فيصل الصوفي - بحلول نهاية هذا الأسبوع، سيدخل العدوان السعودي على الشعب اليمني شهره العاشر، وخلال الأيام الستة الأخيرة ازداد العدو شراسة وضاعف دعمه لعملائه، وكأنه يسابق الزمن، بالرغم من أن هذه الأيام الستة شهدت مشاورات في سويسرا، ويفترض- حسب الأمم المتحدة- أن هذه المشاورات قد سبقها وقف"إطلاق النار"، لكن هذا ما لم يحدث، بل على العكس من ذلك، تصاعدت حمى المعتدين، وفتحوا جبهات قتال جديدة، من بينها الغزو الخارجي من جهة الغرب اليمني، وللأسف أن العملاء اليمنيين يتقدمون الجند الوهابيين السعوديين.. لا ندري ما الذي دفع ممثلي القوى الوطنية للاستمرار في مشاورات سويسرا، مادام أول شروط هذه المشاورات قد أُغفل من قبل الأمم لمتحدة، ومن قبل العدو السعودي، ومن ممثلي المملوك هادي، فهؤلاء الأخيرون لا حول لهم ولا قوة ولا قرار في الحقيقة، فالأمر كله بيد العدو السعودي وليس بأيديهم، وقد قلنا من بداية العدوان إن المفاوضات يجب فرضها بين اليمن والعدو السعودي المعتدي، كطرفين دوليين، الأول معتدى عليه والثاني مُعْتَدٍ، ولا يزال الموقف يتحمل مثل هذا الفرض.. لا جدوى من مشاورات أخرى بين ممثلي القوى الوطنية اليمنية وعملاء العدو السعودي حول سلام ووئام، طالما هؤلاء اليمنيون يتشاورون حول قضية أحد طرفيها غائب عن المفاوضات، ومستمر في العدوان الذي هو أساس القضية موضوع المفاوضات..
أزعم أن المشاورات (اليمنية- اليمنية) في سويسرا قد انتهت أمس إلى فشل، ومثل هذه النتيجة كان أمراً متوقعاً بناءً على تجربة جنيف الأولى، لأن العدو السعودي يود الاستمرار في العدوان لكي يحقق الأهداف التي من أجلها بادر بشن العدوان العسكري على الشعب اليمني، وما هذه المشاورات سوى خديعة ومضيعة للوقت، ولاحظوا أن العدو السعودي صعَّد عملياته العسكرية، وزاد في دعم عملائه طيلة أيام مشاورات سويسرا، وصعَّد العدو عدوانه الجوي والبري والبحري بعد أن أعلن تشكيل ما يسمى التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، المكون من 35 دولة عربية وإسلامية..
هل اتضحت لنا الإرادة الحقيقية للعدو السعودي؟ ففي الظاهر شكّل تحالفاً إسلامياً لمحاربة الإرهاب، لكن لم يحارب الإرهاب، ولا يريد ذلك، بل إنه يدعم التنظيمات الإرهابية في اليمن، وهي اليوم تحارب معه بقوة أعلى من ذي قبل، وقد اتضح الآن أن العدو السعودي شكّل ذلك التحالف الإسلامي كي يتقوى بدول هذا التحالف الإسلامي، ومن ذلك أنه يستقوي بها في عدوانه على الشعب اليمني.. فبعد إعلان أمير أمراء العدوان السعودي محمد بن سلمان، تشكيل ذلك التحالف الإسلامي، رأينا الاندفاع القوي للعدوان السعودي، ورأينا جنوداً مرتزقة سوداً وقمحيين وملحيين قتلى أو مقاتلين في صفوف العدو السعودي من كل الأجناس.. ولعل الجدير بالملاحظة هنا أن المراسلين الاعلاميين اليمنيين يقولون: لقد قتل سودانيون في مأرب، قتل سودانيون في حرض، قتل سودانيون في تعز.. إنما ليس كل أولئك سودانيين، بل فيهم السنغالي والبنغالي والتشادي والجابوني، وهؤلاء هم من دول التحالف الاسلامي الذي شكّله أمير العدوان السعودي محمد بن سلمان، تحت لافتة محاربة الإرهاب.. إنه حلف لدعم العدو السعودي ليستمر في عدوانه على الشعب اليمني..
|