الميثاق نت -

الثلاثاء, 15-ديسمبر-2015
عبداللطيف الشيباني -

< الذين يكثرون من البكاء على تعز هم الذين يقتلون أبناء تعز ويذرفون عليهم دموع التماسيح بما يقومون به من تمثيل زائف لوعي العامة، يسوقون فيه الأجانب بأنهم وطنيون ويسوقون فيه الوطنيين بأنهم أجانب ومحتلون وجبت مقاومتهم وقتالهم وقتلهم من الجو ومن البحر ومن البر بأرقى ما وصلت إليه الآلة العسكرية من السلاح القادر على الإبادة الجماعية والدمار الشامل، ومن خلال جيوش متعددة الجنسيات ومتعددة الدول ومتعددة الشركات الأجنبية المشتغلة بهذا النوع من تجارة القتلة الذين يمارسون حرفة القتل بأساليب ووسائل لا تحترم كافة القوانين الإنسانية المنظمة للحروب، شعارهم بيع ما لديهم من مهارات قتالية لمن لديه استعداد لدفع المال من ملوك النفط والغاز..
يا أبناء محافظة تعز هل أكذب عليكم إذا قلت لكم بأن طيران العدوان يقتلكم ليل نهار مخلفاً سلسلة من المجازر الرهيبة القاتلة للطفولة والأمومة والأبوة والبنوة والقاتلة للحياة وللمدنية وللتجارة والصناعة والقاتلة للزراعة والقاتلة للحيوان، والقاتلة لكافة أنواع المقدسات الوطنية والدينية؟
وهل أكذب عليكم إذا قلت لكم بأن طائرات العدوان هي التي تمطر مدينة تعز وبعض أريافها بالأموال وبجميع أنواع الأسلحة لاستغلال حاجتكم ودفعكم لقتال بعضكم البعض وتهديم الصورة الجميلة لمدينتكم وتدمير ونهب كل ما تمتلكون من المساكن والمتاجر والآثاث والبضائع والمقتنيات والمجوهرات الثمينة وتحويل شوارها ومبانيها وحدائقها إلى اطلال ومدينة اشباح يملؤها الخراب والدمار لا نسمع فيها سوى نعيب البوم وزعيق الحفريات وما يتسرب منها من الروائح والجيف المنتنة التي تزكم الأنوف سواءً لمخلفات الموتى أو لما يتراكم فيها من القمائم وقاذورات المخلفات بعد أن دمروا مؤسسات الدولة ونهبوا كافة ما تنطوي عليه من المحتويات والممتلكات العامة، ناهيك عن نهبهم وسائل النقل العامة وغيرها من وسائل المواصلات والاتصالات وحولوا حوانيت ومعارض التجارة الى خرائب فارغة من كل المقتنيات، دون أن يحترموا حرمة المدارس والجامعات والمستشفيات ودور المكفوفين والعجزة وغير ذلك من المساجد ودور الرعاية الاجتماعية؟
هل أكذب عليكم إذا قلت إن تعز أصبحت تفتقد لجميع المنشآت الحكومية والقصور الرئاسية والاندية الرياضية ودور الضيافة وغير ذلك من المكاتب والمعاهد الفنية والمهنية ولا تجد في شوارعها سوى حفنة من القتلة والمسلحين المتطرفين بعد أن عرفت بأنها عاصمة الثقافة والتجارة والسياحة والمعالم المدنية والتاريخية الجاذبة للسياح؟
هل أكذب عليكم إذا قلت لكم إن مدينة تعز تدعو أبناءها الى الكف عن الاستغفال والاستهبال والارتهان والارتزاق وبيع أنفسهم لجبابرة العدوان ومرتزقة الحروب واستبدال ثقافة النظام وثقافة الأمن وثقافة السلام وثقافة الحب والتعايش والتعاون والتكافل بغيرها من الثقافات العدوانية والفوضوية المروجة للطائفية والمذهبية والكراهية وما يترتب عليها من الأحقاد؟
إن تعز أكبر من هؤلاء المسلحين الذين يتخذون من أبنائها دروعاً بشرية ولا يجدون في أجندتهم سوى القتل والتدمير والتخريب والنهب والسلب والسرقة التي أفلست الأغنياء وحولتهم الى جزء لا يتجزأ من الفقراء وحولت القصور الى أكواخ طاردة أو قاتلة للسكان الذين تحولوا الى مجرد لاجئين أو نازحين يبحثون عن الخبز والأمن ويبحثون عن مخيمات يقيمون فيها وبضعة بطانيات تقيهم قسوة البرد، وقد عرف عنهم أنهم أصحاب عزة وأصحاب ميسرة وأصحاب أملاك وأصحاب تجارة وأصحاب صناعة وأصحاب وعي لا يقبلون لأولادهم (بنين وبنات) أقل من مستويات تعليمية متطورة ومرموقة..
إننا نتساءل لماذا مدينة تعز هي التي لحق بها هذا القتل وهذا الخراب وهذا الدمار؟.. إذا قيل أن الجيش واللجان الشعبية هم المسؤولون عما حدث لعاصمة الثقافة فإن شاهد الحال يؤكد أن ما يحدث لتعز على يد أبنائها (المقاولين) لم يحدث لغيرها من المدن الأخرى الخاضعة لسيطرة الجيش واللجان الشعبية، ولنا في ذلك أن نقارن بين تعز وإب وبين تعز وذمار وبين تعز وصنعاء وبين تعز والحديدة وبين تعز وغيرها من المدن الخاضعة لسيطرة الجيش واللجان الشعبية باستثناء صعدة وحجة، حيث أصبحتا مدناً مستباحة من قبل العدوان ومن يؤيدونه ويقاتلون في صفوفه وتحت رايته من العملاء والمرتزقة والأجانب.
لو أن الاخوان المسلمين وحلفاءهم صدقوا ما وعدوا به المحافظ السابق شوقي أحمد هائل سعيد واحترموا ما كان قد بذله من الجهود وبادروا صادقين للتوقيع على وثيقة تجنيب تعز هذا النوع من القتال والعدوان لما كان حدث لتعز ما حدث من القتل ومن الخراب ومن الدمار الذي قام به هؤلاء المرتزقة الذين يتظاهرون بالبكاء على تعز ويذبحونها من الوريد الى الوريد؟
عن أي إنقلابيين تتحدثون وأنتم من جاهرتم بعمالتكم وخيانتكم جهاراً نهاراً وقد عرف أبناء تعز حقيقة مواقفكم المخزية والمشينة وما تحصلون عليه ثمناً لتلك المواقف القبيحة من المال والسلاح على مرأى ومسمع من الجميع بصورة حولت أبناء تعز الى حطبٍ تأكله نيران العدوان وزباينته الخونة، الذين تجردوا من أبسط القيم الوطنية والأخلاقية الرفيعة.
إن محافظة تعز تدعو هؤلاء القتلة الى مراجعة مواقفهم والكف عن الضحك على الذقون، بعد أن أصبحت روائح خيانتكم تملأ الآفاق بما ينبعث عنها من النتانة.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-44537.htm