل لنهايتها لولا العدوان السعودي الهمجي الارهابي عليه تحت ذرائع واهية ثبت زيفها وخداعها وتضليلها.. لهذا فإن أبناء اليمن ينظرون الى «جنيف2» من زاوية أن المجتمع الدولي مستوعب حقائق مخاطر استمرار العدوان السعودي عليهم، وبالتالي حانت ساعة وقفه وإعادة اليمنيين الى العملية السياسية عبر طاولة الحوار ووقف العدوان ورفع الحصار وتحميل المعتدي مسؤولية الدماء اليمنية التي سُفكت والدمار والخراب الذي أُلحق بوطنهم.
|