الميثاق نت -

الثلاثاء, 15-ديسمبر-2015
محمد شرف الدين -

الدعوة التي وجهها الزعيم علي عبدالله صالح- رئيس المؤتمر- الى الاشقاء في المغرب ومصر والاردن والسودان لسحب قواتهم العسكرية المشاركة في العدوان على اليمن.. دعوة تعبر عن حكمة وحنكة سياسية تحرص على الحفاظ على العلاقة مع الأشقاء في سياق تعزيز العلاقات العربية- العربية.. حيث جاءت الدعوة واليمنيون يتوافدون إلى جنيف لإيجاد حل للأزمة اليمنية سلمياً وعبر الحوار وبرعاية الأمم المتحدة.. وعلى الأشقاء أن يتلافوا هذا الخطأ الكارثي الذي اقترفوه باستمرار مشاركتهم في العدوان السعودي قبل فوات الاوان، وان يدركوا ان القمة الخليجية التي عقدت بالرياض بحثت القضايا التي تعزز أمن تلك الدول وتحمي مصالحها، وتجاهلت القمة الخليجية أي اشارة أو ذكر لدور هذه الدول الشقيقة ما يشير إلى أنها تتعامل مع جيوش مصر وبقية الدول الشقيقة كمرتزقة ومأجورين ليس أكثر..
لقد حرص الزعيم صالح في هذه الدعوة على استخدام كلمة الاشقاء في مخاطبته لقيادة هذه الانظمة العربية على الرغم من انها تسفك دماء أبناء الشعب اليمني وتدمر مكاسبه وتفرض حصاراً ظالماً على البلاد.. ومع ذلك استخدم الرئيس اليمني السابق كلمة الاشقاء ليس من ضعف ابداً خصوصاً وأنه وجه هذه الدعوة وجثث المرتزقة من «بلاك ووتر» والسنغال تأكلها النواهش.. وانما تعبر عن سمو قائد عربي بحجم الزعيم علي عبدالله صالح الذي عهده الجميع يسمو فوق الجراح والآلام رغم ما تقترفه قوات الأشقاء من جرائم بشعة بحق الشعب اليمني.
المهم في هذه الرسالة ان الزعيم طالب الانظمة الأربعة المشاركة في العدوان على الشعب اليمني باتخاذ قرار جريئ وحازم يقضى بسحب قواتهم من اليمن، وهذه المطالبة تأتي قبل ساعات من انعقاد مؤتمر جنيف، ما يعني ان استمرارهم في المشاركة بالعدوان على الشعب اليمني ستكون له عواقب وخيمة بعد ابلاغهم هذه الرسالة الواضحة والصريحة والتي مفادها ان الشعب اليمني سيقتص عاجلاً أم آجلاً لدماء أبنائه إذا لم ينسحبوا فوراً من المشاركة في العدوان.. كما ستعمل اليمن على إلزام المعتدين بالتعويض عبر المحاكم الدولية والتمسك بمحاكمة المجرمين..
لقد بيَّن الرئيس اليمني السابق للرأي العام أنه لايوجد بين اليمن ومصر او السودان او المغرب او الاردن اية عداوة كما لا تربط اليمن مع هذه الأنظمة الأربعة تحديداً أية حدود أو خلافات.. لهذا فإن مشاركة هذه الأنظمة في العدوان عمل غير مبرر وغير قانوني ولا اخلاقي وهذا وحده يعري هذه الانظمة ويدينها بالمتاجرة حتى بدماء أبناء شعوبها وزجهم في معارك قذرة طمعاً في المال السعودي المدنس الذي اصبح المؤثر الاكبر على قرارات قيادات هذه الانظمة التي تورطت بالعدوان على اليمن وباعت كل المبادئ والقيم والاخلاقيات.
لم يستخدم الزعيم صالح كلمات جارحة او مهينة رغم الدماء والجراحات التي يئن منها اليمنيون، وحرص في دعوته على أن يذكّر قيادات الأنظمة العربية الأربعة التي اشار إليها بالاسم بما لديها من مشاكل وإنْ كان حدد مصر بالذات والسودان فذلك يعود لدورهما المخجل في العدوان وغير المتوقع أبداً!!
فليس من المعقول أو المقبول ان يزج الرئيس السيسي بأبناء مصر العروبة للقتال في اليمن تحت رايات داعش والقاعدة، في الوقت الذي يقوم هؤلاء الارهابيون بقتل الشعب المصري وتدمير جيشه البطل وبتمويل سعودي قطري تركي..
والاكثر سوءاً ان يقوم عمر البشير- الذي مزق السودان القطر العربي الشقيق الذي ظل مدى التاريخ موحداً-بإرسال جنود بلاده لقتل ابناء الشعب اليمني دون ذنب، بدلاً من أن يكرس جهوده لحل مشكلة دارفور..
وعلى الرغم من التنبيه والتحذير اليمني للأنظمة العربية الاربعة المتورطة بالعدوان، فقد أشاد الزعيم علي عبدالله صالح بدور سلطنة عمان الشقيقة التي حافظت وتمسكت باستقلالها ومكانتها المتفردة على عكس بقية دول الخليج.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-44539.htm