أحمد الأهدل - على جدار الزمان كتبت
أجبرني الوقت أن أكتب قصة وطن
أجبرني الوقت أن أرسم خطوات بلا عنوان
نعم أيها المتقاتلون على جثة الوطن القتيل..
نعم أيها المتحاورون على خارطة وطن منفي..
نعم أيها الصاعدون إلى حكم وطن.. لا يريد سوى الأمان..
تحمَّلنا منكم كل شيء.. الظلام.. والعطش والموت بلا استئذان..
المعقول وغير المعقول.. كل تحمُّلنا كان لأجل وطن..
ليبقى الوطن.. أما الآن علينا أن نعي ونفهم أن الوطن اليوم..وليس غداً في أمسّ الحاجة لنا.. لتكاتفنا.. لا وقت للأحقاد.. لا مجال للسكوت..
الوطن اليوم وكل يوم يضيع من بين أيدينا.. لا وقت للبحث عن الأسباب..أو المسبب، فكلٌّ منا يعرف نفسه.. لو اجتمعت الدنيا كلها علينا ونحن صف واحد.. قلب واحد.. ودرب واحد لن يستطيعوا أن يتقدموا شبراً واحداً أو يخترقوا قلب رجل واحد منا..
ان يجبر الحر على ترك الأمان.. وحمل الخيام.. أن يجبر الأصيل على السكوت والإذلال.. هذا ما يحصل وسيحصل إن لم نقف صفاً قوياً في وجه عملاء الداخل.. وبائعي الأوطان بالخارج..
ولي وطن آليت ألا أبيعه..
وأن لا أرى في الدهر غيري له مالكاً..
فقدت الكلمات أوراقها.. والأقلام الحرة أصابع كُتَّابها.. هذا جدار الزمان شاهد على مراحل مرت وستمر بنا بوطننا.. فالحروب مهما طالت تضع أوزارها مخلفة آلاف الضحايا وملايين الجروح.. مخلفة مواقف تسمو بأصحابها ومواقف تهوي بأناسها..
فـ«حذارِ»..
أنا من بلدة عزلها منسية..
شوارعها بلا أسماء..
كل من فيها يعيش بفورة الغضب
سجل برأس الصفحة الأولى
أنا لا أكره الناس.. ولا أسطو على أحد..
لكن إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي..
فحذارِ حذارِ من جوعي..
ومن غضبي..
عن محمود درويش
|