شوقي اليوسفي - كان نجيب المقداد الملقب بـ(الثعبان) الى ماقبل اندلاع الحرب في تعز يمتلك مسدساً بثمان رصاصات ومع هذا أفزع الكثيرين واتهمته النيابة بارتكاب جرائم سرقة وتقطع وظل مطلوباً امنياً الى أن بدأت الحرب، فتحول من مجرم الى بطل وصار يمتلك رشاشاً معدلاً وشريط رصاص يلفه على نصف جسده بدلاً عن المسدس وأكثر من ذلك أنه اصبح يقود عصابة لايقل عدد أفرادها عن خمسين شخصاً معظمهم من أصحاب السوابق.. نائب الثعبان يُدعى جمال السفياني الملقب بـ(الاخطبوط) متهم بقضايا اغتصاب اطفال وترويج حشيش وكان ايضاً يمتلك الى ماقبل الحرب مسدساً فقط والآن صار مسؤولاً عن توزيع الذخائر في عديد جبهات، وبحسب المعلومات الواردة: (يتم تكريم المقاتل الوسيم بالذخائر أكثر من المقاتل البشع شكلاً)، وليس الاخطبوط وحده من نال شرف حمل الأمانة فحامد الإبي الملقب بـ(الذئب) اصبح شخصاً مهماً وأوكلت اليه مهمة القصف ببازوكة يحملها على كتفه، هذا (الذئب) كانت قد صدرت ضده أحكام بالإعدام وفر من السجن المركزي ، قيل له إنه اصبح طليقاً وسقطت عنه الأحكام بمجرد أنه تحول الى مقاتل، الأخطبوط والثعبان والذئب ورفاقهم من القتلة واللصوص ومدمني الحشيش والمخدرات صاروا أقرب الى تجار سلاح..
العديد من ذوي النظرات الثاقبة والمطلعين على بواطن الأمور يتوقعون عودة أولئك - بعد أن تضع الحرب أوزارها - الى أوكارهم يمارسون جرائمهم بأسلحة متوسطة..
ولن يكون - حينئذ - ثمة وجود لدولة تحمي الضعفاء إلا بعد سنوات ، ولن يأتي ذلك الزمن إلا وقد تكاثر افراد العصابات على نحو مخيف مما سيدخل تعز برمتها مرحلة جديدة من الفوضى وغياب الأمن والأمان ، في الوقت الذي يرجح فيه أنه لن يكون هناك تواجد للدواعش كما هو الحال في عدن وانما سيتصدر المشهد افراد عصابات يمتلكون من السلاح الخفيف والمتوسط مايؤهلهم لاقتحام حارات وشوارع.. ولكم أن تتخيلوا أن فكري الشدادي الملقب بـ(الحوت) كان يمارس عمله في السطو على المحلات بسلاح آلي (وفي ظل وجود دولة) وبعد الحرب سيكون متاحاً له أن يسطو على محلات مجوهرات برشاش وقنابل وغير ذلك ، وهذا الحوت سبق له أن اطلق النار وأصاب أبرياء في عمليات سطو على محلات كثيرة، ودونما شك سيتوق الآن الى تحقيق ثراء فاحش بواسطة رشاش أو سلاح لاتقل عدد رصاصاته عن مائة طلقة، والطلقة الواحدة يمكنها اختراق جدار، فكيف اذا صوبها الى رأس تاجر ذهب أو عامل في محل بيع عصائر .
بعد أيام من انتهاء الحرب - والأيام بيننا - سيكون من المألوف ان نسمع عن مهاجمة قسم شرطة بقذائف بازوكة، وسنسمع - مالم نشاهد - أحدهم يتوعد آخر بتفجير منزله بصواعق ديناميت عن بُعْد، كمية السلاح التي امتلكها عديد اصحاب سوابق في تعز لن يتم جمعها منهم بسهولة طالما والحرب ستتوقف بحوار سياسي ، الحوار يعني انتهاء مرحلة (الاسترزاق) وعليهم أن يبحثوا عن وسائل جديدة برأس مال امتلكوه بمحض فرص قد لاتتكرر.
تعز بعد الاعلان عن اتفاق سياسي يضمن حماية الرؤوس الكبيرة لن تجد - بكل تأكيد - من يحمي رؤوس الأبرياء من قطط ستخرج هذه المرة الى الشوارع متكاتفة، ولن يكون بمقدور أيٍّ كان منعها من الصيد.. تعز باختصار تورطت في حرب ستستمر لسنوات بسيناريوهات متعددة، وحتما سيكون هناك من يستثمر فراغ الدولة - أو لنقل ضعفها - لتكوين مزاج فوضوي ، مزاج يضع تعز ضمن المدن المنكوبة قيمياً وأخلاقياً، وهنا تكمن الكارثة.
٭ رئيس تحريرصحيفة (نبأ الحقيقة)
|